salah
01 Mar 2003, 08:03 PM
تحيات طيّبات عليكم جميعا
اكتب هذا الموضوع لكي نتفكّر معا في معرفة تأصيله وتجذيره في اللغة العربية والمعجمية السامية عند حديثنا عن اسماء الأعلام لما في هذا الأمر من فائدة ومتعة لغوية واشتقاقية .
محمّد : اسم علم مُشتق من الحمْد , وهو اسم مفعول منْ ( حمّد ) المبني للمجهول المضاعف العين والتضعيف فيه للتكثير . اي : عندما اقول ( مضاعف العين ) فهذا يعني انني ارجعت الجذر (حمد ) الى ميزانه الصرفي وهو ( فعل ) وعندما اقول مضاعف العين فأنني اعني بذات الوقت مضاعف الميم .. اي انّ حمّد = فعّل , ومحمّد = مُفعّل وهذا التصريف يفيد التكثير والتعظيم .
اما لو رفعنا التضعيف ( التشديد ) فسيكون عندها اسم المفعول من حمد هو محمود .
قال ابن دريد : روى بعض نقلة العلم انّ النبي ( ص) لما ولد امر عبد المطلب بجزور فنُحرتْ ودعا رجال قريش , وكانت سنّتهم في المولود اذا وُلد في استقبال الليل , كفأوا عليه قدْرا حتى يُصبح . ففعلوا ذلك بالنبي ( ص ) . فأصبحوا وقد انشقّت عنه القدر وهو شاخص الى السماء . فلما حضرت رجال قريش وطعموا قالوا لعبد المطلب : ما سمّيت ابنك هذا ؟ قال سمّيته محمّدا . قالوا ما هذا من اسماء آبائك . قال اردت ان يُحمد في السموات والأرض . ( راجع كتاب الأشتقاق لأبن دريد ) .
ومن مادة ( حمد ) اشتّقت العرب احمد و حامد وهو اسم الفاعل منها , ومحمود وهو اسم المفعول من ذات المادة , وحمّاد وهو صيغة المبالغة منها وحميد وحمْد وحميّد وهو ترخيم التصغير , كأخضر وخضيّر , ومحمّد : وهو الذي كثرت خصاله المحمودة . قال الأعشى :
اليك أبيت اللعن كان كلالها
................... الى الماجد القرْم الجواد المحمّد
اخواني .. وأخيرا اريد ان اخلص الى القول انّ هناك من العرب من تسمّى بمحمّد قبل سيّد الخلق , ولقد عدّهم ابن برّي رحمه الله , فكانوا سبعة ومنهم ( محمد بن سفيان ابن مجاشع التميمي ) وهو الجد الذي يرجع اليه الفرزدق ( الشاعر الأموي وصاحب النقائض المعروفة مع جرير )..
ولا يفوتكم ايضا انّ الفيل الذي جاء به عامل الحبشة على اليمن ( ابرهة الأشرم ) كان اسمه محمودا ( راجعوا كتب السير . كسيرة ابن اسحاق او ابن هشام او الذهبي .. ) .
واما في المثل : العود أحمد , اي اكثر حمدا .
وجذر حمد تشترك فيه عدة لغات سامية كالعربية والسريانية والعبرية ويؤدي ذات المعنى مع مقلوبه ( مدح ) اي انّ حمد = مدح , وكما بيّنت لكم في حديثي عن اسم العلم حمّاد من انّ هذا الجذر سبق وان وُجد في التوراة الكنعانية قبل ظهور الأسلام بقرون عديدة ليدلّ على النبي المصطفى ودعوته المباركة والتي اظهرها الله على الدين كلّه رغم المحاولات الكثيرة التي بذلها الاحبار والرهابنة في طمسه ومحوه من التوراة ..
اتمنى ان لا اكون قد اطلت عليكم
مودتي ومحبّتي الصافية لكم جميعا
صلاح
اكتب هذا الموضوع لكي نتفكّر معا في معرفة تأصيله وتجذيره في اللغة العربية والمعجمية السامية عند حديثنا عن اسماء الأعلام لما في هذا الأمر من فائدة ومتعة لغوية واشتقاقية .
محمّد : اسم علم مُشتق من الحمْد , وهو اسم مفعول منْ ( حمّد ) المبني للمجهول المضاعف العين والتضعيف فيه للتكثير . اي : عندما اقول ( مضاعف العين ) فهذا يعني انني ارجعت الجذر (حمد ) الى ميزانه الصرفي وهو ( فعل ) وعندما اقول مضاعف العين فأنني اعني بذات الوقت مضاعف الميم .. اي انّ حمّد = فعّل , ومحمّد = مُفعّل وهذا التصريف يفيد التكثير والتعظيم .
اما لو رفعنا التضعيف ( التشديد ) فسيكون عندها اسم المفعول من حمد هو محمود .
قال ابن دريد : روى بعض نقلة العلم انّ النبي ( ص) لما ولد امر عبد المطلب بجزور فنُحرتْ ودعا رجال قريش , وكانت سنّتهم في المولود اذا وُلد في استقبال الليل , كفأوا عليه قدْرا حتى يُصبح . ففعلوا ذلك بالنبي ( ص ) . فأصبحوا وقد انشقّت عنه القدر وهو شاخص الى السماء . فلما حضرت رجال قريش وطعموا قالوا لعبد المطلب : ما سمّيت ابنك هذا ؟ قال سمّيته محمّدا . قالوا ما هذا من اسماء آبائك . قال اردت ان يُحمد في السموات والأرض . ( راجع كتاب الأشتقاق لأبن دريد ) .
ومن مادة ( حمد ) اشتّقت العرب احمد و حامد وهو اسم الفاعل منها , ومحمود وهو اسم المفعول من ذات المادة , وحمّاد وهو صيغة المبالغة منها وحميد وحمْد وحميّد وهو ترخيم التصغير , كأخضر وخضيّر , ومحمّد : وهو الذي كثرت خصاله المحمودة . قال الأعشى :
اليك أبيت اللعن كان كلالها
................... الى الماجد القرْم الجواد المحمّد
اخواني .. وأخيرا اريد ان اخلص الى القول انّ هناك من العرب من تسمّى بمحمّد قبل سيّد الخلق , ولقد عدّهم ابن برّي رحمه الله , فكانوا سبعة ومنهم ( محمد بن سفيان ابن مجاشع التميمي ) وهو الجد الذي يرجع اليه الفرزدق ( الشاعر الأموي وصاحب النقائض المعروفة مع جرير )..
ولا يفوتكم ايضا انّ الفيل الذي جاء به عامل الحبشة على اليمن ( ابرهة الأشرم ) كان اسمه محمودا ( راجعوا كتب السير . كسيرة ابن اسحاق او ابن هشام او الذهبي .. ) .
واما في المثل : العود أحمد , اي اكثر حمدا .
وجذر حمد تشترك فيه عدة لغات سامية كالعربية والسريانية والعبرية ويؤدي ذات المعنى مع مقلوبه ( مدح ) اي انّ حمد = مدح , وكما بيّنت لكم في حديثي عن اسم العلم حمّاد من انّ هذا الجذر سبق وان وُجد في التوراة الكنعانية قبل ظهور الأسلام بقرون عديدة ليدلّ على النبي المصطفى ودعوته المباركة والتي اظهرها الله على الدين كلّه رغم المحاولات الكثيرة التي بذلها الاحبار والرهابنة في طمسه ومحوه من التوراة ..
اتمنى ان لا اكون قد اطلت عليكم
مودتي ومحبّتي الصافية لكم جميعا
صلاح