برق السحاب
11 Mar 2007, 01:01 AM
الأمير نايف بن عبد العزيز - حفظه الله - نحن سلفيون ونستغرب المصطلحات المستحدثة في مجتمعنا
الأمير نايف في حوار مع رجال الفكر والثقافة والإعلام:
مطلوب منا أن نحمي الفكر المحلي من التشويش والتيارات التي تخالف ثوابتنا
قناة الجزيرة والإعلام الإسرائيلي ممنوعان من العمل بالمملكة
مثلما كان الاتحاد السوفيتي محاطاً بسور حديدي فالإعلام الأمريكي محاط بسور حديدي هو الآخر
يُحمد لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للإعلام تقديره
للكلمة واهتمامه بنفاث القلم وحرصه على التعاطي مع المثقفين والصحفيين من خلال تواصل الحوارات واللقاءات المباشرة والمكشوفة معهم في بادرات متكررة تأتي منه دون أن تطلب أو يسعى أحد إليه لتحقيقها.
وإذا ذكر نايف بن عبدالعزيز، فلن يغيب عن ذهن من يعرفه ومن التقاه ولو لمرة واحدة ان من يقود مثل هذه الحوارات هو مواطن قبل أن يكون مسؤولاً، وان الرجل الكبير الذي يحدثه ويجلسه هذه المكانة التي تفوق توقعه هو وزير إحدى أهم وزارات الوطن.
وأمس كان رجال الفكر والثقافة والإعلام على موعد مع بادرة جديدة ولقاء متجدد وحوار أسري امتزج كل ما قاله سمو الأمير والحضور من كلمات ليشكل ذلك البريق الهائل بحب الوطن والمنافحة عنه والسعي للتأكيد على محبته والحرص على مصالحه.
ولا أجدني كمن يصوغ منظومة من كلمات الثناء حتى مع حضور تلك الصور البهية التي تحدث عنها سموه في لقاء الأمس، وانما هذا التقديم هو صدى لبعض ما قاله ولشيء مما استمعنا إليه وهو بالتالي صدى جميل لحجم الاعجاب الذي قوبل به حديثُ قلبه الكبير الموجه الى قلوب الآخرين.
بدأ سموه الحوار، بكلمات غاية في الرقة، بليغة في هدفها ومعناها، يقول سموه مرحباً بالحضور:
أهلاً بمن نراهم اليوم ونقرأهم كل يوم، وهي كما يرى القارئ كلمات منمقة داعب بها من حرصوا على لقاء سموه من كل محافظات ومناطق المملكة، مزيلاً بها كل أشكال الرسميات التي تصاحب عادة مثل هذه اللقاءات.
ويسترسل سموه حديثه مخاطباً الحضور: حواري معكم يأتي بحكم المواطنة والمسؤولية المشتركة والدقيقة فيما بيننا، مؤكداً سموه أن كل مواطن عليه واجب العمل بما يخدم الوطن.
شكر خاص للصحافة
وانتهز سموه فرصة اللقاء ليوجّه تحية خاصة إلى الصحافة السعودية على الدور المتميز الذي قامت به في تعاملها مع الأزمة الحالية، حيث نقلت الحقيقة وعلقت عليها بأمانة وموضوعية، وكان ملاحظاً استقلالية الصحف في إبداء الرأي والتعليق على الأحداث وتباين وجهات النظر، لكنها في الموضوعية والنزاهة ونقل الحقيقة كانت متفقة، ونحن لا نلوم الكتاب، فكل يعلق بما يراه، وقد كانوا - بحمد الله - في كتاباتهم ضمن التوجه العام المطلوب الذي يبحث عن مصلحة العرب والعراق تحديداً، وصحافتنا كما تعرفون ليس عليها قيود ولكل كاتب الحق بأن يكتب ويتكلم بما يراه.
غزو العراق
وتحدث سموه عن غزو العراق مؤكداً أن المملكة كانت تعارض هذا الغزو وتطالب الولايات المتحدة الأمريكية بتحكيم العقل، لأنها تعلم أن الضحية سوف يكون شعب العراق الشقيق.
