المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتابات على حائط الليل



salah
28 Dec 2002, 07:25 AM
تحيات طيبات عليكم جميعا

انهيت يوم امس قراءة كتاب يتناول قصصا من ادب اميركا الجنوبية واحببت ان الخّص احدى هذه القصص بتصرّف.

تروي القصّة حكاية شاب كان يحتجّ على الأوضاع والعنف والتعصّب بالرسم في الليل على الحائط , وفي النهار كان يجلس في مقهى مقابل الحائط ليرى مدى تأثيره على الناس , وكم كان يسعده حين يتوقّف عابر ما ليتأمل الرسم .
واحيانا كان يشاهد الشرطة وهي تمحو الرسم بغضب شديد
.. كان يختار وقتا من الليل تكون فيه عيون الحرس غافلة عنه , وبعد زمن
وجد ان رسومه الليلية تترك اثرا كبيرا وجميلا وصار الناس الذين يقفون لمشاهدتها اكثر واكثر .
وفي احد الأيام شاهد رسما صغيرا قرب رسمه . رسما بخطوط جميلة وشفافة .. ومن رقة المنظر المرسوم ونعومة خطوطه استطاع ان يعرف ان الرسم لفتاة . كان الرسم للشمس وهي تغيب خلف مشهد بحري واسع , احٍسّ الشاب بفرح غريب , بشعور لم يمرّ به من قبل . ثمّ رسم بجوار المشهد البحري وجها جميلا يتأمل على كرسي في غابة بعيدة .
وعندما عاد في ليل اليوم التالي وجد رسما آخر الى جانب رسمه , وكان الرسم لكرسي مهجور .
وهكذا اصبحا يتخاطبان من خلال الرسم واحبّا بعضهما كثيرا رغم انهما لم يريا بعضهما بعد , وفي احد الأيام قرّر ان يسهر حتى الصباح في مكان قريب من الحائط دون ان تتمكن الفتاة من رؤيته , احسّ ان وجوده صار مرتبطا بها , وبعد ان اكمل رسمه اختبأ , وقبل الفجر جاءت الفتاة ووقفت امام الحائط وعندما ارادت ان تجيبه على رسمه وقفت قربها سيارة الشرطة واخذوا يضربونها بقسوة , ركض الشاب نحوها لأنه رغم معرفته من انه سيتعرّض للضرب ايضا , ولكنه اراد ان يشاركها الألم بشكل حقيقي ,
غير ان سيارة الشرطة انطلقت قبل وصوله بعد ان اخذت الفتاة .

رجع في اليوم التالي والألم يعتصر قلبه , ورسم مشهدا حزينا ,
ولم يجد رسما لفتاته قرب رسمه , كرّر الرسم من جديد, وكذلك لم تجب عليه , وبعد مدة انهكه الألم والحزن , بدأ يشعر
انه المذنب وانه هو من قادها الى هذا المصير .
وفي احد الأيام اراد ان يضع رسما كبيرا .. رسما يجسّد المه وحبّه ومعاناته .. وقبل ان يبدأ , اكتشف رسما صغيرا ينام بهدوء تحت رسمه ... قفز قلبه في صدره , واخذ ينظر اليه ... كان الرسم لوجه حزين ودوائر زرقاء تحيط به ,, احسّ ان فتاته ارادت ان تخبره بقسوة الألم الذي تعرّضت له ,, وبالوجع الذي يهزّ جسدها الصغير ,

اراد ان يفعل شيئا , اراد ان يقول لها انّ المها صار المه وانّ حزنها صار حزنه , لم يكن الرسم كافيا لنقل ما يشعر به
القى الألوان بعيدا واخذ يصرخ بقوّة في ارجاء المدينة

ومنذ ذلك اليوم لم تظهر رسوم جديدة على الحائط , ولم يسمع احد بذلك العاشق الليلي

نقلتها بتصرّف : صلاح

الأصيله
29 Dec 2002, 04:13 PM
:-:

:-:

القصه حزينه و ممتعه وملخص مفيد ومتكامل

الله يعطيك العافيه

الحلوه أم قصه
30 Dec 2002, 01:32 PM
مشكور أخوي صلاح على هذه القصه

salah
31 Dec 2002, 02:42 AM
انت مشكورة بعد اختي الحلوة ام قصّة على مشاركاتك الجميلة والصادقة

salah
10 Jan 2003, 04:59 AM
اختي العزيزة الأصيلة
اشكر لك وقوفك على المادة وجميل مشاعرك
وكم اتمنى لو نستطيع بمثل هذه الحوارات الجميلة ان نسهم في خلق مناخ ابداعي يشترك فيه الجميع

صلاح