زهرة اللوتس
04 May 2007, 06:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ..
احترت في الحقيقة بنوع البداية التي أفتتح بها سلسلتي هذه المرة ولكن ما لبثت إلا أن تلاشت تلك الحيرة من أمامي وأصبحت عبارة عن طيف يُذكر ولا يُرى بعد أن ظهر ما أستدعى إلى تلاشى تلك الحيرة واختفائها وهي ما سأدعكم معها وهي عبارة عن مقدمة اقتبستها من كتاب
( حدائق ذات بهجة ) لفضيلة الشيخ الدكتور
( عائض القرني ) وذالك ليقيني بأني مهما طوعّت حروفي وكلماتي فلن تستطيع مجارات كلمةً أو حتى حرفاً من كلمات وحروف فضيلة الشيخ قبل ترككم مع هذه المقدمة سأطلب منكم طلباً واحداً أعتقد بأنه سيكون صغيراً جداً مقارناً بالمتعة التي ستجدونها عند قراءة تلك الحروف وتلك الكلمات وطلبي هو بان تتمتعوا جيداً بما تقرئوا وأن تقرئوا ما بين السطور وأن تبحروا بعيداً سواء كان شرقاً أو غرباً أو حتى شمالاً وجنوباً والتعايش مع الجمل بكل تفاصيلها كما سُطرت وكما رُتبت ..
سأدعكم الآن معها :
(( القراءة القراءة ))
أول كلمة في الوحي : ( أقرأ باسم ربك الذي خلق )
وخير جليس في الأنام " كتاب " ,أعظم لذّة تصفح عقول الرجال , من خدمته المحابر حملته المنابر , من صاحب الصحف حاز الشرف, ما نظر رجل في كتاب إلا خرج بفائدة , الغنيمة الرابحة قطف الحكمة من الصحف , أنسخ حروف العلم في ألواح قلبك , واكتب سطور الإفادة على صحيفة روحك , واكتحل بكلمات المعرفة لترى ملكوت السموات والأرض , يوم تخلو بالكتاب تطوى لك الأزمان , وتطل عليك الدهور , وتناجيك العِبر , وتشجيك العظات , وتصقلك التجارب , وتدهشك العجائب , احلب در العلم من ثدي الأسفار , فإن في الدفاتر مملكة الأفكار , صاحب الكتب مع كتبه أغنى من قارون الكنوز , وأعز من نعمان الكتائب , وأحسن حالاً من البرامكة , مصاحب القرطاس أطيب عيشاً من نديم الكأس , ومدارس الآثار أعظم من المنصت لنغمة الأوتار , صاحب الكتاب يصونك من تيه الملوك , ويحميك من صلف الجبابرة , ويحوطك من سطوة الظلمة , ويحفظك من لوم الحاسد , وتشفّي الشامت , ورؤية الثقيل , ومنة البخيل , وكدر الغبي , ومئونة المغتاب , وطيش السفيه , أكثِر من فلي الكتب , وداوم تفتيش الصحف , وصابر مسامرة المصنفات , فما قيمة الزمن بلا مطالعة ؟!
وما فائدة العمر بلا قراءة ؟!
وهل يحلو العيش بلا كتاب ؟!
ذهبت الدول, ونُسي الملوك , وتعطلت الأسواق , ودرست المنازل , وتهدمّت القصور , وبادت الحدائق , وفنيت الأموال , وهلك الرجال , لكن خلدت الحكمة في الكتب , وبقيت المعرفة في الصحف , وقر العلم في المؤلفات , ودامت تركة المعرفة .
(( إن الأنبياء لم يرثوا درهماً ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم , فمن أخذه أخذ بحظ وافر ))
أعز مكان في بالدنى سرج سابح
وخير جليس في الأنام كتابُ
انتهت ..