وشدد سموه على أهمية الصحافة المحلية وأنها صوت هذا الوطن ومنها تؤخذ الحقائق في الداخل والخارج، شاكراً القيادات الصحفية والكتاب على التزامهم بثوابت المملكة ومرتكزاتها الأساسية وهي من الأشياء التي تحمد لهم، وهذه أمور يجب أن تكرس في ذهن المواطن السعودي، وأن يعرف بها الآخرون،
ومن حق الشعب السعودي أن يتمسك بثوابته وأن يعرّف بها ومن الخطأ أن ننادي بشيء ولا نلتزم به.استقلالية المملكة
وأضاف سموه بأن الصحافة تتعامل عادة مع الفكر بشكل مباشر، والمطلوب من صحافتنا أن تكون حريصة على حماية الفكر المحلي من التشويش والتيارات المخالفة لهذه الثوابت، ولا بد من التأكيد على استقلالية المملكة في تعاملها مع الأحداث أمس واليوم وغداً. نعم هناك 1400 مليون مسلم والإسلام ليس حكراً على المملكة فقط، ولكن عندما يذكر الإسلام يبرز اسم المملكة، وعندما تذكر المملكة يشار إلى أنها دولة الإسلام.
من جانب آخر يقول سموه: المملكة هي صاحبة الدور الأكثر تميزاً في وحدة الصف العربي، المملكة لم تشذ عن وحدة الصف العربي في تاريخها، ولم يكن للتيارات التي مرت بالعالم العربي أي تأثير في مواقفها من قضية فلسطين أو دعم استقلال الدول العربية، لأنها اختارت أن تبتعد عن التكتلات وممارسة أي عمل يشق الصف العربي وهي ليست مع ما يؤدي إلى الصراعات بين الدول، بل أنها غلبت المصلحة العامة على كل شيء لإرساء أسس العلاقات التعاونية الصحيحة بين دولنا.
الاعلام السعودي مرة أخرى
وعاد سموه إلى الإعلام السعودي مطالباً إياه بأن يكون نقده موضوعياً وبناء وأن يكون طرحه يتواءم مع مسؤولياتنا العقدية والوطنية، ولابد من الانسجام بين الآراء السياسية والمعالجات الأخرى وفي حدود ما يخدم الوطن.
وقال الأمير نايف إن مسؤولية الكاتب نحو شباب الوطن ان يقوم بتوجيهه التوجيه الصحيح، فنحن لا نريده أن ينفلت أو يتشتت، وتوجيهه يجب ان يكون بما لا مجال فيه للاختلاف أو الخروج عن الهدف الأساسي.
أهلاً بالاعلام الأجنبي
وحول زيارات الإعلاميين الأجانب للمملكة، وصعوبة حصولهم على التأشيرات للقيام بتقصي ما يثار عنها، أشار سمو الأمير نايف إلى ان التعليمات المبلغة للسفارات تتضمن تسهيل زياراتهم للمملكة منذ زمن، وان هذه المرونة قد زادت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وبناء على ذلك فقد زار المملكة أعداد كبيرة من الإعلاميين من أمريكا وأوروبا ومن كل دول العالم والتقوا بالمسؤولين والمواطنين ودون قيود، كما تمكنوا من اللقاء بالقيادة للتعرف على ما يريدون، ونحن عندما أعطيناهم فرصة زيارة المملكة واللقاء بمن يريدون أردنا ان يكتبوا بما يريدون وفق ما سمعوا أو رأوا، لكن للأسف ان بعض الصحفيين يسألون عن أمور دقيقة ويجابون إجابة دقيقة ولكنهم لا ينشرون إلا وما يتفق مع أهدافهم، كنا نتمنى عليهم ان ينشروا إجاباتنا السليمة ومن ثم من حقهم ان يقولوا هذا خطأ وهذا صواب، لكنهم لم يفعلوا ذلك.
قناة الجزيرة وإسرائيل
واستدرك سموه قائلاً: لم يُطلب منا تعيين مراسل لأي وسيلة إعلامية عربية أو أجنبية إلا ووافقنا عليه، ما عدا قناة الجزيرة ووسائل الإعلام الإسرائيلية.
