المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيخ المرحلة



أبو شذا
03 Mar 2003, 02:35 PM
لنبدأ بالسؤال التالي ؟
هل القناعات تتبدل وفقاً للأهواء ؟ أم أنّه ينبغي علينا أن نجعل أهواءنا وفقاً للمبدأ الذي يسيّره الكتاب والسنة ؟
أعتقد أنه ليس ثمّة إشكالية في معرفة الصواب .. ولكن إليك السؤال الآخر :
لِمَ أصبح عدد مَن يتّجهون للخيار أو السؤال الأول يزيدون ؟ والإجابة تجدها في نهاية ذلك السؤال .
للأسف أنه لم يعد هناك تحكيمٌ للعقل المنضبط بفهم السلف الصالح في ضوء الشريعة ، ولكن أصبحت العاطفة – أحياناً – تحكم الآراء بل وتعمل على تحويلها إلى ما بعد الآراء ، وربما كان للانعكاسات النفسية في ذلك نصيب .
لقد أصبحنا وكأننا نعيش في ظل ما أسميه : شيخ المرحلة ، فأصبح لدى أصحاب الأفق الضيق في كل زمان رمزٌ يتشبثون بأقواله ويستميتون عندها لمجرد أنه قالها ، حتى إذا ما كانوا ينتظرون منه رأياً يوافق أهواءهم ووجدوا الشيخ على خلافه نسفوه واتهموه ، وأصبحوا يبحثون عن صاحب اسم تلك الفتوى التي وافقت هوىً في نفوسهم فيحملونه على رؤوسهم حتى إذا ما أصابه ما أصاب سلفه رموه أيضاً باحثين عن رمزٍ للمرحلةِ آخر !
هذه الفئة من الناس لا يروقهم البقاء على منهجهم يحاولون أن يغيّروه – أي المنهج – كما لو أنهم يغيّرون أحد ملابسهم البالية ..
عقولهم غير مدركة لتبعات التقلّب وهي بالتالي تنعكس جليّةً على تصرّفاتهم التي لا تكاد أن تثبت لعدم ثبات أفكارهم التي هي تتبدّل بصورةٍ ليست كالصورة التي يختلف بها شيخهم الحالي عن شيخهم الماضي وإنما هي صورةٌ أكبر وأكثر تغيّراً مما ينسحب على تصوّراتهم المريضة بحيث يلوون عنق كل ما يقرؤون أو يسمعون ليتكيّف مع أمزجتهم الضيقة ، يظنّون أنّ الحقيقة والحق في طريقهم الجديد وأن الصواب لا يبرح عن كلامهم ، وهم في حقيقة الأمر متوهّمون لا يدركون أن ما هم عليه يفرّق أكثر مما يجمع ، ويوغل الصدور أكثر مما يخمّها .
لقد جعلهم ذلك الأمر يخوضون في النيّات ويتّهمون المقاصد بحسب ما يحلو لهم .. مساكينٌ أولئك .. فيما العاملون الناصحون يقطعون المرحلة تلو الأخرى ، هؤلاء في مرحلتهم لم يتبّصروا الطريق بعد ...
أقولها صادقاً تتأثر الصحوة مادام في ركبها أناسٌ يحملون مثل هذا التفكير السقيم ، فتجدهم يصنّفون ويخوضون فيما ليس لهم فيه حق ، لكنهم سيتخبطون أو يستطيلون المسير ، وسيقفون فيما الصحوة سائرة بهم أو بدونهم ، فيا هؤلاء كونوا معها على النهج القويم ولا تتخلّفوا عن الركب .
إن حفظ حقوق العلماء وصيانة أعراضهم من أمور الدين التي حثَّ عليها الشرع لأنهم هم ورثة الأنبياء ، لكن للأسف يقع كثيرٌ من الناس فيهم ويتهمونهم بأمورٍ مختلفة نازعين حُسن الظن والتماس العذر وإنزال القول منزل الاجتهاد ..
لماذا ؟ هناك سبب في نظري مهم .. وهو موضوعنا القادم بإذن الله ..

العذب
04 Mar 2003, 03:18 AM
أخي الفاضل " أبوشذا "

إبداع في التفكير ، وقلم سيال أثير .. وهذا أنت دائماً


" تحويلها إلى ما بعد الآراء "


عبارة جميلة ... حبذا لو أوغلت فيها ...


