المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رفحاء



عبيد عويد
25 Feb 2007, 11:43 PM
رفحاء .. بوابـــــة الآثـــــار عــــــلى الطريـــق الدولـــــــي



لم يدر بخلد تلك المرأة التي تدعى رفحاء والتي كانت تعيش بالقرب من موقع المحافظة الحالي أن ترى النور بعد وفاتها مدينة حالمة وجميلة تحمل اسمها وكانت تلك المرأة تعيش في المنطقة في ظروفها الطبيعية .. حيث كان الجوع والخوف وقلة الموارد المائية هاجس رفحاء الأول كغيرها من سكان البادية .. تغدو ترعى أغنامها وتكسب رزقها وتروح إلى منزلها وأبنائها وتمكث في منزلها في انتظار الغد لتنطلق بنفس منوال يومها السالف ، وكان بالقرب من منزلها جبل صغير أطلق عليها الناس «قارة رفحاء» وهي موجودة حتى اليوم ويعرفها أبناء المحافظة وتقع شمال غرب المحافظة بنحو 6 كيلومترات وبعد وفاة رفحاء وبناء محطة التابلاين وتجمع الناس واستيطانهم وبناء مساكنهم ومدينتهم الصغيرة اطلقوا عليها اسم مدينة رفحاء, ويطلق عليها بعض الناس اليوم (الحلم الشمالي) ويسكنها نحو60 ألف نسمة وتقع بمحاذاة الحدود العراقية وتبعد عنها بمسافة 30 كيلومترا وفيها مخيم اللاجئين العراقيين وهي أولى محطات درب زبيدة الأثري وبرك زبيدة ويمر بها الطريق الدولي الذي يربط شرق السعودية ببلاد الشام وتركيا.
تجمع سكاني
ولم يكن قبل العام 1368 هـ أي شئ يوحي بقيام تجمع سكاني في المنطقة فضلا عن قيام مدينة فيها شئ من مظاهر الحياة العصرية, إذ كان الناس هم بادية يرعون مواشيهم ويتتبعون الكلأ وموارد المياه, إلا أن الثورة النفطية في البلاد قررت أن تمر من هنا عبر خط الأنابيب(التابلاين) الذي يربط بين مصادر النفط في المنطقة الشرقية السعودية وميناء الزهراني في صيداء جنوب لبنان في أواخر العام1368هـ وبداية العام1369هـويبلغ طوله نحو 1700 كيلومتر, وكان يتحتم على القائمين على ضخ النفط إنشاء محطات لتقوية ضخ النفط نظرا لطول المسافة فتقرر إنشاء محطة لتقوية ضخ النفط في هذا المكان وتم توظيف أبناء المنطقة في هذه المحطة واستقر الناس وانسجموا في هذا العمل الجديد عليهم والطويل برواتب مناسبة في تلك الفترة, وبدأ التجمع السكاني لأبناء المنطقة وقرروا بناء منازل لهم وتأسيس مدينتهم, وكانت شركة الزيت (أرامكو) توفر لهم في تلك الفترة وسائل حياة حديثة ومتقدمة جدا مقارنة بأبناء البادية في تلك الفترة, إذ كانت توفر لهم وسائل الترفيه الحديثة مثل التلفاز والثلاجات وملاعب لكرة القدم ومنازل عصرية وغيرها ويعتبر مسجد الخزعلي أول مسجد أنشئ فيها في العام 1372 وتطورت المحافظة وحصلت فيها كثافة سكانية ونشأت العديد من المراكز والقرى التي تهدف لتجميع البادية حول الموارد المائية, ويبلغ عدد المراكز والقرى نحو 25 مركزا وقرية.
ويقع بالقرب من المحافظة مخيم اللاجئين العراقيين الذين قدموا للسعودية في العام1991 م بعد حرب الخليج الثانية, وكان عدد اللاجئين العراقيين في رفحاء عند قدومهم نحو30 ألفا وخلال السنوات الثلاث الماضية وتم تهجيرهم.
مواقع أثرية
درب زبيدة.. ويبلغ طول هذا الدرب داخل الأراضي السعودية نحو 1400 كيلو متر ورفحاء بوابته الأولى في السعودية ويربط بين الكوفة في العراق ومكة المكرمة وينقل هذا الدرب الحجاج إلى الديار المقدسة وهو من أهم وأشهر الآثار في الجزيرة العربية, ويعود تاريخ بناء هذا الدرب إلى بدايات العصر العباسي وينسب للسيدة زبيدة بنت جعفر الأكبر بن أبي جعفر المنصور زوج الخليفة العباسي الخامس هارون الرشيد ، ويقع على الدرب العديد من البرك والحصون والقلاع لتأمين الحجاج ويبلغ عرض الدرب نحو 15 مترا ويمر بالعديد من الجبال والرياض والمرتفعات والمنخفضات, ويروى أن الحسين بن علي رضي الله عنه سلك هذا الدرب في رحلته