هديل
06 Feb 2007, 06:59 PM
يولد نحو 600 طفل من أمهات بديلة سنويا
"تأجير الأرحام" بالهند يثير جدلا وانتقادات لتحويل الأمومة إلى سلعة
مومباي- رويترز
جيوتي ديف (30 عاما) حامل لكن حين تضع في مارس/آذار فإن الطفل لن يعود معها إلى المنزل للتواصل مع طفلها الآخر، لكنه سيسلم لزوجين أمريكيين غير قادرين على حدوث الحمل.
وستحصل الأم الهندية البديلة على المال مقابل تعبها. لم تفصح عن المبلغ لكنها تقول إنها أموال تحتاجها بشدة لإطعام أسرتها الفقيرة بعد أن أقعد حادث صناعي عائل الأسرة الوحيد عن العمل.
وتقول ديف "زوجي فقد أطرافه أثناء عمله في المصنع... لم نستطع حتى الحصول على وجبة في اليوم. حينذاك قررت أن أؤجر رحمي".
ووظيفة الأم البديلة هي الأحدث ضمن قائمة طويلة من الوظائف التي تسند لعمال في الهند لخفض التكلفة حيث تقدم خدمة تأجير الارحام بأسعار أرخص كثيرا عنها في الغرب.
وقال جوتام الاباديا اختصاصي الخصوبة الذي ساعد زوجين من سنغافورة في الحصول على طفل من خلال أم هندية بديلة "في الولايات المتحدة يتعين على زوجين بلا اطفال انفاق ما يصل إلى 50 الف دولار... في الهند يجري هذا مقابل ما بين عشرة آلاف و12 الف دولار".
وعادة ما تحصل عيادات الخصوبة على ما بين الفين وثلاثة آلاف دولار لاتمام العملية فيما تحصل الأم البديلة على ما بين ثلاثة وستة آلاف دولار وهو مبلغ يعد ثروة في دولة يبلغ فيها الدخل السنوي للفرد نحو 500 دولار.
لكن هذه الممارسة تتعرض لانتقادات في الهند حيث يصفها البعض بأنها "تحويل الامومة إلى سلعة" واستغلال من الاثرياء للفقراء.
وقالت ريتوجا وهي أم بديلة في مومباي احجمت عن الكشف عن اسمها بالكامل "صحيح أنني أفعل هذا من أجل المال لكن أليس صحيحا ايضا أن الأزواج المحرومين من الأطفال يستفيدون أيضا".
وبالنسبة للامهات البديلات واللاتي يكن عادة ربات منزل من الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى فإن المال هو الدافع الأول. أما بالنسبة لزبائنهن فإن عدم الخصوبة أو كما يزعم البعض لجوء الأمهات المتعلمات العاملات لاستئجار الارحام حتى لا يؤثر الحمل على مستقبلهن المهني.
ويقول خبراء إن هناك أيضا بعدا اجتماعيا للخدمة التي يقدمنها هو التعاطف مع الأشخاص الذين لديهم أطفال في مجتمع يعتبر الانجاب واجبا مقدسا ويؤمن بالمكافأة عن الأعمال الطيبة في الحياة الآخرة.
وقال ديباك كبير وهو طبيب أمراض نساء مقره مومباي "الامهات البديلات يمنحن لحياة الابوين اللذين يحصلان على الطفل معنى جديدا. بالنسبة لهم فإن الأموال التي يدفعونها مجرد تذكار لا يعبر بأي حال عن مدى امتنانهم".
وفي الوقت الذي ليست هناك فيه أرقام رسمية فإن ما يقدر بما بين 100 و150 طفلا يولدون في الهند لأمهات بديلات كل عام غير أن عدد المحاولات التي تنتهي بالفشل أعلى من هذا بكثير.
ياشودارا مهاتري استشارية الخصوبة في مركز مومباي للتكاثر البشري تقول إنه في الوقت الذي لا تتوافر فيه أرقام شاملة فربما يولد بين 500 و600 طفل من أمهات بديلة سنويا على مستوى العالم. وتضيف أن الاقبال على مستشفى الدكتور ال.اتش هيرانانداني حيث تعمل يتضاعف كل عام.
ويتولى الاباديا حاليا 14 حالة باباء مستقبليين من الهند وبريطانيا والولايات المتحدة وسنغافورة وفرنسا والبرتغال وكندا.
ولا توجد في الهند قوانين تنظم صناعة الخصوبة بل مجرد تعليمات ارشادية غير ملزمة اصدرها مجلس الابحاث الطبية بالبلاد لكن متخصصين يقولون انهم وضعوا لانفسهم معايير خاصة بهم وهي تقديم هذه الخدمة للأزواج المحرومين من الأطفال والذين لا يستطيعون إحداث حمل ناجح بأنفسهم فقط.
ويجب أن تكون الأم البديلة شابة وصحيحة ومتزوجة ولها أطفال حتى تستطيع توفير الدعم البدني والنفسي. ولا يرجح أن ترغب ام بديلة في الاحتفاظ بالطفل اذا كان لديها اطفال بالفعل.
