salah
09 Jan 2003, 07:45 AM
تحيات طيبات عليكم جميعا
وعدت مجموعة من اخواتي واخوتي في المنتدى ان اكتب لهم نماذج من قصيدة النثر وبعض المعلومات التاريخية حول نشوئها واغراضها وافقها المستقبلي , واخصّ منهم اختيّ العزيزتين الحلوة ام قصّة والأصيلة واخوة آخرين .
قبل سنوات وبالتحديد في عام 1997 نشرت في العدد الثالث من مجلة ( واحد ) بحثا عن مصطلح قصيدة النثر وتاريخه في الشعرية العربية المعاصرة وماهي الآثار التراثية العربية التي يمكننا ان نعتبرها سلفا وابا شرعيا لما نكتبه الأن , وكذلك تحدّثت عن نماذج تنتمي في سياقاتها الفنية الى قصيدة النثر كتبت منذ ما يقرب من تسعين عاما ,
ولأنّ الموضوع طويل ولا يمكنني ان اختزله للدرجة التي قد تسيء الى الفكرة , فسأكتفي بنموذج شعري واحد , ومقدّمة تعريفية سريعة .
يذهب مجموعة من النقاد الى ان بعضا من كتب التراث العربي هي التي اوحت لشعرائنا هذا النموذج , وهو نموذج عربي خالص في بنائه ونموّه واغراضه .. ومن يعرف منكم الشاعر ( القاضي الفاضل ) وهو احد وزراء الدولة الأيوبية بمصر , فقد كتب قصيدة شطرها الأول موزون على البحور الخليلية اما شطرها الثاني ( عجزها ) فكان خاليا من الوزن والقافية تماما . اي بنفس الطريقة التي يكتب بها مجموعة واسعة من الشعراء العرب المعاصرين , ثمّ صاروا يعدّدون تجارب وكتب تراثية اخرى من اجل تعزيز هذا الرأي , فذكروا كتاب المواقف والمخاطبات لمحمد بن عبد الجبار النفري الذي توفي في عام 303 هج وبعض من مؤلفات ابن عطاء الله الآدمي وكذلك رسائل الجنيد البغدادي وسواها .
لذا فلنا كل الحق ان نقول : انّ قصيدة النثر الخالية من الوزن والقافية ,هي مما ورثناه عن اسلافنا العرب وليس في مقدور احد ان يبدّي غير هذا الرأي .
اعرف ان هذه المقدّمة التي اكتبها على عجل لا تكفي لمعرفة خبايا هذا النموذج الشعري ولكنني اظنّها كافية كبداية ,
مع خالص مودّتي
والأن ارفق لكم نموذجا من قصيدة النثر لمحمد الماغوط
نجوم وامطار
_________
في فمي فم آخر
وبين اسناني اسنان اخرى
****
يا اهلي .. يا شعبي
يامن اطلقتموني كالرصاصة خارج العالم
الجوع ينبض في احشائي كالجنين
من اصافحه في التاسعة
اشتهي قتله في العاشرة
اصابعي ضجرة من بعضها
وحاجباي خصمان متقابلان
****
اصعد واهبط كخنجر القاتل
معلّقا تعاستي في مسامير الحائط
غارسا عينيّ في الشرفات البعيدة
والانهار العائدة من الأسر
رأيت الجنازات المسرعة
واعنّة الجياد البربرية تلتهب في الشوارع
الريح تصفر فوق النجيع
والأحزان الصغيرة
تتساقط كالندى على القبّعات والمعاطف
______________________________
وعدت مجموعة من اخواتي واخوتي في المنتدى ان اكتب لهم نماذج من قصيدة النثر وبعض المعلومات التاريخية حول نشوئها واغراضها وافقها المستقبلي , واخصّ منهم اختيّ العزيزتين الحلوة ام قصّة والأصيلة واخوة آخرين .
قبل سنوات وبالتحديد في عام 1997 نشرت في العدد الثالث من مجلة ( واحد ) بحثا عن مصطلح قصيدة النثر وتاريخه في الشعرية العربية المعاصرة وماهي الآثار التراثية العربية التي يمكننا ان نعتبرها سلفا وابا شرعيا لما نكتبه الأن , وكذلك تحدّثت عن نماذج تنتمي في سياقاتها الفنية الى قصيدة النثر كتبت منذ ما يقرب من تسعين عاما ,
ولأنّ الموضوع طويل ولا يمكنني ان اختزله للدرجة التي قد تسيء الى الفكرة , فسأكتفي بنموذج شعري واحد , ومقدّمة تعريفية سريعة .
يذهب مجموعة من النقاد الى ان بعضا من كتب التراث العربي هي التي اوحت لشعرائنا هذا النموذج , وهو نموذج عربي خالص في بنائه ونموّه واغراضه .. ومن يعرف منكم الشاعر ( القاضي الفاضل ) وهو احد وزراء الدولة الأيوبية بمصر , فقد كتب قصيدة شطرها الأول موزون على البحور الخليلية اما شطرها الثاني ( عجزها ) فكان خاليا من الوزن والقافية تماما . اي بنفس الطريقة التي يكتب بها مجموعة واسعة من الشعراء العرب المعاصرين , ثمّ صاروا يعدّدون تجارب وكتب تراثية اخرى من اجل تعزيز هذا الرأي , فذكروا كتاب المواقف والمخاطبات لمحمد بن عبد الجبار النفري الذي توفي في عام 303 هج وبعض من مؤلفات ابن عطاء الله الآدمي وكذلك رسائل الجنيد البغدادي وسواها .
لذا فلنا كل الحق ان نقول : انّ قصيدة النثر الخالية من الوزن والقافية ,هي مما ورثناه عن اسلافنا العرب وليس في مقدور احد ان يبدّي غير هذا الرأي .
اعرف ان هذه المقدّمة التي اكتبها على عجل لا تكفي لمعرفة خبايا هذا النموذج الشعري ولكنني اظنّها كافية كبداية ,
مع خالص مودّتي
والأن ارفق لكم نموذجا من قصيدة النثر لمحمد الماغوط
نجوم وامطار
_________
في فمي فم آخر
وبين اسناني اسنان اخرى
****
يا اهلي .. يا شعبي
يامن اطلقتموني كالرصاصة خارج العالم
الجوع ينبض في احشائي كالجنين
من اصافحه في التاسعة
اشتهي قتله في العاشرة
اصابعي ضجرة من بعضها
وحاجباي خصمان متقابلان
****
اصعد واهبط كخنجر القاتل
معلّقا تعاستي في مسامير الحائط
غارسا عينيّ في الشرفات البعيدة
والانهار العائدة من الأسر
رأيت الجنازات المسرعة
واعنّة الجياد البربرية تلتهب في الشوارع
الريح تصفر فوق النجيع
والأحزان الصغيرة
تتساقط كالندى على القبّعات والمعاطف
______________________________