سلفيون
وانتقل سموه بعد ذلك إلى القول بأن المملكة دولة سلفية، واننا لا نتردد أو نتحفظ بالتأكيد على اننا دولة ذات منهج سلفي، أما كيف نعرّف لهم المنهج السلفي فنقول لهم إن السلف الصالح هم قدوتنا، الدولة السعودية الأولى والثانية و كذلك الثالثة التي نحن فيها ليس لها مذهب خاص وفكرنا يرتكز على الشريعة الإسلامية التي فيها كل خير،وليس هناك من هو منزه عن الخطأ، والمذاهب الأربعة قائمة وكل ارتضى بمذهبه وكلهم على حق، والالتزام بالكتاب والسنة هو ما يهمنا.الوهابية
ووصف المملكة بأنها دولة وهابية وصف قديم، العثمانيون أول من أطلق هذا الوصف والغرض هو هدم هذه الدعوة، نحن سلفيون بمنطلقاتها وليس باجتهادات عالم، والكاتب عندما يكتب يجب عليه أن يتفقه بذلك الأمر ويحيط به، وإذا لم يكن متمكناً فخير له أن يترك أهل العلم يتحدثون ويتفرغ هو لما يمكن أن يلم به ويكتب عنه من أمور أخرى، والسلفي لا يقتصر على صاحب مذهب معين، فكل صاحب مذهب هو سلفي بالحجة التي منبعها القرآن الكريم والسنَّة المطهرة.الإعلام الأمريكي
وحول الإعلام الأمريكي، أشار الأمير نايف إلى صعوبة اختراق الإعلام الأمريكي، وقال إن الاتحاد السوفيتي إذا كان يقال عنه - قبل انهياره - بأنه محاط بالسور الحديدي، فإن أمريكا محاطة هي الأخرى بسور حديدي ولكنه إعلامي، فالأمريكيون لا يقرأون ولا يشاهدون إلا إعلامهم، ونحن بذلك لن نتمكن من اختراقهم لنقل الحقيقة وإيصال صوتنا للأمة الأمريكية، وهذا يعني أن علينا أن نبدأ بشكل صحيح ولو بخطوة صغيرة، وأنا أؤكد لكم بأن الخطوة الأولى إذا كانت صحيحة فسوف ننجح.
خدمة الإسلام
وأعلن سموه بأن المملكة معنية بخدمة الإسلام والمسلمين، لكن للأسف أن العمل الخيري الذي تقوم به استغل لأمور لا تليق بتاريخ وسياسة المملكة، وقد فتحت أمامنا أموراً ليس لنا فيها مصلحة، يبدأ المساهم بالعمل الخيري خارج المملكة ابتغاء مرضاة الله لكنه يتحول بعد ذلك إلى العمل في أمور لا تريدها المملكة وقد أساءت إليها، ونحن الآن في موقع الدفاع عن كل مؤسسة سعودية أو مواطن سعودي متهم إلا إذا تبين لدينا أنه قد مارس أعمالاً تتنافى وما ذهب إليه.
صوتنا في الخارج
وتمنى سمو الأمير نايف أن تكون للمملكة ملحقيات إعلامية على مستوى عال وكفاءة جيدة، وإلى أن يتحقق هذا قريباً فقد كانت هناك وفود من المملكة ذهبت إلى أمريكا وأوروبا وغيرها لشرح موقف المملكة من الأحداث التي عصفت بالمنطقة، ونحن بالمناسبة لا نحتاج إلى الحوار الموضوعي والبناء فقط مع الغرب، وإنما مع إخواننا العرب الذين يسيئون إلى المملكة دون مبرر عن سلبيات لا يرون غيرها، بينما نحن نطالبهم بنقل حقيقة ما يرونه ليس إلا، بمعنى أن يتحدث عن السلبيات والإيجابيات معاً.المسؤول.. والنقد
وأجاب سموه على سؤال حول عدم تقبل المسؤولين للنقد، متمنياً ان تزول هذه الظاهرة، وان على من يتولى مصلحة تتعلق بالناس ان يكون لديه الاستعداد للمناقشة وألا يكون لديه حساسية عندما يكتب عن العمل الذي يتولى مسؤوليته لأن المنصب ليس ملكاً للشخص وإنما تشريفه للقيام به جاء لكي يخدم الوطن والمواطن، أرجو ألا تكون هذه الظاهرة موجودة بين مسؤولينا وإن وجدت ان تزول.
واستغرب سموه من ان بعض المسؤولين كانوا ينتقدون الجهات الحكومية وبمجرد ان يتولى مسؤولية مصلحة أو قطاع ما يتوقف عن انتقاده وعندما يترك العمل يعود إلى ما كان عليه من انتقاد لبعض القطاعات الحكومية، وأضاف سموه بأنه استمع مرة إلى مسؤول كان يطرح بعض الآراء حول جهة حكومية وان سموه سأله أين هذه الآراء عندما كنت مسؤولاً ولم يجب.
وقال سموه: أطلب من نفسي ومن كل مسؤول بوزارة الداخلية أو المجالات التي لها علاقة بها ان تخف حساسيتهم مما يكتب عنهم أو عن مجال عملهم وان يتقبلوا كل شيء يكتب عنهم بصدر رحب ويناقشوا الكتاب والصحفيين بشكل ودي لإظهار الحقيقة.
