نفح الطيب
06 Mar 2003, 07:18 PM
مابرحت الأيام تكشف كل مستور وتبين كل خفي وتظهر كل مخبوء ، كم
هي الأشياء التي كنا نجهلها والأمور التي كنا نشك فيها ونستبعد
وقوعها ، فعلمتنا الأيام ماجهلنا ويقنتنا بما كنا نشك فيه ووقعت الأشياء
التي كنا نشك في وقوعها أو نستبعد .
إن هذه الأيام كامرأة حامل لايدرى مافي بطنها بنت أم ولد ؟ واحد أو
توأم ؟ تلد اليوم او بعد شهر ؟ هذه هي الأيم وهذه عادتها ، كم هي
الأحداث التي مرت بأمة الإسلام ؟ وكم هي الأحداث العظام والأمور
الجسام التي وقعت في تاريخ الأمة ؟ فحملت لنا عبر الأيام في كتب التاريخ .
كم هم الخونة الذين كانوا سببا في تفريق كلمة المسلمين ، والتحالف
مع الكافرين ضدهم ؟ وكم هم المرتزقة لذين باعوا دينهم وضحوا بأمتهم
وساموا المسلمين سوء العذاب لأجل مصالحهم الشخصية ، واهوائه
الشيطانية ؟ كم هم الذين كانوا سببا في زرع الفتنة بين المسلمين
وإضرام نار الفرقة وترويج الأهواء بينهم ؟ كم هم الذين ارتدوا على
أدبارهم ورموا دينهم وراء ظهورهم وآثروا دنياهم على آخرتهم ؟؟؟ كم
وكم وكم .... فكانت الأيام كفيلة بكشف أحوالهم التي كانت خافية على
أبناء زمانهم وكفيلة بكشف ماخفي من أمورهم :
ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود
نعم ذهبوا وسجل لنا التاريخ أخبارهم وفضائحهم وتكفلت لنا الأيام بما
خفي من أحوالهم ، فهتكت أستارهم وكشفت أسرارهم وظهرت
فضائحهم ، وبانت سيرتهم المظلمة ومواقفهم المخجلة ، وخياناتهم
المردية ، فلما عرفهم الناس بعد ذلك أتبعوهم اللعنات وأطلقوا عليهم
سهام الدعوات وشيعوهم السباب والشتائم .
وربما ظهرت أحوالهم لبعض النابهين من أهل زمانهم لكنهم لم ستطيعوا
أن يبينوا للناس في تلك الأوقات لبعض الظروف التي كانت في زمانهم .
نعم لقد نقل لنا التاريخ كل كبيرة وصغيرة ودقيقة وجليلة في سيرة
هؤلاء الطغاة ولم يحل جبروتهم وتغطرسهم وكثرة جنودهم وحرسهم
وجواسيسهم ومخابراتهم دون نقل سيرتهم المظلمة إلى الأجيال من
بعدهم ، إنه مهما حاول الطغاة أن يظهروا أمام الناس بالمظهر الحسن ،
ومهما تظاهروا بالدين وتظاهروا بالخوف على مصالح الأمة وتظاهروا
بالأمانة فإن أحوالهم الحقيقية ستظهر إن عاجلا أو آجلا ، ومهما راقبوا
المطبوعات والمؤلفات ومهما طاردوا العاملين من الدعاة فإن طبيعة الأيام
لاتتبدل ، فهي مجبولة على إظهار ماخفي وإبداء ماجهل وفضح من خان
وغدر ، وهذه كتب التاريخ تشهد بذلك فكلما مات طاغية أو فرعون من
الفراعنة ظهرت في إثر موته الكتب التي تبين سيرته وتوضح شخصيته
وتبين هويته وتحصر خياناته وتظهر ترهاته وتجلي تصوراته واعتقاداته ،
وكلما سقطت دولة وزال ملكها وانفرط نظام عقدها وقامت دولة جديدة
وحدث ملك جديد قام المصفقون للدولة الوليدة والمطبلون لها والمتغنون
باسمها بتأليف الكتب في لعن الدولة البائدة ولعن ملوكها وحكامها
وإظهار فضائحهم وخياناتهم لشعوبهم وأممهم مدعمين ذلك بالأدلة
الواضحة والبراهين القاطعة والصور التي تنفي كل تصور يحسن الظن بتلك الدولة البائدة
وربما زيد في التاريخ ونقص وبدل وحرف لكن لله سنة لاتتبدل وطريقة
لاتتغير وهي أنه يدافع عن المؤمنين ويظهر صدق الصادقين ويقيض من
يرد ويدحض ويكذب ما ألحق بهم فتزول عنهم الشبه التي وجهت إليهم
والأكاذيب التي سودت بها الكتب والمجلات ضدهم فيرتفع في الأرض
ذكرهم وترتفع أعلامهم البيضاء النقية فيعرف الناس صدقهم ويتبين لهم
