المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طرائف ....................... العرب الجميله



برق السحاب
04 Apr 2007, 12:58 PM
طرائف العرب
الفكاهة الشعبية
بقلم: علاء الدين رمضان

النوادر والملح والطرف والحكايات المرحة كثيرة جداً، وبواعثها أكثر؛ لكن الذين يلتقطون تلك النوادر ويصوغونها في قوالب ومواقف ذات أبعاد محددة هم القليلون. وتعد النادرة من أبرز ألوان القصص الفكاهي الشعبي، بل إنها استوعبت كل الألوان تقريباً؛ وقد عني بها العرب لدرجة كانوا معها يفدون على من يعلمهم الهزل والفكاهة ويطلبونه ويجزلون له عطاياهم.

وممن طلب علم الهزل والفكاهة الشاعر العباسي أبو العبر(ت 250ه ) إذ كان يتردد مع نفر له على رجل يعلمهم الهزل والطرف والفكاهة؛ ثم حرص العرب على تدوين النوادر بعد جمعها من ألسنة الرواة، ويتجلى ذلك الحرص في وفرة ما جمع منها وما كتب عنها، فكانت هناك كتب تدور حول نوادر الظرفاء والطفيليين والبخلاء والحمقى ومن مثلهم ممن ينتسب إليهم الفعل النادر والطرفة المدهشة والفكاهة المعجبة، فحفل الموروث العربي بثروة ضخمة من الأعمال التي تندرج تحت هذا النمط، مثل كليلة ودمنة ورسالة التربيع والتدوير وبخلاء الجاحظ والمقامات والفاشوش لابن مماتي إضافة إلى حكايات جحا وأشعب المتكاملة، وأخبار الحمقى، وكتب البلهاء والدراويش... بل إن من هؤلاء المؤلفين من كان يبذل المال في سبيل جمع الطرف والنوادر والحكايات المرحة(1)، ومن هؤلاء: الفراء (ت - 208ه) الذي يروي لنا حكاية له مع ابن دراج الطفيلي فيقول :"كنت قاطعت ابن دراج الطفيلي على أن يملي عليّ ثلاثين نادرة بدرهم. فكان إذا ذكر نادرة باردة لم أحسبها له. فقال: إن أردت النقاوة فعشر بدرهم"(2).
وقد نما الإحساس بالحاجة إلى تسجيل تلك النوادر وتصنيفها بحيث تتجمع حول شخصية صاحبها. وكان للنوادر التي تتجمع حول شخصية واحدة أهمية تفوق تلك النوادر غير المنسوبة، التي عدتها الذهنية الجمعية نثاراً مقطوعاً عن أصله، فلا يمكن مع أمثال تلك النوادر الحديث عن حياة كاملة أو مجتمع معين أو بيئة محددة، لذا خلد جحا (ت 160ه) ولم يخلد خجا التركي أو جحا الصيني أو جوها أو يوهان، كما لم يتصل ذكر أحد من أولئك المرحين ذوي النوادر المنبتة عن شخصياتهم الفردية، بينما خلد جحا العصر الحديث(3) الشيخ الخضيري الجهني (ت 1951م) في الذهنية الاجتماعية بالمنطوق الأيديولوجي نفسه الذي اسْتَبْقَتْ بسببٍ منه الذهنية العربية والثقافية على شخصية جحا، ولم يخلد كذلك أشباه الخضيري مصايب، كما لم يخلد أشباه جحا العربي، فلم يتصل ذكر خضيري أبو قورة أو خضيري سعد أو خضيري قطامش أو خضيري أبو خبر أو خضيري العوجة أو خضيري أبو زيد وكلهم جهني مرح وابن البيئة نفسوالعصر؛ ولكن ليس منهم من عاش للنادرة كما عاش لها الخضيري الجهني الشهير ب (مصايب) واتّخذَها مهنة واحترف من أجلها أو بوساطتها المنادمة؛ فإكساب النادرة بصمة شخصية خاصة يجعل لها عمقاً اجتماعياً ووجدانيا لدى المتلقي الذي يحاول أن يتمثل صاحب تلك النوادر بوصفه نادرة في حد ذاته كما هو الحال مع جحا قديماً، وكما هو الحال مع الشيخ الخضيري مصايب الجهني حديثاً، في هذا المقام.
لقد اشتهر أهل مصر بالظرف وخفة الدم وحسن الحديث والبحث الدؤوب عن بواعث المرح والسخرية حتى من الأمور التي فيها قسوة وألم، وصدق أبو الطيب المتنبي حينما قال:
وكم ذا بمصر من المضحكات
ولكنه ضحك كالبكاء
لكن الحقيقة أن مصر ليست وحدها خفيفة الدم، وليست ظباء العالية والدهناء وحدهن من يملكن "إلى دلِّ أهل الشام ظُرف الحجاز" كما قال شاعرهن؛ فالحجاز والشام ومصر والمغرب كلهم ظرفاء، فالظرف إذن ليس يعود والحالة هذه إلى أهل تلك المواطن على نحو جغرافي، وإنما ينسب لهم على نحو أيديولوجي ينسب في المبتدأ إلى اللغة التي يحملون ظلالها ويفرشون لألسنتهم طريقاً من قواعدها ويتغذون بلبان بلاغتها، وبخاصة أولئك الذين نهلوا من علوم البيان والمعاني والبديع، وما يتصل بهذه العلوم البلاغية من سمات وظواهر فنية كثيرة، منها ما هو باعث على الظرف والطرافة والنادرة، فمنها(4): التورية والمقابلة والمشاكلة والهزل الذي يراد به الجد وتأكيد المدح بما يشبه الذم، وتجاهل العارف والإضمار في مقام الإظهار، وإخراج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر والتشبيه الملفوف والمفروق والفصل والوصل والقلب والالتفات والتغليب والكناية والتحريف والتصحيف.. وغيرها من البلاغيات التي تولد النادرة وتنشئ الطرفة. المراجع والهوامش:
1- انظر للكاتب؛ الحكاية المرحة.. حذاء أبي القاسم، مجلة الحرس الوطني، العدد 231، جمادى الآخرة 1422ه.
2- انظر؛ محمد رضوان: طرائف العرب ونوادرهم، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب 2000م، ص 14- 15.
3- ( الشيخ الخضيري) مصايب هو الحاج الخضيري أحمد محمد حمد غزالي الخطيب، الشهير بالشيخ مصايب الجهني، ينتمي إلى عائلة الخطيب من ربع بني رماد بجهينة الغربية، في طهطا بصعيد مصر؛ أصيب في نهاية أيامه بالربو، وتوفي على أثر ذلك المرض، عن واحد وسبعين سنة في ألماظة بمصر الجديدة يوم التاسع من مارس سنة 1951م؛ وللكاتب كتاب صمخطوط حول تاريخ ونوادر الشيخ مصايب.
4- انظر: عباس محمود العقاد: جحا الضاحك المضحك، القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب 2000م، ص 22.




