مراسل الموقع
29 Aug 2007, 04:51 PM
يدخل القصر بزوجته المحجبة بعدما أقسم على احترام العلمانية
غول يقسم اليمين كأول رئيس إسلامي لتركيا منذ الخلافة العثمانية
http://www.alarabiya.net/files/image/large_63297_38388.jpg
غول يستعرض حرس الشرف (ا ف ب)
انقرة - وكالات
انتخب البرلمان التركي الثلاثاء 28-8-2007 وزير الخارجية ذي الأصول الإسلامية عبدالله غول رئيساً للبلاد في جولة تصويت ثالثة استطاع خلالها الحصول على أغلبية تتجاوز نصف عدد أعضاء البرلمان بعد أن فشل في الجولتين السابقتين في الوصول إلى أغلبية الثلثين, وبذلك يعود الحجاب إلى قصر الرئاسة من خلال زوجته خير النساء لأول مرة منذ أسقط ءمؤسس الجمهورية العلمانية مصطفى كمال أتاتورك الخلافة العثمانية وخلعت زوجته حجابها بعد دخولها القصر.
وأدى غول اليمين الدستورية رئيسا لتركيا بعد وقت قصير من انتخابه في مراسم اقيمت في البرلمان وتعهد بالحياد والاخلاص للنظام العلماني في البلاد.
وتلا غول نص القسم الموجود في الدستور. وقال "اقسم امام الشعب التركي العظيم (...) ان اكون مخلصا للديموقراطية وللجمهورية العلمانية (...) وان اؤدي واجبي بحياد".
وحصل غول على أصوات 339 نائبا من أصل 550 في البرلمان الذي يسيطر عليه حزبه وهو حزب العدالة والتنمية (حاكم), متخطيا بفارق كبير الغالبية البسيطة (276 صوتا) المطلوبة للفوز بالرئاسة, فيما حصل منافساه صباح الدين جكمكوغلو من حزب العمل القومي (يمين) وحسين تيفون ايجلي من حزب اليسار الديموقراطي الاثنين على 70 و13 صوتا على التوالي.
وكان من المتوقع أن يحصل غول في جولة الثلاثاء على الأغلبية المطلوبة وذلك بالنظر إلى أن حزبه لديه 340 مقعدا في البرلمان اثر الانتخابات التشريعية التي نظمت في 22 يوليو/تموز الماضي.
وواجه انتخاب غول عراقيل منذ الربيع الماضي بسبب ميوله الإسلامية وكونه كان عضوا في حكومة ذلت اتجاه اسلامي سبق أن أجبرها الجيش على الرحيل, ولكون زوجته تغطي راسها بحجاب وهو ما يعتبره العلمانيون المتشددون من رموز الآسلام السياسي.
بيان الجيش
وكان غول حصل على التوالي 340 و337 صوتا في الدورين السابقين من الانتخابات الرئاسية في البرلمان في 20 و24 اغسطس/آب، حين كان اختياره يطلب الحصول على أغلبية الثلين أي 367 صوتا.
وعشية الانتخابات، ذكر الجيش التركي الاثنين، في بيان لمناسبة إحياء يوم القوات المسلحة الذي يوافق 30 أغسطس/آب، إنه "لن يقوم بأي تنازل (..) عن واجبه في حماية الجمهورية التركية دولة القانون العلمانية والاجتماعية".
فعلى الرغم من نفي حزب العدالة والتنمية السعي لإعادة النظر في العلمانية، ووعود غُول مرارا بالدفاع عن مبدأ فصل الدين عن الدولة، إلا أن معارضيه لا يزالون يشككون في نواياه، معتبرين أن رجلا سخر في الماضي من توجه تركيا الغربي، وترتدي زوجته الحجاب الذي يعتبر من قبل العلمانيين رمزا للإسلام السياسي, لا يمكن أن يمثل الجمهورية التركية.
من هي خير النساء؟
http://www.alarabiya.net/files/image/2_193_6536.jpg
ويعتبر حجاب خير النساء غول من القضايا الأساسية التي أثارها المعارضون لترشيح زوجها للرئاسة.
فخير النساء (42 عاماً)، التي ستحمل لقب "السيدة الأولى" في تركيا بعد الجولة الثالثة من الانتخابات، تحولت إلى شخصية مكروهة لدى العلمانيين، خاصة بعد التدين الذي عُرف عنها، وحرصها على أداء الصلوات الخمس يومياً. كما تُوصف أنها ذات شخصية مرحة، وأنيقة، وتتجنب الأضواء.