تراتيل وأناشيد .........
غير أن انتفاضة انتابتني أثنا انسجامي مع كلماتك الثائرة المثيرة ...
فبينما أنا في أوج التحدي الكامن بين السطور ، أعيش نغماته بأذُن الموسيقى الروحيةالحالمة ، وأستمطر غيمة كانت تعن من بعيد ، جالبة معها أساطير القلوب الخاوية .. .. هذه الانتفاضة عندما تحول محور حديثك 180درجة كما يقولون .. عندما قلت :
" إن حفظ حقوق العلماء وصيانة أعراضهم من أمور الدين ..... الخ "

فما أدري ... هل لهذا سابق أو لاحق .. أم أنني استعجلت الكتابة ..

على كلٍّ .. فإن النسيم يشي بحديث الورود بين طيات الحديث .. وأنت لبيب حاذق .. فكن على طول الخط معي ............ لك الشكر .



وعلى المحبة ,,,

الفيلسوف
04 Mar 2003, 08:48 AM
ابو شذا
اشيد بهذا الطرح الرائع والاسلوب الممتع :
ســــــــــؤالي ان سمحت لي :
لاشك ان المشايخ بكل زمان ومكان بعظهم يتغيرون (حسب الظروف) …….... هل نظل (كالماص) تابعين ام نبحث عن (شيخ مرحله) آخر ؟؟؟؟
اود ان يكون الجواب صريح وآآآآآآآآآآآآآآآسف اذا أخطيت

رهج السنابك
04 Mar 2003, 11:30 AM
الفيلسوف
نفس الكلام كان يدور في خاطري وانا اقرا كلام الأخ الفاضل أبو شذا

هل يجب فعلا ان نتبع شخص معين على الحق وغير الحق؟؟
هل اذا تغير هذا الشخص نستمر في اتباعه؟؟؟
هل اذا انحرف أو ارتد - لاسمح الله - نستمر؟؟؟؟؟؟

القضية ايها العزيز هي قضية "أزمة ثقة في زمن الفتن"

نسأل الله المعافاة في الدنيا والاخره

اخي ابو شذا طرح رائع و مميز

سراب
04 Mar 2003, 01:30 PM
السلام عليكم
الاخ العزيز ابو شذا
لقد ابدعت وافدت ووالله اني فرحت عندما رايت هذا المقال ....
ولدي سؤال ارجو اجابته /
هل هناك تعارض مع ما وقع في زمن الفتن السابقة ومن سقوط العلماء في ذاك الزمن (مثل فتنة خلق القران مثلا) وانه لا يبقى الا العالم الرباني ..مع ما نعيشه في عصرنا من فتن ومع ما نراه من دور هامشي لبعض العلماء .....
او بمعنى اخر هل يوجد في زماننا هذا من يسقط من العلماء في مستنقعات الفتن ؟

والف شكر

اخوك سراب

فواز
04 Mar 2003, 05:33 PM
الأخ / أبو شذا ..

شكراً لك على هذا المقال الجميل ...


ونحن بانتظار موضوعك القادم لارتباطه بهذا الموضوع ...


مرة أخرى شكراً لك ..


وتقبل تحياتي ..

وعلى دروب الخير نلتقي ،،،

الملك الضليل
05 Mar 2003, 09:04 PM
ابو شذا..رعاك الله
نشكرك على هذا الموضوع الجميل..والكلمات المفيدة..
جعلها الله في ميزان حسناتك..ويقيك الله من حسادك..

المعز لدين الله
07 Mar 2003, 03:42 PM
أخي أبو شذا لقد سرني ما كتبته في ثنايا موضوعك الرائع
أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأايدك في ذلك
ولكن تذكر أن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن
لتواصل أخي إبداعك لا كن دون تجريح

أبو شذا
08 Mar 2003, 07:50 PM
بدايةً أحب أن أشكر الذين علقوا على الموضوع ، أشكرهم للتجاوب وللهدوء في الطرح ولمحاولة تبيين بعض النقاط ولو من خلال التساؤل .. وقد تداخلت التعليقات وانصب أكثرها على الموقف من زلة العالِم .. ولحساسية الموضوع ولكون الكلام فيه يحتاج إلى تأنٍّ ، وتفصيل قد يطول وربما ليس هذا محله .. فإنني أجمل القول أولاً ثم أرد على التعليقات باختصار راجياً من الله السداد ..
أولاً : كان محور حديثي عن موقف فئات من الناس تجاه العلماء ، وليس موقف العلماء وأقوالهم ، وإن كانا يتداخلان بصورة أو بأخرى .. فأنا آثرت التركيز على نقد تعامل بعض الناس مع أقوال وآراء العلماء فيما يطرأ على الساحة .
ثانياً : يجب أن نحس أيها الإخوة بخطورة هذا الأمر .. حيث أن هدف بعضهم ونتيجة ذلك وإن كان لا يشعر البعض هو إسقاط العلماء حتى نصل إلى مرحلة يصبح الناس فيها قد وضع في أذهانهم نزع الثقة من العلماء فلا يعد يقرّ الناس بعالم وهذا ما بدأ يظهر على السطح .
ثالثاً : أصبحت هذه الفئات التي أعني تحاسب العلماء وتصنفهم وتتهمهم ، بل وتسقط العالِم لقول هو محل اجتهاد فينسفون هذا العالم بالكلية ويردّون كل أقواله من خلال أمور عدة كالتشكيك بموقفه أو التحدث عن قولٍ له بصورة توحي بالطعن في مصداقيته أو غير ذلك .
رابعاً : ما من شك في أن هؤلاء العلماء غير معصومين وهم يخطئون وربما يزل أحدهم وهم يتفاوتون في ذلك .. لكن المشكلة أن قليلي الفقه وعديمي البصيرة أصبحوا يحكّمون عقولهم للناس في الحكم على العلماء ، وهذه طامة أخرى ..

