مراسل الموقع
18 Feb 2007, 01:53 AM
مداريات
ريال الوطن ولا مليون الارتزاق
مشعل الجبوري العنزي
لم يسبق أن كتبت رأياً أو تعليقاً حول مسابقة شاعر المليون، ولم أكن أنوي ذلك، وقد قرأت بعض مقالات الزملاء الذين كتبوا رأيهم إلى أن استمعت إلى إحدى حلقات البرنامج الأخيرة، إذ وصف أحد أعضاء اللجنة بعض المقالات التي كتبت في الصحافة بأنها مرتزقة والحقيقة عكس ذلك ومكشوفة عبر الشاشة للجميع؛ وهي أن الارتزاق قد بدأ من أعضاء اللجنة قبل الشعراء المشاركين بمجاملاتهم ونفاقهم الزائد!
وقد عادت بي الذاكرة إلى الوراء وإلى قبل ما يقارب السبعة أعوام عندما اتصل بي أحد الأصدقاء وأخبرني أن كثيرين قد هاجروا إلى إحدى الدول الخليجية واستفادوا مادياً. فكان جوابي له وهو لا زال حياً يرزق: أن ريال بلدي المملكة العربية السعودية بقيادة (إخوان نورة) أفضل لدي من مليون ذلك البلد.
وعندما عرضت في الآونة الأخيرة حلقات برنامج شاعر المليون ذكرني صديقي بجوابي ذلك، فقلت إنه لا يزال في شريط الذاكرة ولا يزال رأيي كذلك، وهو أن ريال بلدي أفضل من مليون غيره، وأعتقد أن مجرد ذهاب إنسان خارج وطنه ليس مكلفاً سواء للسياحة أو العلاج، ويعد بحد ذاته أكبر ارتزاق، خصوصاً إذا كان شويعراً أو غاوياً أو مستشعراً؛ لأن الشعراء الحقيقيين لا يسيئون إلى أوطانهم بالخضوع والمذلة للآخر، وعلى مرأى المشاهدين كأعضاء لجان أو شعراء مشاركين أو ضيوف شرف.. فما الشرف في ذلك؟ وكذلك الشعراء الحقيقيين قد تجاوزوا سن الخامسة والأربعين، أما الغاوون فهم دون ذلك السن؟
وقفة شعرية
كم شاعرٍ كذاب ماكر ودجال
شرق عن ديار الفخر والسعادة
أما ما هو صاحي واما به هبال
تالي حياته صايرٍ به قراده
ما سار في منهاج ماضين الأفعال
كل على الطولات يتعب شداده
ظالم ويظلم دوم حظه لاجل مال
عقب اشتعال النار تصبح رماده
جريدة الجزيرة ص 29 يوم السبت
ريال الوطن ولا مليون الارتزاق
مشعل الجبوري العنزي
لم يسبق أن كتبت رأياً أو تعليقاً حول مسابقة شاعر المليون، ولم أكن أنوي ذلك، وقد قرأت بعض مقالات الزملاء الذين كتبوا رأيهم إلى أن استمعت إلى إحدى حلقات البرنامج الأخيرة، إذ وصف أحد أعضاء اللجنة بعض المقالات التي كتبت في الصحافة بأنها مرتزقة والحقيقة عكس ذلك ومكشوفة عبر الشاشة للجميع؛ وهي أن الارتزاق قد بدأ من أعضاء اللجنة قبل الشعراء المشاركين بمجاملاتهم ونفاقهم الزائد!
وقد عادت بي الذاكرة إلى الوراء وإلى قبل ما يقارب السبعة أعوام عندما اتصل بي أحد الأصدقاء وأخبرني أن كثيرين قد هاجروا إلى إحدى الدول الخليجية واستفادوا مادياً. فكان جوابي له وهو لا زال حياً يرزق: أن ريال بلدي المملكة العربية السعودية بقيادة (إخوان نورة) أفضل لدي من مليون ذلك البلد.
وعندما عرضت في الآونة الأخيرة حلقات برنامج شاعر المليون ذكرني صديقي بجوابي ذلك، فقلت إنه لا يزال في شريط الذاكرة ولا يزال رأيي كذلك، وهو أن ريال بلدي أفضل من مليون غيره، وأعتقد أن مجرد ذهاب إنسان خارج وطنه ليس مكلفاً سواء للسياحة أو العلاج، ويعد بحد ذاته أكبر ارتزاق، خصوصاً إذا كان شويعراً أو غاوياً أو مستشعراً؛ لأن الشعراء الحقيقيين لا يسيئون إلى أوطانهم بالخضوع والمذلة للآخر، وعلى مرأى المشاهدين كأعضاء لجان أو شعراء مشاركين أو ضيوف شرف.. فما الشرف في ذلك؟ وكذلك الشعراء الحقيقيين قد تجاوزوا سن الخامسة والأربعين، أما الغاوون فهم دون ذلك السن؟
وقفة شعرية
كم شاعرٍ كذاب ماكر ودجال
شرق عن ديار الفخر والسعادة
أما ما هو صاحي واما به هبال
تالي حياته صايرٍ به قراده
ما سار في منهاج ماضين الأفعال
كل على الطولات يتعب شداده
ظالم ويظلم دوم حظه لاجل مال
عقب اشتعال النار تصبح رماده
جريدة الجزيرة ص 29 يوم السبت