ساترك المتصفح للجميع
اي منكم واليكم لتضيفوا مااستحستنوه من طرائف حلوه ومسليه وهادفه
وساكون واحدا منكم
وهذه مشاركتي المتواضعه اتمنى تنال استحسانكم واعجابكم

جحا

أنت على حق يا زوجتى

مرةً.. تشَاجرَ أخَوَان على مشكلة.. .فذهب أولُهما إلى جحا فى بيتهِ.. وكان جالساً إلى زوجته.. قصَّ الأخُ على جحا مَا كان بينه وبين أخيه.. فقال له جحا:
أنت على حقٍ.. وأخوك مُخطئ..
.. وانصرف الأخ سعيداً.. وسعدت زوجةُ جحا بحكم زوجِها.. ثم طرق البابَ الأخُ الآخر وحكى ما كان بينَه وبين. اخيه.. فقال جحا:
- أنتَ على حقٍ.. وأخُوك مُخطئ.. ثم انصرفَ الأخ الآخر سعيداً.. لكن زوجةَ جحا صرختْ فى وجهِه غاضبة:
- كيف تقولُ لكلٍ منهما أنتَ على حقٍ وأخُوك مُخطئ..
هذا كلام غير معقول.. ضحك ثم فقال جحا فى هدوء:
- لا تغضبى يا زوْجتى :أنتِ على حقٍ.. وأنا مُخطئ!.