تيبع
الأمير نايف في حوار مع رجال الفكر والثقافة والإعلام:
مطلوب منا أن نحمي الفكر المحلي من التشويش والتيارات التي تخالف ثوابتنا
قناة الجزيرة والإعلام الإسرائيلي ممنوعان من العمل بالمملكة
مثلما كان الاتحاد السوفيتي محاطاً بسور حديدي فالإعلام الأمريكي محاط بسور حديدي هو الآخر
يُحمد لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للإعلام تقديره
للكلمة واهتمامه بنفاث القلم وحرصه على التعاطي مع المثقفين والصحفيين من خلال تواصل الحوارات واللقاءات المباشرة والمكشوفة معهم في بادرات متكررة تأتي منه دون أن تطلب أو يسعى أحد إليه لتحقيقها.
وإذا ذكر نايف بن عبدالعزيز، فلن يغيب عن ذهن من يعرفه ومن التقاه ولو لمرة واحدة ان من يقود مثل هذه الحوارات هو مواطن قبل أن يكون مسؤولاً، وان الرجل الكبير الذي يحدثه ويجلسه هذه المكانة التي تفوق توقعه هو وزير إحدى أهم وزارات الوطن.
وأمس كان رجال الفكر والثقافة والإعلام على موعد مع بادرة جديدة ولقاء متجدد وحوار أسري امتزج كل ما قاله سمو الأمير والحضور من كلمات ليشكل ذلك البريق الهائل بحب الوطن والمنافحة عنه والسعي للتأكيد على محبته والحرص على مصالحه.
ولا أجدني كمن يصوغ منظومة من كلمات الثناء حتى مع حضور تلك الصور البهية التي تحدث عنها سموه في لقاء الأمس، وانما هذا التقديم هو صدى لبعض ما قاله ولشيء مما استمعنا إليه وهو بالتالي صدى جميل لحجم الاعجاب الذي قوبل به حديثُ قلبه الكبير الموجه الى قلوب الآخرين.
بدأ سموه الحوار، بكلمات غاية في الرقة، بليغة في هدفها ومعناها، يقول سموه مرحباً بالحضور:
أهلاً بمن نراهم اليوم ونقرأهم كل يوم، وهي كما يرى القارئ كلمات منمقة داعب بها من حرصوا على لقاء سموه من كل محافظات ومناطق المملكة، مزيلاً بها كل أشكال الرسميات التي تصاحب عادة مثل هذه اللقاءات.
ويسترسل سموه حديثه مخاطباً الحضور: حواري معكم يأتي بحكم المواطنة والمسؤولية المشتركة والدقيقة فيما بيننا، مؤكداً سموه أن كل مواطن عليه واجب العمل بما يخدم الوطن.
شكر خاص للصحافة
وانتهز سموه فرصة اللقاء ليوجّه تحية خاصة إلى الصحافة السعودية على الدور المتميز الذي قامت به في تعاملها مع الأزمة الحالية، حيث نقلت الحقيقة وعلقت عليها بأمانة وموضوعية، وكان ملاحظاً استقلالية الصحف في إبداء الرأي والتعليق على الأحداث وتباين وجهات النظر، لكنها في الموضوعية والنزاهة ونقل الحقيقة كانت متفقة، ونحن لا نلوم الكتاب، فكل يعلق بما يراه، وقد كانوا - بحمد الله - في كتاباتهم ضمن التوجه العام المطلوب الذي يبحث عن مصلحة العرب والعراق تحديداً، وصحافتنا كما تعرفون ليس عليها قيود ولكل كاتب الحق بأن يكتب ويتكلم بما يراه.
غزو العراق
وتحدث سموه عن غزو العراق مؤكداً أن المملكة كانت تعارض هذا الغزو وتطالب الولايات المتحدة الأمريكية بتحكيم العقل، لأنها تعلم أن الضحية سوف يكون شعب العراق الشقيق.
