حرب وللقمر درب
08 Jul 2007, 12:02 AM
,,
,,
,,
,,
,,
,,
,,
ليلـــة .... تحت السريــــــــر !!!
وأليكم القصة كامـــلة :
ضعف نظر ( أبو حمد ) وهو يخطو إلى الستين من عمره .. حتى كاد أن يفقده .. فالتمس العلاج هنا وهناك .. وكانت محطته الأخيره ( المانيــــا ) !! فكَّـــر كثيراً .. فهو لم يعتد السفر للخارج .. ولا يجيد غير اللغة العربية أو ( القصيمية ) كما يسميها !! تقرر سفره .. الأسبوع القادم !! طفق ( أبو حمد ) يلملم أغراضه .. ويستشير أصحابه .. ويجمع المعلومات !! ثم حزم حقائبه .. وودع ( أم حمد ) وأولاده وأعطاهم اسم الفندق الذي حُجِزَ له فيه وهاتفه .. وصل إلى بون مساء السبت .. ولكونه معروفاً كان في استقباله أحد موظفي السفارة السعودية هناك .. رحب به كثيراً وذهب معه للفندق المعد لإقامته .. وتناول معه طعام العشاء في تلك الليلة .. ثم أخبره أن يوم غدٍ الأحد إجازة رسمية في الدولة والسفارة لا تفتح أبوابها .. اقترح عليه مُستقبله أن يستثمر يوم غدٍ في جولة سياحية يتعرف بها على هذه المدينة الكبيرة .. ولعلمه أن ( أبو حمد ) لا يجيد غير لغته ( القصيمية ) فقد وضع له برنامجاً مناسباً !! قال له صاحبه : هذا كرت الفندق الذي تسكنه الآن .. عليه عنوانه وأرقام هواتفه !! وهذه بطاقة تستطيع أن تركب بها ( باص ) النقل وهي صالحة لمدة يوم كامل !! تدفعها للمسؤول فيه .. وسيمر بك على أجمل أحياء المدينة .. وسترى أبرز معالمها .. وعند غياب الشمس بإمكانك النزول في أي محطة يقف بها .. ثم تأخذ سيارة أجرة صغيرة تنقلك إلى الفندق الذي تسكنه وما عليك إلا دفع كرت الفندق له !!
أعجب ( أبو حمد ) بالفكرة .. وشكر صاحبه وودعه !! بات تلك الليلة مبكراً .. واستيقظ مبكراً .. ونزل إلى بهو الفندق فأحس بالبرد فعاد .. فغير الجاكيت بالبالطوا الذي أوصته بلبسه ( أم حمد ) !! أخذ تذكرة الركوب بيده .. وخرج من الفندق .. ثم ركب الباص !! وانطلق الباص يجوب طرق المدينة .. و ( أبو حمد ) في غاية الاستمتاع !! خضرة .. وماء .. ووجه حسن !! مضت الدقائق والساعات مسرعة .. ومالت الشمس نحو المغيب .. حتى غاب قرصها .. وهنا قرر ( أبو حمد ) أن يعود إلى الفندق !! نزل من الباص .. وركب في سيارة أجرة صغيرة .. كان السائق .. ضخم الجثة .. مفتول العضلات والشوارب !! من ريف ألمانيا !! لا يعرف غير لغته الأصلية .. ويشترك مع ( أبي حمد ) في معرفة كلمتي ( نعم ولا ) بالانجليزية فقط !! أشار إليه ( أبو حمد ) أن يعكس اتجاه الطريق ليعود إلى الفندق الذي خرج منه منذ ( 8 ) ساعات !!
أدخل ( أبو حمد ) يده في جيبه ليخرج عنوان الفندق الذي يسكنه .. بحث في جيبه الأيمن .. الأيسر .. هنا وهناك ..
فلــــم يجـــــــــــد شيئــــــــــــــا !!