أعتقد بعد قراءتكم تلك الكلمات تراءى لكم واتضح شيئاً مما أصبوا إليه وأريد التحدث فيه والذي سيعتبر عنوانا ًلسلستي هذه المرة والذي سيكمن تحت مسمى
(( القراءة في حياتنا إلى أي مدى وصلت أو بالأصح وصلنا بها ))
http://www.lahdah.com/up/uploads13/lahdah-983097a2e6.bmp (http://www.lahdah.com/up)
نعم القراءة ماهي بالنسبة لنا .. سؤال تبادر إلى ذهني كثيرا ًحاولت معرفة الإجابة عنه فلم أستطع لذالك سأحاول أن أعمل استفتاء بسيط لعلي من خلاله أجد تلك الإجابة التي لم أستطع إيجادها وذالك بعد توضيح وتفصيل بعض الحقائق التي لامستها ملامسة مباشرة وعن قُرب بنت بالنسبة لي صورة قد تكون سلبية ولكن بالتأكيد لا تختفي عنها شيئاً من ملامح الإيجابية التي أتمنى أن تُطفئ وأن تمحو تلك السلبية ..
سأبدأ أولاً بالتحدث عن القراءة بالتدرج منطلقاً من القراءة في مدارسنا ثم في كليتنا ثم في حياتنا عموماً .. وطبعاً سيكون الحديث أو التركيز على القراءة في مجتمعنا
" الرفحاوي " وذالك عبر أمثلة ملموسة وموجودة في حياتي وفي حياتكم أيضاً فلنبدأ من المرحلة الدراسية ..
1/ الكل يعلم بأن القراءة تُنسج معانيها منذ دخول الطفل للمدرسة وهذا شيء طبيعي ومتعارف علية وهناك من يحاول أن يؤصل القراءة وينسجها في أبناءة بصورة أكبر قبل مرحلة الدراسة وهذا بالتأكيد شيء جميل ولا أحد يختلف عليه بل ينظر إليه بعين الرضا والاحترام إذاً فلنتبع حياة طالب أو طالبة بعد دخوله للمدرسة والتي بالتأكيد تُعتبر البيت الثاني الذي يحتضن كل ما فيه بكل رعاية واهتمام فلنفرض أن هذا الطالب أو الطالبة منحه الله موهبة القراءة المفرطة
( والتي هي حب الطالب أو الطالبة الكبير للإطلاع على كل ماهو جديد وقراءة كل شي لكسب معرفة كبيرة وعلم أكبر )
ولم يجد من يصقل هذه الموهبة أو ينميها واقتصرت قراءته أو قراءتها على المناهج الدراسية .. بالطبع ستقولون بأن هناك ما يسمى بالمكتبة المدرسية وهذا هو دورها .. نعم أؤيدكم بهذا الشيء بالفعل هناك ما يسمى بالمكتبة المدرسية وهي ما سأركز عليها في هذه النقطة ..
المكتبة المدرسية / هي عبارة عن غرفة خُصصت ووضعت في المدارس لعدة أغراض أساسية ومهمة وأهمها إشباع نهم الطلاب الذين لديهم حُب كبير للقراءة وتطوير موهبتهم وهوايتهم التي منحها الله لهم وإكساب الطلاب الآخرين معارف جديدة يستفيدون منها ..إلى هنا سأحصر تعريف المكتبة مع يقيني بأن لها من الدور الكبير الذي لا يحصى ولا يعد .. وسأكتفي بطرح عدة تساؤلات ..
1/ ماهو الدور الفعّال للمكاتب المدرسية والذي من خلاله يتضح تغيير في شخصية الطلاب؟؟ .. هل أنحصر دورها بأن تكون وسيلة ترفيهية مؤقتة أي بالفترات التي يوجد في حصة فارغة ..
2/ أم أنحصر دورها على رغبة المعلم أو المعلمة بحيث بالأوقات التي لا يكون لذالك المعلم أو تلك المعلمة رغبة بإعطاء درس يقومون بإنزال الطلاب لإمضاء ذالك الوقت في القراءة ..
3/ أم أنحصر دورها على نهاية العام عندما تنتهي المناهج الدراسية حيث يقوم كذالك المعلم أو المعلمة بإنزال الطلاب أو الطالبات لقضاء هذا الوقت وإمضاءه وكأن طوال العام لم يوجد مكتبة في المدرسة ولم تظهر أهمية القراءة إلا في هذه الأوقات ..