ويقول أطباء انه في الهند تكون البويضة عادة من الام التي ستحصل على الطفل في نهاية المطاف او من متبرعة لخفض احتمالات تعلق الام البديلة عاطفيا بالطفل.
ويوقع الطرفان عقدا يدفع الزوجان بموجبه أجرا مقابل خدمات الام البديلة ويسددان تكاليف الرعاية الطبية فيما تتخلى الاخيرة عن حقها في الطفل مما يستبعد احتمالات نشوب معركة على حضانة الوليد فيما بعد. ويعتقد البعض أنه يجب أن تخضع هذه الصناعة لقيود اكثر صرامة.
وقال سي.بي بيوري مدير المعهد الوطني لابحاث الصحة الانجابية "كل حمل وولادة مصحوب ببعض المخاطر الصحية... يجب الا نروج لمسألة الام البديلة باعتبارها تجارة".
وكان الاهتمام الاعلامي الذي أحاط بانجاب جدة عمرها (47 عاما) توأمين لابنتها عام 2004 في عيادة في بلدة اناند بغرب ولاية جوجارات قد أعلم الكثير من الهنود بمسألة الام البديلة للمرة الاولى.
ومنذ ذلك الحين أصبحت اناند مركز هذه الصناعة حيث تقدمت 20 امرأة للعب دور الام البديلة لازواج من خارج البلاد. وتعرف اناند بأنها عاصمة الحليب في الهند بعد أن حققت شركة تعاونية لمنتجات الالبان نجاحا ساحقا.
بعض هؤلاء النساء يخضعن لهذه العملية للمرة الثانية. وستضع سبعة امهات بديلات على الاقل في وقت لاحق هذا العام.
وقد يكون تأجير الارحام صفقة مربحة كوظيفة مؤقتة لكن المواقف التقليدية من ممارسة الجنس والتناسل خاصة في الريف تعني أن على الامهات البديلات الهنديات عادة اختلاق قصص لاخفاء الامر عن جيرانهن.
ويقول معظمهن انهن يحملن اطفالا من أزواجهن ومتى يولد الطفل ويسلم لابويه المرتقبين يقلن ان طفلهن توفي. ويذهب البعض الى بلدات أخرى ويعدن بعد الانجاب ليخبرن جيرانهن أنهن كن في زيارة للاقارب.
وتقول ام مرتقبة (29 عاما) في عيادة في مومباي "انها كذبة يجب أن نقولها والا كيف نستطيع أن نجني هذا الكم من المال". وتضيف "الكذب من أجل غاية طيبة ليس باثم".
"تأجير الأرحام" بالهند يثير جدلا وانتقادات لتحويل الأمومة إلى سلعة
مومباي- رويترز
جيوتي ديف (30 عاما) حامل لكن حين تضع في مارس/آذار فإن الطفل لن يعود معها إلى المنزل للتواصل مع طفلها الآخر، لكنه سيسلم لزوجين أمريكيين غير قادرين على حدوث الحمل.
وستحصل الأم الهندية البديلة على المال مقابل تعبها. لم تفصح عن المبلغ لكنها تقول إنها أموال تحتاجها بشدة لإطعام أسرتها الفقيرة بعد أن أقعد حادث صناعي عائل الأسرة الوحيد عن العمل.
وتقول ديف "زوجي فقد أطرافه أثناء عمله في المصنع... لم نستطع حتى الحصول على وجبة في اليوم. حينذاك قررت أن أؤجر رحمي".
ووظيفة الأم البديلة هي الأحدث ضمن قائمة طويلة من الوظائف التي تسند لعمال في الهند لخفض التكلفة حيث تقدم خدمة تأجير الارحام بأسعار أرخص كثيرا عنها في الغرب.
وقال جوتام الاباديا اختصاصي الخصوبة الذي ساعد زوجين من سنغافورة في الحصول على طفل من خلال أم هندية بديلة "في الولايات المتحدة يتعين على زوجين بلا اطفال انفاق ما يصل إلى 50 الف دولار... في الهند يجري هذا مقابل ما بين عشرة آلاف و12 الف دولار".
وعادة ما تحصل عيادات الخصوبة على ما بين الفين وثلاثة آلاف دولار لاتمام العملية فيما تحصل الأم البديلة على ما بين ثلاثة وستة آلاف دولار وهو مبلغ يعد ثروة في دولة يبلغ فيها الدخل السنوي للفرد نحو 500 دولار.
لكن هذه الممارسة تتعرض لانتقادات في الهند حيث يصفها البعض بأنها "تحويل الامومة إلى سلعة" واستغلال من الاثرياء للفقراء.
وقالت ريتوجا وهي أم بديلة في مومباي احجمت عن الكشف عن اسمها بالكامل "صحيح أنني أفعل هذا من أجل المال لكن أليس صحيحا ايضا أن الأزواج المحرومين من الأطفال يستفيدون أيضا".
