أخبار رفحاء
10 Jun 2007, 12:34 PM
توفي عن عمر ناهز الـ 95 عاماً
الديوان الملكي السعودي ينعى الشيخ عبد العزيز التويجري
http://www.alarabiya.net/files/image/large_79506_35345.jpg
الرياض - سعد المحارب
أصدر الديوان الملكي في السعودية الأحد 10-6-2007 بياناً أعلن فيه عن وفاة نائب رئيس الحرس الوطني المساعد الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري، عن عمر ناهز الخامسة والتسعين.
وأفاد البيان أن صلاة الميت على الفقيد ستقام بعد صلاة عصر غدٍ الاثنين في جامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض، قبل دفنه في مقبرة العود.
مسيرة إدارية حافلة
والشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري هو أحد أبرز الشخصيات الإدارية في المملكة، وقد بدأ التحاقه بالعمل العام بتطوعه ضمن قوات الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية، قبل أن يعينه الملك عبد العزيز في عام 1931م (1350هـ) مشرفاً على بيت المال في المجمعة وسدير والزلفي.
وفي عام 1938م (1357هـ) عين رئيساً لمالية المجمعة وسدير والزلفي.
وفي السابع من نوفمبر من عام 1961م (1381هـ) أصدر الملك سعود بن عبد العزيز مرسوماً ملكياً بتعيين التويجري وكيلاً للحرس الوطني، وفي الثالث عشر من يوليو من عام 1975م (1395هـ) أصدر الملك خالد بن عبد العزيز مرسوماً ملكياً بتعيين التويجري نائباً لرئيس الحرس الوطني المساعد بالمرتبة الممتازة، وفي يونيو من عام 1977م (1397هـ) تمت ترقيته إلى مرتبة وزير.
وقد كان عين الشيخ عبد العزيز التويجري عضواً للجنة التحضيرية لمجلس الأمن الوطني في سبتمبر من عام 1979م (1399هـ)، وعضواً في مجلس القوى العاملة في يونيو من عام 1980م (1400هـ)، وعضواً في المجلس الأعلى للدفاع المدني في يناير من عام 1986م (1406هـ)، ونائباً لرئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة في يناير من عام 1987م (1407هـ)، ونائباً لرئيس اللجنة العليا بالحرس الوطني في فبراير من عام 1991م (1411هـ).
كما عين التويجري عضواً في اللجان العليا الثلاث التي أعدت النظام الأساسي للحكم، ونظام المناطق، ونظام مجلس الشورى، والتي صدرت في مارس من عام 1992م (1412هـ).
وتخصص جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية كرسي زمالة باسم معالي الشيخ عبد العزيز التويجري على شكل منحة دراسية لمختلف الطلاب في العالم، وبشكل خاص الطلاب في العالم العربي والإسلامي، وحاز التويجري شهادة تقدير من جامعة جورجيا بالولايات المتحدة بوصفه شخصية مشاركة في صناعة القرار الاستراتيجي، كما أنشئت قاعة باسمه بمركز الأبحاث والكبد بجامعة لندن.
طفولة يتيمة
"جاء الخبر إلى والدتي فلبست السواد وحاولتْ أن تتماسك وتتجلّد وتستقبل الفاجعة بصبر كي لا ينزعج أطفالها، إلا أن الفجيعة ليست سهلة ولاحظنا حالة الحزن اتشاحها بالسواد، فبدأنا نسأل ونبكي كلّما رأيناها تبكي وبعد يومين قالت: لقد ذهب والدكم إلى ربه!" وأضاف: "كنتُ يومها لا أعرف شيئاً عن فكرة الحياة والموت، فارتبكتُ وصرتُ أصرخ، ومع هذه الحالة بدأت أخاف من الموت، فصرتُ لا أنام إلا وعصاي بيدي لا تفارقني لأدافع عن نفسي إذا جاء إليّ الموت" هذه الكلمات التي تحدث بها الشيخ عبد العزيز عن استقبال خبر وفاة والده الشيخ عبد المحسن بن محمد التويجري قريباً من الجبيل أثناء عودته من رحلة علاجية إلى البحرين.
