سفاح الشمال
01 Aug 2007, 04:55 AM
وقفة مع قوله تعالى (إنهم فتية)
000الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
وبعد000
قال الله تعالى ( إنهم فتية ءامنوا بربهم وزدناهم هدىً** وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلهاً لقد قلنا إذاً شططا ) الكهف(13-14)
إن خطوة هؤلاء الفتية المؤمنين الجريئة البطولية التي خطوها ضد الديانة الشركية السائدة ، والسلطة القوية القائمة ، التي كان أكثر كبارهم وأقربائهم موظفين فيها متطفلين عليها : لهي حقاً محل إكبار وإجلال00
إن هذه الآية تناولت مراحل اعتناقهم للحق وإيمانهم واهتدائهم واستقامتهم وثباتهم عليه بترتيب لطيف خاص ، وهو الترتيب الصحيح لمراحل الإيمان والدعوة المتسلسلة المترابطة ، وقد صرحت الآية الكريمة بأنهم جرؤوا أولاً على نبذ دينهم السابق و اعتناقهم الحق وقبول الدعوة الدينية : ( ءامنوا بربهم ) ثم زادهم الله هدىً وثباتاً ، ثم لما دخلوا مرحلة الابتلاء و الفتنة ربط الله على قلوبهم وهذه هي المراحل الطبيعية الشرعية التي يأتي معها نصر الله تعالى وتأييده
إنه ينبغي أن يلاحظ أن الله تعالى استعمل هنا جمع القلة ، فقال ( إنهم فتية ) وذلك لأن المستميتين للدين الذين يٍُِغفِلون جوانب رقيهم المادي و رغد العيش والراحة ، لا يكونون إلا قلة في كل عصر00
ثم لفت أنظارهم إلى أن الله تعالى ذكر من صفاته في هذا الموضع صفة الربوبية فقال : ( إنهم فتية ءامنوا بربهم ) وقال : ( إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات ولأرض ) و ذلك لأن الناس كانوا يتصورون انحصار رقيهم وازدهارهم و كفالة حاجاتهم و قضاء متطلباتهم في الوفاء للحكومة والوظائف و المناصب ولم يكونوا يتصورون الراحة والعيش الهنيء بدون ذلك فإنهم لقولهم ليس لنا رب , و , كافل إلا الله رب السماوات و الأرض , لا حكومة تربّينا ولا مخلوق يرزقنا : ضربوا على تلك العقيدة الجاهلية الفاسدة والتصور الجاهلي الذي يشرك مع الله َآلهةً و أرباباً أخرى , و أعلنوا أن رزقهم , و , نفعهم , و , ضررهم راجع إلى الله تعالى وحده , و قد أحيَوا بذلك مثال سيدنا صالح عليه السلام وقد يكون وقع في أمرهم من ردة الفعل لإعلانهم ما وقع لأسرة صالح حيث قالوا له :( يا صالح قد كنت فينا مرجُوّاً قبل هذآ000)هود(62)
إن كل آية في القران الكريم معجزة برأسها , و لكن هذه الآية لاشتمالها على بيان ترتيب عجيب دقيق لمراحل الإيمان والدعوة ، والثبات , والاستقامة , وإعلان الحق , والصبر عليه : معجزة خاصة وترتيب رباني لطيف000
@@ أبي الحسن الندوي @@
من كتاب ( دراسات قرآنية )
000الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
وبعد000
قال الله تعالى ( إنهم فتية ءامنوا بربهم وزدناهم هدىً** وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلهاً لقد قلنا إذاً شططا ) الكهف(13-14)
إن خطوة هؤلاء الفتية المؤمنين الجريئة البطولية التي خطوها ضد الديانة الشركية السائدة ، والسلطة القوية القائمة ، التي كان أكثر كبارهم وأقربائهم موظفين فيها متطفلين عليها : لهي حقاً محل إكبار وإجلال00
إن هذه الآية تناولت مراحل اعتناقهم للحق وإيمانهم واهتدائهم واستقامتهم وثباتهم عليه بترتيب لطيف خاص ، وهو الترتيب الصحيح لمراحل الإيمان والدعوة المتسلسلة المترابطة ، وقد صرحت الآية الكريمة بأنهم جرؤوا أولاً على نبذ دينهم السابق و اعتناقهم الحق وقبول الدعوة الدينية : ( ءامنوا بربهم ) ثم زادهم الله هدىً وثباتاً ، ثم لما دخلوا مرحلة الابتلاء و الفتنة ربط الله على قلوبهم وهذه هي المراحل الطبيعية الشرعية التي يأتي معها نصر الله تعالى وتأييده
إنه ينبغي أن يلاحظ أن الله تعالى استعمل هنا جمع القلة ، فقال ( إنهم فتية ) وذلك لأن المستميتين للدين الذين يٍُِغفِلون جوانب رقيهم المادي و رغد العيش والراحة ، لا يكونون إلا قلة في كل عصر00
ثم لفت أنظارهم إلى أن الله تعالى ذكر من صفاته في هذا الموضع صفة الربوبية فقال : ( إنهم فتية ءامنوا بربهم ) وقال : ( إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات ولأرض ) و ذلك لأن الناس كانوا يتصورون انحصار رقيهم وازدهارهم و كفالة حاجاتهم و قضاء متطلباتهم في الوفاء للحكومة والوظائف و المناصب ولم يكونوا يتصورون الراحة والعيش الهنيء بدون ذلك فإنهم لقولهم ليس لنا رب , و , كافل إلا الله رب السماوات و الأرض , لا حكومة تربّينا ولا مخلوق يرزقنا : ضربوا على تلك العقيدة الجاهلية الفاسدة والتصور الجاهلي الذي يشرك مع الله َآلهةً و أرباباً أخرى , و أعلنوا أن رزقهم , و , نفعهم , و , ضررهم راجع إلى الله تعالى وحده , و قد أحيَوا بذلك مثال سيدنا صالح عليه السلام وقد يكون وقع في أمرهم من ردة الفعل لإعلانهم ما وقع لأسرة صالح حيث قالوا له :( يا صالح قد كنت فينا مرجُوّاً قبل هذآ000)هود(62)
إن كل آية في القران الكريم معجزة برأسها , و لكن هذه الآية لاشتمالها على بيان ترتيب عجيب دقيق لمراحل الإيمان والدعوة ، والثبات , والاستقامة , وإعلان الحق , والصبر عليه : معجزة خاصة وترتيب رباني لطيف000
@@ أبي الحسن الندوي @@
من كتاب ( دراسات قرآنية )