المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في صفحة السماء نداء الفطرة السليمة ! دروس وعبر



القنديل
25 Mar 2007, 03:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

في صفحة السماء نداء الفطرة السليمة ! دروس وعبر

هذا الوجود أكبر بكبير من أن تحيط به عقول البشر ، أكبر بكبير في إيجاده وسيره وتناسقه وترابطه وقيامه على الحق والعدل ، وهو كتاب مفتوح للعقول السليمة المستجيبة لنداء الفطرة التي لم تلوثها عقائد الشيطان ولاشهوات الشيطان ولا تفكيرات الشيطان ، وهذا النموذج ذكره الله لنا في مشهد يأسر العقول بجماله وروعته ، والبحث عن الحق بأدلته الظاهرة إنه مشهد الخليل إبراهيم عليه السلام وهو يقرأ في كتاب الكون ويتأمل في الدقة المتناهية والتنسيق العجيب .


ما رأيكم أدام الله فضلكم في شاب ولد ونشأ في بيئة اتخذت الأصنام آله ! وهذا يوحي لنا أن تلك العقول بلغت مداها في الجهل والسذاجة ، غضت البصر عن ملكوت السموات والأرض الدائر من حولها ، غضت البصر عن آية أنفسهم وآية حياتهم وطعامهم وشرابهم وتناسلهم وموتهم ، فعميت قلوبها ومشت بلا هدى تتخبط في حياتها .


فما رأيكم أدام الله فضلكم . أرجوا أن تتأملوا تلك البيئة وكيف سيولد كل مولد في أحضانها ، وكيف ستتبدل فطرته السلمية إلى فطرة قومه الفاسدة




في ا لثامنة عشر من عمره خرج من بيته ومن قريته التي تراكم عليها ركام الجاهلية المخيفة وراح يسرح بقلبه وبصره في الكون، يبحث عن رب غير الأصنام، رب يستحق أن يعبد.


إن مجرد أن تفتح عينيك للكون وللحياة ستناديك الفطرة الكون كله يناديك أن من وراءه إله عظيم ورب كبير .

الله سبحانه وتعالى غير موجود في عقول قومه وفي عبادتهم وحياتهم ، إذاً كيف وجد الله !!

تأملت ذلك المشهد المذكور في سورة الأنعام ، وكأني أرى إبراهيم عليه السلام في خلوة مع النفس يبحث عن نداء الفطرة السليمة المتوافقة مع العقل الصحيح ، تتوالى عليه الأسئلة في صراع مع النفس

ويبدوا واضحاً من سياق الآيات أن إبراهيم عاش لحظات جدل مع أبيه ، وكانت القضية كيف تعبد الأصنام ! الحجارة ! التي لاتنفع ولا تضر ، ثم شاء الله سبحانه وتعالى بحكمته البالغة أن يلفت انتباه إبراهيم عليه السلام إلى الكون من حوله ليصطفيه ويختاره . فعاش إبراهيم اللحظات التالية مع هذا الكون .


رأى القمر( وقد كان يراه كل ليلة ولكن أراد الله أن يبدأ خليله رحلة البحث من هذه اللحظة ) رآه بازغاً منيراً في

السماء ومن شدة حرصه عليه السلام قال هذا ربي ، ويبدوا واضحاً أن إبراهيم بقي لفترة طويلة يتأمل القمر في

ليلته تلك حتى أفل ، وهنا كأنا نسمع صوت إبراهيم عليه السلام وهو يقول بحزن وألم أن الذي رآه لايمكن أن

يكون إله ( لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين) ثم رأى الشمس

بازغة تسير في صفحة السماء وحجمها أكبر قال بلهفة وشوق هذا ربي هذا أكبر ، ولكن النقص باقي في كل

مخلوق ، الآله أكبر من كل كبير ، ومع ذلك كله أصر على أن يبقى عقله وفطرته بعيدة عن الأصنام (ياقوم إني بريء مما تشركون) فأجاب الله دعائه حينما قال لئن لم يهدني

ربي لأكونن من القوم الضالين) فهداه إلى الحق وكان عليه السلام من الموقنين يقيناً لايخالطه شك أن الله هو خالق الكون .

وكالعادة بدأ العداء من النفوس التي لاتقبل أن تتغير حتى ولو رأت الحق واضحاً أبلج ، وبدأ إصرار إبراهيم بعد أن عرف الله سبحانه وتعالى ثم كيف أخاف منكم ولا أخاف من ربي !
أي الفريقين أحق بالأمن !
ثم يكل الله سبحانه وتعالى الآيات بوصف نعمه وبركاته على إبراهيم عليه السلام .

ومن نقص العقول وضعف الإيمان أن نمر على هذه الآيات هكذا كيفما اتفق من دون الدروس والعبر .

ومن هذه الدروس والعبر

1. أن الإنسان يرث من بيته ومن الناس من حوله طبائعه وأفكاره وعاداته، والكثير من الأشياء السيئة والطبائع الغير محمودة متفشية في مجتمعاتنا ولابد لها من ثورة تزيلها وهذه الثورة تبدأ من نفس الإنسان وتنتهي إلى مجتمعه وأمته.

2. هذا الكون العظيم من أكثر الإيمانيات التي تزيد في يقين الإنسان وتشعره بعظمة الخالق سبحانه وتعالى ، ولطالما غاب التأمل والتدبر من عقول كثير من الناس فنسوا أنفسهم فنسيهم الله سبحانه وتعالى .