ما أريد الوصول إليه والذي سأحصره في مثال واقعي وللأسف أن هذا المثال حاصل وبشكل كبير وهو بأن هناك الكثير من الأهالي وللأسف لا يشكل لهم جانب القراءة أي أهمية .. فالقراءة بالنسبة لهم هي قراءة ما في الكتب المدرسية وما زاد عن ذالك فهي تعتبر ثقافة مفتعلة ليس لها أي أهمية ..
المثال الذي سأضربه هو عن نفسي بحيث أنني في تلك المرحلة الدراسية وإلى الآن والحمد الله كان لدي حب شديد للقراءة وما اذكره هو بأني لم أجد الاحتضان اللازم من المدرسة أو بالأحرى من المكتبة المدرسية والتي كانت من المفترض أن تكون هي الأساس في إشباع نهمي في القراءة لذالك لولا دور البيت وأسرتي بالتحديد في تنمية هذه الموهبة لماتت وتناثر رفاتها وأصبحت هباءً منثوراً لذالك أحمد الله دائما ًوأبدا ًبأن سخر لي عائلة استطاعت صقل هذا الجانب وجميع الجوانب فيني منذ الصغر واستطاعت تنميته بكل اتجاهاته..
ولكن ؟؟!!
سأقف كثيرا ًعند كلمة لكن لأنها بالفعل تحز في خاطري وتسبب لي من الألم الشيء الكثير أتعلمون لماذا؟؟ لأني عندما أرجع بمخيلتي إلى الوراء ولتلك المرحلة الدراسية وأذكر بأنه هناك من الكثيرات من كانت لديهن هذه الموهبة أو هذه البذرة الجميلة ولكن للأسف لم تجد الأرض الخصبة التي تحتويها سواء من البيت من خلال المساندة والتشجيع أو من خلال المدرسة بالتعليم والممارسة ليتخبطن بين الموهبة المُلحة و المحبوسة في دواخلهن وبين الظروف الخارجية التي لم تُهيئ في إنبات بذرتهن لأشاهد في تلك المرحلة وإلى الآن بأن الكثيرات فضلن قتلها ووأدها في دواخلهن والقلة من احتفظن فيها إلى أن يجدن الوقت المناسب والظروف المناسبة التي يُعدن بها إنبات هذه البذرة ..
قبل أن أختم هذه الفقرة ما أريد التركيز والتشديد عليه سألقيه على هيئة استفهام؟؟
**ماهو الدور الذي قدمته أو ستقدمه الأسرة أو المدرسة ( المعلم والمعلمة ) تجاه أبنائهم وطلابهم في تنمية موهبة القراءة لديهم أو أي موهبة أخرى ؟
2/ نأتي للمرحلة الثانية وهي المرحلة الجامعية
( الأكاديمية ) :
طبعاً سأتحدث عن واقع وتجربة ملموسة فالكل يعلم بأن المرحلة الجامعية هي من المفترض أن تكون من أجمل المراحل الدراسية التي يمر بها الفرد بحيث أن هذه المرحلة تعتمد بشكل كبير على الاستقلالية الذاتية وثبات الشخصية التي تستمر مع الشخص إلى نهاية عمره وهذه المرحلة بالذات يتم انطلاق الإبداع والموهبة بشكل أكبر والتي ولدت منذ الصغر ليتم في هذه المرحلة صقلها عن طريق الممارسة والتعامل بها في جميع النواحي .. لذالك بما أن حديثنا عن القراءة وهذه وكما يُعرف موهبة وهواية لا يُستهان بها أبداً وبما أن النقطة هذه عن المرحلة الجامعية سأبدأ بتساؤل ؟؟
