المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العزلة التي نريد ؟؟؟ حقيقتها وآراء الناس فيها



هبوب الريح
27 Feb 2003, 02:56 PM
العزلة التي نريد

كثير هو كلام الناس وجدالهم حول العزلة بين مؤيد لها ومعارض وهذا راجع بطبيعة الحال إلى اختلاف آراء الناس واجتهادا تهم فالأهواء كما يقال بعدد رؤوس الخلق، والمتأمل بعين البصر والبصيرة حول هذه القضية يجد أنه لا بد أن يوضع لها ضابط محدد فإذا خرجت عنه عارضناها وإذا سارت عليه أيدناها وعليه فإن العزلة عن الناس لا بد منها وهي حقيقة ينبغي أن لانغفل عنها أو نتغافل لأن فيها اجتماع للقلب وعكوف على النفس والاهتمام بإصلاح مواطن الخلل فيها وهي تربية للذات من خلال التفرغ للعبادة والقراءة والبحث عن الفائدة. والبعض عندما يسمع عن العزلة يدور في خلده ترك الناس وعدم مخالطتهم والحديث معهم فإن هذا خطأ فادح في مفهومها ؛ إنما المراد بالعزلة هو اعتزال المعاصي والمحرمات ومجالس اللهو واللغو التي لا تعود للإنسان العاقل بأدنى فائدة وهي من غير عين العلم زلة ومن غير زاي الزهد علة . حقيقة تعبنا من مجالس القيل والقال وسئمنا من مخالطة التافهين الأنذال ما أجمل الراحة النفسية وما أحسن الخلوة الربانية التي يخلو بها الإنسان مع ربه عندما يتنقل في رياض العبودية وبساتين النفحات الإلهية وأقسم بالله أن من جرب هذه الحلاوة لم يستطع أن يفارقها إلى غيرها.

زهرة الأوركيد
27 Feb 2003, 04:42 PM
لا فض فوك أخوي هبوب الريح على هذه الكلمات النيرة
وبارك الله فيك
لكن لا يمكن للإنسان أن يترك المجالس نهائيا حتى وإن احتوت على قيل وقال
بل حبذا لو استطاع أن يغير المواضيع التافهه من قيل وقال لمواضيع أهم من مايهم المسلم كحال الأمة اليوم أو أحوال الشباب أو ماكان مما فيه فائدة وخير

طالباني
27 Feb 2003, 05:52 PM
الاخ هبوب الريح لقد وضعت يدك على الجرح لعلنا نعالجه..

نظراً لاستعجالي الان أعدك بالرد المفصل انشاء الله لاحقاً ولكن أطالب الجميع بالمشاركة في مثل هذه المواضيع القيمة وسرد تجاربهم الشخصية والمشاكل التي واجهوها مع العزلة لله أو مع مخالطة أصحاب القيل والقال والفعل السيء وسوء الحال..

نفح الطيب
28 Feb 2003, 02:49 PM
الأخ العزيز / هبوب الريح مساك الله بالخير

الكلام على العزلة طويل ، وقد ألف العلماء في ذلك قديماً وحديثاً

ولعل كتاب العزلة والخلطة للخطابي من أول ما ألف في ذلك .

وممن تكلم عليها من المعاصرين بكلام مستفيض الشيخ سلمان العودة

في رسائل الغرباء .

والذي ذكرته هنا كلام مختصر مختزل عند النظر إلى العنوان الذي وضعته

ولو جعلت العنوان ( الخلوة مع النفس ) لكان أفضل .

أخي الكريم عند الحديث عن العزلة يبنبغي مراعاة أمور منها :

1 / من هو الذي يعتزل ومن هو الذي لايعتزل فإن الناس يتفاوتون في

ذلك وليسوا على درجة واحدة والعزلة تختلف في حق كل واحد منهم .

2 / من هو الذي يحدد وقت العزلة ؟ فإن تحيد الوقت الذي يكون الاعتزال

فيه خيراً من الاختلاط كما ورد في الحديث ( يوشك أن يكون خير مال

المسلم غنماً يتبع بها شعف الجبال .... ) أقول تحديد هذا الوقت

الفاضل للعزلة ليس في مقدرور كل أحد بل يحتاج إلى فقه وعلم .

3 / أنواع العزلة والحديث عن كل نوع بما يستحقه من حيث الوجوب

والاستحباب والكراهية .

4 / قبلا وجهات النظر في هذا الموضوع فإن الآراء فيه تتباين لعدم وجود

نص قاطع فيه وعدم مصادرة رأي الآخرين فيه .

وتقبل خالص تحياتي

طالباني
28 Feb 2003, 10:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الرسول الامين وبعد..

