المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا الشهرة وَيْحَكُم ؟!



الباحث عن الحق
08 Jul 2007, 12:00 PM
لا مانع من أن تصنفونها من عجائب الدهر ، وغرائب الزمان ... فهي الشهرة ، هل هناك أحد في العالم يجهل الشهرة ؟!

تظهر في كل تجمع إنساني ولو قل ، من رحم المجتمع البشري وُلِدَتْ ؛ فكانت ولازالت شاغل فكر الملايين من بني آدم ؛ بل ومن الكائنات الأخرى ... ما أعجبها !!

يزداد بريقها حين ينشغل البشر في بناء مجتمعهم ، لأجلها تزهق الأنفس ، وتفنى الأعمار ، ويكفر قوم ، ويؤمن آخرين ، لسان حالها : أنا غذاء الحَسَد ، أنا ثوب الرياء ، أنا وقود العمل ، أنا داعي التنافس ، أنا دمعة في المُقل ، أنا لهيب الحماس يشعل الأعصاب ، أنا خفقة تهز القلوب ، أنا روح لملايين الأجساد ، أنا في عالم المادة لي شأن ، أنا في عالم الروح .. أغدو وأروح .

أنا من عظم الـ ( أنا ) ... !

أنا ( الشهرة ) ويحكم !

تتخفى – في الغالب – تحت قناع النجاح ... وكفى ، ومن النجاح فلترسم حدودها ، أو تبني مخروطها ، أو تنشأ هرمها ، فإن شئت فاجعل غطاء العِلم على رأس الهرم ، وقمة المخروط ، وقلب الحدود ؛ لكنك ستحار بينه وبين غطاء الفن ، هذا الفتي المشاكس ... ، وتضيع حينا بين العلم والفن و ... السياسة أو العظمة !

عبيدها كثر ، وخدامها تخطوا أعناق القرون ، تترحم على أكثرهم وفاءً ، وأشدهم فداء .. ذلك الأعرابي الذي بال في زمزم ، لكي يذكره الناس بفعله ؛ فلا زالوا يذكرونه ، وخلدت قصته بالأسفار ، هذا وقد فعل فعلته عاريا ؛ فلا غطاء علم ولا فن ولا سياسة .. ما أعجبه !

فعل الأعرابي نقطة تتلاقى فيها أفعال طلاب الشهرة على مدى القرون والدهور ، والأعرابي صنمٌ يمثلها ، يسجد له كل عبادها حول العالم .

في هذا المقال سأحدثكم شيئا عن أخبار عبادها وأتباعها من خلال نظرة فرد منكم لمجتمعنا الذي نعيش فيه .

من خلال صفات الكذب والجرأة وقلة الحياء وانعدام استشعار مراقبة الله عز وجل وأمراض في القلب ... قويت الرغبة في الشهرة لدى بعضهم ؛ عبر رفع الصوت في المجالس متحذلقا متفيقها متفاصحًا ، وعبر إنكار هؤلاء أنهم بذروا بذورًا تثمر سُمًّا زعافا يقتل الدين والأخلاق ، وعبر تمييل الأحداث والقصص لصالحهم بالكذب والافتراء والتصنع .

ومن خلال غطاء النجاح ، وعدم المبالاة بالناصحين ، ووصمهم بأنهم ( كلاب تنبح ) وأنهم ( أعداء البروز ) وأنهم ( حساد ) و ( جهلة ) .... سار البعض في طريق الشهرة ، غير مبالين بخطورة هذا السبيل الذي يسلكونه ، حيث الكذب والافتراء والغش والحقد والحسد ؛ ثم بكل بساطة يستشهدون بأمثال وحكم ليثبتون أنهم على الحق ومعه ؛ فقافلتهم تسير والكلاب تنبح ، جملة رنانة .. لكنها مطاطية ، لم تكن صيحة الإنكار والنصح على ( قافلة المنكر ) من كلاب تنبح ؛ بل – والله العظيم – أنها من ناصحين مشفقين ... ولو قسوا في العبارة .