كما ترى أن حجابها، الذي يكرهه المعارضون باعتباره رمزا لتحدي النظام العلماني, هو خيار شخصي يجب احترامه.
لكنه ما يزال صعباً على العلمانيين تقبّل أن تصبح محجبة، سيدة القصر الرئاسي، الذي حظر عليها دخوله سابقاً بسبب الحجاب نفسه. فقد كان الرئيس المنتهية ولايته احمد نجدت سيزر يرفض دعوة النساء اللواتي يرتدين الحجاب إلى حفلات الاستقبال التي تقام في القصر الرئاسي، ما منع معظم زوجات أعضاء حزب العدالة والتنمية، بمن فيهن أمينة زوجة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان, من دخول القصر الرئاسي.
وكانت خير النساء تركت دراستها الثانوية بعمر الـ15 سنة، لتتزوج من عبد الله الذي كان عمره 32 عاما, بعد لقائهما في حفلة زفاف ببلدتهما الأصلية قيسيري، وسط تركيا. ولهما ابنان وابنة، تبلغ من العمر 22 عاما، وترتدي الحجاب مثل والدتها. إلا أن الإبنه أكملت دراستها الجامعية، مرتدية شعراً مستعاراً فوق حجابها، وهو ما تفعله الكثير من الشابات اللواتي يرغبن في الحصول على التعليم الجامعي دون التخلي عن معتقداتهن الدينية.
وبحكم كونها زوجة وزير الخارجية, فقد زارت خير النساء العديد من دول العالم، وتقول إن حجابها لم يتسبب لها بأية مشكلة في أي بلد سوى بلدها تركيا.
وسبق أن تقدمت بشكوى إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان عام 2002، عندما رفضت جامعة انقرة السماح لها بالتسجيل فيها بسبب حجابها. إلا أنها تراجعت عنها بعد أن تولى حزب العدالة والتنمية السلطة في نفس العام، واصبح زوجها وزيرا للخارجية. وقالت في وقت لاحق "عندما يتم حل هذه المشكلة, اريد ان ادرس في الجامعة (...) رغم تقدمي في العمر".
لكن في عام 2005، أيدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الحظر على الحجاب في قضية رفعتها طالبة تم طردها من جامعة اسطنبول, بحجة ان ذلك قد يكون ضروريا لحماية النظام العلماني التركي، في مواجهة الحركات المتطرفة.
غول يقسم اليمين كأول رئيس إسلامي لتركيا منذ الخلافة العثمانية
http://www.alarabiya.net/files/image/large_63297_38388.jpg
غول يستعرض حرس الشرف (ا ف ب)
انقرة - وكالات
انتخب البرلمان التركي الثلاثاء 28-8-2007 وزير الخارجية ذي الأصول الإسلامية عبدالله غول رئيساً للبلاد في جولة تصويت ثالثة استطاع خلالها الحصول على أغلبية تتجاوز نصف عدد أعضاء البرلمان بعد أن فشل في الجولتين السابقتين في الوصول إلى أغلبية الثلثين, وبذلك يعود الحجاب إلى قصر الرئاسة من خلال زوجته خير النساء لأول مرة منذ أسقط ءمؤسس الجمهورية العلمانية مصطفى كمال أتاتورك الخلافة العثمانية وخلعت زوجته حجابها بعد دخولها القصر.
وأدى غول اليمين الدستورية رئيسا لتركيا بعد وقت قصير من انتخابه في مراسم اقيمت في البرلمان وتعهد بالحياد والاخلاص للنظام العلماني في البلاد.
وتلا غول نص القسم الموجود في الدستور. وقال "اقسم امام الشعب التركي العظيم (...) ان اكون مخلصا للديموقراطية وللجمهورية العلمانية (...) وان اؤدي واجبي بحياد".
وحصل غول على أصوات 339 نائبا من أصل 550 في البرلمان الذي يسيطر عليه حزبه وهو حزب العدالة والتنمية (حاكم), متخطيا بفارق كبير الغالبية البسيطة (276 صوتا) المطلوبة للفوز بالرئاسة, فيما حصل منافساه صباح الدين جكمكوغلو من حزب العمل القومي (يمين) وحسين تيفون ايجلي من حزب اليسار الديموقراطي الاثنين على 70 و13 صوتا على التوالي.
وكان من المتوقع أن يحصل غول في جولة الثلاثاء على الأغلبية المطلوبة وذلك بالنظر إلى أن حزبه لديه 340 مقعدا في البرلمان اثر الانتخابات التشريعية التي نظمت في 22 يوليو/تموز الماضي.