^^ ماهو دور المكتبة الجامعية بتنمية موهبة الطالب عموماً فهل تعتبر هذه المكتبة محطة يتوقف عندها الطالب فترة معينة ولحاجة معينة كأخذ المراجع لكتابة بحث مثلا ً
( بالرغم أن هذه الوسيلة قل استخدامها بعد توفر استخدام الإنترنت بكثرة ) أو دورها أنحصر لغرض دراسي " بحت " يتضاءل ويتلاشى بعد نهاية هذا الغرض وكان شيئاً لم يكن
( ربما الإجابة تكون نعم )
ملاحظة /
مثالي الذي سأضربه عن هذه المرحلة سيكون كذالك عن نفسي فالكل يعلم بأن الكلية التي أنتمي إليها تحمل بين جوانبها " مكتبة " قد تأسست بالتأكيد منذ أن افتتحت الكلية أي ما يقارب خمس سنوات وبالتأكيد أن هذه المكتبة تحمل بين طياتها كتباً " مراجع " تم الحصول عليها من عدة طرق إما بعد طلب وطلب من الطالبات
" وكل شيء طبعاً بالدرجات " وأما كتب يتم طلبها ولا يتم تلبية ذالك الطلب ورفعه إلا بعد ألف ويل وويل .. ما أريد ذكره هو بأن طوال تلك السنوات الخمس ما هو الدور الذي قدمته تلك المكتبة .. أنا عن نفسي ومنذ أن عتبت أرجلي الكلية لم أشاهد ذالك الدور البارز الذي يشار له بالبنان أو ذالك الدور الذي جذبني وجعلني مجالسةً لذالك المكان رغم عشقي الكبير للقراءة بل العكس .. والعكس هو بأن جميع الأجواء هناك لا تشجع أبدا ًبدايةً من المكان الذي وضعت فيه ونهايةً وليس نهايةً بالطبع بطريقة الترتيب والتصنيف ..
ولكن كلمة حق لا بد أن تُقال وشيء لا بد أن لا يُنكر وهو بأن هناك انبثاقه أمل فقد بدأ حال المكتبة قليلاً يتحسن بعد أن سخر الله لها موظفة متخصصة بالمكتبات بدأت تُعطي من جهدها الشيء الكثير لمداواة الحال العليل للمكتبة ولكن كما يُقال
( كفاً واحدة لا تستطيع التصفيق أبداً ) إذاً فهي وحدها لا تستطيع عمل شيء وذالك وعلى حسب ما أشاهده بأن المكتبة ما زالت تفتقر للكثير من المقومات التي تساعد على الارتقاء بمستوى هذه المكتبة ليُطلق عليها مكتبة جامعية ..
يتبع ..
احترت في الحقيقة بنوع البداية التي أفتتح بها سلسلتي هذه المرة ولكن ما لبثت إلا أن تلاشت تلك الحيرة من أمامي وأصبحت عبارة عن طيف يُذكر ولا يُرى بعد أن ظهر ما أستدعى إلى تلاشى تلك الحيرة واختفائها وهي ما سأدعكم معها وهي عبارة عن مقدمة اقتبستها من كتاب
( حدائق ذات بهجة ) لفضيلة الشيخ الدكتور
( عائض القرني ) وذالك ليقيني بأني مهما طوعّت حروفي وكلماتي فلن تستطيع مجارات كلمةً أو حتى حرفاً من كلمات وحروف فضيلة الشيخ قبل ترككم مع هذه المقدمة سأطلب منكم طلباً واحداً أعتقد بأنه سيكون صغيراً جداً مقارناً بالمتعة التي ستجدونها عند قراءة تلك الحروف وتلك الكلمات وطلبي هو بان تتمتعوا جيداً بما تقرئوا وأن تقرئوا ما بين السطور وأن تبحروا بعيداً سواء كان شرقاً أو غرباً أو حتى شمالاً وجنوباً والتعايش مع الجمل بكل تفاصيلها كما سُطرت وكما رُتبت ..