يا لهــــا من ورطــة ومصيبــــة !! تذكر ( أبو حمد ) أن الكرت في الجاكيت الذي تركه في الفندق !! لم يكن يعرف اسم الفندق جيداً .. ولا لونه .. ولا مكانه .. كما أنه لا يعرف رقم صاحبه .. ولا رقم السفارة !! سأله سائق الأجرة .. وكرر عليه السؤال .. بلغة لم يسمعها ( أبو حمد ) في حياته !! تعطلت لغة الكـــــــــلام !! حاول أن يشرح بالإشارة .. فلم يستطع !! بدأ يقول له : اذهب يمين .. يسار .. أمام .. خلف !! علَّ .. وعلّ !! اشتد غضب السائق .. وبدأ يزبد ويرعد .. ويصرخ في وجه ( أبو حمد ) .. شيءٌ واحد فهمه ( أبو حمد ) .. أن صاحب الأجرة يريد ( جلـــــده ) !!
كان الله معك يا أبا حمد !!
هنا بدأ ( أبو حمد ) يردد : سعودي .. سعودي .. ( أنا فيه سعودي .. وَدي سفارة ) .. مسكين أبو حمد .. يعتقد أنه يخاطب سائقه البنجلاديشي في الرياض !!
ذهب سائق الأجرة إلى ( رجل مرور ) .. وأخذ يحدثه عن مشكلته مع ( أبو حمد ) !! كان ( أبو حمد ) مثل الأطرش في الزفة !! قال الجندي له بعد حوار : ( سعودي ) ؟؟؟؟؟ قال ( أبو حد ) : إيه .. إيه .. تكف سعودي واللي يرحم والديك !!!! تكلم الجندي مع السائق .. ثم طلب منه الركوب مرة أخرى مع سائق الأجرة !! وانطلق به وهو يتمتم بكلمات الغضب !! حتى وصل به إلى ( السفارة السعودية ) !! هنا انشرحت أسارير ( أبو حمد ) .. وقد أعياه التعب .. ولكنه فوجئ أن أنوار السفارة مظلمة .. وليس هناك من أحد !! خاطب حرس السفارة .. فلم يفهموا له !! عاد الخلاف إلى ذروته بين ( أبو حمد ) وسائق الأجرة .. فاحتار فيما يعمله الآن !! فهو لا يحمل نقوداً ليعطيه .. ولا ما يثبت هويته .. كل ذلك كان في الجاكيت !! قال للسائق ( هوتيل ) فهو يعرف أنها كلمة تقال للفندق وكررها فأشار السائق إلى فندق فاخرٍ بجوار السفارة !! طلب منه أن يذهب به إلى هناك .. فانطلق به و ( أبو حمد ) لا يدري ما يقدر الله له !! وصل الفندق .. وطلب منه أبو حمد أن يبقى في مكانه .. وأشار إليه أنه سيحضر نقوداً !! وسيعود إليه !! دخل ( أبو حمد ) الفندق وقف أمام الاستقبال .. وطلب بالإشارة غرفة يسكن فيها !! طلبوا الأوراق الثبوتية .. فتفاهم معهم بالإشارة أنه يريد رؤية الغرفة أولاً !! ذهب معه العامل ليريه الغرفة .. فطلب منه ( أبو حمد ) وبالإشارة أن يرجع وسيعود هو بنفسه !! أخذ المفتاح وصعد إلى الدور السابع .. وفتح الغرفة رقم ( 704 ) !! دخل فأحس بالدفئ الذي فقده .. وبالهدوء الذي حرمه !! تلمس السرير الوثير .. فتخيله يناديه : أن ألق جسدك المتعب ليستــــريــح !! فطرح نفسه على السرير دون شعور .. ينتظر ما يكون المصير !!؟ استبطأه أصحاب الفندق فاتصلوا بالهاتف على الغرفة فلم يرد !! صعدوا إليه .. طرقوا الباب بهدوء .. فلم يرُدّ أحد !! فتوقف الطرق .. وبعد دقائق عادوا مرة أخرى بعد أن دخل إليهم سائق الأجرة مشتكياً من صاحبه .. فصعدوا إلى الغرفة مرة أخرى .. فسمع أصواتاً متعددة .. وطرق الباب بشدة !! كان ( أبو حمد ) قد أعـــدَّ موقع الاختباء إن دخلوا !! فهموا بفتح الباب .. وأسرع بجسمه النحيل .. فدخل تحت السرير !! دخلوا إلى الغرفة .. فتشوا عنه فلم يجدوا له أثر !! وبعد حوار يسمعه ولا يفهمه .. خرجوا من الغرفة وأغلقوا الباب !!