( العذب ) حفظ حقوق العلماء التي تطرقت إليها هي من صلب الموضوع فإن اتخاذ البعض شيخاً لكل مرحلة بالصورة التي نراها هو يتضمن عندهم نسف الشيخ الماضي واتهامه في نيته ، ولمزيد من التوضيح فإن ظنك - إن كان ظنا - من كون الموضوع له لاحق في محله ، لك الشكر .

( الفيلسوف ) ليست القضية أن نكون تابعين تماماً أو مخالفين تماماً ، القضية هي أن نأخذ الأمور بتروٍّ وحكمة متبعين للحق وبه نعرف العالِم ، إن تبين للإنسان خطأ قول العالِم – وهو وارد – فلا ينبغي لك أن تتبعه لا لكونه هو من قال به بل لكونه خالف الصواب ، ونتبع من قال بالحق لا لكونه هو من قال به بل لكونه وافق الصواب ، وهذه للمتبيّن الذي يستطيع أن يفصل الأمور والمسائل ولو من خلال النظر الصحيح والسؤال ، لك الشكر .

( رهج السنابك ) صدقت فيما ذكرت من أنها أزمة ثقة في زمن الفتن لكن الذي نراه في الفئة التي كان المقال عنها تسهم في زرع قضية نزع الثقة حتى من الثقات ، ولذلك علينا أن ننصف العلماء بغض النظر عن الأهواء وعن ذلك التأثير النفسي الذي يعكسه الواقع على التصورات والآراء ، لك الشكر .

( سراب ) ليس ثمّة تعارض فيما تشير إليه ، لكن من الذي يحكم على مسألة السقوط مع ملاحظة أن السقوط كلمة يظنها البعض سهلة في أن نطلقها على من نشاء ، والسؤال ما هو السبب الذي جعل الناس يطلقون هذا الحكم ، ولذلك أرجو أن تقرأ الموضوع القادم ففيه شيء مما دار في مضمون تساؤلك ، لك الشكر .

الأخ ( فواز ) لك الشكر .

( الذيب الأحمر ) لك الشكر .

( المعز لدين الله ) لك الشكر .

همّام
09 Mar 2003, 05:24 PM
بداية أحب ان أقف مع الاخ الفيلسوف والاخ رهج السنابك
في حال تغير منهج الشيخ على افتراض ارتباطه الوثيق بصلب الموضوع
مع أن الموضوع له بقيه يحسن انتظارها . فربما استعجلنا شيئا قبل اوانه
...........
هناك مجتهد ( وهو الشيخ ) وهناك مقلد ( اتباعه )
فلو كان المقلد يتبع الشيخ لأنه تبع الحق ويخالفه اذا خالف الحق
لأصبح المقلد مجتهدا واكتفى باجتهاداته عن شيخه .
فلا يمكن أن نطلب من المقلد تمحيص الحق واتباعه بغض النظر عن شيخه أو مذهبه .
المقلد ليس لديه آلة الاجتهاد .
المشكله تكمن ليس في الاتباع فقط وانما أن هذه الفئه ترسم طريقا للشيخ معتمده على عواطفها وقله علمها
فاذا ما وجد العالم يمين هذا الطريق او يساره حقا فعرج عليه نسف نسفا تاما
فكل جماعه تسقط علماء الاخرين ومن يخالفهم في اي مرحله

شاكرا لك سعة صدرك وحسن ادارتك للحوار

فاهم
11 Mar 2003, 03:46 PM
نشكرك على هذا الموضوع الذي يدل على وعيك وادراكك. ونحن نلمس في مجتمعنا ماتقول