الباحث عن الحق
27 May 2007, 06:54 PM
ولا زال عقلاء الأمة من العلماء العاملين ، والعُبَّاد المخلصين ، وكل من يستشعر مراقبة الله - عز وجل - ويحرص على حياة قلبه ؛ يذكرون الموت ، وينتظرون نزول الملائكة المكلفين بانتزاع أرواح بني آدم عليهم ، ويستشعرون أنهم سيرونهم ، وأنه لا مهرب من مقابلتهم ، ويحملون همَّ مصيرهم في وقت اللقاء الذي لا مناص عنه ؛ هل هم ملائكة الرحمة ، أم ملائكة العذاب ، هل تُسل أرواحهم كالقطرة من فمِّ السقاء ، أم تنتزع أرواحهم كما ينتزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبتل ، وتنزع نفسه مع العروق ؟
أصدق وصف قيل في الموت ( هادم اللذات ) ، حقًّا ... كفى به واعظا ؛ بل وزاجرًا لكل متكبر على طاعة الله – تعالى - ، متعال على حياة الاستقامة ، مغرور بشخصيته أو مركزه أو علمه أو هواياته أو جماله أو غناه أو شهرته ، مفتونا بحياة أحلت له سماع الحرام ، ورؤية الحرام ، وقول الحرام والاعتياد على ذلك كله على مدى سنوات عمره الماضية ، وعدم التفكير في الإقلاع عنه في اللحظة الحاضرة ؛ بل وفي المستقبل كذلك ، وبناء العلاقات التي تسمح له بالانغماس سريعًا في معصية الله تعالى ، بطيئا عن طاعته سبحانه ؛ لا ينظر لنصيحة واعظ ، ولا لموعظة ناصح ؛ بل يقترف المعصية ، وإذا فكر بما يبعده عن لذتها ، فلا يرى إلا أنه قد خالف فتوى لعالم ، أو نصيحة لـ ( مطوع ) ... فقط ! أما النظرة السماوية ، ومراقبة السميع البصير ، وأنه اقترف ( معصية ) تكتب في سجل ( سيئاته ) ؛ فلا يفكر بها ، فهي تبدو في عقله الباطن أمرًا عتيقا ، من قديم الفكر الالتفات إليها ، وكيف يلتفت إليها ولا يعرف عنها إلا نصوصا مكتوبة قد انتزعت روحها في كتاب التوحيد الذي درسه في أيام ولت .
( الله - سبحانه وتعالى - أرسل إلينا رسولا ؛ فمن أطاعه دخل الجنة ، ومن عصاه دخل النار )
هذه - وأمثالها - من جمل عقيدتنا لا تعدو عن كونها - في واقعنا - جملا جافة عتيقة ، لا تعني لقلوبنا وأفكارنا الكثير ؛ مع أنها من أبجديات (( عقيدتنا )) ، وأن هذه الجمل تعبر عن واقع ينتظرنا ، خاتمة أمره حياة سرمدية تنتظرنا ؛ فإما في نعيم الجنة ، أو جحيم النار ، بالله عليكم ! هل استشعرنا ما تعنيه ( نعيم الجنة ) و ( جحيم النار ) ، وحتى إذا فكر بأنها معصية لله – تعالى - ، جاءك الرد سريعا : الله غفور رحيم ! خاب قوم يقترفون المعصية ثم يتبجحون بأن الله غفور رحيم ، ويجعلون هذه الكلمة الربانية الصحيحة حجة لإصرارهم على معصيتهم لله تعالى ، الله غفور رحيم للذين تابوا إليه ، وعملوا بشروط التوبة ، لا لمن قالوا : الله غفور رحيم ، ولم يطرأ على بالهم أن يتركوا ( معصية الله ) . وخاب قوم آخرون يحدثون أنفسهم حديث الخذلان حين تجدهم يرددون : هي معصية ، ندخل نار جهنم بقدر ما عصينا ، ثم ندخل الجنة ! أي خذلان هذا ؟ حين يهون المسكين من عقوبة الجبار وهو - كما قال تعالى - : ( شديد العقاب ) ، و أنه - عز وجل - : ( لا يعذب عذابه أحد ) و أن عذابه ( هو العذاب الأليم ) ، نعوذ به من عذابه .