سأدعكم الآن معها :
(( القراءة القراءة ))
أول كلمة في الوحي : ( أقرأ باسم ربك الذي خلق )
وخير جليس في الأنام " كتاب " ,أعظم لذّة تصفح عقول الرجال , من خدمته المحابر حملته المنابر , من صاحب الصحف حاز الشرف, ما نظر رجل في كتاب إلا خرج بفائدة , الغنيمة الرابحة قطف الحكمة من الصحف , أنسخ حروف العلم في ألواح قلبك , واكتب سطور الإفادة على صحيفة روحك , واكتحل بكلمات المعرفة لترى ملكوت السموات والأرض , يوم تخلو بالكتاب تطوى لك الأزمان , وتطل عليك الدهور , وتناجيك العِبر , وتشجيك العظات , وتصقلك التجارب , وتدهشك العجائب , احلب در العلم من ثدي الأسفار , فإن في الدفاتر مملكة الأفكار , صاحب الكتب مع كتبه أغنى من قارون الكنوز , وأعز من نعمان الكتائب , وأحسن حالاً من البرامكة , مصاحب القرطاس أطيب عيشاً من نديم الكأس , ومدارس الآثار أعظم من المنصت لنغمة الأوتار , صاحب الكتاب يصونك من تيه الملوك , ويحميك من صلف الجبابرة , ويحوطك من سطوة الظلمة , ويحفظك من لوم الحاسد , وتشفّي الشامت , ورؤية الثقيل , ومنة البخيل , وكدر الغبي , ومئونة المغتاب , وطيش السفيه , أكثِر من فلي الكتب , وداوم تفتيش الصحف , وصابر مسامرة المصنفات , فما قيمة الزمن بلا مطالعة ؟!
وما فائدة العمر بلا قراءة ؟!
وهل يحلو العيش بلا كتاب ؟!
ذهبت الدول, ونُسي الملوك , وتعطلت الأسواق , ودرست المنازل , وتهدمّت القصور , وبادت الحدائق , وفنيت الأموال , وهلك الرجال , لكن خلدت الحكمة في الكتب , وبقيت المعرفة في الصحف , وقر العلم في المؤلفات , ودامت تركة المعرفة .
(( إن الأنبياء لم يرثوا درهماً ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم , فمن أخذه أخذ بحظ وافر ))
أعز مكان في بالدنى سرج سابح
وخير جليس في الأنام كتابُ
انتهت ..
أعتقد بعد قراءتكم تلك الكلمات تراءى لكم واتضح شيئاً مما أصبوا إليه وأريد التحدث فيه والذي سيعتبر عنوانا ًلسلستي هذه المرة والذي سيكمن تحت مسمى
(( القراءة في حياتنا إلى أي مدى وصلت أو بالأصح وصلنا بها ))
http://www.lahdah.com/up/uploads13/lahdah-983097a2e6.bmp (http://www.lahdah.com/up)
نعم القراءة ماهي بالنسبة لنا .. سؤال تبادر إلى ذهني كثيرا ًحاولت معرفة الإجابة عنه فلم أستطع لذالك سأحاول أن أعمل استفتاء بسيط لعلي من خلاله أجد تلك الإجابة التي لم أستطع إيجادها وذالك بعد توضيح وتفصيل بعض الحقائق التي لامستها ملامسة مباشرة وعن قُرب بنت بالنسبة لي صورة قد تكون سلبية ولكن بالتأكيد لا تختفي عنها شيئاً من ملامح الإيجابية التي أتمنى أن تُطفئ وأن تمحو تلك السلبية ..
سأبدأ أولاً بالتحدث عن القراءة بالتدرج منطلقاً من القراءة في مدارسنا ثم في كليتنا ثم في حياتنا عموماً .. وطبعاً سيكون الحديث أو التركيز على القراءة في مجتمعنا
" الرفحاوي " وذالك عبر أمثلة ملموسة وموجودة في حياتي وفي حياتكم أيضاً فلنبدأ من المرحلة الدراسية ..
1/ الكل يعلم بأن القراءة تُنسج معانيها منذ دخول الطفل للمدرسة وهذا شيء طبيعي ومتعارف علية وهناك من يحاول أن يؤصل القراءة وينسجها في أبناءة بصورة أكبر قبل مرحلة الدراسة وهذا بالتأكيد شيء جميل ولا أحد يختلف عليه بل ينظر إليه بعين الرضا والاحترام إذاً فلنتبع حياة طالب أو طالبة بعد دخوله للمدرسة والتي بالتأكيد تُعتبر البيت الثاني الذي يحتضن كل ما فيه بكل رعاية واهتمام فلنفرض أن هذا الطالب أو الطالبة منحه الله موهبة القراءة المفرطة
( والتي هي حب الطالب أو الطالبة الكبير للإطلاع على كل ماهو جديد وقراءة كل شي لكسب معرفة كبيرة وعلم أكبر )
ولم يجد من يصقل هذه الموهبة أو ينميها واقتصرت قراءته أو قراءتها على المناهج الدراسية .. بالطبع ستقولون بأن هناك ما يسمى بالمكتبة المدرسية وهذا هو دورها .. نعم أؤيدكم بهذا الشيء بالفعل هناك ما يسمى بالمكتبة المدرسية وهي ما سأركز عليها في هذه النقطة ..