3. الشباب هو لحظة التغيير وهو لحظة الاختيار كما يقول ابن القيم (إذا بلغ الإنسان وجب عليه أن يختار) فلماذا اختار كثير من الشباب أن لايختاروا حياتهم وأن يتركوها لنزوات أنفسهم ، يقودهم الشيطان تارة وهوى النفس تارة أخرى والشهوة مرة ومرات .

4. أن من أعظم نعم الله علينا نعمة الإسلام فنحن وجدناه في أهلنا وتعلمناه من أبائنا وأمهاتنا وهذه نعمة لايعرفها إلا من فقدها أو عاش خالي الروح ، خالي التفكير ، خالي التأمل ، فاللهم لك الحمد ولك الشكر على نعمة الإسلام التي هي طريق من طرق الأمان .

5. واهم من يظن أن قصة إبراهيم في كتاب الله مجرد سرد لأحداث مضت ، واهم من لايعيش معها لحظات تأمل وتفكر ، واهم من لم تنساب المعاني الإيمانية الرائعة إلى قلبه .

والله أعلم وأعدل وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/6/75/1.png
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/6/78/1.png
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/6/80/1.png

ابو زياد
25 Mar 2007, 09:07 PM
بارك الله فيك القنديل

وجزاك الله خير

الشريهي
25 Mar 2007, 10:21 PM
جهد مشكور يالقنديل.

شامي الدهيمان
25 Mar 2007, 11:40 PM
جـــــــــــــزاك الله خير

أخي القنديل دائم مبدع

لا تحرمنا من أبداعاتك
دمت بخير

القنديل
26 Mar 2007, 07:50 AM
بارك الله فيك القنديل

وجزاك الله خير

شكراً لك ابو زياد

القنديل
26 Mar 2007, 02:50 PM
جهد مشكور يالقنديل.

شكراً لك أخي العزيز الشريهي

ليث
26 Mar 2007, 07:49 PM
ومن هذه الدروس والعبر

1. أن الإنسان يرث من بيته ومن الناس من حوله طبائعه وأفكاره وعاداته، والكثير من الأشياء السيئة والطبائع الغير محمودة متفشية في مجتمعاتنا ولابد لها من ثورة تزيلها وهذه الثورة تبدأ من نفس الإنسان وتنتهي إلى مجتمعه وأمته.

2. هذا الكون العظيم من أكثر الإيمانيات التي تزيد في يقين الإنسان وتشعره بعظمة الخالق سبحانه وتعالى ، ولطالما غاب التأمل والتدبر من عقول كثير من الناس فنسوا أنفسهم فنسيهم الله سبحانه وتعالى .

3. الشباب هو لحظة التغيير وهو لحظة الاختيار كما يقول ابن القيم (إذا بلغ الإنسان وجب عليه أن يختار) فلماذا اختار كثير من الشباب أن لايختاروا حياتهم وأن يتركوها لنزوات أنفسهم ، يقودهم الشيطان تارة وهوى النفس تارة أخرى والشهوة مرة ومرات .

4. أن من أعظم نعم الله علينا نعمة الإسلام فنحن وجدناه في أهلنا وتعلمناه من أبائنا وأمهاتنا وهذه نعمة لايعرفها إلا من فقدها أو عاش خالي الروح ، خالي التفكير ، خالي التأمل ، فاللهم لك الحمد ولك الشكر على نعمة الإسلام التي هي طريق من طرق الأمان .

5. واهم من يظن أن قصة إبراهيم في كتاب الله مجرد سرد لأحداث مضت ، واهم من لايعيش معها لحظات تأمل وتفكر ، واهم من لم تنساب المعاني الإيمانية الرائعة إلى قلبه .



الله يبارك فيك القنديل

القنديل
27 Mar 2007, 08:12 AM
جـــــــــــــزاك الله خير

أخي القنديل دائم مبدع

لا تحرمنا من أبداعاتك
دمت بخير

شكراً أخي العزيز الشريهي

القنديل
28 Mar 2007, 09:40 AM
ومن هذه الدروس والعبر

1. أن الإنسان يرث من بيته ومن الناس من حوله طبائعه وأفكاره وعاداته، والكثير من الأشياء السيئة والطبائع الغير محمودة متفشية في مجتمعاتنا ولابد لها من ثورة تزيلها وهذه الثورة تبدأ من نفس الإنسان وتنتهي إلى مجتمعه وأمته.

2. هذا الكون العظيم من أكثر الإيمانيات التي تزيد في يقين الإنسان وتشعره بعظمة الخالق سبحانه وتعالى ، ولطالما غاب التأمل والتدبر من عقول كثير من الناس فنسوا أنفسهم فنسيهم الله سبحانه وتعالى .

3. الشباب هو لحظة التغيير وهو لحظة الاختيار كما يقول ابن القيم (إذا بلغ الإنسان وجب عليه أن يختار) فلماذا اختار كثير من الشباب أن لايختاروا حياتهم وأن يتركوها لنزوات أنفسهم ، يقودهم الشيطان تارة وهوى النفس تارة أخرى والشهوة مرة ومرات .

4. أن من أعظم نعم الله علينا نعمة الإسلام فنحن وجدناه في أهلنا وتعلمناه من أبائنا وأمهاتنا وهذه نعمة لايعرفها إلا من فقدها أو عاش خالي الروح ، خالي التفكير ، خالي التأمل ، فاللهم لك الحمد ولك الشكر على نعمة الإسلام التي هي طريق من طرق الأمان .

5. واهم من يظن أن قصة إبراهيم في كتاب الله مجرد سرد لأحداث مضت ، واهم من لايعيش معها لحظات تأمل وتفكر ، واهم من لم تنساب المعاني الإيمانية الرائعة إلى قلبه .



الله يبارك فيك القنديل

شكراً أخي العزيز ليث