ثم تجد أحدنا يبطئ في طاعة الله - سبحانه وتعالى - ؛ ثم يخدع نفسه بأن هذا طريق قوم معينين يسميهم ( المطاوعة ) ، وأنه ليس لديه نية في الدخول معهم ؛ وكأن طاعة الله - تعالى - قد وقفت على أولئك ، ورُبطت بهم ، والدخول معهم ، والله - جل وعلا - يُقسِّم عباده فيقول - سبحانه - : ( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ) ، ’’ ( فمنهم ظالم لنفسه ) بالمعاصي ، التي هي دون الكفر . ( ومنهم مقتصد ) مقتصر على ما يجب عليه ، تارك للمحرم . ( ومنهم سابق بالخيرات ) أي : سارع فيها واجتهد ، فسبق غيره ، وهو المؤدي للفرائض ، المكثر من النوافل ، التارك للمحرم والمكروه . ‘‘ ؛ من هنا فلتضع نفسك ، ولتحدد همتك ، ثم لتحدد بشجاعة مستقبلك الأخروي إذا نزل بك ( هادم لذاتنا ) وأنت على حالك هذه .
المسألة لا تتعلق بإرخاء اللحية ، أو تقصير الثوب ، أو الاشتهار بالعلم ، أو بالجهاد ... لكي تكون من السابقين بالخيرات ، لكن المسألة تتعلق بحياة واحدة ، وفرصة يتيمة ، هي هذه الأيام التي تعيشها ؛ والتي عملك فيها ، ومنهجك ، وإيمانك ، هو الذي يرسم لك تلك الحياة السرمدية التي تنتظرك في الآخرة .
دعوكما من الناس يا أخي ويا أختي ، وتجاهلا آثار المخالطة الاجتماعية ، وخضوع البشر لتقويم البشر ؛ ولتحاسب نفسك وحيدًا ، فأنت ستدفن وحيدا ، وتسأل وحيدًا ، وتحاسب وحيدا ، ولنسأل أنفسنا هذا الأسئلة : هل بقي لي من عمري أكثر مما مضى ؟! هل كنت صالحًا فيما مضى ، أم عاصيا أتكئ على رحمة الله – عز وجل - ؟! وهل أحس من قلبي صلاحًا أرى آثاره بادية في عبادتي وكلامي وبعدي عن معصية الله – تعالى - ؟! وماذا سأعمل فيما بقي من عمر؟!
إذن .. فالمسألة لا تتعلق بالظواهر ( فقط ) ؛ بل بالظواهر والبواطن ، ومن صلح باطنه سيصلح ظاهره بنص السنة .
والله أن ما بقي من حياتنا هي الفرصة التي يجب أن نستغلها ... هي الفرصة يا قوم !
نظرة صادقة لسيرنا في هذه الحياة تكشف لنا أمورًا اعتدنا على تجاهلها ، ما حالنا مع الصلوات الخمس ، والتي ( إن صلحت صلح العمل كله ، وإن فسدت فسد العمل كل ) نعم ... نص آخر عتيق عندنا ، لكنه مصيرٌ سينتظرنا لا محالة ، هذه الصلاة ( التي تعلق مصير أعمالنا الصالحة بمصيرها ) ما حالنا معها ( التبكير لها – الخشوع فيها – محبة وقتها ... ) .
ما حالنا مع كتاب الله – عز وجل - ، الذي يكون مصير هاجره العيشة التعيسة في الدنيا ، والعذاب الأليم في القبر ، وطمس بصره يوم الدين ، أقف مذهولا أمام مقولة لأحد الصالحين يقول فيها : " لَنَقل الحجارة أهون على المنافق من قراءة القرآن " ، أسأل سؤالا قد يكون غريبا على هاجر كتاب الله - سبحانه وتعالى - : هل فكرت بأن تحفظ خمسة أجزاء من كتاب الله – سبحانه وتعالى - ؟! هل قررت أن تجعل لك حزبًا يوميا لا يهم مقداره بقدر ما يهم تدبرك له ، وعملك بما فيه .