آهٍ .. تنفس ( أبو حمد ) الصعداء .. خرج من مخبئه .. واستلقى على السرير بعد أن أخذ منه التعب والجهد مأخذاً عظيما .!! أراد أن يغمض عينيه .. فلم يستطع .. فما يجري له أطار النوم من عينيه !! مضت قرابة الساعة .. وإذ به يسمع أصواتاً تهم بفتح الباب !! فأسرع مرة أخرى إلى مخبأه .. ( تحت السرير ) !! فُتح الباب ( بضم الفاء ) .. ودخل اثنين !! رجــــلٌ … وامــــــرأة !!! يا لله !! إنهما نزيلين جديدين في الفندق !! ودخولهما لن يكون دقيقة أو دقيقتين .. ولكنه المبيت !!! دخلا غــرفتهمــــا !! وجلسـا على طاولة الطعام أمام التلفاز يتحدثان .. و ( أبو حمد ) يرى من تحت السرير أطراف قدميهما !! مرت دقائق .. فتحول الحديث إلى عناق .. وآهات !! وانطرح ( الزوجين ) على السرير !! لم يكن يفصل ( أبو حمد ) عنهما إلا الفراش !! الذي أخذ يهتز !! احتار ( أبو حمد ) ماذا يفعل .. فكل دقيقة تمر عليه يتأزم الموقف معها ويشتد الحرج !! استمرت معاناة ( أبو حمد ) وسقط قريب منه .. ملابسهما الداخلية .. أحذيتهما !! موقف رهيب !! مكانٌ كالقبر في ضيقه وظلمته !! هو في هم وبلاء .. وفوق رأسه سعادة وهناء !! كان تعبه بلغ منتهاه .. ولكنه خشي إن نام أن يُصْدِرَ صوتاً .. خاصة وهو المشهور بالشخير !! مضت الدقائق وكأنها ساعات وساعات … بل كأنها أشهر وسنين !! و ( أبو حمد ) يرقب بعينيه تلك الملابس التي رميت بجواره !! هدأت الأصوات !! فهدأ نفسه قليلاً .. ثم عاودا الكرة أخرى !! فعاوده الهم والحزن !! فقد كان يتصور أن لقاءهما كلقائه بأم حمد دقائق يسرقونها عن أعين الأطفال !! طال الانتظار .. وأوشك على الانبلاج النهار .. وأسلم العاشقين أنفسهما إلى نوم عميق .. فكّر أن يخرج .. لكنه خشي أن يُفتضح أمره .. صلى الفجر في مكانه !!
وواصل المعانــاة !! الساعة ( الثانية عشر ) ظهراً !! استيقظ الحبيبين .. و ( أبو حمد ) يكاد يموت خوفاً وألماً وتعباً وجوعاً !! وعند الساعة الواحدة ظهراً .. خرج الزوجين من الغرفة ! فتنفس ( أبو حمد ) الصعداء .. وخرج من ظلمته وسجنه .. ثم خرج من الغرفة متسللاً .. ونزل وهو كالمخمور من شدة السهر والتعب .. ووضع المفتاح على طاولة الاستقبال .. عند موظف لتوه استلم فترته !! وخرج من الفندق .. وانطلق يجري إلى السفارة القريبة .. فوجد الأبواب مفتوحة !! من شدة فرحه .. قبل الحارس .. وجلَّ من قابله !! ودخل إلى المسؤولين في السفارة .. وإذ بهم قد قلبوا الدنيا عليه .. وأبلغوا الأمن عنه .. حين لم يجدوه في الفندق الذي سكنه أول مقدمه .. فقص الخبر على السفير ومن معه !! فكانت تلك الحادثة .. حديث مجالسهم !!
أما ( أبو حمد ) فكانت تلك الليلة .. ليلة لن تنسى !! نقلا من احد المنتديات ..