إخلاصهم وخوفهم على أممهم ونصحهم لها وحرصهم على الناس ،
فتزول تلك الأكاذيب وتضمحل ، وتذهب تلك البهارج المكذوبة والحكايات
الملفقة وتبقى شاهدة على كذب أهلها الذين يبيعون دينهم بعرض من
الدنيا قليل ويبيعون ضمائرهم وأقلامهم بثمن بخس زائل وشرون بعلمهم
وآيات الله ثمنا قليلا ، إن المطبلين والمزمرين موجودون في كل وقت
لايثبتون على حال ولا يصدقون في مقال بل هم في الغالب مع من غلب
ولا مانع عندهم أن يكون صديقهم اليوم عدوا لهم في الغد ولا مانع أن
يكون عدوهم اليوم صديقا لهم في الغد فهم يتحركون ويتصرفون تبعا
لمصالحهم وأهوائهم :
يوما يمان إذا لاقيت ذا يمن وإن لقيت معديا فعدناني
كلما تكلم طاغية او زمجر دجال من الدجاجلة رفعوا عقيرتهم في نصرته
والتغني باسمه والتصفيق له فمن قائل إن هذا هو أمير المؤمنين وقائل :
إن هذا هو ناصر الدين وقائل : إن هذا هو فريد عصره وهبة الله في
أرضه ، ويتجاهلون عمالته للكفار وموالاته للفجار ، ونهبه لأموال
المسلمين وخيرات بلادهم ويتجاهلون مطاردته للعلماء والدعاة .
وهؤلاء موجودون في كل زمان ومكان لم تخل منهم أمة ولم تفقدهم
حقبة لايخفون على النبيه صفاتهم معروفة ونعوتهم ظاهرة مكشوفة ،
فهم مقربون من السلطان يشغلون المناصب العالية تأتيهم المكافآت
تباعا وخطابات الشكر جزافا ، يفسدون السلطان ويزينون له القبيح
يوصلون إليه الأمور على غير حقيقتها ويحرضونه على أهل الخير والصلاح .
وكل ذلك تظهره الأيام إن في نفس الوقت أوبعده وهذه سنة جارية
لاتتخلف إلا ماشاء الله وحت إن تخلفت في بعض الأشخاص فإن هناك
يوما يظهر فيه كل شيء ويكون الحساب فيه أمام جميع العالمين ذلك
هو يوم الدين يوم لايغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون .
هي الأشياء التي كنا نجهلها والأمور التي كنا نشك فيها ونستبعد
وقوعها ، فعلمتنا الأيام ماجهلنا ويقنتنا بما كنا نشك فيه ووقعت الأشياء
التي كنا نشك في وقوعها أو نستبعد .
إن هذه الأيام كامرأة حامل لايدرى مافي بطنها بنت أم ولد ؟ واحد أو
توأم ؟ تلد اليوم او بعد شهر ؟ هذه هي الأيم وهذه عادتها ، كم هي
الأحداث التي مرت بأمة الإسلام ؟ وكم هي الأحداث العظام والأمور
الجسام التي وقعت في تاريخ الأمة ؟ فحملت لنا عبر الأيام في كتب التاريخ .
كم هم الخونة الذين كانوا سببا في تفريق كلمة المسلمين ، والتحالف
مع الكافرين ضدهم ؟ وكم هم المرتزقة لذين باعوا دينهم وضحوا بأمتهم
وساموا المسلمين سوء العذاب لأجل مصالحهم الشخصية ، واهوائه
الشيطانية ؟ كم هم الذين كانوا سببا في زرع الفتنة بين المسلمين
وإضرام نار الفرقة وترويج الأهواء بينهم ؟ كم هم الذين ارتدوا على
أدبارهم ورموا دينهم وراء ظهورهم وآثروا دنياهم على آخرتهم ؟؟؟ كم
وكم وكم .... فكانت الأيام كفيلة بكشف أحوالهم التي كانت خافية على
أبناء زمانهم وكفيلة بكشف ماخفي من أمورهم :
ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود
نعم ذهبوا وسجل لنا التاريخ أخبارهم وفضائحهم وتكفلت لنا الأيام بما
خفي من أحوالهم ، فهتكت أستارهم وكشفت أسرارهم وظهرت
فضائحهم ، وبانت سيرتهم المظلمة ومواقفهم المخجلة ، وخياناتهم
المردية ، فلما عرفهم الناس بعد ذلك أتبعوهم اللعنات وأطلقوا عليهم
سهام الدعوات وشيعوهم السباب والشتائم .
وربما ظهرت أحوالهم لبعض النابهين من أهل زمانهم لكنهم لم ستطيعوا
أن يبينوا للناس في تلك الأوقات لبعض الظروف التي كانت في زمانهم .