لتكن العطلة الصيفية القادمة صفحة بيضاء نقية ، ومنعطف مهم في حياتنا ؛ وذلك بقرار إصلاح حالنا مع ( الصلاة ) و ( كتاب الله - عز وجل - ) .
ما حالنا مع ألسنتنا ؟! هل اللعن والسب والكلام الفاحش البذيء قد خالط لعابنا ، وتعلق بأوتار أصواتنا ؛ فصرنا لا نبالي أن نتفوه بفاحش القول ، وقبيح الأحاديث ؟!
ما أخطر هذا اللسان ؛ قال الذي لا ينطق عن الهوى : ( وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصاد ألسنتهم ) ، ( إن أحدكم ليلقي بالكلمة لا يلقي لها بالا تهوي به في النار سبعين خريفا ) ، أحد السلف حضرته الوفاة ( وأنا أكتبها من حفظي ، فاعذروا إن أخطأت ) ، لا ... ليس بالهين أن أقول : حضرته الوفاة . هذا يعني أن هذا الذي نتكلم عنه قد قاربت حياته على الانتهاء ، وستخرج روحه ... إنها لحظة عظيمة مخيفة ، أقول : حضرت هذا الصالح الوفاة فبكى حتى اشتد نحيبه ؛ فزُجِر من قبل أصحابه وذكروه بالله ، وأنه قادم على رحيم غفور ... ، فقال : أما والله أني أعلم ما قلتم ، لكني أخشى أني عملت عملا ، أو قلت قولا هان لدي فنسيته ؛ وهو عند الله عظيم ! .... رحمة الله عليه ما أذهنه .
ولا زلنا نسير ... ونسير ... ونسير ، ومع كل يوم يمضي نقترب من حتفنا وموتنا ؛ إلا أنه أكره الحديث لدينا – مع هذه الحقيقة - هو حديث الموت ، وأبغض منطق لدينا وأثقله هو منطق الوعظ .. سبحان الله !
أطلت الحديث وفي الفكر بقية ، ولا والله لا أدعي الكمال حين أتحدث بهذا الحديث ، أو أبرء نفسي ، أو أظهرها بمظهر مثالي .. ؛ بل والله أن هذا الحديث أعظ به نفسي الغافلة صدقا ، وأزجرها ... لعل وعسى !
غفر الله لي ولكم ، وأصلح شأننا ، وأعاذنا من شرور أنفسنا ، وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وأعتق رقابنا ورقاب والدينا وأحبابنا من النار . آمين
وصلى الله على الحبيب وسلم .
أصدق وصف قيل في الموت ( هادم اللذات ) ، حقًّا ... كفى به واعظا ؛ بل وزاجرًا لكل متكبر على طاعة الله – تعالى - ، متعال على حياة الاستقامة ، مغرور بشخصيته أو مركزه أو علمه أو هواياته أو جماله أو غناه أو شهرته ، مفتونا بحياة أحلت له سماع الحرام ، ورؤية الحرام ، وقول الحرام والاعتياد على ذلك كله على مدى سنوات عمره الماضية ، وعدم التفكير في الإقلاع عنه في اللحظة الحاضرة ؛ بل وفي المستقبل كذلك ، وبناء العلاقات التي تسمح له بالانغماس سريعًا في معصية الله تعالى ، بطيئا عن طاعته سبحانه ؛ لا ينظر لنصيحة واعظ ، ولا لموعظة ناصح ؛ بل يقترف المعصية ، وإذا فكر بما يبعده عن لذتها ، فلا يرى إلا أنه قد خالف فتوى لعالم ، أو نصيحة لـ ( مطوع ) ... فقط ! أما النظرة السماوية ، ومراقبة السميع البصير ، وأنه اقترف ( معصية ) تكتب في سجل ( سيئاته ) ؛ فلا يفكر بها ، فهي تبدو في عقله الباطن أمرًا عتيقا ، من قديم الفكر الالتفات إليها ، وكيف يلتفت إليها ولا يعرف عنها إلا نصوصا مكتوبة قد انتزعت روحها في كتاب التوحيد الذي درسه في أيام ولت .