وشدد سموه على أهمية الصحافة المحلية وأنها صوت هذا الوطن ومنها تؤخذ الحقائق في الداخل والخارج، شاكراً القيادات الصحفية والكتاب على التزامهم بثوابت المملكة ومرتكزاتها الأساسية وهي من الأشياء التي تحمد لهم، وهذه أمور يجب أن تكرس في ذهن المواطن السعودي، وأن يعرف بها الآخرون،
ومن حق الشعب السعودي أن يتمسك بثوابته وأن يعرّف بها ومن الخطأ أن ننادي بشيء ولا نلتزم به.استقلالية المملكة
وأضاف سموه بأن الصحافة تتعامل عادة مع الفكر بشكل مباشر، والمطلوب من صحافتنا أن تكون حريصة على حماية الفكر المحلي من التشويش والتيارات المخالفة لهذه الثوابت، ولا بد من التأكيد على استقلالية المملكة في تعاملها مع الأحداث أمس واليوم وغداً. نعم هناك 1400 مليون مسلم والإسلام ليس حكراً على المملكة فقط، ولكن عندما يذكر الإسلام يبرز اسم المملكة، وعندما تذكر المملكة يشار إلى أنها دولة الإسلام.
من جانب آخر يقول سموه: المملكة هي صاحبة الدور الأكثر تميزاً في وحدة الصف العربي، المملكة لم تشذ عن وحدة الصف العربي في تاريخها، ولم يكن للتيارات التي مرت بالعالم العربي أي تأثير في مواقفها من قضية فلسطين أو دعم استقلال الدول العربية، لأنها اختارت أن تبتعد عن التكتلات وممارسة أي عمل يشق الصف العربي وهي ليست مع ما يؤدي إلى الصراعات بين الدول، بل أنها غلبت المصلحة العامة على كل شيء لإرساء أسس العلاقات التعاونية الصحيحة بين دولنا.
الاعلام السعودي مرة أخرى
وعاد سموه إلى الإعلام السعودي مطالباً إياه بأن يكون نقده موضوعياً وبناء وأن يكون طرحه يتواءم مع مسؤولياتنا العقدية والوطنية، ولابد من الانسجام بين الآراء السياسية والمعالجات الأخرى وفي حدود ما يخدم الوطن.
وقال الأمير نايف إن مسؤولية الكاتب نحو شباب الوطن ان يقوم بتوجيهه التوجيه الصحيح، فنحن لا نريده أن ينفلت أو يتشتت، وتوجيهه يجب ان يكون بما لا مجال فيه للاختلاف أو الخروج عن الهدف الأساسي.
أهلاً بالاعلام الأجنبي
وحول زيارات الإعلاميين الأجانب للمملكة، وصعوبة حصولهم على التأشيرات للقيام بتقصي ما يثار عنها، أشار سمو الأمير نايف إلى ان التعليمات المبلغة للسفارات تتضمن تسهيل زياراتهم للمملكة منذ زمن، وان هذه المرونة قد زادت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وبناء على ذلك فقد زار المملكة أعداد كبيرة من الإعلاميين من أمريكا وأوروبا ومن كل دول العالم والتقوا بالمسؤولين والمواطنين ودون قيود، كما تمكنوا من اللقاء بالقيادة للتعرف على ما يريدون، ونحن عندما أعطيناهم فرصة زيارة المملكة واللقاء بمن يريدون أردنا ان يكتبوا بما يريدون وفق ما سمعوا أو رأوا، لكن للأسف ان بعض الصحفيين يسألون عن أمور دقيقة ويجابون إجابة دقيقة ولكنهم لا ينشرون إلا وما يتفق مع أهدافهم، كنا نتمنى عليهم ان ينشروا إجاباتنا السليمة ومن ثم من حقهم ان يقولوا هذا خطأ وهذا صواب، لكنهم لم يفعلوا ذلك.
قناة الجزيرة وإسرائيل
واستدرك سموه قائلاً: لم يُطلب منا تعيين مراسل لأي وسيلة إعلامية عربية أو أجنبية إلا ووافقنا عليه، ما عدا قناة الجزيرة ووسائل الإعلام الإسرائيلية.