جحا العادل

وقف رجل فقير وهو يحمل رغيفاً من الخبز أمام مطعم تنبعث منه رائحة اللحم المشوي، وصار يأكل من الرغيف ويشمّ رائحة اللحم، وحينما رآه صاحب المطعم قال له:
- ماذا تفعل أيها الرجل؟
قال الرجل: - أستمتع برائحة شوائك اللذيذ. قال صاحب المطعم:
- إذا كنت تستمتع برائحة الشواء، فيجب أن تدفع لي ثمنها.
واستغرب الفقير تصرف صاحب المطعم، وقام كل منها إلى الآخر يخاصمه، حتى اتفقا أن يذهبا إلى القاضي جحا ليحكم بينهما، وحين وصلا إليه سألهما عن سبب خصامهما فقال صاحب المطعم:
- إن هذا الرجل جاء إلى دكاني وهو يحمل رغيفاً، وصار يشم رائحة شوائي، ويأكل من رغيفه، وأنا أريد الآن ثمن رائحة الشواء التي شمّها. قال له جحا:
- وكم تريد ثمنها؟ فأنا سأدفعه لك. قال صاحب المطعم:
- أريد عشرة قروش فضية. فأخرج جحا من جيبه عشرة قروش فضية، ورمى بها على الأرض فأصدرت صوتاً ثم قال:
- لقد استمتع هذا برائحة اللحم المشوي، ولكنه لم يذق طعم اللحم، وأنت تستطيع أن تستمتع بصوت رنين القروش العشرة لكن ليس من العدل أن تنالها.

جحا وحماره

ماتت امرأة جحا فلم يأسف عليها كثيرا ، وبعد مدة مات حماره فظهرت عليه علائم الغم و الحزن ، فقال له بعض اصدقائه : عجـباَ منك ، ماتت امرأتك من قبل ولم تحزن عليها هذا الحزن الذي حزنته على موت الحمـار.ـ
فأجابهم : عندما توفيت امرأتي حضر الجيران وقالوا لا تحـزن فسـوف نجد لك أحسن منها ، وعاهدوني على ذلك ، ولكن عندما مات الحمار لم يأت أحد يسليني بمثل هذه السلوى ... أفلا يجدر بي أن يشـتد حزني ؟

جحا والسائل

كان جحا في الطابق العلوي من منزله ، فطرق بابه أحد الأشخاص ، فأطل من الشباك فرأى رجلا ، فقال : ماذا تريد ؟
قال : انزل الى تحت لأكلمك ، فنزل جحا
فقال الرجل : انا فقير الحال اريد حسنة يا سيدي . فاغتاظ جحا منه ولكنه كتم غيظه وقال له : اتبعني .ـ
وصعد جحا الى أعلى البيت والرجل يتـبعه ، فلما وصلا الى الطابق العلوي التفت الى السائل وقال له : الله يعطيك
فاجابه الفقير : ولماذا لم تقل لي ذلك ونحن تحت ؟
فقال جحا : وانت لماذا انزلتني ولم تقل لي وانا فوق ؟

في انتظارررررررررر مشاركاتكم

تحياتي

ابو زياد
04 Apr 2007, 01:22 PM
برقى الضحى الله يعطيك العافيه

جحاااااا ماهو هين

F-16
04 Apr 2007, 03:30 PM
مرحبا برق الضحى ومشكور على هالطرائف..

المديرالسعودي
04 Apr 2007, 08:46 PM
برق الضحى
شكرا لك

عبـاس
04 Apr 2007, 10:02 PM
موضوع مفيد وجميل كجمال فكرك النيّر ..
فعلا ً النكتة هي خبز الفقراء وبنادول المعوزين والمعسرين .. وأحيانا ً متنفس جميل لمعارضي الرؤساء والحكومات ..
أذكر أني رأيت مقطع لشخص يكنى بـ " الزراق " .. فكاهي بشكل غريب .. أضحكني جدا ً ، يقال بأنه فقرة ثابته في مخيمات الأثرياء والأمراء وخصوصا ً في السمر والليالي الملاح ..
شكرا ً أخي الكريم على جهدك ونقلك المميز ..
أخوكـ .. عبـاس