تطرق الاخ هبوب الريح لهذا الموضوع الذي كان يجول في خاطري منذ أمد وكنت مترددا فيه وفي ضرورته وحاجة النفس له..

ولكن أقول مستعيناً بالله: ان الرسل ومن تبعهم من الصالحين والائمة كانوا يخالطون الناس ويشاركون أمور دنياهم وهذا ضرورة حتمية على كل مسلم لتطبيق مبدأ التعاون على البر والتقوى والنهي عن الاثم والعدوان فلو اعتزل الصالحون منا مجتمعاتهم لفسدت الارض ولهام التائهون والضالون على وجوهم لا يعرفون الحق ولا يبصرون له طريقا..

ولكن من الجانب الاخر لا ينبغي لاي مسلم أن يستديم الانشغال بهذه الحياة الدنيا ويتناسى حق الله عليه وحق روحه عليه من التقرب الى الله بالنوافل والطاعات وقراءة القران وتدبر معانيه...فاقول :

عن سعد بن أبي وقَّاص رضي اللَّه عنه ، قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَقُول: « إِنَّ اللَّه يحِبُّ العَبدَ التَّقِيَّ الغَنِيَّ » رواه مسلم .

والمُرَاد بــ « الغَنِيِّ » : غَنِيُّ النَّفْسِ

وغنى النفس لا يأتي الا باشباعها من الطاعات والطاعات أحرى ماتكون خالصة لله اذا كان العبد في معزل عما يشغله من أمور الدنيا وناسها.

وعن أبي سعيد الخُدريِّ رضي اللَّه عنه قال : قال رَجُلُ أَيُّ النَّاسِ أفضَلُ يارسولَ اللَّه ؟ قال : « مُؤْمِنٌ مجَاهِدٌ بِنَفسِهِ وَمَالِهِ في سبيل اللَّه » قال : ثم من ؟ قال : «ثم رَجُلٌ مُعتَزِلٌ في شِعْبٍ مِن الشِّعَاب يَعبُدُ رَبَّهِ » .

والمعنى واضح جلي هنا لا لبس فيه فخير الناس بعد المجاهدين في سبيل الله هو رجل اعتزل فتن الدنيا وتفرغ لعبادة ربه..

وليس المقصود أن تنعزل للعبادة وتنسى نصيبك من الدنيا ولكن كما قال تعالى:
فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب.

وكما ذكرت أخي نفح الطيب هذا الحديث :
قال رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « يُوشِكَ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَال المُسْلِم غَنَمٌ يَتَّتبَّعُ بهَا شَعَفَ الجِبَال . وموَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدينِهِ من الفِتنِ » رواه البخاري .

ففي هذا الزمان كثرت الفتن والمصائب فلا حول ولا قوة الا بالله.

ولا يسلم المسلم من بعض المعاصي علم بها او لم يعلم ولكن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين..

ففي هذا كله ما يحثنا نحن الاشخاص المتفرغين على عبادة الله حتى وان كان السبيل الى ذلك في العزلة لله تعالى..

طالباني
28 Feb 2003, 10:47 PM
الاخ نفح الطيب انت بكلامك توحي ان العزلة موضوع معقد أو انه كرامة أو فضيلة للبعض على الغير ؟؟؟

تقول:
1 / من هو الذي يعتزل ومن هو الذي لايعتزل فإن الناس يتفاوتون في
ذلك وليسوا على درجة واحدة والعزلة تختلف في حق كل واحد منهم .

*وانا لا اتفق معك تماما فالعزلة حق لمن شاء ان يتعبد ربه بقلب منيب.

2 / من هو الذي يحدد وقت العزلة ؟ فإن تحيد الوقت الذي يكون الاعتزال
فيه خيراً من الاختلاط كما ورد في الحديث ( يوشك أن يكون خير مال
المسلم غنماً يتبع بها شعف الجبال .... ) أقول تحديد هذا الوقت
الفاضل للعزلة ليس في مقدرور كل أحد بل يحتاج إلى فقه وعلم .

*الله اكبر على كلامك..
اذا اردت ان اتعبد ربي في معزل عن الناس فاني استشير اهل العلم عن انسب وقت لي لفعل ذلك عجبا لهذا!!

3 / أنواع العزلة والحديث عن كل نوع بما يستحقه من حيث الوجوب
والاستحباب والكراهية .

*ليتك تفيدنا عن هذه الانواع وجزاك الله خيرا.

وفقك الله للصلاح والرشد وجزاك خيرا على هذه الاضافة.