سلفيون
وانتقل سموه بعد ذلك إلى القول بأن المملكة دولة سلفية، واننا لا نتردد أو نتحفظ بالتأكيد على اننا دولة ذات منهج سلفي، أما كيف نعرّف لهم المنهج السلفي فنقول لهم إن السلف الصالح هم قدوتنا، الدولة السعودية الأولى والثانية و كذلك الثالثة التي نحن فيها ليس لها مذهب خاص وفكرنا يرتكز على الشريعة الإسلامية التي فيها كل خير،وليس هناك من هو منزه عن الخطأ، والمذاهب الأربعة قائمة وكل ارتضى بمذهبه وكلهم على حق، والالتزام بالكتاب والسنة هو ما يهمنا.الوهابية
ووصف المملكة بأنها دولة وهابية وصف قديم، العثمانيون أول من أطلق هذا الوصف والغرض هو هدم هذه الدعوة، نحن سلفيون بمنطلقاتها وليس باجتهادات عالم، والكاتب عندما يكتب يجب عليه أن يتفقه بذلك الأمر ويحيط به، وإذا لم يكن متمكناً فخير له أن يترك أهل العلم يتحدثون ويتفرغ هو لما يمكن أن يلم به ويكتب عنه من أمور أخرى، والسلفي لا يقتصر على صاحب مذهب معين، فكل صاحب مذهب هو سلفي بالحجة التي منبعها القرآن الكريم والسنَّة المطهرة.الإعلام الأمريكي
وحول الإعلام الأمريكي، أشار الأمير نايف إلى صعوبة اختراق الإعلام الأمريكي، وقال إن الاتحاد السوفيتي إذا كان يقال عنه - قبل انهياره - بأنه محاط بالسور الحديدي، فإن أمريكا محاطة هي الأخرى بسور حديدي ولكنه إعلامي، فالأمريكيون لا يقرأون ولا يشاهدون إلا إعلامهم، ونحن بذلك لن نتمكن من اختراقهم لنقل الحقيقة وإيصال صوتنا للأمة الأمريكية، وهذا يعني أن علينا أن نبدأ بشكل صحيح ولو بخطوة صغيرة، وأنا أؤكد لكم بأن الخطوة الأولى إذا كانت صحيحة فسوف ننجح.
خدمة الإسلام
وأعلن سموه بأن المملكة معنية بخدمة الإسلام والمسلمين، لكن للأسف أن العمل الخيري الذي تقوم به استغل لأمور لا تليق بتاريخ وسياسة المملكة، وقد فتحت أمامنا أموراً ليس لنا فيها مصلحة، يبدأ المساهم بالعمل الخيري خارج المملكة ابتغاء مرضاة الله لكنه يتحول بعد ذلك إلى العمل في أمور لا تريدها المملكة وقد أساءت إليها، ونحن الآن في موقع الدفاع عن كل مؤسسة سعودية أو مواطن سعودي متهم إلا إذا تبين لدينا أنه قد مارس أعمالاً تتنافى وما ذهب إليه.
صوتنا في الخارج
وتمنى سمو الأمير نايف أن تكون للمملكة ملحقيات إعلامية على مستوى عال وكفاءة جيدة، وإلى أن يتحقق هذا قريباً فقد كانت هناك وفود من المملكة ذهبت إلى أمريكا وأوروبا وغيرها لشرح موقف المملكة من الأحداث التي عصفت بالمنطقة، ونحن بالمناسبة لا نحتاج إلى الحوار الموضوعي والبناء فقط مع الغرب، وإنما مع إخواننا العرب الذين يسيئون إلى المملكة دون مبرر عن سلبيات لا يرون غيرها، بينما نحن نطالبهم بنقل حقيقة ما يرونه ليس إلا، بمعنى أن يتحدث عن السلبيات والإيجابيات معاً.المسؤول.. والنقد
وأجاب سموه على سؤال حول عدم تقبل المسؤولين للنقد، متمنياً ان تزول هذه الظاهرة، وان على من يتولى مصلحة تتعلق بالناس ان يكون لديه الاستعداد للمناقشة وألا يكون لديه حساسية عندما يكتب عن العمل الذي يتولى مسؤوليته لأن المنصب ليس ملكاً للشخص وإنما تشريفه للقيام به جاء لكي يخدم الوطن والمواطن، أرجو ألا تكون هذه الظاهرة موجودة بين مسؤولينا وإن وجدت ان تزول.
واستغرب سموه من ان بعض المسؤولين كانوا ينتقدون الجهات الحكومية وبمجرد ان يتولى مسؤولية مصلحة أو قطاع ما يتوقف عن انتقاده وعندما يترك العمل يعود إلى ما كان عليه من انتقاد لبعض القطاعات الحكومية، وأضاف سموه بأنه استمع مرة إلى مسؤول كان يطرح بعض الآراء حول جهة حكومية وان سموه سأله أين هذه الآراء عندما كنت مسؤولاً ولم يجب.
وقال سموه: أطلب من نفسي ومن كل مسؤول بوزارة الداخلية أو المجالات التي لها علاقة بها ان تخف حساسيتهم مما يكتب عنهم أو عن مجال عملهم وان يتقبلوا كل شيء يكتب عنهم بصدر رحب ويناقشوا الكتاب والصحفيين بشكل ودي لإظهار الحقيقة.
تيبع