برق السحاب
06 Apr 2007, 11:30 PM
موضوع مفيد وجميل كجمال فكرك النيّر ..
فعلا ً النكتة هي خبز الفقراء وبنادول المعوزين والمعسرين .. وأحيانا ً متنفس جميل لمعارضي الرؤساء والحكومات ..
أذكر أني رأيت مقطع لشخص يكنى بـ " الزراق " .. فكاهي بشكل غريب .. أضحكني جدا ً ، يقال بأنه فقرة ثابته في مخيمات الأثرياء والأمراء وخصوصا ً في السمر والليالي الملاح ..
شكرا ً أخي الكريم على جهدك ونقلك المميز ..
أخوكـ .. عبـاس



موضوع مفيد وجميل كجمال فكرك النيّر .


هلا بك يالغالي

بكل احترام لااعلم باي ال اللقاب اسميك اخي, او ابني, او صديقي عباس

لكن ساختار قول الباري جلا وعلا (انما المؤمنون اخوه ) ساختار ::اخي عباس

فاذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها او ردوها


فانا يطيب لي ان اشكرك وا ن اشيد بشخصك ككاتب بارع متميز صاحب فكر نير وثقافه متميزه راقيه جدا

.

فعلا ً النكتة هي خبز الفقراء وبنادول المعوزين والمعسرين

تعريف جميل جدا



.. وأحيانا ً متنفس جميل لمعارضي الرؤساء والحكومات ..

لااعرف سببا مقنعا اقحامك هذه الجمله في موضوعي هذا رغم عدم تطرقي عن شي مماذكرت


لتستدل على طرفه او نكته سقتها في موضوعي هذا

رايي المتواضع انك لم توفق في توضيف هذه الجمله في هذا الموضوع وقد اقحمت هذه الجمله اقحاما او وضفتها

لاسباب اجهلها مع اني احسن الضن باخي عباس


أذكر أني رأيت مقطع لشخص يكنى بـ " الزراق " .. فكاهي بشكل غريب .. أضحكني جدا ً ، يقال بأنه فقرة ثابته في مخيمات الأثرياء والأمراء وخصوصا ً في السمر والليالي الملاح ..



اذا انت شفت (مقطع لرزاق ) حسب كلامك ونال اعجابك واضحكك جدا انا ماشفت شئ من ذلك

ولااقدر احكم على شي ماشفته

يافتاح يارزاق ياكريم ....... مثل ماقال ابن الكنانه احنا غلابى يابيه
نحن نقرا طرائف جحى المسليه فقط مالنا ومال الخطوط المعلقه يالغالي










شكرا ً أخي الكريم على جهدك ونقلك المميز ..
أخوكـ .. عبـاس


اشكرك اخي عباس على مشاركتك وتعليقاتك المميزه


تحياتي وخالص مودتي

المديرالسعودي
06 Apr 2007, 11:45 PM
برق الضحى
لك كل تقديري مقالاتك رائعه
وانت اروع ,,,,,,,,,,,,,,,
دمت بود

برق السحاب
07 Apr 2007, 01:49 AM
برقى الضحى الله يعطيك العافيه

جحاااااا ماهو هين



اهلا بك يالغالي

الله يعافيك ويسلمك

سعدت بمرورك العاطرررررررررررررررررررررر

تحياتي وخالص مودتي

برق السحاب
07 Apr 2007, 01:50 AM
مرحبا برق الضحى ومشكور على هالطرائف..



هلا بك يالغالي


مرحبا بك الف الشكر موصولا لك


سعدت بمرورك العاطررررررررررررررررررررررر


تحياتي وخالص مودتي

برق السحاب
07 Apr 2007, 01:52 AM
برق الضحى
شكرا لك

هلا بك يالغالي

الشكرررررر موصولا لك

تحياتي وخالص مودتي

برق السحاب
07 Apr 2007, 01:54 AM
برق الضحى
لك كل تقديري مقالاتك رائعه
وانت اروع ,,,,,,,,,,,,,,,
دمت بود



