طوق الحمامة
04 Mar 2003, 06:02 PM
السلااااااااااام
كان طوق الحمامة يبحث في اوراقه القديمة التي هجرها منذ سنين عديدة , ويوم امس عاد لها ونفض عنها غبار النسيان والأهمال , وقال لها : لقد هجرتك هجرا غير محمود وصبرت عليّ صبرا جميلا , فماذا ستفعلين بي لقاء جحودي ؟؟
حكّت الأوراق رأسها بقلم حبر قديم , ثمّ قالت : الم تعرف انّ القديم هو الجديد ...؟
بقي ان اخبركم انّ هذه القصّة , قصة حقيقية , مررت بها قبل سنين , ولأنني حاولت بأي ثمن ان انساها وانسى احداثا مؤلمة كثيرة رافقتها , قررت ان اتخلّص من جميع كتاباتي عنها ,, وهي اكثر من مئتي صفحة ., وهذه واحدة منها ...
ذات يوم ، طاردت ارنبا بريّا وانا اقطع الصحراء . كان دليلنا البدوي يحثّنا على ان لانفرّط بما
بقي معنا من الخبز اليابس والتمر والماء , كنا ثلاثة هاربين من صحراء الى اخرى .
بدأ طعامنا يشحّ ، وبعد ايام قليلة نفذ كلّ ما معنا , فصرنا نأكل الأعشاب ونصنع الفخاخ للحجل البرّي .
وذات يوم ظهر الأرنب ، فصرت اطارده وحدي فأصدقائي والدليل كانوا منهمكين في محاولة يائسة للأيقاع بحجل كبير .
.. كان الأرنب سريعا , وكنت نحيلا وجائعا , وربما ادرك ما انا فيه من قلّة حيلة , فكان كلّما اضعت اثره , يظهر من بعيد وهو يحدّق بي , وبعد ثلاث محاولات بدأت اشعر انني دخلت لعبة سرّية خطرة ( ارنب بريّ ورجل يهرب من الصحراء بأتجاه الصحراء ) ..
بعد ان اضعت اثره للمرة الرابعة , وكنت قد ابتعدت كثيرا عن الدليل و اصدقائي , ظهر قريبا جدا منّي .. امتار قليلة .. رأسه هو الذي ظهر من على ربوة , اقتربت منه ، فلم يتحرّك , صرت على وشك امساكه وكنت انتظر اللحظة التي سيقفز فيها ويواصل لعبته السرّية معي .. ولكنه لم يفعل .. صعدت الربوة وقبل ان اقبض عليه فاجأني بعينيه المنكسرتين .. كان يتلفّت بشدّة وكأنّه يحذرّني من شيء ما , ثمّ اخذ يرتجف .. يرتجف بقوّة غريبة , قفزت الى الربوة .. فوجدت افعى ممسكة بقدمه وبعد قليل سكن الأرنب بين انيابها
احسست برجفة في جسدي .. انها رجفة الأرنب ذاته , وربّما كانت ايذانا بنهاية لعبتي معه .
ولكنّها كانت ايضا روحه التي قبضت عليها مرآتي فرجفت لحظة عبورها الأبدي
في جسدي
.......................
مودّة طوق الحمامة
كان طوق الحمامة يبحث في اوراقه القديمة التي هجرها منذ سنين عديدة , ويوم امس عاد لها ونفض عنها غبار النسيان والأهمال , وقال لها : لقد هجرتك هجرا غير محمود وصبرت عليّ صبرا جميلا , فماذا ستفعلين بي لقاء جحودي ؟؟
حكّت الأوراق رأسها بقلم حبر قديم , ثمّ قالت : الم تعرف انّ القديم هو الجديد ...؟
بقي ان اخبركم انّ هذه القصّة , قصة حقيقية , مررت بها قبل سنين , ولأنني حاولت بأي ثمن ان انساها وانسى احداثا مؤلمة كثيرة رافقتها , قررت ان اتخلّص من جميع كتاباتي عنها ,, وهي اكثر من مئتي صفحة ., وهذه واحدة منها ...
ذات يوم ، طاردت ارنبا بريّا وانا اقطع الصحراء . كان دليلنا البدوي يحثّنا على ان لانفرّط بما
بقي معنا من الخبز اليابس والتمر والماء , كنا ثلاثة هاربين من صحراء الى اخرى .
بدأ طعامنا يشحّ ، وبعد ايام قليلة نفذ كلّ ما معنا , فصرنا نأكل الأعشاب ونصنع الفخاخ للحجل البرّي .
وذات يوم ظهر الأرنب ، فصرت اطارده وحدي فأصدقائي والدليل كانوا منهمكين في محاولة يائسة للأيقاع بحجل كبير .
.. كان الأرنب سريعا , وكنت نحيلا وجائعا , وربما ادرك ما انا فيه من قلّة حيلة , فكان كلّما اضعت اثره , يظهر من بعيد وهو يحدّق بي , وبعد ثلاث محاولات بدأت اشعر انني دخلت لعبة سرّية خطرة ( ارنب بريّ ورجل يهرب من الصحراء بأتجاه الصحراء ) ..
بعد ان اضعت اثره للمرة الرابعة , وكنت قد ابتعدت كثيرا عن الدليل و اصدقائي , ظهر قريبا جدا منّي .. امتار قليلة .. رأسه هو الذي ظهر من على ربوة , اقتربت منه ، فلم يتحرّك , صرت على وشك امساكه وكنت انتظر اللحظة التي سيقفز فيها ويواصل لعبته السرّية معي .. ولكنه لم يفعل .. صعدت الربوة وقبل ان اقبض عليه فاجأني بعينيه المنكسرتين .. كان يتلفّت بشدّة وكأنّه يحذرّني من شيء ما , ثمّ اخذ يرتجف .. يرتجف بقوّة غريبة , قفزت الى الربوة .. فوجدت افعى ممسكة بقدمه وبعد قليل سكن الأرنب بين انيابها
احسست برجفة في جسدي .. انها رجفة الأرنب ذاته , وربّما كانت ايذانا بنهاية لعبتي معه .
ولكنّها كانت ايضا روحه التي قبضت عليها مرآتي فرجفت لحظة عبورها الأبدي
في جسدي
.......................
مودّة طوق الحمامة