المشهورة بين مكة والكوفة حتى وصل كربلاء في العام 60للهجرة, و اهتم الخلفاء العباسيون به اهتماما كبيرا, وقد ذكر الدرب في كتب الجغرافيين والرحالة القدامى من المسلمين وغيرهم, حيث ذكره ابن اسحاق اليعقوبي في كتابه «البلدان» وذكره الرحالة المعروف ابن جبير في كتابه (رحلة ابن جبير) كما ذكره الرحالة الفنلندي جورج فالين وذكرته السيدة الليدي آن بلنت في كتابها(رحلة الى بلاد نجد) ولا يكاد يعرف هذا الدرب في الوقت الحالي إلا كبار السن أو المهمون بهذا المجال إذ أنه اندثر تماما ولاتوجد لوحات تشير إليه.
أبراج دائرية
ومن البرك الأثرية قرب محافظة رفحاء»بركة الظفيري» وتقع شمال المحافظة بالقرب من الحدود السعودية العراقية وهي دائرية الشكل وهناك برك زبالا التي تهدمت أطراف الكثير منها ودفنت بالتراب وعليها لوحات قديمة لاترى كتابتها, وهناك برك الشاحوف وأم العصافير والشيحيات والتي تعاني هي أيضا, ومن الآثار المعروفة في المنطقة قصر الإمارة في لينة, وتم إنشاء هذا القصرفي العام1354 هـ ليكون مقرا لإمارة المنطقة في السابق وهو مبني من الطين والحجارة, ويتوسط قرية لينة المعروفة وفي زوايا القصر الأربعة توجد أبراج دائرية الشكل للحراسة والمراقبة, وبه مسجد سقف من سعف النخل وفي أحد أطرافه بئر وتفتح بوابته ناحية الجنوب وهي مفتوحة حتى اليوم يدخله من شاء وقد طالت أيدي العبث من صغار السن وغيرهم هذا القصر حيث امتلأت جدرانه بالكتابات ولايوجد به حارس وهو بحاجة لترميم عاجل ليبقى شاهدا على عراقة الماضي وأصالة الحاضر,وأيضا حصن زبالة, وزبالة هجرة صغيرة تقع جنوب محافظة رفحاء بنحو25كم وهي إحدى المحطات الرئيسية على درب زبيدة وبها نحو(300) بئر بأحجام مختلفة, ولكن الباقي منها الآن نحو خمسين بئرا إذ أن معظمها دفن تماما, وحصن زبالة يقع في مكان مرتفع ومشرف على هذه الآبار ولم يتبق منه الآن سوى جدرانه وأكتافه والتي بدأت تتساقط بفعل السنين وعدم الإهتمام وتروى عن هذا القصر العديد من القصص والحكايات التي تشبه الأساطير, وهو كما يبدو مجوف من الداخل ويمكن معرفة ذلك بالصعود عليه وضربه بالقدم ويقال إن بالقرب منه مسجدا صلى به الحسين بن علي رضي الله عنه ولايرى الآن.
عادات خاصة
أبناء رفحاء كغيرهم لهم عاداتهم الخاصة والتي لها أوقاتها الخاصة التي تمارس فيها, فهناك عادات الأعراس التي لا تخلو من العرضة السعودية المعروفة والسامري وهو جلوس صفين من الناس يرددون قصائد خاصة مصحوبة بقرع
الطبول, ومن عادات الأفراح أيضا عمل مسيرة مع العريس بعد الحفل حتى دخوله منزل الزوجية, ويشتهر أبناء المحافظة بممارسة الصيد(القنص) خلال فترات معينة من العام لقدوم الطيور بأنواعها من صقور وغيرها والأرانب في أوقات يتفرغ هواة الصيد لها وقد يطلبون إجازات رسمية من أعمالهم لها, ومن العادات في المحافظة الخروج للبر(الكشتة) خاصة في أوقات الربيع والربيع هنا مختلف تماما عن غيره لظهور أنواع كثيرة من الأعشاب والشجيرات واشتهار المنطقة بالرياض والأودية والبيئة المناسبة لظهور الفقع(الكمأ) أما عن الخدمات فهناك الكثير من الخدمات الموجودة في المحافظة ولكن تنقصها خدمات أخرى مثل إدارة لتعليم البنين والبنات ومكتب لإصدار الجواز السعودي فالناس هنا يذهبون لحفر الباطن أوعرعر وكلتيهما تبعدان عن المحافظة نحو 300كيلو متر لهذا الغرض, تفعيل مكتب خدمات المتقاعدين و مكتب لرعاية الشباب و فتح فرع لمدرسة تعليم القيادة و زيادة فروع البنكين الحاليين حيث أنهما لايكفيان لأبناء المحافظة وزيادة عدد الصرافات الآلية حيث لايوجد في المحافظة سوى 5 صرافات فقط و فتح فرع للنساء ومتنزهات برية ومكتب للعمل ومركز للتأهيل الشامل.

o_l_ll l_i_l
26 Feb 2007, 07:59 PM
موضوع يستحق القراءة