هلا بك يالغالي

لك خالص مودتي وحظورك عاطررررررررر وجميل


تحياتي وخالص مودتي

برق السحاب
08 Apr 2007, 06:20 PM
نقلت لكم بعض الطرائف الجميله لعلها تنال استحسانكم واعجابكم

قال الأصمعي : بينما أنا أسير في البادية إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت
أيا معشر العشاق بالله خبروا
إذا حل عشق بالفتى كيف يصنعُ

فكتبت تحته
يداري هواه ثم يكتم سره
ويخشع في كل الأمور ويخضعُ

ثم عدت في اليوم الثاني فوجدت مكتوباً تحته
فكيف يداري والهوى قاتل الفتى
وفي كل يوم قلبه يتقطعُ

فكتبت تحته
إذا لم يجد صبراً لكتمان سره
فليس له شيء سوى الموت أنفعُ

ثم عدت في اليوم الثالث فوجدت شاباً ملقى تحت ذلك الحجر ميتاً وقد كتب قبل موته
سمعنا وأطعنا ثم متنا فبلغوا
سلامي على من كان للوصل يمنعُ


***
بدأ أشعب قصته عند رجل , بقوله : كان رجل . وفجأة أحضرت المائدة , فعلم أن القصة ستلهيه عن الاكل فسكت .

فقال له الرجل : كنت قد قلت : كان رجل , وسكت , أكمل لنا القصة .

فقال أشعب وعيناه على الاكل : اه صحيح كان رجل ومات.

***
على أشعب أيام لم يذق فيها طعاما , ولم يجد سبيلا الى لقمة , وذات يوم بينما هو يمشي على جانب الطريق فاذا بقوم يتغدون , فقال لهم : السلام عليكم

يا معشر اللئام فرفعوا أبصارهم اليه وقالوا : لا والله بل كرام.

فثنى أشعب في الحال , وجلس بينهم , وهو يقول : اللهم اجعلهم من الصادقين , واجعلني من الكاذبين .

ثم مد يده الى الطعام وهو يقول : ماذا تأكلون ؟

فأرادو أن يوقفوا تهجمه , فقالوا في فتور : نأكل سما.

فحشا فمه , وهو يقول : الحياة بعدكم حرام .

وأخذ يأكل ويأكل , ولما رأوه على هذه الحال , قالوا له : أيها الرجل هل عرفت أحدا منا ؟

فأشار أشعب الى الطعام , وقال : نعم , عرفت هذا .


تزوّج أعرابيّ على كبر سنه ، فعوتب على مصير أولاده القادمين ، فقال : أبادرهم باليتم قبل أن يبادروني بالعقوق .

***
ألحَّ سائلٌ على أعرابيّ أن يعطيه حاجةً لوجه الله ، فقال الأعرابيّ : والله ليس عندي ما أعطيه للغير .. فالذي عندي أنا أولى الناس به وأحقّ !
فقال السائل : أين الذين كانوا يؤثرون الفقير على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ؟
فقال الأعرابيّ : ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا .

***
جيء بأعرابيّ إلى أحد الولاة لمحاكمته على جريمة أُتهم بارتكابها ، فلما دخل على الوالي في مجلسه ، أخرج كتاباً ضمّنه قصته ، وقدمه له وهو يقول : هاؤم إقرأوا كتابيه ..

فقال الوالي : إنما يقال هذا يوم القيامة .

فقال : هذا والله شرٌّ من يوم القيامة ، ففي يوم القيامة يُؤتى بحسناتي وسيئاتي ، أما أنتم فقد جئتم بسيئاتي وتركتم حسناتي .


***
قال أعرابيّ لرجل رآه سميناً : أرى عليك قطيفة من نسج أضراسك .

***
قال هشام بن عبد الملك يوماً لأصحابه : من يسبني ولا يفحش وهذا المطرف له ، وكان فيهم أعرابيّ فقال : ألقهِ يا أحول ، فقال خذه قاتلك الله .

***
وقف أعرابيّ على قوم فسألهم عن أسمائهم فقال أحدهم : اسمي وثيق ، وقال الآخر منيع ، وقال الآخر ثابت وقال آخر اسمي شديد ، فقال الأعرابيّ : ما أظن الأقفال عملت إلا من أسمائكم .