,,
,,
,,
,,
,,
,,
ليلـــة .... تحت السريــــــــر !!!
وأليكم القصة كامـــلة :
ضعف نظر ( أبو حمد ) وهو يخطو إلى الستين من عمره .. حتى كاد أن يفقده .. فالتمس العلاج هنا وهناك .. وكانت محطته الأخيره ( المانيــــا ) !! فكَّـــر كثيراً .. فهو لم يعتد السفر للخارج .. ولا يجيد غير اللغة العربية أو ( القصيمية ) كما يسميها !! تقرر سفره .. الأسبوع القادم !! طفق ( أبو حمد ) يلملم أغراضه .. ويستشير أصحابه .. ويجمع المعلومات !! ثم حزم حقائبه .. وودع ( أم حمد ) وأولاده وأعطاهم اسم الفندق الذي حُجِزَ له فيه وهاتفه .. وصل إلى بون مساء السبت .. ولكونه معروفاً كان في استقباله أحد موظفي السفارة السعودية هناك .. رحب به كثيراً وذهب معه للفندق المعد لإقامته .. وتناول معه طعام العشاء في تلك الليلة .. ثم أخبره أن يوم غدٍ الأحد إجازة رسمية في الدولة والسفارة لا تفتح أبوابها .. اقترح عليه مُستقبله أن يستثمر يوم غدٍ في جولة سياحية يتعرف بها على هذه المدينة الكبيرة .. ولعلمه أن ( أبو حمد ) لا يجيد غير لغته ( القصيمية ) فقد وضع له برنامجاً مناسباً !! قال له صاحبه : هذا كرت الفندق الذي تسكنه الآن .. عليه عنوانه وأرقام هواتفه !! وهذه بطاقة تستطيع أن تركب بها ( باص ) النقل وهي صالحة لمدة يوم كامل !! تدفعها للمسؤول فيه .. وسيمر بك على أجمل أحياء المدينة .. وسترى أبرز معالمها .. وعند غياب الشمس بإمكانك النزول في أي محطة يقف بها .. ثم تأخذ سيارة أجرة صغيرة تنقلك إلى الفندق الذي تسكنه وما عليك إلا دفع كرت الفندق له !!
أعجب ( أبو حمد ) بالفكرة .. وشكر صاحبه وودعه !! بات تلك الليلة مبكراً .. واستيقظ مبكراً .. ونزل إلى بهو الفندق فأحس بالبرد فعاد .. فغير الجاكيت بالبالطوا الذي أوصته بلبسه ( أم حمد ) !! أخذ تذكرة الركوب بيده .. وخرج من الفندق .. ثم ركب الباص !! وانطلق الباص يجوب طرق المدينة .. و ( أبو حمد ) في غاية الاستمتاع !! خضرة .. وماء .. ووجه حسن !! مضت الدقائق والساعات مسرعة .. ومالت الشمس نحو المغيب .. حتى غاب قرصها .. وهنا قرر ( أبو حمد ) أن يعود إلى الفندق !! نزل من الباص .. وركب في سيارة أجرة صغيرة .. كان السائق .. ضخم الجثة .. مفتول العضلات والشوارب !! من ريف ألمانيا !! لا يعرف غير لغته الأصلية .. ويشترك مع ( أبي حمد ) في معرفة كلمتي ( نعم ولا ) بالانجليزية فقط !! أشار إليه ( أبو حمد ) أن يعكس اتجاه الطريق ليعود إلى الفندق الذي خرج منه منذ ( 8 ) ساعات !!
أدخل ( أبو حمد ) يده في جيبه ليخرج عنوان الفندق الذي يسكنه .. بحث في جيبه الأيمن .. الأيسر .. هنا وهناك ..
فلــــم يجـــــــــــد شيئــــــــــــــا !!