وكان عبد العزيز المولود في عام 1918م (1336هـ) في حوطة سدير، تعلم القرآن الكريم في الكتاتيب على يد "المطوع" صالح بن نصر الله، وبرزت معاناته من اليتم في طفولته، وأسهمت في تكون شخصيته الأبوية الحانية، حتى كتب "اليتم الموجع أثر في حياتي، وعجزت عن احتماله أو تفهمه آنذاك".
في السادسة من عمره انتقل إلى بلدة والده المجمعة، حيث عاش في كنف أخيه حمد بن عبد المحسن، الذي كان قد عينه الملك عبد العزيز مديراً لمالية المجمعة وسدير والزلفي عام 1928م (1347هـ) خلفاً لوالده الشيخ عبد المحسن.
ثقافة الحوار
يكاد يجمع كل من كتب عن الراحل انه كان شخصية لافتة بسعة أفقه الثقافي، وقدرته على التفاعل مع مختلف الثقافات، مقارنة بأبناء جيله.
وقد فتح الشيخ عبد العزيز بيته في المجمعة للمعلمين القادمين من مختلف بلدان العالم العربي، ضمن موجة إحضار المعلمين العرب إلى السعودية في منتصف الخمسينيات الميلادية.
حتى تحول بيته -كما كتب الزميل محمد السيف- إلى "منتدى ثقافي"، فتفاعل التويجري مع تلك المرحلة بكل ما حملته من تيارات فكرية وخيارات سياسية على مستوى العالم العربي، وواجه الشاب المثقف الأسئلة الفكرية التي كان بينها الشائك والحرج، بما أرهقه نفسياً، لكنه تجاوز الأزمة بإيمان صلب، واتجاه فكري منفتح تجلى في دوره الفاعل ضمن المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية"، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وقد أصدر أكثر من أربعة عشر كتباً لقيت اهتماماً محلياً وعربياً، أشهرها كتاب "لسراة الليل هتف الصباح (الملك عبد العزيز/دراسة وثائقية)" الذي صدر في بيروت عام 1997م وجاوز حتى الآن الطبعة السادسة.
http://www.alarabiya.net/articles/2007/06/10/35345.html
الديوان الملكي السعودي ينعى الشيخ عبد العزيز التويجري
http://www.alarabiya.net/files/image/large_79506_35345.jpg
الرياض - سعد المحارب
أصدر الديوان الملكي في السعودية الأحد 10-6-2007 بياناً أعلن فيه عن وفاة نائب رئيس الحرس الوطني المساعد الشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري، عن عمر ناهز الخامسة والتسعين.
وأفاد البيان أن صلاة الميت على الفقيد ستقام بعد صلاة عصر غدٍ الاثنين في جامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض، قبل دفنه في مقبرة العود.
مسيرة إدارية حافلة
والشيخ عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري هو أحد أبرز الشخصيات الإدارية في المملكة، وقد بدأ التحاقه بالعمل العام بتطوعه ضمن قوات الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية، قبل أن يعينه الملك عبد العزيز في عام 1931م (1350هـ) مشرفاً على بيت المال في المجمعة وسدير والزلفي.
وفي عام 1938م (1357هـ) عين رئيساً لمالية المجمعة وسدير والزلفي.
وفي السابع من نوفمبر من عام 1961م (1381هـ) أصدر الملك سعود بن عبد العزيز مرسوماً ملكياً بتعيين التويجري وكيلاً للحرس الوطني، وفي الثالث عشر من يوليو من عام 1975م (1395هـ) أصدر الملك خالد بن عبد العزيز مرسوماً ملكياً بتعيين التويجري نائباً لرئيس الحرس الوطني المساعد بالمرتبة الممتازة، وفي يونيو من عام 1977م (1397هـ) تمت ترقيته إلى مرتبة وزير.
وقد كان عين الشيخ عبد العزيز التويجري عضواً للجنة التحضيرية لمجلس الأمن الوطني في سبتمبر من عام 1979م (1399هـ)، وعضواً في مجلس القوى العاملة في يونيو من عام 1980م (1400هـ)، وعضواً في المجلس الأعلى للدفاع المدني في يناير من عام 1986م (1406هـ)، ونائباً لرئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة في يناير من عام 1987م (1407هـ)، ونائباً لرئيس اللجنة العليا بالحرس الوطني في فبراير من عام 1991م (1411هـ).
