ابو ليل
22 May 2007, 07:47 PM
:d :d السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يجتمع الفرح العميق والحزن العميق في نفس واحدة ؟
من النظرة الاولى تبدو المسالة غريبة ..
ولكن الحقيقة هي ان الابتسام والفرح هما ارقى تعبير عن الحزن العميق ..الاصيل .
ان الحزن هو وليد التجربة الكبيرة والخبرة بالناس والاشياء ..انه دليل على المعرفة العميقة بالحياة ..
والمعرفة على راى حكيم هندي هي قلق عظيم.
فالانسان كلما زادت خبرته وتجاربه تبين ان الدنيا تنطوي على مأساة ..كل شيء يفلت من اليد و يضيع ..
الزهور تذبل والوجوه الجميلة تتغضن ..والعواطف الحلوة والاطفال والاصدقاء ..
كل شيء له محطة يقف عندها ويتلاشى ويذوب.
نضارة الشباب تبتلعها خشونة الشيخوخة وجفافها .. الحب تقتله الرغبة في الامتلاك والتظاهر والمشاغل اليومية الصغيرة ..
الصداقة تخنقها انانية الفرد وحرصه على نفسه ومصالحه ..
الشهرة والثروة تصبح كلها ذات يوم عديمة النفع عندما تتساقط الاسنان ويرتجف البدن ويمشي الانسان مستندا على عصاه فلا تكون لديه القدرة على الاستمتاع بشيء..
وفجاة .. يقف الانسان وحيدا .. ليجد ان كل شيء باطل الاباطيل ..وقبض الريح.
ولكن ..هل هذا هو كل شيء عن وضع الانسان في هذا العالم ؟
مما لا شك فيه ان هذه الاشياء كلها حقائق ..وان الفهم العميق للحياة يؤدي الى الشعور بضآلة الانسان ..
ويفتح امام القلب البشري منبعا واسعا للحزن .
ولكن الانسان الحزين فقط هو مشروع انسان وليس انسانا كاملا ..
اما الانسان الناضج ..الذي يفهم بعمق ..فهو الذي يبتسم ويفرح ..
واذا كان الحزن دليلا على المعرفة والفهم .. فالفرح و الابتسام هما دليل على احتمال الحياة ..
عندما يبتسم الحزين ويفرح فهو يقول لنفسه وللحياة :انا طرف في المأساة ..ولكني قررت ان احتمل واستمر في السير ..وانا ادرك ان الشوك يملا الطريق ..
وقد كان الشاعر بيرون يقول :"ما ضحكت على مشهد بشري زائل الا وكان ضحكي بديلا استعين به على البكاء ".
فكلما اشتد به الحزن قاده احساسه الجميل العميق الى الضحك والابتسام ..انه لم يشأ ان يعبر عن حزنه تعبيرا سطحيا .. وليس هناك اكثر سطحية من الدموع والاستسلام للكآبة ..
اما التعبير القوي عن الحزن فهو الفرح والبشاشة ومقاومة الاسى وتذليله..
فالابتسام واحتمال الحزن هما سر الحياة ..بل ان المبتسمين هم الحزانى الحقيقيون في هذا العالم ..
هم الفاهمون المترفعون الذين يملكون السر المختفي بين الزحام والضجيج ..
اما الكآبة والدموع فاصحابها عابرون على السطح..
ان روح المرح المنبعثه من الحزن العميق لا تتوفر دائما الا في اشرف الناس واكثرهم نبلا وصفاء .. واجتهادا في تجميل الحياة ..
ان الابتسامة هي الاكتشاف الذي توصلت اليه هذه النفوس العميقة ..التي شربت اكثر كوؤس الحزن مرارة ..وعرفت ان اعظم ما في الحياة ..هو احتمال الحياة ..
ان الابتسام هو سر الحياة .. هو الترفع على اذاها والتكبر على مشاكلها ..وهو الجهد المتواضع النظيف لوضع الزهور على المقابر .. واعتصار المحبة من اشواك العواطف الصغيرة .. وهو الاستغناء الجميل والاكتفاء بسعادة الرضا الداخلي وتدريب النفس على الاحتمال.
ان حبيبك الذي هجرك .. وصديقك الذي تخلى عنك .. وزميلك الذي لا يبالي بمشاعرك .. والمرض الذي قد تهاجمك به الطبيعة ..
كل هؤلاء يخافون ابتسامتك ..ويزدهرون وينتعشون على قطرات من دموعك..
فابتسم...