( الله - سبحانه وتعالى - أرسل إلينا رسولا ؛ فمن أطاعه دخل الجنة ، ومن عصاه دخل النار )
هذه - وأمثالها - من جمل عقيدتنا لا تعدو عن كونها - في واقعنا - جملا جافة عتيقة ، لا تعني لقلوبنا وأفكارنا الكثير ؛ مع أنها من أبجديات (( عقيدتنا )) ، وأن هذه الجمل تعبر عن واقع ينتظرنا ، خاتمة أمره حياة سرمدية تنتظرنا ؛ فإما في نعيم الجنة ، أو جحيم النار ، بالله عليكم ! هل استشعرنا ما تعنيه ( نعيم الجنة ) و ( جحيم النار ) ، وحتى إذا فكر بأنها معصية لله – تعالى - ، جاءك الرد سريعا : الله غفور رحيم ! خاب قوم يقترفون المعصية ثم يتبجحون بأن الله غفور رحيم ، ويجعلون هذه الكلمة الربانية الصحيحة حجة لإصرارهم على معصيتهم لله تعالى ، الله غفور رحيم للذين تابوا إليه ، وعملوا بشروط التوبة ، لا لمن قالوا : الله غفور رحيم ، ولم يطرأ على بالهم أن يتركوا ( معصية الله ) . وخاب قوم آخرون يحدثون أنفسهم حديث الخذلان حين تجدهم يرددون : هي معصية ، ندخل نار جهنم بقدر ما عصينا ، ثم ندخل الجنة ! أي خذلان هذا ؟ حين يهون المسكين من عقوبة الجبار وهو - كما قال تعالى - : ( شديد العقاب ) ، و أنه - عز وجل - : ( لا يعذب عذابه أحد ) و أن عذابه ( هو العذاب الأليم ) ، نعوذ به من عذابه .
ثم تجد أحدنا يبطئ في طاعة الله - سبحانه وتعالى - ؛ ثم يخدع نفسه بأن هذا طريق قوم معينين يسميهم ( المطاوعة ) ، وأنه ليس لديه نية في الدخول معهم ؛ وكأن طاعة الله - تعالى - قد وقفت على أولئك ، ورُبطت بهم ، والدخول معهم ، والله - جل وعلا - يُقسِّم عباده فيقول - سبحانه - : ( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ) ، ’’ ( فمنهم ظالم لنفسه ) بالمعاصي ، التي هي دون الكفر . ( ومنهم مقتصد ) مقتصر على ما يجب عليه ، تارك للمحرم . ( ومنهم سابق بالخيرات ) أي : سارع فيها واجتهد ، فسبق غيره ، وهو المؤدي للفرائض ، المكثر من النوافل ، التارك للمحرم والمكروه . ‘‘ ؛ من هنا فلتضع نفسك ، ولتحدد همتك ، ثم لتحدد بشجاعة مستقبلك الأخروي إذا نزل بك ( هادم لذاتنا ) وأنت على حالك هذه .
المسألة لا تتعلق بإرخاء اللحية ، أو تقصير الثوب ، أو الاشتهار بالعلم ، أو بالجهاد ... لكي تكون من السابقين بالخيرات ، لكن المسألة تتعلق بحياة واحدة ، وفرصة يتيمة ، هي هذه الأيام التي تعيشها ؛ والتي عملك فيها ، ومنهجك ، وإيمانك ، هو الذي يرسم لك تلك الحياة السرمدية التي تنتظرك في الآخرة .
دعوكما من الناس يا أخي ويا أختي ، وتجاهلا آثار المخالطة الاجتماعية ، وخضوع البشر لتقويم البشر ؛ ولتحاسب نفسك وحيدًا ، فأنت ستدفن وحيدا ، وتسأل وحيدًا ، وتحاسب وحيدا ، ولنسأل أنفسنا هذا الأسئلة : هل بقي لي من عمري أكثر مما مضى ؟! هل كنت صالحًا فيما مضى ، أم عاصيا أتكئ على رحمة الله – عز وجل - ؟! وهل أحس من قلبي صلاحًا أرى آثاره بادية في عبادتي وكلامي وبعدي عن معصية الله – تعالى - ؟! وماذا سأعمل فيما بقي من عمر؟!
