الباحث عن الحق
14 May 2007, 07:52 PM
قال لي : قلب شريط المواجع ، ولذ صمتا عند أبواب الجوامع ، حيث خلف كل باب قصّة ... رواية ... أخبار حياةٍ قطعتها نهاية كل مخلوق ، بعد أن أمضى فرصته الوحيدة في حلم ضائع .
أجبته : يا ضميري ! قد قلبت الشريط ، فإذا بمقاطع الألم قد تتابعت عليّ بغزارة الأمطار مشاهد محفوظة في قلبي ووجداني ولبّي ، ذلك القلب القاسي كقسوة الحجر ؛ بل أشد ( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله ) .
ما أقسى هذه القلوب التي نحملها ، نأتي إلى الصلاة كسالى ممسوخين من نعمة استحضار العظمة ، ومحرومين من لذة الخضوع لله - سبحانه وتعالى - ، ثمّ نصلي كخُشُبٍ مسنّدة ، أجسادٌ بالكاد تحمل نفسها من الفتور ، أما الأرواح والقلوب فقد رميناها ككرة البولينق نحوَ أهدافٍ مَيتة ، نعم ... لكنها قلوبٌ حيَّة تخفِق ، تُرمَى لتضرب أحلاما وسرابا ، رهان خاسر ، وثمن بخس ، فصلاة ليس لنا من راحتها وقيامها ولذتها نصيب .
تنقضي الصّلاة لتنقضي معها الأحلام المزيفة التي ذهبت بقيامها ، وزاحمت الخشوع فيها ، ثم يتجه المنادي للباب ، الذي لم يُطرَق ليفتحه ، ولكنه يُفتَح - رغما عن الجميع - لتتلاشى أحلامنا نهائيا ، فتشخص أبصار المصلين إلى جثّة ملفوفة بالأكفان ، يصفع سكونها كل من أسكرته هذه الحياة ، وفُتِنَ بنورها ولذّة ضوئها وبريقها ، لكنها - يا قوم - صفعة ... وهل تؤثر صفعة بحجر ؟!
نكبّرُ الأربع ثمّ نسلم اليمين ، ونخرج من الجامع إلى الحياة مرة أخرى ؛ ( نسعى ) لأجلها ، وقد أمرنا أن ( نمشي ) في مناكب أرضها ، نتلهى في سعينا بألعاب أطفال ، نعم ... فالدنيا بلا إيمان ألعاب أطفال كما قال ذلك الشيخ الحكيم علي الطنطاوي - رحمة الله عليه - وهي من أجمل ما قرأت .
اسأل نفسك : كيف هي حالي في سيري مع هذه الدنيا ؟!! هل أنا ممن يسعون إلى ذكر الله – سبحانه وتعالى - ، و أمشي لنصيبي من الدنيا ، أم العكس ؟!
نقطع الوقت بأمور نجتمع حولها ، ونُلبسها لباس الرسمية والأبّهة .. وهي لعبة ، نمضي الوقت بها ، وربما نحارب ونبغض بل ونقتل لأجلها ، هذه هي الحياة بلا إيمان ؛ أحلام زائفة ، وهوايات تافهة ، وملهيات سخيفة ، وأوقات ضائعة ، ومبادئ سطحية سرعان ما تتساقط مع مرور الأيّام كأوراق الخريف الجافّة .
اعتدنا منظر الموتى خلف الأبواب ، التي نستعجل فتحها ، ونستعجل الصلاة على من خلفها ، ثم ما إن نسلم عن يميننا حتى نسارع بالخروج ، لكننا - ورب السماء والأرض - سنصبح ذات يوم - لا محالة - خلف ذلك الباب ، ينتظر المصلين فتحه بسرعة ليصلوا علينا بقلوب غافلة - إلا من رحم الله - ثم ينتشرون في الأرض ، ويتركونا خلفهم ، ويكملون ما لم ننتهي منه ، ولن ينتهوا هم عنه ، واسألوا الأموات - إن نطقوا - ؛ هل غادرتم الدنيا بعد أن أنهيتم كل أشغالكم ؟!
