فواز
13 Mar 2003, 05:43 PM
براءتها في جمالها، وجمالها في براءتها، ساحرة حينما ترسم لك لوحتها الجميلة، وترفع أمامك لواء لا تراه العين، وإنما يراه القلب؛ لواء من الحب والمودة والإخاء، جميلة حينما تغرِّد أمامك تغريداً لا تسمعه الأُذن، وإنما تسمعه حنايا القلب، وزوايا النفس، فياضة كالنبع الصافي، رقراقة كالنهر الجاري، رفافة كنبات اهتزت من النضارة أغصانه، شادية كعصفور أطربت الوادي ألحانه، إنها البريئة الجميلة، الغالية الأصيلة، رشيقة أنيقة، خفيفة رقيقة، كلنا إليها نتوق، وبها نسعد، وعنها نبحث، وإليها نسعى، هي من أجمل هدايا الحبيب الى الحبيب، ومن أغلى ما يقدمه القريب للقريب، ومن أحسن ما تزول به الوحشة من نفس الغريب.
بريئة جميلة، بها يتلاقى الأصدقاء، ويتآلف الغرباء، وعلى عزفها الصامت يتصافى الأعداء، وبتغريدها يستأنس الكبار والصغار، وتحت ظلال أغصانها الرفافة يلتقي الجار بالجار.
كم حزين بددت حزنه وأساه، وكم عاشق رعت حبه وعطرت لقياه، وكم خائف أشعرته بالأمان، وضعيف أسعدته بالحنان، بريئة جميلة..
هل تجدون - أيها الأحبة - وصفاً أجمل من هذا الوصف؟ وهل تستحق من تتصف بالبراءة والجمال أن تُقْتَل؟ وإذا قتلت فما رأيكم في قاتلها؟ وهل تجدون عُذراً لقاتل يودي بحياة بريئة جميلة؟
كأنني بكم الآن تودون أن تقولوا لي: مهلا بربك، هوِّن علينا وقع أسئلتك، وقف بعلامات استفهامك عند هذا الحد، وخذ الجواب واضحاً جلياً: إن حق من يقتل «بريئة جميلة» أن يلقى مصيرها، ففي القصاص حياة للناس، وحماية لأهل البراءة والجمال.
ومع ذلك فإنني سأقول لكم: مهلا بربكم، على رسلكم، فالأمر أكبر مما ظننتم، وأشد تعقيداً مما رأيتم.
مهلا - أيها الأحبة - فنحن لا نستطيع أن نقتل قاتل هذه «البريئة الجميلة» ولا يمكن ان نطبق فيه حكم القصاص أبداً.. أتدرون لماذا؟؟.
لأن كل واحد منا يمكن أن يكون قاتلاً لها، فماذا نصنع؟ وقبل هذا وذاك، من هي البريئة الجميلة؟؟.
إنها «الابتسامة» هذه الساحرة بسحرها الحلال التي تنفرج عن جمالها الشفاه، وتُشرق ببراءتها الوجوه، وتفيض برشاقتها العيون.
نعم «الابتسامة» التي تعاني من القتل العمد - يوميا - من كثير من الناس وتعاني من تسلط التجهم والانقباض والجحود والاعراض، حتى ينتهي بها الأمر الى ان يُراق دم براءتها، وينتهك عرض جمالها الفتَّان.
كم من موظف يقتلها على مكتبه قتلاً، وكم من متحدث يكتمها وراء جهامة وجهه كتماً، وكم من قريب يمزِّق شملها أمام قريبه، وصديق يحطمها أمام صديقه، وأبٍ يخنقها أمام أبنائه، وزوج يدوسها بقدم قسوته أمام زوجته، وابن يتثاقل أن يمنحها أباه، وأخ يأبى أن يُسعد بها أخاه..، يا سبحان الله، لماذا هذه القسوة أيها الأحباب؟؟.
«ابتسامك في وجه أخيك صدقة» ما أسمى وأرقى ديننا الحنيف الذي جعل من رعاية هذه البريئة الجميلة عبادة لله، وياعجباً لنا كيف نرضى بقتلها.
إشارة:
أيها اليائس، هذا اليأس والوجد على مه
كم قلوب بددت عنها الأسى بالابتسامة
مقال للدكتور / عبدالرحمن صالح العشماوي
بريئة جميلة، بها يتلاقى الأصدقاء، ويتآلف الغرباء، وعلى عزفها الصامت يتصافى الأعداء، وبتغريدها يستأنس الكبار والصغار، وتحت ظلال أغصانها الرفافة يلتقي الجار بالجار.
كم حزين بددت حزنه وأساه، وكم عاشق رعت حبه وعطرت لقياه، وكم خائف أشعرته بالأمان، وضعيف أسعدته بالحنان، بريئة جميلة..
هل تجدون - أيها الأحبة - وصفاً أجمل من هذا الوصف؟ وهل تستحق من تتصف بالبراءة والجمال أن تُقْتَل؟ وإذا قتلت فما رأيكم في قاتلها؟ وهل تجدون عُذراً لقاتل يودي بحياة بريئة جميلة؟
كأنني بكم الآن تودون أن تقولوا لي: مهلا بربك، هوِّن علينا وقع أسئلتك، وقف بعلامات استفهامك عند هذا الحد، وخذ الجواب واضحاً جلياً: إن حق من يقتل «بريئة جميلة» أن يلقى مصيرها، ففي القصاص حياة للناس، وحماية لأهل البراءة والجمال.
ومع ذلك فإنني سأقول لكم: مهلا بربكم، على رسلكم، فالأمر أكبر مما ظننتم، وأشد تعقيداً مما رأيتم.
مهلا - أيها الأحبة - فنحن لا نستطيع أن نقتل قاتل هذه «البريئة الجميلة» ولا يمكن ان نطبق فيه حكم القصاص أبداً.. أتدرون لماذا؟؟.
لأن كل واحد منا يمكن أن يكون قاتلاً لها، فماذا نصنع؟ وقبل هذا وذاك، من هي البريئة الجميلة؟؟.
إنها «الابتسامة» هذه الساحرة بسحرها الحلال التي تنفرج عن جمالها الشفاه، وتُشرق ببراءتها الوجوه، وتفيض برشاقتها العيون.
نعم «الابتسامة» التي تعاني من القتل العمد - يوميا - من كثير من الناس وتعاني من تسلط التجهم والانقباض والجحود والاعراض، حتى ينتهي بها الأمر الى ان يُراق دم براءتها، وينتهك عرض جمالها الفتَّان.
كم من موظف يقتلها على مكتبه قتلاً، وكم من متحدث يكتمها وراء جهامة وجهه كتماً، وكم من قريب يمزِّق شملها أمام قريبه، وصديق يحطمها أمام صديقه، وأبٍ يخنقها أمام أبنائه، وزوج يدوسها بقدم قسوته أمام زوجته، وابن يتثاقل أن يمنحها أباه، وأخ يأبى أن يُسعد بها أخاه..، يا سبحان الله، لماذا هذه القسوة أيها الأحباب؟؟.
«ابتسامك في وجه أخيك صدقة» ما أسمى وأرقى ديننا الحنيف الذي جعل من رعاية هذه البريئة الجميلة عبادة لله، وياعجباً لنا كيف نرضى بقتلها.
إشارة:
أيها اليائس، هذا اليأس والوجد على مه
كم قلوب بددت عنها الأسى بالابتسامة
مقال للدكتور / عبدالرحمن صالح العشماوي