يا لهــــا من ورطــة ومصيبــــة !! تذكر ( أبو حمد ) أن الكرت في الجاكيت الذي تركه في الفندق !! لم يكن يعرف اسم الفندق جيداً .. ولا لونه .. ولا مكانه .. كما أنه لا يعرف رقم صاحبه .. ولا رقم السفارة !! سأله سائق الأجرة .. وكرر عليه السؤال .. بلغة لم يسمعها ( أبو حمد ) في حياته !! تعطلت لغة الكـــــــــلام !! حاول أن يشرح بالإشارة .. فلم يستطع !! بدأ يقول له : اذهب يمين .. يسار .. أمام .. خلف !! علَّ .. وعلّ !! اشتد غضب السائق .. وبدأ يزبد ويرعد .. ويصرخ في وجه ( أبو حمد ) .. شيءٌ واحد فهمه ( أبو حمد ) .. أن صاحب الأجرة يريد ( جلـــــده ) !!
كان الله معك يا أبا حمد !!
هنا بدأ ( أبو حمد ) يردد : سعودي .. سعودي .. ( أنا فيه سعودي .. وَدي سفارة ) .. مسكين أبو حمد .. يعتقد أنه يخاطب سائقه البنجلاديشي في الرياض !!
ذهب سائق الأجرة إلى ( رجل مرور ) .. وأخذ يحدثه عن مشكلته مع ( أبو حمد ) !! كان ( أبو حمد ) مثل الأطرش في الزفة !! قال الجندي له بعد حوار : ( سعودي ) ؟؟؟؟؟ قال ( أبو حد ) : إيه .. إيه .. تكف سعودي واللي يرحم والديك !!!! تكلم الجندي مع السائق .. ثم طلب منه الركوب مرة أخرى مع سائق الأجرة !! وانطلق به وهو يتمتم بكلمات الغضب !! حتى وصل به إلى ( السفارة السعودية ) !! هنا انشرحت أسارير ( أبو حمد ) .. وقد أعياه التعب .. ولكنه فوجئ أن أنوار السفارة مظلمة .. وليس هناك من أحد !! خاطب حرس السفارة .. فلم يفهموا له !! عاد الخلاف إلى ذروته بين ( أبو حمد ) وسائق الأجرة .. فاحتار فيما يعمله الآن !! فهو لا يحمل نقوداً ليعطيه .. ولا ما يثبت هويته .. كل ذلك كان في الجاكيت !! قال للسائق ( هوتيل ) فهو يعرف أنها كلمة تقال للفندق وكررها فأشار السائق إلى فندق فاخرٍ بجوار السفارة !! طلب منه أن يذهب به إلى هناك .. فانطلق به و ( أبو حمد ) لا يدري ما يقدر الله له !! وصل الفندق .. وطلب منه أبو حمد أن يبقى في مكانه .. وأشار إليه أنه سيحضر نقوداً !! وسيعود إليه !! دخل ( أبو حمد ) الفندق وقف أمام الاستقبال .. وطلب بالإشارة غرفة يسكن فيها !! طلبوا الأوراق الثبوتية .. فتفاهم معهم بالإشارة أنه يريد رؤية الغرفة أولاً !! ذهب معه العامل ليريه الغرفة .. فطلب منه ( أبو حمد ) وبالإشارة أن يرجع وسيعود هو بنفسه !! أخذ المفتاح وصعد إلى الدور السابع .. وفتح الغرفة رقم ( 704 ) !! دخل فأحس بالدفئ الذي فقده .. وبالهدوء الذي حرمه !! تلمس السرير الوثير .. فتخيله يناديه : أن ألق جسدك المتعب ليستــــريــح !! فطرح نفسه على السرير دون شعور .. ينتظر ما يكون المصير !!؟ استبطأه أصحاب الفندق فاتصلوا بالهاتف على الغرفة فلم يرد !! صعدوا إليه .. طرقوا الباب بهدوء .. فلم يرُدّ أحد !! فتوقف الطرق .. وبعد دقائق عادوا مرة أخرى بعد أن دخل إليهم سائق الأجرة مشتكياً من صاحبه .. فصعدوا إلى الغرفة مرة أخرى .. فسمع أصواتاً متعددة .. وطرق الباب بشدة !! كان ( أبو حمد ) قد أعـــدَّ موقع الاختباء إن دخلوا !! فهموا بفتح الباب .. وأسرع بجسمه النحيل .. فدخل تحت السرير !! دخلوا إلى الغرفة .. فتشوا عنه فلم يجدوا له أثر !! وبعد حوار يسمعه ولا يفهمه .. خرجوا من الغرفة وأغلقوا الباب !!
