المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((((((((( الـــ,ــقـــرانـ وـ,,,ـــ ـــر الــهـــدايــ ـــة )))))))))



سفاح الشمال
31 Jul 2007, 06:48 AM
القران وسر الهداية


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله00
أما بعد00
قال الله تعالى ( قد جآءكم من الله نور وكتاب منير** يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم ) المائدة(15-16)
وقال تعالى ( الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ) إبراهيم(1)
وقال تعالى ( هو الذي ينزل على عبده ءايات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وإن الله بكم لرءوف رحيم ) البقرة(257)
إن القران الكريم يفتح للحياة الإنسانية بجميع شعبها وميادينها تلك السبل المستقيمة المستوية الواضحة التي تخلو من كل المطبات و النتوءات والمزالق والأخطار و لا تعبر عن هذه السبل أفضل وأجمع من سبل السلام إنها من تلك الكلمات المصطفاة التي لا تفسر بغيرها من الكلمات والألفاظ 00
إن هذه السبل كلها مؤدية إلى ذلك ( الصراط )الذي يدعو إليه الرسول وليست هي تلك السبل التي تفرق وتبدد ويدعو إليها الشيطان00
قال تعالى ( وان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن
سبيله ) الانعام(153)
وهنا لابد من لفتة ووقفة قصيرة عند التعبير القرآني المحكم البليغ الذي يذكر
( النور ) دائماً مفرداً واحداً ويذكًر( الظلمات ) جمعاً وتكثيراً00 لأنه متى فقد الإنسان نور الوحي الذي لا يتعدد أصله تعددت عليه الظلمات وتنوعت وتداعت من كل صوب وحدب حتى لا يحصى لها عددا و يواجه على كل شعب من شعاب الحياة وكل درب من دروبها ظلاماً فوق ظلام00
ولو وضعنا نور الدين القيم في جانب ونحيناه عن حياتنا فهل يبقى في هذه الدنيا الواسعة إلا ظلمات متراكمة وحجب من الظلام كثيفة ؟ وهل يبقى غير التيه في طريق الوصول إلى الله ؟ وغير الطقوس والتقاليد في الديانات ؟ وغير الحمق والجهل والخرافة في الاعتقادات ؟ وغير الأوهام والأحلام في التصورات ؟
وغير القياس والرأي والظن والتخمين في العلوم والصناعات ؟ وغير الجور
و العسف في الاجتماع والمعاملات ؟ وغير التجارب والاختبارات في القانون والسياسات ؟ وغير البغي والسطو والطغيان في الدول والحكومات00 هل يبقى غير ذلك ؟ كلا 00 إنها :
( ظلمات بعضها فوق بعض )
إنه ليس في ظلمات هذه الحياة الكثيفة الحالكة منارة نور إلا ( نور الله ) الذي أضاء به السماوات والأرض0
( الله نور السماوات والأرض )00
لقد كان تعبير القران لأجل ذلك عن النور بالفرد00
وعن الظلمات بالجمع فمن لم يحط بهذا النور فلا نور له:
( ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور )00
إن الذين يخرجون في ضوء مشاعل الأنبياء ومنارات المرسلين من ظلمات هذه الدنيا ومتاهات الضلالة والعمى إلى نور النهار ووضح الهدى يحيون حياة جديدة
وما حياة الأعمى إلا شقاء وضلال إنهم يعودون أصحاب بصر ويحسون بأنفسهم وقد تفتحت لهم العيون وحدت الأبصار فتتجلى لهم طرق الحياة ودروبها كما تستنير بهم الآخرة ويرون سبل السلام والصراط المستقيم في وضوح وجلاء يمشون في رحلة الحياة الطويلة المعقّدة بخطاهم الثابتة في نور الله ولا يقعون في أي مزلق أو مزلة ماداموا متشبثين بنور الله وهداه000
ولا أجمل ولا أروع في تصوير الفرق الهائل بين الحالتين : حالة العمى وحالة البصيرة من تعبير القران الكريم :
( أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارجٍ منها )
وقد وعد الله سبحانه بهذا النور على اتباع القران وتقوى الله والإيمان برسوله00
( يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله و ءامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعلكم نوراً تمشون به ويغفر لكم )
وإن كلمة ( تمشون به) وكلمة (يمشي به في الناس ) لتشيران إشارة واضحة إلى ان هذا النور ليس خاصاً بالآخرة بل إنما هو نور البصيرة والفرقان المبين اللذين يمشي بهما في الناس في حياتهم الدنيوية وجميع شؤونهم فيها 00 إنهم يقومون بجميع أعمالهم وشؤونهم في ضوء الوحي الإلهي و الهداية النبوية والفرقان المنزل عليهم من عند الله وان سيرتهم في الحياة تتميز تميزاً واضحاً عن سير جميع الشعوب الكافرة ومناهجهم في الحياة وليست لهم هذه الميزة النيرة إلا لقيام منهجهم مبدئياً على الوحي والرسالة لا على الآراء والظنون وقد أشير إلى هذه الصلاحية المييزة الحاسمة في آية أخرى00
( يأيها الذين ءامنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً )
لأجل ذلك وصف الله سبحانه وتعالى هذا القران ب( النور ) و ( البصائر ) و
(الهدى ) و (البيّنة ) و (الموعظة ) و ( الشفاء ) و ( الذكر المبارك )