ربي اغفر لي وارحمني ، قِبَل الباب ، وخلف الباب ، وتحت التراب . آمين
أجبته : يا ضميري ! قد قلبت الشريط ، فإذا بمقاطع الألم قد تتابعت عليّ بغزارة الأمطار مشاهد محفوظة في قلبي ووجداني ولبّي ، ذلك القلب القاسي كقسوة الحجر ؛ بل أشد ( وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله ) .
ما أقسى هذه القلوب التي نحملها ، نأتي إلى الصلاة كسالى ممسوخين من نعمة استحضار العظمة ، ومحرومين من لذة الخضوع لله - سبحانه وتعالى - ، ثمّ نصلي كخُشُبٍ مسنّدة ، أجسادٌ بالكاد تحمل نفسها من الفتور ، أما الأرواح والقلوب فقد رميناها ككرة البولينق نحوَ أهدافٍ مَيتة ، نعم ... لكنها قلوبٌ حيَّة تخفِق ، تُرمَى لتضرب أحلاما وسرابا ، رهان خاسر ، وثمن بخس ، فصلاة ليس لنا من راحتها وقيامها ولذتها نصيب .
تنقضي الصّلاة لتنقضي معها الأحلام المزيفة التي ذهبت بقيامها ، وزاحمت الخشوع فيها ، ثم يتجه المنادي للباب ، الذي لم يُطرَق ليفتحه ، ولكنه يُفتَح - رغما عن الجميع - لتتلاشى أحلامنا نهائيا ، فتشخص أبصار المصلين إلى جثّة ملفوفة بالأكفان ، يصفع سكونها كل من أسكرته هذه الحياة ، وفُتِنَ بنورها ولذّة ضوئها وبريقها ، لكنها - يا قوم - صفعة ... وهل تؤثر صفعة بحجر ؟!
نكبّرُ الأربع ثمّ نسلم اليمين ، ونخرج من الجامع إلى الحياة مرة أخرى ؛ ( نسعى ) لأجلها ، وقد أمرنا أن ( نمشي ) في مناكب أرضها ، نتلهى في سعينا بألعاب أطفال ، نعم ... فالدنيا بلا إيمان ألعاب أطفال كما قال ذلك الشيخ الحكيم علي الطنطاوي - رحمة الله عليه - وهي من أجمل ما قرأت .
اسأل نفسك : كيف هي حالي في سيري مع هذه الدنيا ؟!! هل أنا ممن يسعون إلى ذكر الله – سبحانه وتعالى - ، و أمشي لنصيبي من الدنيا ، أم العكس ؟!
نقطع الوقت بأمور نجتمع حولها ، ونُلبسها لباس الرسمية والأبّهة .. وهي لعبة ، نمضي الوقت بها ، وربما نحارب ونبغض بل ونقتل لأجلها ، هذه هي الحياة بلا إيمان ؛ أحلام زائفة ، وهوايات تافهة ، وملهيات سخيفة ، وأوقات ضائعة ، ومبادئ سطحية سرعان ما تتساقط مع مرور الأيّام كأوراق الخريف الجافّة .
اعتدنا منظر الموتى خلف الأبواب ، التي نستعجل فتحها ، ونستعجل الصلاة على من خلفها ، ثم ما إن نسلم عن يميننا حتى نسارع بالخروج ، لكننا - ورب السماء والأرض - سنصبح ذات يوم - لا محالة - خلف ذلك الباب ، ينتظر المصلين فتحه بسرعة ليصلوا علينا بقلوب غافلة - إلا من رحم الله - ثم ينتشرون في الأرض ، ويتركونا خلفهم ، ويكملون ما لم ننتهي منه ، ولن ينتهوا هم عنه ، واسألوا الأموات - إن نطقوا - ؛ هل غادرتم الدنيا بعد أن أنهيتم كل أشغالكم ؟!
ربي اغفر لي وارحمني ، قِبَل الباب ، وخلف الباب ، وتحت التراب . آمين