المكتبة المدرسية / هي عبارة عن غرفة خُصصت ووضعت في المدارس لعدة أغراض أساسية ومهمة وأهمها إشباع نهم الطلاب الذين لديهم حُب كبير للقراءة وتطوير موهبتهم وهوايتهم التي منحها الله لهم وإكساب الطلاب الآخرين معارف جديدة يستفيدون منها ..إلى هنا سأحصر تعريف المكتبة مع يقيني بأن لها من الدور الكبير الذي لا يحصى ولا يعد .. وسأكتفي بطرح عدة تساؤلات ..
1/ ماهو الدور الفعّال للمكاتب المدرسية والذي من خلاله يتضح تغيير في شخصية الطلاب؟؟ .. هل أنحصر دورها بأن تكون وسيلة ترفيهية مؤقتة أي بالفترات التي يوجد في حصة فارغة ..
2/ أم أنحصر دورها على رغبة المعلم أو المعلمة بحيث بالأوقات التي لا يكون لذالك المعلم أو تلك المعلمة رغبة بإعطاء درس يقومون بإنزال الطلاب لإمضاء ذالك الوقت في القراءة ..
3/ أم أنحصر دورها على نهاية العام عندما تنتهي المناهج الدراسية حيث يقوم كذالك المعلم أو المعلمة بإنزال الطلاب أو الطالبات لقضاء هذا الوقت وإمضاءه وكأن طوال العام لم يوجد مكتبة في المدرسة ولم تظهر أهمية القراءة إلا في هذه الأوقات ..
ما أريد الوصول إليه والذي سأحصره في مثال واقعي وللأسف أن هذا المثال حاصل وبشكل كبير وهو بأن هناك الكثير من الأهالي وللأسف لا يشكل لهم جانب القراءة أي أهمية .. فالقراءة بالنسبة لهم هي قراءة ما في الكتب المدرسية وما زاد عن ذالك فهي تعتبر ثقافة مفتعلة ليس لها أي أهمية ..
المثال الذي سأضربه هو عن نفسي بحيث أنني في تلك المرحلة الدراسية وإلى الآن والحمد الله كان لدي حب شديد للقراءة وما اذكره هو بأني لم أجد الاحتضان اللازم من المدرسة أو بالأحرى من المكتبة المدرسية والتي كانت من المفترض أن تكون هي الأساس في إشباع نهمي في القراءة لذالك لولا دور البيت وأسرتي بالتحديد في تنمية هذه الموهبة لماتت وتناثر رفاتها وأصبحت هباءً منثوراً لذالك أحمد الله دائما ًوأبدا ًبأن سخر لي عائلة استطاعت صقل هذا الجانب وجميع الجوانب فيني منذ الصغر واستطاعت تنميته بكل اتجاهاته..
ولكن ؟؟!!
سأقف كثيرا ًعند كلمة لكن لأنها بالفعل تحز في خاطري وتسبب لي من الألم الشيء الكثير أتعلمون لماذا؟؟ لأني عندما أرجع بمخيلتي إلى الوراء ولتلك المرحلة الدراسية وأذكر بأنه هناك من الكثيرات من كانت لديهن هذه الموهبة أو هذه البذرة الجميلة ولكن للأسف لم تجد الأرض الخصبة التي تحتويها سواء من البيت من خلال المساندة والتشجيع أو من خلال المدرسة بالتعليم والممارسة ليتخبطن بين الموهبة المُلحة و المحبوسة في دواخلهن وبين الظروف الخارجية التي لم تُهيئ في إنبات بذرتهن لأشاهد في تلك المرحلة وإلى الآن بأن الكثيرات فضلن قتلها ووأدها في دواخلهن والقلة من احتفظن فيها إلى أن يجدن الوقت المناسب والظروف المناسبة التي يُعدن بها إنبات هذه البذرة ..
