salah
08 Jan 2003, 02:27 PM
تحيات طيبات عليكم جميعا
ارجو ان ينال هذا الموضوع بعض عنايتكم , لأنني احاول فيه طرح رأي عن واحد من فحول شعراء العربية ومدى علاقته بمحيطه الجغرافي في بادية السماوة وامتداداتها القبلية التي كانت رفحاء جزءا من نفوذها .. وعلى حدّ علمي لم يطرح احد هذا الموضوع من قبل , فأذا وجدتم فيه ما يستحقّ العناية والأنتباه فأكون عندها قد بلغت ما اريد ,
.. غادر ( ابو الطيّب احمد بن الحسين المتنبي ) الكوفة في صباه لا ليبحث عن شواهد لغوية يدعم بها شعره وحسب, بل وليجد نفسه التي اضاعها في الكوفة وبغداد المدينتين اللتين كان يجبى لهما نصف خراج الأرض , ومع كل ما في خزانتيهما من اموال وقف المتنبي ليجادل في احد اسواق بغداد في بطيختين عجز عن دفع ثمنهما , ورغم ان التاريخ ترك لنا صورة تمنحنا القدرة على تصوّر مدى فروسية شاعرنا . اذ فضّل ملاقاة الموت مع ابنه ( محسّد ) على ان ينهزم امام لصوص وقطاع طرق , فأنه عندما غادر الى بادية السماوة لم يكن في حوزته الاّ قصائد دافئة يضمّها قريبا من قلبه , وعاش زمنا في بني كلب وهي قبائل كانت تقيم في البادية وتمتدّ ديارها حتى الطرف الشرقي من صحراء النفود .وهناك اكتسب هذا اللقب الذي رافقه حتى مقتله في دير العاقول قرب الكوفة عام 354 هج .
ومن المثير ان نعرف ان رفحاء كانت ضمن مناطق نفوذ هذه القبيلة العريقة واحلافها , وهناك وجد المتنبي ضالّته واقام بينهم زمنا يعلّمهم ويتعلّم منهم , لا اشكّ في ان المتنبي الذي كان تمثّل شاعريته قمّة الهرم الشعري الكوفي قد علّم ابناء قبيلة كلب واحلافها الكتابة وربما بعضا من الحكمة اليونانية التي كان شاعرنا يلمّ بها الماما يشهد عليها شعره من خلال الترجمات الشهيرة التي امر بها المأمون ( الخليفة العبّاسي ) مجموعة من المترجمين السريان . ولان لغة الفلسفة وطريقة رؤيتها للأشياء فيها بعدا رؤيويا ومعرفيا مختلفا ومغايرا , اطلق الناس عليه لقب المتنبي , لأن النبوة هي كلّ ما ارتفع من الأرض كما في المعاجم العربية , فهو كان يرى في نفسه ما لا يراه فيه الآخرون ,
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي 000000 وبنفسي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر كل من نطق الضاد 000000 وعوذ الجاني وغوث الطريد
وهناك من يقول انّه لقّب بهذا اللقب بعد ابياته التي يقول في بعضها :
انا ترب الندى وربّ القوافي 00000 وسمام العدى وغيض الحسود
انا في امة تداركها الله 00000 غريب كصالح في ثمود
وكما تلاحظون , فلقد شبّه غربته الروحيّة عن نفسه وابتعاده عن وطنه كغربة نبي الله صالح عليه السلام في ثمود اذ كان يلاقي من اهله وقومه عنتا وصدّا وهجرا .. ومن هنا كما يرى بعض المؤرخين اطلق عليه لقب المتنبي ,
اما ما يعتقد من انه لقّب بهذا اللقب لأدعائه النبوّة , فهو امر ضعيف ولا رواية متينة تثبته , وبأمكاننا ان نعرف تهافت هذا الأمر وبطلانه من طريقة تعامل ارباب الدويلات الأسلامية معه , فهل من المعقول ان يجلس الممدوح وهو امير من امراء الأسلام بين يدي المتنبي وهو يعلم انه ادّعى النبوّة بعد خاتم النبيين ( ص ) ؟؟
اريد ان اصل الى نتيجة اساسية , لان المتنبي لا تخفى حياته واخباره على احد منكم , ولكن اجد من الضروري الأشارة الى ان شاعرنا كان يجوب ديار بني كلب ويلتقي بأشرافهم ورجالاتهم ويأخذ عنهم اللغة وشواهدها كما فعل اسلافه من النحاة في بداية عصر التدوين , وقد يكون وصل الى المكان الذي تقع فيه مدينة رفحاء , خصوصا واننا عرفنا ان رفحاء كانت ضمن نفوذ بادية السماوة واقصى الطرف الشمالي الشرقي من صحراء النفود وهذه كلّها كانت تتبع بني كلب واحلافها , واتمنى ان تتاح لي الفرصة في المستقبل لزيارة رفحاء والمناطق التي تجاورها لأتمكّن من التثبّت من هذا الموضوع الخطير بمقارنة شعره في تلك الحقبة من حياته مع المعطيات الجغرافية للمنطقة .