أخوكم طالباني

نفح الطيب
01 Mar 2003, 10:57 PM
أخي العزيز طالباني بعد السلام أقول لك مساء الخير

أخشى ياأخي العزيز أن تكون فهمت كلامي خطأً . فضلاً ( وسع صدرك )

ثم إني لاأدري ماذا تقصد بقولك إني أوحي أن العزلة موضوع معقد أو أنه

كرامة أو أنه فضيلة للبعض دون الغير

أخي العزيز أنا أتكلم عن العزلة ذلك المصطلح الذي يعنيه العلماء وهو

اعتزال الناس في آخر الزمان الذي ورد في الحديث الذي ذكرته لك

وأقول إن تحيح هذا الزمان الذي يكون فيه الاعتزال أفضل يعني أن يقال

هذا هو الزمان الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم هذا يحتاج إلى

فقه وعلم .

وأما الخلوة مع النفس لمحاسبتها أو الخلوة بعض الوقت لعبادة الله سراً

فهذا مالم أتكلم عنه البتة .

وأما أنواع العزلة فهناك عزلة جزئية وعزلة كلية وعزلة شعورية والكلام

عليها بالتفصيل شأن يطول .

وأما حكمها من حيث الوجوب والاستحباب والكراهية

فهذا أيضاً يحتاج إلى بسط يتعذر هنا لكن خذ هذا المثال

إذا كان أهل زمانك يقارفون المعاصي ولايرفعون بأمر الله ولا رسوله رأساً

وأنت قادر على التأثير فيهم ولكنك اعتزلتهم وتركتهم ألا تكون آثماً .

وإذا كنت غير قادر على تغيير حالهم ولكنك إن بقيت معهم تأثرت وتغيرت

حالك ألا يكون اعتزالهم واجباً في حقك .

وإذا كنت غير قادر على تغيير حالهم ولكنك ضامن أنك لاتتأثر بهم فما

حكم اعزالهم في هذه الحالة بالنسبة لك أليس دائراً بين الاستحباب

والكراهة .

هذا مأريد قوله باختصار شديد شديد

وطلبي الأخير منك ياعزيزي طالباني أن يتسع صدرك للخلاف ولا تكن

جافياً غليظاً في ردودك

طالباني
03 Mar 2003, 11:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

لا تفهم تعجبي أخي نفح الطيب بأنه بأنه ضيقة صدر فأنا لا يضيق صدري الا بما يغضب الله ولكن يبدو أن أستشفيت أني غاضباً من أسلوبي التعجبي وهو للتعجب فقط أرجو أن تعذرني على الاساءة في استخدام هذا التعجب والذي لم أقصد به أي غضب.
ولم الغضب ونحن نناقش أمورنا فالغضب لايحل اشكالا..

أنا دائماً أتقبل الرأي الاخر بكل رحابة صدر ولله الحمد..

ولكن أنت تطرقت لأن العزلة هي التي في آخر الزمان والتي يعتزل فيها المسلم الناس بالكلية وفي الحقيقة لم أسمع عن هذه العزلة من قبل لعله لجهل بي فلا أقول أني عالماً بكل شيء..

وكلن ماأتحدث عنه هو اعتزال اهل السوء وعندما يكون المحيط بك غالبه من السيئين فلم لا تعتزلهم وهل تحتاج لعالم لتحديد الوقت المناسب هذا قصدي وذها ما يتحث عنه الاخ هبوب الريح والذي قد أسميته انت بالخلوة ......

لكي أوضح ما نقصده في نقاشنا عن العزلة تتدبر في هذا الكلام للأخ هبوب الريح:

إنما المراد بالعزلة هو اعتزال المعاصي والمحرمات ومجالس اللهو واللغو التي لا تعود للإنسان العاقل بأدنى فائدة وهي من غير عين العلم زلة ومن غير الزهد علة . حقيقة تعبنا من مجالس القيل والقال وسئمنا من مخالطة التافهين الأنذال ما أجمل الراحة النفسية وما أحسن الخلوة الربانية التي يخلو بها الإنسان مع ربه عندما يتنقل في رياض العبودية وبساتين النفحات الإلهية وأقسم بالله أن من جرب هذه الحلاوة لم يستطع أن يفارقها إلى غيرها.

أرجو أن تكون قد عرفت عما نتحدث أخي نفح الطيب وللشيخ ابن باز رحمه الله كلام جميل في هذا ...لعلي آتيكم منه بقبس أو أجد في الانترنت غنى.
لك كل الشكر على أخلاقك العالية والرفيعة وأنا آسف على ما تحسبه غضباً مني وان كان ليس كذلك..


وللحديث بقية انشاءلله..

الفيلسوف
04 Mar 2003, 08:50 AM
الف شكر على هذا النقاااااااش الرائع المفيـــــــــد