آهٍ .. تنفس ( أبو حمد ) الصعداء .. خرج من مخبئه .. واستلقى على السرير بعد أن أخذ منه التعب والجهد مأخذاً عظيما .!! أراد أن يغمض عينيه .. فلم يستطع .. فما يجري له أطار النوم من عينيه !! مضت قرابة الساعة .. وإذ به يسمع أصواتاً تهم بفتح الباب !! فأسرع مرة أخرى إلى مخبأه .. ( تحت السرير ) !! فُتح الباب ( بضم الفاء ) .. ودخل اثنين !! رجــــلٌ … وامــــــرأة !!! يا لله !! إنهما نزيلين جديدين في الفندق !! ودخولهما لن يكون دقيقة أو دقيقتين .. ولكنه المبيت !!! دخلا غــرفتهمــــا !! وجلسـا على طاولة الطعام أمام التلفاز يتحدثان .. و ( أبو حمد ) يرى من تحت السرير أطراف قدميهما !! مرت دقائق .. فتحول الحديث إلى عناق .. وآهات !! وانطرح ( الزوجين ) على السرير !! لم يكن يفصل ( أبو حمد ) عنهما إلا الفراش !! الذي أخذ يهتز !! احتار ( أبو حمد ) ماذا يفعل .. فكل دقيقة تمر عليه يتأزم الموقف معها ويشتد الحرج !! استمرت معاناة ( أبو حمد ) وسقط قريب منه .. ملابسهما الداخلية .. أحذيتهما !! موقف رهيب !! مكانٌ كالقبر في ضيقه وظلمته !! هو في هم وبلاء .. وفوق رأسه سعادة وهناء !! كان تعبه بلغ منتهاه .. ولكنه خشي إن نام أن يُصْدِرَ صوتاً .. خاصة وهو المشهور بالشخير !! مضت الدقائق وكأنها ساعات وساعات … بل كأنها أشهر وسنين !! و ( أبو حمد ) يرقب بعينيه تلك الملابس التي رميت بجواره !! هدأت الأصوات !! فهدأ نفسه قليلاً .. ثم عاودا الكرة أخرى !! فعاوده الهم والحزن !! فقد كان يتصور أن لقاءهما كلقائه بأم حمد دقائق يسرقونها عن أعين الأطفال !! طال الانتظار .. وأوشك على الانبلاج النهار .. وأسلم العاشقين أنفسهما إلى نوم عميق .. فكّر أن يخرج .. لكنه خشي أن يُفتضح أمره .. صلى الفجر في مكانه !!
وواصل المعانــاة !! الساعة ( الثانية عشر ) ظهراً !! استيقظ الحبيبين .. و ( أبو حمد ) يكاد يموت خوفاً وألماً وتعباً وجوعاً !! وعند الساعة الواحدة ظهراً .. خرج الزوجين من الغرفة ! فتنفس ( أبو حمد ) الصعداء .. وخرج من ظلمته وسجنه .. ثم خرج من الغرفة متسللاً .. ونزل وهو كالمخمور من شدة السهر والتعب .. ووضع المفتاح على طاولة الاستقبال .. عند موظف لتوه استلم فترته !! وخرج من الفندق .. وانطلق يجري إلى السفارة القريبة .. فوجد الأبواب مفتوحة !! من شدة فرحه .. قبل الحارس .. وجلَّ من قابله !! ودخل إلى المسؤولين في السفارة .. وإذ بهم قد قلبوا الدنيا عليه .. وأبلغوا الأمن عنه .. حين لم يجدوه في الفندق الذي سكنه أول مقدمه .. فقص الخبر على السفير ومن معه !! فكانت تلك الحادثة .. حديث مجالسهم !!
أما ( أبو حمد ) فكانت تلك الليلة .. ليلة لن تنسى !! نقلا من احد المنتديات ..