إذن .. فالمسألة لا تتعلق بالظواهر ( فقط ) ؛ بل بالظواهر والبواطن ، ومن صلح باطنه سيصلح ظاهره بنص السنة .
والله أن ما بقي من حياتنا هي الفرصة التي يجب أن نستغلها ... هي الفرصة يا قوم !
نظرة صادقة لسيرنا في هذه الحياة تكشف لنا أمورًا اعتدنا على تجاهلها ، ما حالنا مع الصلوات الخمس ، والتي ( إن صلحت صلح العمل كله ، وإن فسدت فسد العمل كل ) نعم ... نص آخر عتيق عندنا ، لكنه مصيرٌ سينتظرنا لا محالة ، هذه الصلاة ( التي تعلق مصير أعمالنا الصالحة بمصيرها ) ما حالنا معها ( التبكير لها – الخشوع فيها – محبة وقتها ... ) .
ما حالنا مع كتاب الله – عز وجل - ، الذي يكون مصير هاجره العيشة التعيسة في الدنيا ، والعذاب الأليم في القبر ، وطمس بصره يوم الدين ، أقف مذهولا أمام مقولة لأحد الصالحين يقول فيها : " لَنَقل الحجارة أهون على المنافق من قراءة القرآن " ، أسأل سؤالا قد يكون غريبا على هاجر كتاب الله - سبحانه وتعالى - : هل فكرت بأن تحفظ خمسة أجزاء من كتاب الله – سبحانه وتعالى - ؟! هل قررت أن تجعل لك حزبًا يوميا لا يهم مقداره بقدر ما يهم تدبرك له ، وعملك بما فيه .
لتكن العطلة الصيفية القادمة صفحة بيضاء نقية ، ومنعطف مهم في حياتنا ؛ وذلك بقرار إصلاح حالنا مع ( الصلاة ) و ( كتاب الله - عز وجل - ) .
ما حالنا مع ألسنتنا ؟! هل اللعن والسب والكلام الفاحش البذيء قد خالط لعابنا ، وتعلق بأوتار أصواتنا ؛ فصرنا لا نبالي أن نتفوه بفاحش القول ، وقبيح الأحاديث ؟!
ما أخطر هذا اللسان ؛ قال الذي لا ينطق عن الهوى : ( وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصاد ألسنتهم ) ، ( إن أحدكم ليلقي بالكلمة لا يلقي لها بالا تهوي به في النار سبعين خريفا ) ، أحد السلف حضرته الوفاة ( وأنا أكتبها من حفظي ، فاعذروا إن أخطأت ) ، لا ... ليس بالهين أن أقول : حضرته الوفاة . هذا يعني أن هذا الذي نتكلم عنه قد قاربت حياته على الانتهاء ، وستخرج روحه ... إنها لحظة عظيمة مخيفة ، أقول : حضرت هذا الصالح الوفاة فبكى حتى اشتد نحيبه ؛ فزُجِر من قبل أصحابه وذكروه بالله ، وأنه قادم على رحيم غفور ... ، فقال : أما والله أني أعلم ما قلتم ، لكني أخشى أني عملت عملا ، أو قلت قولا هان لدي فنسيته ؛ وهو عند الله عظيم ! .... رحمة الله عليه ما أذهنه .
ولا زلنا نسير ... ونسير ... ونسير ، ومع كل يوم يمضي نقترب من حتفنا وموتنا ؛ إلا أنه أكره الحديث لدينا – مع هذه الحقيقة - هو حديث الموت ، وأبغض منطق لدينا وأثقله هو منطق الوعظ .. سبحان الله !
أطلت الحديث وفي الفكر بقية ، ولا والله لا أدعي الكمال حين أتحدث بهذا الحديث ، أو أبرء نفسي ، أو أظهرها بمظهر مثالي .. ؛ بل والله أن هذا الحديث أعظ به نفسي الغافلة صدقا ، وأزجرها ... لعل وعسى !
غفر الله لي ولكم ، وأصلح شأننا ، وأعاذنا من شرور أنفسنا ، وأعاننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وأعتق رقابنا ورقاب والدينا وأحبابنا من النار . آمين
وصلى الله على الحبيب وسلم .