وبالنسبة للامهات البديلات واللاتي يكن عادة ربات منزل من الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى فإن المال هو الدافع الأول. أما بالنسبة لزبائنهن فإن عدم الخصوبة أو كما يزعم البعض لجوء الأمهات المتعلمات العاملات لاستئجار الارحام حتى لا يؤثر الحمل على مستقبلهن المهني.
ويقول خبراء إن هناك أيضا بعدا اجتماعيا للخدمة التي يقدمنها هو التعاطف مع الأشخاص الذين لديهم أطفال في مجتمع يعتبر الانجاب واجبا مقدسا ويؤمن بالمكافأة عن الأعمال الطيبة في الحياة الآخرة.
وقال ديباك كبير وهو طبيب أمراض نساء مقره مومباي "الامهات البديلات يمنحن لحياة الابوين اللذين يحصلان على الطفل معنى جديدا. بالنسبة لهم فإن الأموال التي يدفعونها مجرد تذكار لا يعبر بأي حال عن مدى امتنانهم".
وفي الوقت الذي ليست هناك فيه أرقام رسمية فإن ما يقدر بما بين 100 و150 طفلا يولدون في الهند لأمهات بديلات كل عام غير أن عدد المحاولات التي تنتهي بالفشل أعلى من هذا بكثير.
ياشودارا مهاتري استشارية الخصوبة في مركز مومباي للتكاثر البشري تقول إنه في الوقت الذي لا تتوافر فيه أرقام شاملة فربما يولد بين 500 و600 طفل من أمهات بديلة سنويا على مستوى العالم. وتضيف أن الاقبال على مستشفى الدكتور ال.اتش هيرانانداني حيث تعمل يتضاعف كل عام.
ويتولى الاباديا حاليا 14 حالة باباء مستقبليين من الهند وبريطانيا والولايات المتحدة وسنغافورة وفرنسا والبرتغال وكندا.
ولا توجد في الهند قوانين تنظم صناعة الخصوبة بل مجرد تعليمات ارشادية غير ملزمة اصدرها مجلس الابحاث الطبية بالبلاد لكن متخصصين يقولون انهم وضعوا لانفسهم معايير خاصة بهم وهي تقديم هذه الخدمة للأزواج المحرومين من الأطفال والذين لا يستطيعون إحداث حمل ناجح بأنفسهم فقط.
ويجب أن تكون الأم البديلة شابة وصحيحة ومتزوجة ولها أطفال حتى تستطيع توفير الدعم البدني والنفسي. ولا يرجح أن ترغب ام بديلة في الاحتفاظ بالطفل اذا كان لديها اطفال بالفعل.
ويقول أطباء انه في الهند تكون البويضة عادة من الام التي ستحصل على الطفل في نهاية المطاف او من متبرعة لخفض احتمالات تعلق الام البديلة عاطفيا بالطفل.
ويوقع الطرفان عقدا يدفع الزوجان بموجبه أجرا مقابل خدمات الام البديلة ويسددان تكاليف الرعاية الطبية فيما تتخلى الاخيرة عن حقها في الطفل مما يستبعد احتمالات نشوب معركة على حضانة الوليد فيما بعد. ويعتقد البعض أنه يجب أن تخضع هذه الصناعة لقيود اكثر صرامة.
وقال سي.بي بيوري مدير المعهد الوطني لابحاث الصحة الانجابية "كل حمل وولادة مصحوب ببعض المخاطر الصحية... يجب الا نروج لمسألة الام البديلة باعتبارها تجارة".
وكان الاهتمام الاعلامي الذي أحاط بانجاب جدة عمرها (47 عاما) توأمين لابنتها عام 2004 في عيادة في بلدة اناند بغرب ولاية جوجارات قد أعلم الكثير من الهنود بمسألة الام البديلة للمرة الاولى.
ومنذ ذلك الحين أصبحت اناند مركز هذه الصناعة حيث تقدمت 20 امرأة للعب دور الام البديلة لازواج من خارج البلاد. وتعرف اناند بأنها عاصمة الحليب في الهند بعد أن حققت شركة تعاونية لمنتجات الالبان نجاحا ساحقا.
بعض هؤلاء النساء يخضعن لهذه العملية للمرة الثانية. وستضع سبعة امهات بديلات على الاقل في وقت لاحق هذا العام.
وقد يكون تأجير الارحام صفقة مربحة كوظيفة مؤقتة لكن المواقف التقليدية من ممارسة الجنس والتناسل خاصة في الريف تعني أن على الامهات البديلات الهنديات عادة اختلاق قصص لاخفاء الامر عن جيرانهن.
ويقول معظمهن انهن يحملن اطفالا من أزواجهن ومتى يولد الطفل ويسلم لابويه المرتقبين يقلن ان طفلهن توفي. ويذهب البعض الى بلدات أخرى ويعدن بعد الانجاب ليخبرن جيرانهن أنهن كن في زيارة للاقارب.
وتقول ام مرتقبة (29 عاما) في عيادة في مومباي "انها كذبة يجب أن نقولها والا كيف نستطيع أن نجني هذا الكم من المال". وتضيف "الكذب من أجل غاية طيبة ليس باثم".