مع خالص مودّتي
صلاح
ارجو ان ينال هذا الموضوع بعض عنايتكم , لأنني احاول فيه طرح رأي عن واحد من فحول شعراء العربية ومدى علاقته بمحيطه الجغرافي في بادية السماوة وامتداداتها القبلية التي كانت رفحاء جزءا من نفوذها .. وعلى حدّ علمي لم يطرح احد هذا الموضوع من قبل , فأذا وجدتم فيه ما يستحقّ العناية والأنتباه فأكون عندها قد بلغت ما اريد ,
.. غادر ( ابو الطيّب احمد بن الحسين المتنبي ) الكوفة في صباه لا ليبحث عن شواهد لغوية يدعم بها شعره وحسب, بل وليجد نفسه التي اضاعها في الكوفة وبغداد المدينتين اللتين كان يجبى لهما نصف خراج الأرض , ومع كل ما في خزانتيهما من اموال وقف المتنبي ليجادل في احد اسواق بغداد في بطيختين عجز عن دفع ثمنهما , ورغم ان التاريخ ترك لنا صورة تمنحنا القدرة على تصوّر مدى فروسية شاعرنا . اذ فضّل ملاقاة الموت مع ابنه ( محسّد ) على ان ينهزم امام لصوص وقطاع طرق , فأنه عندما غادر الى بادية السماوة لم يكن في حوزته الاّ قصائد دافئة يضمّها قريبا من قلبه , وعاش زمنا في بني كلب وهي قبائل كانت تقيم في البادية وتمتدّ ديارها حتى الطرف الشرقي من صحراء النفود .وهناك اكتسب هذا اللقب الذي رافقه حتى مقتله في دير العاقول قرب الكوفة عام 354 هج .
ومن المثير ان نعرف ان رفحاء كانت ضمن مناطق نفوذ هذه القبيلة العريقة واحلافها , وهناك وجد المتنبي ضالّته واقام بينهم زمنا يعلّمهم ويتعلّم منهم , لا اشكّ في ان المتنبي الذي كان تمثّل شاعريته قمّة الهرم الشعري الكوفي قد علّم ابناء قبيلة كلب واحلافها الكتابة وربما بعضا من الحكمة اليونانية التي كان شاعرنا يلمّ بها الماما يشهد عليها شعره من خلال الترجمات الشهيرة التي امر بها المأمون ( الخليفة العبّاسي ) مجموعة من المترجمين السريان . ولان لغة الفلسفة وطريقة رؤيتها للأشياء فيها بعدا رؤيويا ومعرفيا مختلفا ومغايرا , اطلق الناس عليه لقب المتنبي , لأن النبوة هي كلّ ما ارتفع من الأرض كما في المعاجم العربية , فهو كان يرى في نفسه ما لا يراه فيه الآخرون ,
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي 000000 وبنفسي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر كل من نطق الضاد 000000 وعوذ الجاني وغوث الطريد
وهناك من يقول انّه لقّب بهذا اللقب بعد ابياته التي يقول في بعضها :
انا ترب الندى وربّ القوافي 00000 وسمام العدى وغيض الحسود
انا في امة تداركها الله 00000 غريب كصالح في ثمود
وكما تلاحظون , فلقد شبّه غربته الروحيّة عن نفسه وابتعاده عن وطنه كغربة نبي الله صالح عليه السلام في ثمود اذ كان يلاقي من اهله وقومه عنتا وصدّا وهجرا .. ومن هنا كما يرى بعض المؤرخين اطلق عليه لقب المتنبي ,
اما ما يعتقد من انه لقّب بهذا اللقب لأدعائه النبوّة , فهو امر ضعيف ولا رواية متينة تثبته , وبأمكاننا ان نعرف تهافت هذا الأمر وبطلانه من طريقة تعامل ارباب الدويلات الأسلامية معه , فهل من المعقول ان يجلس الممدوح وهو امير من امراء الأسلام بين يدي المتنبي وهو يعلم انه ادّعى النبوّة بعد خاتم النبيين ( ص ) ؟؟
اريد ان اصل الى نتيجة اساسية , لان المتنبي لا تخفى حياته واخباره على احد منكم , ولكن اجد من الضروري الأشارة الى ان شاعرنا كان يجوب ديار بني كلب ويلتقي بأشرافهم ورجالاتهم ويأخذ عنهم اللغة وشواهدها كما فعل اسلافه من النحاة في بداية عصر التدوين , وقد يكون وصل الى المكان الذي تقع فيه مدينة رفحاء , خصوصا واننا عرفنا ان رفحاء كانت ضمن نفوذ بادية السماوة واقصى الطرف الشمالي الشرقي من صحراء النفود وهذه كلّها كانت تتبع بني كلب واحلافها , واتمنى ان تتاح لي الفرصة في المستقبل لزيارة رفحاء والمناطق التي تجاورها لأتمكّن من التثبّت من هذا الموضوع الخطير بمقارنة شعره في تلك الحقبة من حياته مع المعطيات الجغرافية للمنطقة .
مع خالص مودّتي
صلاح