طير % شمر
22 Feb 2007, 11:36 PM
السؤال: الأخ في الله يقول ع. أ. ك.، يقول أعرفكم أنا قرأت في كتاب رياض الصالحين عن الإمام المحدث الحافظ محي الدين أبي ذكريا بن شرف النواوي قرأت أحاديث كثيرة، ويذكر قرأته ويذكر عنه شيئاً، يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال في آخر حياته يعني عند موته من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، ومن مات له ثلاثة أولاد أو أقل قبل البلوغ دخل الجنة، ومن كان له أربع بنات ورباهن على تربية الإسلام دخل الجنة، ومن مات له ولد في السن الصغير وقال الحمد لله عند موته بني له بيت في الجنة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام يوماً في سبيل الله إلا أبعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب يقال له باب الريان، يدخل منها الصائمون، فإذا كان ذلك من الأحاديث الصحيحة فما بال آكل الربا والزاني والقاتل والسارق والكذاب أفتنوني بهذه المسألة لأنني في حيرة جزاكم الله عني خير الجزاء؟
الجواب
الشيخ: هذا السؤال مهم وهو موضع إشكال كما ذكره الأخ الكاتب لأن ما ذكره من الأحاديث التي ترتب دخول الجنة على هذه الأعمال يعارضها أحاديث كثيرة تدل على دخول النار لمن عمل أعمالاً أخرى مع قيام صاحبها بهذه الأعمال الموجبة لدخول الجنة، فجوابنا على هذا وأمثاله من الأحاديث بل من النصوص سواء من القرآن أو من السنة أن يقال إن ذكر بعض الأعمال التي تكون سبباً لدخول الجنة ما هو إلا ذكر للسبب، وكذلك ذكر بعض الأحاديث التي ذكر فيها أن بعض الأعمال سبب لدخول النار ما هو إلا ذكر للسبب فقط، ومن المعلوم أن الأحكام لا تتم إلا بتوفر أسبابها وشروطها وانتفاء موانعها فهذه الأعمال المذكورة هي سبب لدخول الجنة لكن هذا السبب قد يكون له موانع فمثلاً من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة هذا إذا قالها على سبيل اليقين والصدق، فإذا قالها على سبيل النفاق وهو بعيد أن يقولها على سبيل النفاق في هذه الحال فإنها لا تنفعه، وهكذا من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحلم كانوا ستراً له من النار، هذا سبب من الأسباب من أسباب وقاية النار، لكن قد يكون هناك موانع تمنع نفوذ هذا السبب وهي الأعمال التي تكون سبباً لدخول النار، وإن هذه الموانع وتلك الأسباب تتعارضان ويكون الحكم لأقواهما، فالقاعدة إذن أن ما ذكر من الأعمال مرتباً عليه دخول الجنة ليس على إطلاقه، بل هو مقيد بالنصوص الأخرى التي تفيد أن هذا لابد له من انتفاء الموانع، فلنضرب مثلاً أن رجلاً من الناس كافر ومات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحلم وصبر، فهل نقول إن هذا الكافر يدخل الجنة ولا يدخل النار؟ لا، كذلك أيضاً في أكل الربا وكذلك في أكل مال اليتيم، وكذلك في قتل النفس وغيرها، مما وردت فيه العقوبة بالنار، هذا أيضاً مقيد بما إذا لم يوجد أسباب أو موانع قوية تمنع من نفوذ هذا الوعيد، فإذا وجدت موانع تمنع من نفوذ هذا الوعيد فإنها تمنع منه، لأن القاعدة كما أسلفنا هو أن الأمور لا تتم إلا بتوفر أسبابها وشروطها وانتفاء موانعها.
الجواب
الشيخ: هذا السؤال مهم وهو موضع إشكال كما ذكره الأخ الكاتب لأن ما ذكره من الأحاديث التي ترتب دخول الجنة على هذه الأعمال يعارضها أحاديث كثيرة تدل على دخول النار لمن عمل أعمالاً أخرى مع قيام صاحبها بهذه الأعمال الموجبة لدخول الجنة، فجوابنا على هذا وأمثاله من الأحاديث بل من النصوص سواء من القرآن أو من السنة أن يقال إن ذكر بعض الأعمال التي تكون سبباً لدخول الجنة ما هو إلا ذكر للسبب، وكذلك ذكر بعض الأحاديث التي ذكر فيها أن بعض الأعمال سبب لدخول النار ما هو إلا ذكر للسبب فقط، ومن المعلوم أن الأحكام لا تتم إلا بتوفر أسبابها وشروطها وانتفاء موانعها فهذه الأعمال المذكورة هي سبب لدخول الجنة لكن هذا السبب قد يكون له موانع فمثلاً من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة هذا إذا قالها على سبيل اليقين والصدق، فإذا قالها على سبيل النفاق وهو بعيد أن يقولها على سبيل النفاق في هذه الحال فإنها لا تنفعه، وهكذا من مات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحلم كانوا ستراً له من النار، هذا سبب من الأسباب من أسباب وقاية النار، لكن قد يكون هناك موانع تمنع نفوذ هذا السبب وهي الأعمال التي تكون سبباً لدخول النار، وإن هذه الموانع وتلك الأسباب تتعارضان ويكون الحكم لأقواهما، فالقاعدة إذن أن ما ذكر من الأعمال مرتباً عليه دخول الجنة ليس على إطلاقه، بل هو مقيد بالنصوص الأخرى التي تفيد أن هذا لابد له من انتفاء الموانع، فلنضرب مثلاً أن رجلاً من الناس كافر ومات له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحلم وصبر، فهل نقول إن هذا الكافر يدخل الجنة ولا يدخل النار؟ لا، كذلك أيضاً في أكل الربا وكذلك في أكل مال اليتيم، وكذلك في قتل النفس وغيرها، مما وردت فيه العقوبة بالنار، هذا أيضاً مقيد بما إذا لم يوجد أسباب أو موانع قوية تمنع من نفوذ هذا الوعيد، فإذا وجدت موانع تمنع من نفوذ هذا الوعيد فإنها تمنع منه، لأن القاعدة كما أسلفنا هو أن الأمور لا تتم إلا بتوفر أسبابها وشروطها وانتفاء موانعها.