نظر طفيلى الى قوم ذاهبين فلم يشك أنهم فى دعوة الى وليمه,فقام
وتبعهم فاذا هم شعراء قد قصدوا السلطان بمدائح لهم
فلما أنشد كل واحد منهم شعره وأخذ جائزته لم يبق الا الطفيلى وهو جالس ساكت
فقال له : أنشد شعرك
فقال : لست بشاعر
فقال :فمن أنت ؟
قال :
أنا من الغاوين الذين قال الله فى حقهم (والشعراء يتبعهم الغاوون))
فضحك السلطان وأمر له يجائزة الشعراء



كان الخليفة أبي جعفر المنصور يحفظ الشعر من أول مرة ، وله مملوك يحفظه من مرتين ، وكان له جارية تحفظه من ثلاث مرات ، وكان المنصور بخيلاً جداً

فكان إذا جاء شاعر بقصيدة قال له: إن كانت مطوقة: أي إذا أتى بها أحد قبلك ، فلا نعطيك لها جائزة، وإن لم يكن أحد يحفظها نعطيك زنة ما هي مكتوبة فيه ، فيقرأ الشاعر القصيدة فيحفظها الخليفة من أول مرة، ولو كانت ألف بيت
ويقول للشاعر اسمعها مني وينشدها بكاملها، ثم يقول له: هذا المملوك يحفظها، وقد سمعها المملوك مرتين مرة من الشاعر ومرة من الخليفة فيقرؤها، ثم يقول الخليفة: وهذه الجارية التي خلف الستارة تحفظها أيضاً وقد سمعتها الجارية ثلاث مرات فتقرؤها بحروفها فيذهب الشاعر بغير شيء وكان الأصمعي من جلساء الخليفة المنصور وندمائه فنظم أبياتاً صعبة وكتبها على قطعة عمود من رخام ولفها في عباءة وجعلها على ظهر بعير وغير حليته في صفة أعرابي غريب وضرب له لثاماً ولم يبين منه غير عينيه

وجاء إلى الخليفة وقال: إني امتدحت أمير المؤمنين بقصيدة

فقال الخليفة: يا أخا العرب إن كانت لغيرك لا نعطيك عليها جائزة وإلا نعطيك زنة ما هي مكتوبة عليه
فأنشد الأصمعي هذه القصيدة