تحياتي لكم
منقول
كيف يجتمع الفرح العميق والحزن العميق في نفس واحدة ؟
من النظرة الاولى تبدو المسالة غريبة ..
ولكن الحقيقة هي ان الابتسام والفرح هما ارقى تعبير عن الحزن العميق ..الاصيل .
ان الحزن هو وليد التجربة الكبيرة والخبرة بالناس والاشياء ..انه دليل على المعرفة العميقة بالحياة ..
والمعرفة على راى حكيم هندي هي قلق عظيم.
فالانسان كلما زادت خبرته وتجاربه تبين ان الدنيا تنطوي على مأساة ..كل شيء يفلت من اليد و يضيع ..
الزهور تذبل والوجوه الجميلة تتغضن ..والعواطف الحلوة والاطفال والاصدقاء ..
كل شيء له محطة يقف عندها ويتلاشى ويذوب.
نضارة الشباب تبتلعها خشونة الشيخوخة وجفافها .. الحب تقتله الرغبة في الامتلاك والتظاهر والمشاغل اليومية الصغيرة ..
الصداقة تخنقها انانية الفرد وحرصه على نفسه ومصالحه ..
الشهرة والثروة تصبح كلها ذات يوم عديمة النفع عندما تتساقط الاسنان ويرتجف البدن ويمشي الانسان مستندا على عصاه فلا تكون لديه القدرة على الاستمتاع بشيء..
وفجاة .. يقف الانسان وحيدا .. ليجد ان كل شيء باطل الاباطيل ..وقبض الريح.
ولكن ..هل هذا هو كل شيء عن وضع الانسان في هذا العالم ؟
مما لا شك فيه ان هذه الاشياء كلها حقائق ..وان الفهم العميق للحياة يؤدي الى الشعور بضآلة الانسان ..
ويفتح امام القلب البشري منبعا واسعا للحزن .
ولكن الانسان الحزين فقط هو مشروع انسان وليس انسانا كاملا ..
اما الانسان الناضج ..الذي يفهم بعمق ..فهو الذي يبتسم ويفرح ..
واذا كان الحزن دليلا على المعرفة والفهم .. فالفرح و الابتسام هما دليل على احتمال الحياة ..
عندما يبتسم الحزين ويفرح فهو يقول لنفسه وللحياة :انا طرف في المأساة ..ولكني قررت ان احتمل واستمر في السير ..وانا ادرك ان الشوك يملا الطريق ..
وقد كان الشاعر بيرون يقول :"ما ضحكت على مشهد بشري زائل الا وكان ضحكي بديلا استعين به على البكاء ".
فكلما اشتد به الحزن قاده احساسه الجميل العميق الى الضحك والابتسام ..انه لم يشأ ان يعبر عن حزنه تعبيرا سطحيا .. وليس هناك اكثر سطحية من الدموع والاستسلام للكآبة ..
اما التعبير القوي عن الحزن فهو الفرح والبشاشة ومقاومة الاسى وتذليله..
فالابتسام واحتمال الحزن هما سر الحياة ..بل ان المبتسمين هم الحزانى الحقيقيون في هذا العالم ..
هم الفاهمون المترفعون الذين يملكون السر المختفي بين الزحام والضجيج ..
اما الكآبة والدموع فاصحابها عابرون على السطح..
ان روح المرح المنبعثه من الحزن العميق لا تتوفر دائما الا في اشرف الناس واكثرهم نبلا وصفاء .. واجتهادا في تجميل الحياة ..
ان الابتسامة هي الاكتشاف الذي توصلت اليه هذه النفوس العميقة ..التي شربت اكثر كوؤس الحزن مرارة ..وعرفت ان اعظم ما في الحياة ..هو احتمال الحياة ..
ان الابتسام هو سر الحياة .. هو الترفع على اذاها والتكبر على مشاكلها ..وهو الجهد المتواضع النظيف لوضع الزهور على المقابر .. واعتصار المحبة من اشواك العواطف الصغيرة .. وهو الاستغناء الجميل والاكتفاء بسعادة الرضا الداخلي وتدريب النفس على الاحتمال.
ان حبيبك الذي هجرك .. وصديقك الذي تخلى عنك .. وزميلك الذي لا يبالي بمشاعرك .. والمرض الذي قد تهاجمك به الطبيعة ..
كل هؤلاء يخافون ابتسامتك ..ويزدهرون وينتعشون على قطرات من دموعك..
فابتسم...
تحياتي لكم
منقول