نعم لقد نقل لنا التاريخ كل كبيرة وصغيرة ودقيقة وجليلة في سيرة
هؤلاء الطغاة ولم يحل جبروتهم وتغطرسهم وكثرة جنودهم وحرسهم
وجواسيسهم ومخابراتهم دون نقل سيرتهم المظلمة إلى الأجيال من
بعدهم ، إنه مهما حاول الطغاة أن يظهروا أمام الناس بالمظهر الحسن ،
ومهما تظاهروا بالدين وتظاهروا بالخوف على مصالح الأمة وتظاهروا
بالأمانة فإن أحوالهم الحقيقية ستظهر إن عاجلا أو آجلا ، ومهما راقبوا
المطبوعات والمؤلفات ومهما طاردوا العاملين من الدعاة فإن طبيعة الأيام
لاتتبدل ، فهي مجبولة على إظهار ماخفي وإبداء ماجهل وفضح من خان
وغدر ، وهذه كتب التاريخ تشهد بذلك فكلما مات طاغية أو فرعون من
الفراعنة ظهرت في إثر موته الكتب التي تبين سيرته وتوضح شخصيته
وتبين هويته وتحصر خياناته وتظهر ترهاته وتجلي تصوراته واعتقاداته ،
وكلما سقطت دولة وزال ملكها وانفرط نظام عقدها وقامت دولة جديدة
وحدث ملك جديد قام المصفقون للدولة الوليدة والمطبلون لها والمتغنون
باسمها بتأليف الكتب في لعن الدولة البائدة ولعن ملوكها وحكامها
وإظهار فضائحهم وخياناتهم لشعوبهم وأممهم مدعمين ذلك بالأدلة
الواضحة والبراهين القاطعة والصور التي تنفي كل تصور يحسن الظن بتلك الدولة البائدة
وربما زيد في التاريخ ونقص وبدل وحرف لكن لله سنة لاتتبدل وطريقة
لاتتغير وهي أنه يدافع عن المؤمنين ويظهر صدق الصادقين ويقيض من
يرد ويدحض ويكذب ما ألحق بهم فتزول عنهم الشبه التي وجهت إليهم
والأكاذيب التي سودت بها الكتب والمجلات ضدهم فيرتفع في الأرض
ذكرهم وترتفع أعلامهم البيضاء النقية فيعرف الناس صدقهم ويتبين لهم
إخلاصهم وخوفهم على أممهم ونصحهم لها وحرصهم على الناس ،
فتزول تلك الأكاذيب وتضمحل ، وتذهب تلك البهارج المكذوبة والحكايات
الملفقة وتبقى شاهدة على كذب أهلها الذين يبيعون دينهم بعرض من
الدنيا قليل ويبيعون ضمائرهم وأقلامهم بثمن بخس زائل وشرون بعلمهم
وآيات الله ثمنا قليلا ، إن المطبلين والمزمرين موجودون في كل وقت
لايثبتون على حال ولا يصدقون في مقال بل هم في الغالب مع من غلب
ولا مانع عندهم أن يكون صديقهم اليوم عدوا لهم في الغد ولا مانع أن
يكون عدوهم اليوم صديقا لهم في الغد فهم يتحركون ويتصرفون تبعا
لمصالحهم وأهوائهم :
يوما يمان إذا لاقيت ذا يمن وإن لقيت معديا فعدناني
كلما تكلم طاغية او زمجر دجال من الدجاجلة رفعوا عقيرتهم في نصرته
والتغني باسمه والتصفيق له فمن قائل إن هذا هو أمير المؤمنين وقائل :
إن هذا هو ناصر الدين وقائل : إن هذا هو فريد عصره وهبة الله في
أرضه ، ويتجاهلون عمالته للكفار وموالاته للفجار ، ونهبه لأموال
المسلمين وخيرات بلادهم ويتجاهلون مطاردته للعلماء والدعاة .
وهؤلاء موجودون في كل زمان ومكان لم تخل منهم أمة ولم تفقدهم
حقبة لايخفون على النبيه صفاتهم معروفة ونعوتهم ظاهرة مكشوفة ،
فهم مقربون من السلطان يشغلون المناصب العالية تأتيهم المكافآت
تباعا وخطابات الشكر جزافا ، يفسدون السلطان ويزينون له القبيح
يوصلون إليه الأمور على غير حقيقتها ويحرضونه على أهل الخير والصلاح .
وكل ذلك تظهره الأيام إن في نفس الوقت أوبعده وهذه سنة جارية
لاتتخلف إلا ماشاء الله وحت إن تخلفت في بعض الأشخاص فإن هناك
يوما يظهر فيه كل شيء ويكون الحساب فيه أمام جميع العالمين ذلك
هو يوم الدين يوم لايغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون .