رفحاوي
10 Jun 2007, 09:32 AM
سعادة رئيس تحرير «الجزيرة» الأستاذ خالد المالك وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اطلعت على ما كتبه صاحب زاوية (يارا) عبد الله بن بخيت تحت عنوان (صورة المرأة) في عدد يوم الاثنين الموافق 11-5-1428هـ وقد استنكر فيه ظاهرة - طالما حيرته - وهي عدم نشر صورة لأي كاتبة من اللاتي يكتبن في جريدة «الجزيرة» لأن نشر الصورة - في زعمه - (تكسب المقال شيئاً من الحميمية وتمنحه الدفء اللازم).
ويبدو أن الكاتب قد استجمع قواه الفكرية، واستنفر ألفاظه اللغوية، المحلقة في سماء السطحية، ليصل إلى غاية اقناع الكاتبات بنشر صورهن، حتى يتعرف القارئ على (مكونات تلك الكاتبة) والمكونات كما أشار إليها الكاتب: (الوجه والاسم والعنوان) وهذه المكونات هي التي تميز الإنسان عن الكائنات الأخرى - والعهدة على الكاتب -، ولقد بحثت في المقال عن (أهم المكونات) للإنسان فلم أجده وهو (العقل والفكر)، فقلت ملتمساً العذر لأخي الكاتب لعله أنسيه أو تناساه أو قد يكون (سقط سهواً) من جراء تزاحم أفكاره.
إن عقل الإنسان - ذكراً كان أو أنثى - هو الذي يميزه عن سائر الكائنات الأخرى، بل يميزه أحياناً عن بني جلدته من الناس، ولا علاقة لصورة (وجهه) في معرفة هويته، فحينما أبصر شخصاً لأول مرة لا استطيع الحكم عليه وعلى تفكيره إلا إذا تحدث أو كتب لأن حديثه وكتابته هما اللذان يعرضان لي كوامن عقله وتفكيره، أما أديم وجهه فإنه يخفي عني ما يدور في رأسه من أفكار وآراء، فقد يعجبني (وجهه) وتسوؤني (وجهته).
ويعجبك الطرير فتبتليه
فيخلف ظنك الرجل الطرير
وقد لا تكون صورة الشخص معبرة عن شخصيته، وأقرب شاهد على ذلك صورة الكاتب نفسه فهي (متجهمة) غير أنك إذا قرأت مقاله تتضح لك روح الدعابة فلا تملك حينئذ إلا أن تضحك مجاراة لقول الشاعر: (وشر البلية ما يضحك).
ولقد علل الكاتب دعوته لنشر صور الكاتبات، ليتحاشى إساءة الظن من بعض الناس فبين أن نشر صور النساء في الصحف تكاد تقتصر على العاملات في مجال الفن وهذا يعكس صورة سلبية في نظرة المجتمع للمرأة فكأن المرأة لا تبدع إلا في هذا المجال، من أجل ذلك دعا الكاتب إلى غرس (مفهوم المرأة العاملة والمنتجة) عن طريق نشر صور المبدعات في الكتابة.
ولست أدري عن علاقة نشر صورة الكاتبة (بالحميمية) التي تكسب المقال أو (الدفء اللازم) الذي تمنحه تلك الصورة للمقال - كما يزعم الكاتب وأخشى أن يصيب المقال (العرق) من (حميمية ذلك الدفء).
لا أريد أن أذهب بعيداً كما ذهب بنا الكاتب في هذه القضية، ولكن أود أن أذكر بالحكم في هذه المسألة - مسألة نشر صورة المرأة وقد قلت (أذكر) لأن الحكم لا يحتاج إلى توضيح وتبيين فهو واضح وجلي، فنشر صورة المرأة حرام فقد قال اله جل وعز: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} سورة النور الآية (31).
وفي هذا أمر بستر وجه المرأة بل أمر باسباغ الحجاب إلى (الجيب) وهو ما يدخل منه الرأس عند اللبس - بضم اللام وتشديدها - هذا دليل شرعي كاف من كتاب الله - عز وجل - وحاسم في هذه القضية. أما الدليل العقلي فإن صاحب العقل السليم لا يجد مسوغاً لنشر صورة المرأة مع مقالها، لأن الكاتبة قد كتبت لتعرض لنا عقلها وفكرها، لا لتعرض صورتها.
