الجذاب
24 Jan 2007, 07:15 PM
ا ستطلاع :71 % من الطلاب يغشون في الاختبار
- استطلاع: حسين مطر - 06/01/1428هـ
الغش .. خداع وتدليس ونوع من أنواع الخيانة وهو نقيض النصح لأنه إخفاء للواقع وإظهار لخلافه بحيث لا ينطبق عليه، و يتحقق الغش بالإخفاء وعدم الوضوح بحيث لا يتعرف عليه الطرف الآخر.
"الاقتصادية" تزامنا مع بدء اختبارات الفصل الدراسي الثاني السبت المقبل، أجرت مسحا ميدانيا على 1150 طالبا في مدارس متفرقة في الرياض، لمعرفة نسبة الغشاشين الحاصلين على ما لا يستحقون من درجات فكانت النتيجة عالية جدا باعتراف 824 طالبا باقترافهم منكر الغش في الاختبارات متى ما وجدوا الفرصة مواتية أي بنسبة (71 في المائة)، مؤكدين أن سعة المناهج ومعلوماتها المتراكمة وضعف المراقبين أبرز أسباب سطوتهم على أوراق غيرهم، فيما رفض 326 آخرون مبدأ الغش مع العلم أن السبب الثالث للغش وهو ضعف الوازع الديني لم يكن له حظ بين إجابات الطلاب.
من جانبه، أبدى الدكتور خالد عبد الله الخميس الأستاذ المساعد في قسم علم النفس في جامعة الملك سعود، تضجره من نتيجة الاستطلاع حول ظاهرة الغش في الاختبارات، وقال: الغش مسألة خطيرة لا تهدد التعليم فحسب بل تهدد المجتمع بأكمله، تصور أن الشخص غير الكفء وضع في أماكن مهمة، تصور أن الطبيب حصل على شهادته بالغش وأن المدرس يحصل على شهادته بالغش والطيار والمهندس والمدير والمحاسب كذلك.
وتابع: إن مجتمعا كهذا لا شك مصيره الدمار والانهيار، وفي رأيي أن الغش في الاختبار قد يكون أخطر من الغش في البيع والشراء لأن الغش في البيع هو غش على شخص واحد بينما الغش في الاختبار يعني الغش على مجتمع بأسره.
وأوضح أن مفهوم الاختبارات غائب لدى الطلاب، مبينا: ما يفهمه الطلاب هو أن الاختبارات ما هي إلا أداة لبيان مدى فشل الطالب أو عدم فشله، فالشخص الفاشل هو من يرسب أو يتحصل على درجات منخفضة، لكن الحقيقة أن الاختبار يعني قياس مدى تحقق الأهداف التربوية ومدى استيعاب الطالب للمادة العلمية. ومن هنا فالاختبار هو أسلوب تشخيصي وليس علاجي، إن الطالب الذي يغش في الاختبار هو كالمريض الذي يزور في نتائج تحاليله الطبية.
على الصعيد ذاته، حذر الشيخ محمد الشمالي الداعية الإسلامي، من ظاهرة الغش، مشددا على أنها من أخطر الظواهر التي يتساهل فيها الطلاب وأولياء الأمور وبعض المعلمين والمراقبين، وتكمن الخطورة في الدخول تحت وعيد النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من غشنا فليس منا).
وأضاف: إن المتأمل في حقيقة الغش يرى أنه يعود بكل أسبابه إلى ضعف الإيمان فكيف يتجرأ المسلم على الغش وهو يعلم بهذا الحديث النبوي بل إن من صفات المؤمن الأمانة وهي الصفة التي كان يمتدح بها النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية قبل الإسلام فأين التخلق بهذا الخلق فالذي يمارس الغش هو من أبعد الناس عن الأمانة.
وقال: إن الغش لا ينتهي عند الخروج من قاعة الامتحان فحسب بل يمتد مع الغاش في حياته كلها فما يأخذه من مال من وظيفته التي يعمل فيها والتي ترتبت على شهادات مغشوشة هو مال حرام، فعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم ودم نبتا على سحت) قال ابن منظور (السحت: الكسب ما خالطه الحرام الذي لا خير فيه).
وأبان: بعد العلم بأن الغش حرام وأنه يترتب عليه الأكل الحرام وهو متوعد بعدم دخول الجنة في الآخرة وبعدم قبول دعائه، أليس ذلك محفزا لكل ذي لب أن يكون من أبعد الناس عن الغش مهما كانت نتيجته؟!
في السياق ذاته، يقول وائل الحربي طالب ثانوي إن بعض المعلمين يتساهلون في مراقبة الطلاب ويتركون لهم فرصة استراق الإجابة من زملائهم.
وأوضح أن ضعف المراقبة يغري الطلاب بمحاولة البحث عما جهلوه في ورقة الاختبار، مبينا أن بعض الطلاب لديهم مبدأ "من له حيلة فليحتل" كتبرير فيما يفعلونه من غش في الاختبارات.
ورفض الحربي إلقاء اللوم كله على الطالب الغاش، مستشهدا بالمثل القائل: لا تأمن الذئب على الغنم! مشيرا إلى أنه حينما يلقى الطالب تساهلا وابتسامات من المراقبين في قاعة الاختبارات وغض الطرف، إذا ستكون النظرات مرتاحة ومتنقلة بين ورقة وأخرى في قاعة الاختبار.