صَـوْتُ صَفِيْـرِ البُلْبُــلِ ** هَـيَّـجَ قَلْبِـيَ الثَمِــلِ

الـمَاءُ وَالـزَّهْـرُ مَعَــاً ** مَعَ زَهـرِ لَحْظِ الـمُقَـلِ

وَأَنْـتَ يَـاسَيِّــدَ لِـي ** وَسَيِّـدِي وَمَـوْلَـى لِـي

فَكَـمْ فَكَـمْ تَـيَّمَنِــي ** غُـزَيِّـلٌ عَـقَـيْـقَـلي

قَطَّفْـتُ مِـنْ وَجْـنَـتِـهِ ** مِـنْ لَثْـمِ وَرْدِ الـخَجَـلِ

فَقَـالَ بَـسْ بَسْـبَسْتَنِـي ** فَـلَـمْ يَجّـدُ بـالـقُبَـلِ

فَـقَـــالَ لاَ لاَ لاَ لاَ لاَ ** وَقَـدْ غَـدَا مُـهَــرْولِ

وَالـخُـودُ مَالَـتْ طَرَبَـاً ** مِـنْ فِعْـلِ هَـذَا الرَّجُـلِ

فَـوَلْـوَلَـتْ وَوَلْـوَلَـتُ ** وَلـي وَلـي يَاوَيْـلَ لِـي

فَقُـلْـتُ لا تُـوَلْـوِلِـي ** وَبَـيِّـنِـي اللُـؤْلُـؤَلَـي

لَـمَّـا رَأَتْـهُ أَشْـمَـطَـا ** يُـرِيـدُ غَـيْـرَ القُـبَـلِ

وَبَـعْـدَهُ لاَيَـكْـتَـفِـي ** إلاَّ بِطِيْـبِ الوَصْـلَ لِـي

قَالَـتْ لَـهُ حِيْـنَ كَـذَا ** انْهَـضْ وَجِـدْ بِـالنَّـقَلِ

وَفِـتْيَـةٍ سَـقَـوْنَـنِـي ** قَـهْـوَةً كَالـعَـسَلَ لِـي

شَمَـمْـتُـهَا بِـأَنْـفِـي ** أَزْكَـى مِـنَ القَـرَنْـفُـلِ

فِي وَسْـطِ بُسْتَـانٍ حُلِـي ** بالـزَّهْـرِ وَالسُـرُورُ لِـي

وَالـعُـودُ دَنْ دَنْـدَنَ لِـي ** وَالطَّبْـلُ طَـبْ طَبَّـلَ لِـي

وَالسَّقْـفُ قَدْ سَقْسَـقَ لِـي ** وَالرَّقْـصُ قَدْ طَبْطَـبَ لِـي

شَـوَى شَـوَى وَشَاهِـشُ ** عَلَـى وَرَقْ سِـفَـرجَـلِ

وَغَـرَّدَ القِمْــرِ يَصِيـحُ ** مِـنْ مَـلَـلٍ فِـي مَلَـلِ

فَـلَـوْ تَـرَانِـي رَاكِـبـاً ** عـلَـى حِـمَـارٍ أَهْـزَلِ

يَـمْـشِـي عَلَـى ثَلاثَـةٍ ** كَـمَشْيَـةِ الـعَـرَنْجِـلِ

وَالـنَّـاسُ تَرْجِـمْ جَمَلِـي ** فِـي السُـوقِ بالـقُلْقُلَـلِ

وَالكُـلُّ كَعْكَـعْ كَعِكَـعْ ** خَلْـفِـي وَمِـنْ حُوَيْلَلِـي

لكِـنْ مَـشَـيـتُ هَارِبـا ** مِـنْ خَشْيَـةِ العَقَنْقِــلِي

إِلَـى لِـقَــاءِ مَـلِـكٍ ** مُـعَـظَّـمٍ مُـبَـجَّــلِ

يَأْمُـرُلِـي بِـخَـلْـعَـةٍ ** حَـمْـرَاءْ كَالـدَّمْ دَمَلِـي

أَجُـرُّ فِيـهَـا مَـاشِـيـاً ** مُـبَـغْـدِدَاً لـلـذِّيَّــلِ

أَنَا الأَدِيْـبُ الأَلْـمَـعِـي ** مِنْ حَـيِّ أَرْضِ المُـوْصِـلِ

نَظِمْتُ قِطُعـاً زُخْـرِفَـتْ ** يَعْجِـزُ عَنْـهَا الأَدْبُ لِـي

أَقُــوْلُ فِـي مَطْلَعِهَــا ** صَـوْتُ صَفيـرِ البُلْبُــلِ






فلم يحفظها المنصور لصعوبتها ، ونظر إلى المملوك وإلى الجارية فلم يحفظها أحد منهما
فقال: يا أخا العرب هات الذي هي مكتوبة فيه نعطك زنته

فقال: يا مولاي إني لم أجد ورقاً أكتب فيه وكان عندي قطعة عمود رخام من عهد أبي وهي ملقاةٌ ليس لي بها حاجة ، فنقشتها فيها، فلم يسع الخليفة إلا أنه أعطاه وزنها ذهباً فنفد ما في خزينته من المال ، فأخذه وانصرف
فلما ولى قال الخليفة: يغلب على ظني أن هذا الأصمعي، فأحضره وكشف عن وجهه فإذا هو الأصمعي فتعجب منه ومن صنيعه وأجازه على عادته

فقال الأصمعي: يا أمير المؤمنين، إن الشعراء فقراء وأصحاب عيال وأنت تمنعهم العطاء بشدة حفظك وحفظ هذا المملوك وهذه الجارية، فإذا أعطيتهم ما تيسر ليستعينوا به على عيالهم لم يضرك شيئا ولكن الأصمعي في النهاية كان قد أخذ ما أخذ.\

تحياتي

المديرالسعودي
08 Apr 2007, 08:25 PM
برق الضحى
حكايات اشعب جدا رائعه
شكرا على طرحك الرائع
دمت بود