أو يستشهدون قائلين ( لكل بارز أعداء ) ، ويْحَكُم ! بروز يختلف عن بروز ، وعدو يختلف عن عدو ؛ فهل بارز بالخير والتقى والنصح والعمل والاجتهاد ؛ كبارز في السباحة ضد التيار ، وقذف الناس ، وغيبتهم في المجالس ، وتقييم أعمال الخير باستعلاء وتكبر ؟!!

وهل عدو الحلقات والنوادي الصيفية وطلبة العلم والهيئة والقضاء ... قبح من عدو ؛ كعدو محبي الشهرة وعبادها ، وعدو المتعالمين الكذابين ... الذين قتلوا الحياء ؟!! بورك من عدو .

ومن خلال قناع النصيحة ، وقناع العلم ، وقناع الغيرة ، وقناع فقه الواقع ... يُسعى للشهرة ؛ عبر الفتوى بغير علم ، والانتقاص من أهل العلم ، ورمي مدرسي الحلقات باتهامات يمتلئ قلب الرامي بها ، وملئ القلوب غلا وحقدا على فرسان الحلقات ، وأسود العمل الخيري ، ورجالات النوادي الصيفية ، وفرسان الهيئات .

إذا خفق القلب لها ، وفكر العقل لأجلها ؛ فقد نزع الحياء ، وحضر المكر ، وطغت الأنانية ، وانعدمت الأخلاق ، وهذا رأيناه شاهدًا أمامنا في قوم عشقوا الشهرة حتى الثمالة ، وأسكرتهم بطيف خيالها ؛ ففعلوا المستحيل لكي يلتمسوا بريقها في كل مجلس تكثر فيه الأعين ؛ عبر مناقشة سقيمة مع الكبار ، وقلة الأدب مع طلبة العلم ، ثم الإدعاء في مجالس أخرى بأنها تغلبت عليهم ، ولالتماس بريقها عبر الانشغال بشواذ المسائل .

طاغوتٌ هذه الشهرة !

حدثتكم عن السير نحو الشهرة ، بقناع النجاح ، عبر غطاء العلم ، وبسلاح الكذب والجرأة واستغلال السُذَّج ، أما السير نحو الشهرة عبر غطاء السياسة والفن ؛ فلن أحدثكم عنه ؛ لأني معهما كما حال رجل حدثه صديقه باهتمام عن فن لا يهتم به ؛ فقال – غير مكترث - : سأقرأ عنها في كتاب ( سخافات لا أهتم بها ) !!

أترحم على الشيخ الموسوعة علي الطنطاوي – رحمه الله تعالى - والذي نال أعلى مراتب الشهرة ؛ حيث احتل صدور المجلات والصحف ، وهتف عبر الإذاعات العربية ، وتحدث عبر المحطات العربية ؛ عُرِف في اليابان شرقا إلى الجزائر غربا ، واشتهر أكثر وأكثر في بلاد الشمال ، والخليج العربي ... لقد نال الشهرة !

وإليكم رأيه عن الشهرة ، بعد أن نالها ، وانغمس في لذتها : " إن الشهرة وهمٌ ليس له في سوق الحقيقة قيمة ، وليس له في ميزان الواقع وزن ... إن الشهرة سراب زائف .. هل تشبع الشهرة ، أو يكسو الثناء ؟!! " ليتنا نبدأ من حيث انتهى الطنطاوي – رحمة الله عليه - .

بالمناسبة !
أليس أول من تسعر بهم النار يوم القيامة ... عُبَّاد للشهرة ؟

وصلى الله على الحبيب وسلم .

الواثق
08 Jul 2007, 12:51 PM
يعطيك العافية



موضوع جيد


............

الباحث عن الحق
08 Jul 2007, 01:26 PM
الواثق الشرقاوي ’ أهلا بك أخي الفاضل ، وشكرا على طيب مرورك .

المديرالسعودي
08 Jul 2007, 01:32 PM
الباحث عن الحق
شكرا جزيلا ابدعن فيما تناولت
لك تحياتي

ولد الشايب
08 Jul 2007, 02:31 PM
الباحث عن الحق .. دمت مبدعا ومتألقا ..