- استطلاع: حسين مطر - 06/01/1428هـ
الغش .. خداع وتدليس ونوع من أنواع الخيانة وهو نقيض النصح لأنه إخفاء للواقع وإظهار لخلافه بحيث لا ينطبق عليه، و يتحقق الغش بالإخفاء وعدم الوضوح بحيث لا يتعرف عليه الطرف الآخر.
"الاقتصادية" تزامنا مع بدء اختبارات الفصل الدراسي الثاني السبت المقبل، أجرت مسحا ميدانيا على 1150 طالبا في مدارس متفرقة في الرياض، لمعرفة نسبة الغشاشين الحاصلين على ما لا يستحقون من درجات فكانت النتيجة عالية جدا باعتراف 824 طالبا باقترافهم منكر الغش في الاختبارات متى ما وجدوا الفرصة مواتية أي بنسبة (71 في المائة)، مؤكدين أن سعة المناهج ومعلوماتها المتراكمة وضعف المراقبين أبرز أسباب سطوتهم على أوراق غيرهم، فيما رفض 326 آخرون مبدأ الغش مع العلم أن السبب الثالث للغش وهو ضعف الوازع الديني لم يكن له حظ بين إجابات الطلاب.
من جانبه، أبدى الدكتور خالد عبد الله الخميس الأستاذ المساعد في قسم علم النفس في جامعة الملك سعود، تضجره من نتيجة الاستطلاع حول ظاهرة الغش في الاختبارات، وقال: الغش مسألة خطيرة لا تهدد التعليم فحسب بل تهدد المجتمع بأكمله، تصور أن الشخص غير الكفء وضع في أماكن مهمة، تصور أن الطبيب حصل على شهادته بالغش وأن المدرس يحصل على شهادته بالغش والطيار والمهندس والمدير والمحاسب كذلك.
وتابع: إن مجتمعا كهذا لا شك مصيره الدمار والانهيار، وفي رأيي أن الغش في الاختبار قد يكون أخطر من الغش في البيع والشراء لأن الغش في البيع هو غش على شخص واحد بينما الغش في الاختبار يعني الغش على مجتمع بأسره.
وأوضح أن مفهوم الاختبارات غائب لدى الطلاب، مبينا: ما يفهمه الطلاب هو أن الاختبارات ما هي إلا أداة لبيان مدى فشل الطالب أو عدم فشله، فالشخص الفاشل هو من يرسب أو يتحصل على درجات منخفضة، لكن الحقيقة أن الاختبار يعني قياس مدى تحقق الأهداف التربوية ومدى استيعاب الطالب للمادة العلمية. ومن هنا فالاختبار هو أسلوب تشخيصي وليس علاجي، إن الطالب الذي يغش في الاختبار هو كالمريض الذي يزور في نتائج تحاليله الطبية.
على الصعيد ذاته، حذر الشيخ محمد الشمالي الداعية الإسلامي، من ظاهرة الغش، مشددا على أنها من أخطر الظواهر التي يتساهل فيها الطلاب وأولياء الأمور وبعض المعلمين والمراقبين، وتكمن الخطورة في الدخول تحت وعيد النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من غشنا فليس منا).
وأضاف: إن المتأمل في حقيقة الغش يرى أنه يعود بكل أسبابه إلى ضعف الإيمان فكيف يتجرأ المسلم على الغش وهو يعلم بهذا الحديث النبوي بل إن من صفات المؤمن الأمانة وهي الصفة التي كان يمتدح بها النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية قبل الإسلام فأين التخلق بهذا الخلق فالذي يمارس الغش هو من أبعد الناس عن الأمانة.
وقال: إن الغش لا ينتهي عند الخروج من قاعة الامتحان فحسب بل يمتد مع الغاش في حياته كلها فما يأخذه من مال من وظيفته التي يعمل فيها والتي ترتبت على شهادات مغشوشة هو مال حرام، فعن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم ودم نبتا على سحت) قال ابن منظور (السحت: الكسب ما خالطه الحرام الذي لا خير فيه).
وأبان: بعد العلم بأن الغش حرام وأنه يترتب عليه الأكل الحرام وهو متوعد بعدم دخول الجنة في الآخرة وبعدم قبول دعائه، أليس ذلك محفزا لكل ذي لب أن يكون من أبعد الناس عن الغش مهما كانت نتيجته؟!
في السياق ذاته، يقول وائل الحربي طالب ثانوي إن بعض المعلمين يتساهلون في مراقبة الطلاب ويتركون لهم فرصة استراق الإجابة من زملائهم.
وأوضح أن ضعف المراقبة يغري الطلاب بمحاولة البحث عما جهلوه في ورقة الاختبار، مبينا أن بعض الطلاب لديهم مبدأ "من له حيلة فليحتل" كتبرير فيما يفعلونه من غش في الاختبارات.
ورفض الحربي إلقاء اللوم كله على الطالب الغاش، مستشهدا بالمثل القائل: لا تأمن الذئب على الغنم! مشيرا إلى أنه حينما يلقى الطالب تساهلا وابتسامات من المراقبين في قاعة الاختبارات وغض الطرف، إذا ستكون النظرات مرتاحة ومتنقلة بين ورقة وأخرى في قاعة الاختبار.