فهد بن علي العبودي/الدلم
http://www.al-jazirah.com/277238/rv3d.htm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اطلعت على ما كتبه صاحب زاوية (يارا) عبد الله بن بخيت تحت عنوان (صورة المرأة) في عدد يوم الاثنين الموافق 11-5-1428هـ وقد استنكر فيه ظاهرة - طالما حيرته - وهي عدم نشر صورة لأي كاتبة من اللاتي يكتبن في جريدة «الجزيرة» لأن نشر الصورة - في زعمه - (تكسب المقال شيئاً من الحميمية وتمنحه الدفء اللازم).
ويبدو أن الكاتب قد استجمع قواه الفكرية، واستنفر ألفاظه اللغوية، المحلقة في سماء السطحية، ليصل إلى غاية اقناع الكاتبات بنشر صورهن، حتى يتعرف القارئ على (مكونات تلك الكاتبة) والمكونات كما أشار إليها الكاتب: (الوجه والاسم والعنوان) وهذه المكونات هي التي تميز الإنسان عن الكائنات الأخرى - والعهدة على الكاتب -، ولقد بحثت في المقال عن (أهم المكونات) للإنسان فلم أجده وهو (العقل والفكر)، فقلت ملتمساً العذر لأخي الكاتب لعله أنسيه أو تناساه أو قد يكون (سقط سهواً) من جراء تزاحم أفكاره.
إن عقل الإنسان - ذكراً كان أو أنثى - هو الذي يميزه عن سائر الكائنات الأخرى، بل يميزه أحياناً عن بني جلدته من الناس، ولا علاقة لصورة (وجهه) في معرفة هويته، فحينما أبصر شخصاً لأول مرة لا استطيع الحكم عليه وعلى تفكيره إلا إذا تحدث أو كتب لأن حديثه وكتابته هما اللذان يعرضان لي كوامن عقله وتفكيره، أما أديم وجهه فإنه يخفي عني ما يدور في رأسه من أفكار وآراء، فقد يعجبني (وجهه) وتسوؤني (وجهته).
ويعجبك الطرير فتبتليه
فيخلف ظنك الرجل الطرير
وقد لا تكون صورة الشخص معبرة عن شخصيته، وأقرب شاهد على ذلك صورة الكاتب نفسه فهي (متجهمة) غير أنك إذا قرأت مقاله تتضح لك روح الدعابة فلا تملك حينئذ إلا أن تضحك مجاراة لقول الشاعر: (وشر البلية ما يضحك).
ولقد علل الكاتب دعوته لنشر صور الكاتبات، ليتحاشى إساءة الظن من بعض الناس فبين أن نشر صور النساء في الصحف تكاد تقتصر على العاملات في مجال الفن وهذا يعكس صورة سلبية في نظرة المجتمع للمرأة فكأن المرأة لا تبدع إلا في هذا المجال، من أجل ذلك دعا الكاتب إلى غرس (مفهوم المرأة العاملة والمنتجة) عن طريق نشر صور المبدعات في الكتابة.
ولست أدري عن علاقة نشر صورة الكاتبة (بالحميمية) التي تكسب المقال أو (الدفء اللازم) الذي تمنحه تلك الصورة للمقال - كما يزعم الكاتب وأخشى أن يصيب المقال (العرق) من (حميمية ذلك الدفء).
لا أريد أن أذهب بعيداً كما ذهب بنا الكاتب في هذه القضية، ولكن أود أن أذكر بالحكم في هذه المسألة - مسألة نشر صورة المرأة وقد قلت (أذكر) لأن الحكم لا يحتاج إلى توضيح وتبيين فهو واضح وجلي، فنشر صورة المرأة حرام فقد قال اله جل وعز: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} سورة النور الآية (31).
وفي هذا أمر بستر وجه المرأة بل أمر باسباغ الحجاب إلى (الجيب) وهو ما يدخل منه الرأس عند اللبس - بضم اللام وتشديدها - هذا دليل شرعي كاف من كتاب الله - عز وجل - وحاسم في هذه القضية. أما الدليل العقلي فإن صاحب العقل السليم لا يجد مسوغاً لنشر صورة المرأة مع مقالها، لأن الكاتبة قد كتبت لتعرض لنا عقلها وفكرها، لا لتعرض صورتها.
فهد بن علي العبودي/الدلم
http://www.al-jazirah.com/277238/rv3d.htm