ما رايت شيئا يفضح خلق الله مثل الشهرة .. تجد العبد مستتر بستر الله لا يعلم به أحد إلا خاصته ثم تغريه الشهرة فينشر بضاعته المزجاه ... وهيا أتفرجوا يا جماعة على المهزلة التي ستحصل بعد ذلك ..

دعني أضرب لك مثال .. نعرفه .. الرئيس الأمريكي سيخلده التاريخ الأمريكي على أنه أغبى رئيس سكن البيت الأبيض... ولكن هل يعرف بوش ذلك ... لا أظن ..

ومرة أخرى دمت مبدعا

ولد الشايب

المتجولة
08 Jul 2007, 02:53 PM
فعلاا اخوي الباحث عن الحق

تسلم لطرحك

كاتب
08 Jul 2007, 04:37 PM
موضوع راقي ورائع


يعلك بعد شلة ردلي وردلك

الباحث عن الحق
09 Jul 2007, 05:16 PM
المدير السعودي ’ وشكرا لك أخي على طيب مرورك ، وفقك الله تعالى .

الراشد
09 Jul 2007, 06:23 PM
الله يعطيك العافية


طيب ممكن استفسار ...

الزبرقان
09 Jul 2007, 07:59 PM
ليش ماتكون الشهرة مجنونة وهي تشتري دين كثير من الناس
وبعضهم لم تأته ولله الحمد ولو بدت له لباع دينه
فستر الله تعالى ذنبنا وعصمنا منها

الباحث عن الحق
12 Jul 2007, 02:24 PM
ولد الشايب ’ أهلا بك أخي الفاضل ، وشكرا على طيب مرورك ، وفقك الله تعالى .

سليمان شعيب
12 Jul 2007, 03:08 PM
رائع ماكتبت
أستاذ
باحث عن الحق
رحم الله الشيخ علي الطنطاوي وصدق في قوله
(إن الشهرة سراب زائف .. هل تشبع الشهرة ، أو يكسو الثناء )

ومن يشتهر في هذا الزمان هم فئه ساقطه من حثالة المجتمعات
وأقرب مثال من يُدعى (شعبان عبدالرحيم ..مطرب شعبي مصري)
تغنى وقال/أنا بكره أسرائيل:confused: ماشاء الله حرر فلسطين ورفع راية النصر
وبعد هذه الاغنيه..أصبح المتصدر الاول للصحف العربيه وأصبح من الاثرياء ونجوم الشباك كما يزعمون.
يشار له بالبنان بصفته رمز من رموز الشجاعه والأقدام8O
/
\
ا
والرجال الابطال الذين يستحقون الثناء والدعاء تجاهد منذُ زمن في الشيشان والعراق وفلسطين وفي كل مكان وتزهق الارواح والصحف(لاحس ولاخبر)


لاحول ولاقوة إلا بالله


نسأل الله السلامه في زمان لايُعرف فيه الحق من الباطل


شكراً أستاذي الكريم
الباحث عن الحق
على هذا الطرح القيم


أحترامي لكـ

برق الصواعق
12 Jul 2007, 05:02 PM
مشكور ياباحث

موضوع مهم للغاية

ذويبان11
13 Jul 2007, 03:24 PM
الشهره صارت بلوى
هالحين حتى بعض طلة العلم صار يبحث عن الشهره والاعلام من شن يبرز اسمه

الباحث عن الحق
13 Jul 2007, 05:23 PM
المتجولة ’ أهلا بك أختي الفاضلة ، وشكرا على طيب مرورك .

الباحث عن الحق
14 Jul 2007, 04:36 PM
كاتب ’ أهلا بك أخي الفاضل ، وشكرا على جميل مرورك .

الباحث عن الحق
15 Jul 2007, 06:03 PM
الراشد ’ الله يعافيك أخي الفاضل ، تفضل استفسر أخي ، وإن كنت قد تأخرتُ في الرد عليك .

جمر
16 Jul 2007, 01:21 AM
يعطيك العافية

الباحث عن الحق
16 Jul 2007, 05:33 PM
الزبرقان ’ صدقت أخي الفاضل ، شكرًا على طيب مرورك .