كما عين التويجري عضواً في اللجان العليا الثلاث التي أعدت النظام الأساسي للحكم، ونظام المناطق، ونظام مجلس الشورى، والتي صدرت في مارس من عام 1992م (1412هـ).
وتخصص جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية كرسي زمالة باسم معالي الشيخ عبد العزيز التويجري على شكل منحة دراسية لمختلف الطلاب في العالم، وبشكل خاص الطلاب في العالم العربي والإسلامي، وحاز التويجري شهادة تقدير من جامعة جورجيا بالولايات المتحدة بوصفه شخصية مشاركة في صناعة القرار الاستراتيجي، كما أنشئت قاعة باسمه بمركز الأبحاث والكبد بجامعة لندن.
طفولة يتيمة
"جاء الخبر إلى والدتي فلبست السواد وحاولتْ أن تتماسك وتتجلّد وتستقبل الفاجعة بصبر كي لا ينزعج أطفالها، إلا أن الفجيعة ليست سهلة ولاحظنا حالة الحزن اتشاحها بالسواد، فبدأنا نسأل ونبكي كلّما رأيناها تبكي وبعد يومين قالت: لقد ذهب والدكم إلى ربه!" وأضاف: "كنتُ يومها لا أعرف شيئاً عن فكرة الحياة والموت، فارتبكتُ وصرتُ أصرخ، ومع هذه الحالة بدأت أخاف من الموت، فصرتُ لا أنام إلا وعصاي بيدي لا تفارقني لأدافع عن نفسي إذا جاء إليّ الموت" هذه الكلمات التي تحدث بها الشيخ عبد العزيز عن استقبال خبر وفاة والده الشيخ عبد المحسن بن محمد التويجري قريباً من الجبيل أثناء عودته من رحلة علاجية إلى البحرين.
وكان عبد العزيز المولود في عام 1918م (1336هـ) في حوطة سدير، تعلم القرآن الكريم في الكتاتيب على يد "المطوع" صالح بن نصر الله، وبرزت معاناته من اليتم في طفولته، وأسهمت في تكون شخصيته الأبوية الحانية، حتى كتب "اليتم الموجع أثر في حياتي، وعجزت عن احتماله أو تفهمه آنذاك".
في السادسة من عمره انتقل إلى بلدة والده المجمعة، حيث عاش في كنف أخيه حمد بن عبد المحسن، الذي كان قد عينه الملك عبد العزيز مديراً لمالية المجمعة وسدير والزلفي عام 1928م (1347هـ) خلفاً لوالده الشيخ عبد المحسن.
ثقافة الحوار
يكاد يجمع كل من كتب عن الراحل انه كان شخصية لافتة بسعة أفقه الثقافي، وقدرته على التفاعل مع مختلف الثقافات، مقارنة بأبناء جيله.
وقد فتح الشيخ عبد العزيز بيته في المجمعة للمعلمين القادمين من مختلف بلدان العالم العربي، ضمن موجة إحضار المعلمين العرب إلى السعودية في منتصف الخمسينيات الميلادية.
حتى تحول بيته -كما كتب الزميل محمد السيف- إلى "منتدى ثقافي"، فتفاعل التويجري مع تلك المرحلة بكل ما حملته من تيارات فكرية وخيارات سياسية على مستوى العالم العربي، وواجه الشاب المثقف الأسئلة الفكرية التي كان بينها الشائك والحرج، بما أرهقه نفسياً، لكنه تجاوز الأزمة بإيمان صلب، واتجاه فكري منفتح تجلى في دوره الفاعل ضمن المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية"، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وقد أصدر أكثر من أربعة عشر كتباً لقيت اهتماماً محلياً وعربياً، أشهرها كتاب "لسراة الليل هتف الصباح (الملك عبد العزيز/دراسة وثائقية)" الذي صدر في بيروت عام 1997م وجاوز حتى الآن الطبعة السادسة.
http://www.alarabiya.net/articles/2007/06/10/35345.html