قبل أن أختم هذه الفقرة ما أريد التركيز والتشديد عليه سألقيه على هيئة استفهام؟؟
**ماهو الدور الذي قدمته أو ستقدمه الأسرة أو المدرسة ( المعلم والمعلمة ) تجاه أبنائهم وطلابهم في تنمية موهبة القراءة لديهم أو أي موهبة أخرى ؟
2/ نأتي للمرحلة الثانية وهي المرحلة الجامعية
( الأكاديمية ) :
طبعاً سأتحدث عن واقع وتجربة ملموسة فالكل يعلم بأن المرحلة الجامعية هي من المفترض أن تكون من أجمل المراحل الدراسية التي يمر بها الفرد بحيث أن هذه المرحلة تعتمد بشكل كبير على الاستقلالية الذاتية وثبات الشخصية التي تستمر مع الشخص إلى نهاية عمره وهذه المرحلة بالذات يتم انطلاق الإبداع والموهبة بشكل أكبر والتي ولدت منذ الصغر ليتم في هذه المرحلة صقلها عن طريق الممارسة والتعامل بها في جميع النواحي .. لذالك بما أن حديثنا عن القراءة وهذه وكما يُعرف موهبة وهواية لا يُستهان بها أبداً وبما أن النقطة هذه عن المرحلة الجامعية سأبدأ بتساؤل ؟؟
^^ ماهو دور المكتبة الجامعية بتنمية موهبة الطالب عموماً فهل تعتبر هذه المكتبة محطة يتوقف عندها الطالب فترة معينة ولحاجة معينة كأخذ المراجع لكتابة بحث مثلا ً
( بالرغم أن هذه الوسيلة قل استخدامها بعد توفر استخدام الإنترنت بكثرة ) أو دورها أنحصر لغرض دراسي " بحت " يتضاءل ويتلاشى بعد نهاية هذا الغرض وكان شيئاً لم يكن
( ربما الإجابة تكون نعم )
ملاحظة /
مثالي الذي سأضربه عن هذه المرحلة سيكون كذالك عن نفسي فالكل يعلم بأن الكلية التي أنتمي إليها تحمل بين جوانبها " مكتبة " قد تأسست بالتأكيد منذ أن افتتحت الكلية أي ما يقارب خمس سنوات وبالتأكيد أن هذه المكتبة تحمل بين طياتها كتباً " مراجع " تم الحصول عليها من عدة طرق إما بعد طلب وطلب من الطالبات
" وكل شيء طبعاً بالدرجات " وأما كتب يتم طلبها ولا يتم تلبية ذالك الطلب ورفعه إلا بعد ألف ويل وويل .. ما أريد ذكره هو بأن طوال تلك السنوات الخمس ما هو الدور الذي قدمته تلك المكتبة .. أنا عن نفسي ومنذ أن عتبت أرجلي الكلية لم أشاهد ذالك الدور البارز الذي يشار له بالبنان أو ذالك الدور الذي جذبني وجعلني مجالسةً لذالك المكان رغم عشقي الكبير للقراءة بل العكس .. والعكس هو بأن جميع الأجواء هناك لا تشجع أبدا ًبدايةً من المكان الذي وضعت فيه ونهايةً وليس نهايةً بالطبع بطريقة الترتيب والتصنيف ..
ولكن كلمة حق لا بد أن تُقال وشيء لا بد أن لا يُنكر وهو بأن هناك انبثاقه أمل فقد بدأ حال المكتبة قليلاً يتحسن بعد أن سخر الله لها موظفة متخصصة بالمكتبات بدأت تُعطي من جهدها الشيء الكثير لمداواة الحال العليل للمكتبة ولكن كما يُقال
( كفاً واحدة لا تستطيع التصفيق أبداً ) إذاً فهي وحدها لا تستطيع عمل شيء وذالك وعلى حسب ما أشاهده بأن المكتبة ما زالت تفتقر للكثير من المقومات التي تساعد على الارتقاء بمستوى هذه المكتبة ليُطلق عليها مكتبة جامعية ..
يتبع ..