وواجه انتخاب غول عراقيل منذ الربيع الماضي بسبب ميوله الإسلامية وكونه كان عضوا في حكومة ذلت اتجاه اسلامي سبق أن أجبرها الجيش على الرحيل, ولكون زوجته تغطي راسها بحجاب وهو ما يعتبره العلمانيون المتشددون من رموز الآسلام السياسي.
بيان الجيش
وكان غول حصل على التوالي 340 و337 صوتا في الدورين السابقين من الانتخابات الرئاسية في البرلمان في 20 و24 اغسطس/آب، حين كان اختياره يطلب الحصول على أغلبية الثلين أي 367 صوتا.
وعشية الانتخابات، ذكر الجيش التركي الاثنين، في بيان لمناسبة إحياء يوم القوات المسلحة الذي يوافق 30 أغسطس/آب، إنه "لن يقوم بأي تنازل (..) عن واجبه في حماية الجمهورية التركية دولة القانون العلمانية والاجتماعية".
فعلى الرغم من نفي حزب العدالة والتنمية السعي لإعادة النظر في العلمانية، ووعود غُول مرارا بالدفاع عن مبدأ فصل الدين عن الدولة، إلا أن معارضيه لا يزالون يشككون في نواياه، معتبرين أن رجلا سخر في الماضي من توجه تركيا الغربي، وترتدي زوجته الحجاب الذي يعتبر من قبل العلمانيين رمزا للإسلام السياسي, لا يمكن أن يمثل الجمهورية التركية.
من هي خير النساء؟
http://www.alarabiya.net/files/image/2_193_6536.jpg
ويعتبر حجاب خير النساء غول من القضايا الأساسية التي أثارها المعارضون لترشيح زوجها للرئاسة.
فخير النساء (42 عاماً)، التي ستحمل لقب "السيدة الأولى" في تركيا بعد الجولة الثالثة من الانتخابات، تحولت إلى شخصية مكروهة لدى العلمانيين، خاصة بعد التدين الذي عُرف عنها، وحرصها على أداء الصلوات الخمس يومياً. كما تُوصف أنها ذات شخصية مرحة، وأنيقة، وتتجنب الأضواء.
كما ترى أن حجابها، الذي يكرهه المعارضون باعتباره رمزا لتحدي النظام العلماني, هو خيار شخصي يجب احترامه.
لكنه ما يزال صعباً على العلمانيين تقبّل أن تصبح محجبة، سيدة القصر الرئاسي، الذي حظر عليها دخوله سابقاً بسبب الحجاب نفسه. فقد كان الرئيس المنتهية ولايته احمد نجدت سيزر يرفض دعوة النساء اللواتي يرتدين الحجاب إلى حفلات الاستقبال التي تقام في القصر الرئاسي، ما منع معظم زوجات أعضاء حزب العدالة والتنمية، بمن فيهن أمينة زوجة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان, من دخول القصر الرئاسي.
وكانت خير النساء تركت دراستها الثانوية بعمر الـ15 سنة، لتتزوج من عبد الله الذي كان عمره 32 عاما, بعد لقائهما في حفلة زفاف ببلدتهما الأصلية قيسيري، وسط تركيا. ولهما ابنان وابنة، تبلغ من العمر 22 عاما، وترتدي الحجاب مثل والدتها. إلا أن الإبنه أكملت دراستها الجامعية، مرتدية شعراً مستعاراً فوق حجابها، وهو ما تفعله الكثير من الشابات اللواتي يرغبن في الحصول على التعليم الجامعي دون التخلي عن معتقداتهن الدينية.
وبحكم كونها زوجة وزير الخارجية, فقد زارت خير النساء العديد من دول العالم، وتقول إن حجابها لم يتسبب لها بأية مشكلة في أي بلد سوى بلدها تركيا.
وسبق أن تقدمت بشكوى إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان عام 2002، عندما رفضت جامعة انقرة السماح لها بالتسجيل فيها بسبب حجابها. إلا أنها تراجعت عنها بعد أن تولى حزب العدالة والتنمية السلطة في نفس العام، واصبح زوجها وزيرا للخارجية. وقالت في وقت لاحق "عندما يتم حل هذه المشكلة, اريد ان ادرس في الجامعة (...) رغم تقدمي في العمر".
لكن في عام 2005، أيدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الحظر على الحجاب في قضية رفعتها طالبة تم طردها من جامعة اسطنبول, بحجة ان ذلك قد يكون ضروريا لحماية النظام العلماني التركي، في مواجهة الحركات المتطرفة.