المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدب الاختلاف



أبو شذا
16 Mar 2003, 02:31 PM
الاختلاف سنة ماضية ، يقول الله عزّ وجل : ( ولا يزالون مختلفين ) .
وما من شك في أن الاختلاف وارد ، وعدم الاتفاق على رأي واحد أيضاً أمر غير مستغرب ، لكن ما لا نريد وروده ، وما لا نحبّذ حصوله ، هو ذلك التراشق بالألفاظ ، وذلك التسابق نحو كيل الاتهامات بين الإخوان المتخالفين ..
يقول الله تعالى : ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) والنبي صلى الله عليه وسلم حذّر من الاختلاف فقال : ( لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ) ..
هل الاختلاف يجر إلى الانتقاص !؟
هل العالِم الراسخ - مثلاً - إن ردَّ على أحد .. ينتقصه ,ويتهم نواياه ؟ بل لنذهب بعيداً إلى حيث القرون الأولى لنقرأ أدب الخلاف.
ثم لماذا أصبحت الصدور لا تتسع للخلاف في مسائل اجتهادية ؟ وكأننا لا نقرأ تاريخ الاختلاف عند المسلمين ؟
لقد اختلف الصحابة رضوان الله عليهم في بعض الأمور وبعضها كان في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ..
أما اختلف الصحابة عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وفي دفنه ، وفي خلافته ، وحول قتال مانعي الزكاة ، وفي بعض المسائل الفقهية ؟
لكن لا بد أن نعلم أنهم كانوا باحثين عن الحق ، محاولين النأي عن الاختلاف ماوجدوا لذلك سبيلاً ، ومتّبعين للحق إن توضّح لهم ، وقائم الحب والأخوة وحفظ الحقوق بينهم .
ولقد أتى علماء كبار من السلف بأقوال هي بمقاييسنا غير صحيحة البتة لمخالفتها الصريحة للنص فهل كان ذلك مبرراً للنيل منهم أو اللمز والانتقاص .
والسؤال الأهم :
لماذا إذا خالفنا أحدٌ في الرأي نعتقد أن هذا المخالف تبين له ما رأيناه لكنه كتم ذلك وأراد تضليل المسلمين بقولٍ آخر أطلقه ؟
ولأهمية هذه النقطة سأصوغها بأسلوبٍ آخر :
هل هذا الذي أتى برأي آخر غير رأينا عندما بحث المسألة هل تبين له صحة رأينا لكنه اتبع هواه وقال برأي آخر يخالف الحق ؟
أم أنه اجتهد وتبين له ما تبين وله الأجر على اجتهاده والأجر مضاعف إن أصاب ؟ وهذا على الأقل من إحسان الظن بالمسلم .
وإن عرّجنا حول نظرة الشباب الملتزم خاصة والناس عامة للاختلاف في مسائل الشرع الاجتهادية من قبل العلماء نجد فئةً غير قليلة منهم تسقط في التوجيه الاختلاف أو على الأقل الوقوف عنده ..
وإنه مما ينبغي علينا إحسان الظن خصوصاً بالعلماء ، والتثبت من قول المخالف ، وتحديد محل النزاع ، فقديكون الصواب نسبياً وكذلك الخطأ ويكون في بعض الكلام صواب وفي بعضه خطأ فيؤخذ الحق منه .
وينبغي السعي وراء الحق وقبوله ،ولابد من البعد عن اتهام النيّات ، ، والبعد عن الجدال والمراء ، وقد يكون هناك عذر للمخالف فنتلمسه له ولا نشنّعه أو نتهمه .
فإلى متى ونحن متطرفون في آرائنا تاركين منهج الوسط ؟ وإلى متى ونحن نطلق أحكاماً عامةً على كل قضيةٍ تنشأ ؟ وإلى متى ونحن لا ننظر بعين الإنصاف للعديد من المسائل ؟ وإلى متى ونحن نتهم كل من يختلف في الرأي باتهاماتٍ متنوعة ؟ وإلى متى ونحن أسرى التأثير والتأثّر فتتبدّل قناعاتنا تبعاً لأهوائنا وكأننا لا نعلم أن هناك حساباً أو موازين ؟
إنَّ المسلم الحق من يتبع الحق بغض النظر عمّن خالفه الرأي وإن كان من أحب الناس إليه لأنه كما قلت يرجو الله والدار الآخرة .
إن العلم وحده لا يكفي فلقد ضلَّ الذين أوتو الكتاب من بعد ماجاءهم العلم لأنهم أخفقوا في التوظيف لما عندهم من علم وحكمة ..
علينا أن نعلم أن الخلاف أقسام : هناك خلاف هوى ، وخلاف طلب للحق ، وقد يكون هناك خلاف الناس فيه على قسمين بين مؤيد ومعارض فهو بحسب ما يترتب عليه ، ومن الطوام خلاف الجاهل للعالم .
وهناك ما أسميه الاستبداد الفكري حيث يحاول البعض فرض رأيه وقسر الحق على نفسه بل وتسفيه آراء الآخرين .
لا شك أن الاختلاف أمرٌ فطري نظراً للفروق الفردية بين الناس ولأسبابٍ أخر ، فإن كان الاختلاف لحاجةٍ في النفس وهوى فهو شر وهذا من أسبابه العجب بالرأي مما يؤدي إلى مصادرة رأي الآخرين ، وبناء المجد الشخصي وتحصيل الكسب الفردي على حساب إسقاط الآخرين واتهامهم ..
وإن كان اختلاف تنوع لا تضاد هدفه الوصول للحق فهذا من أسبابه - إن أخذنا العلماء السابقين كنموذج - : إما اختلاف في رتبة الاحتجاج ، أو فهم النصوص ، أو فهم علّة الحكم ، أو الجهل بالدليل ، أوعدم الوثوق بصحته ، أو الاختلاف في دلالات الألفاظ ، فهذا اختلافٌ لا غرابة فيه وإن كان الهدف منه الوصول للحق فهو يؤدي إلى التبصّر والفهم والوصول للرأي السديد .
وإن بعض أوجه الاختلاف التي نراها ظاهرها الشر فهي تسبب التآكل الداخلي وهي وسيلة للانتقام وقذف الاتهامات ، فلا بدّ من إعادة فهم السلوك المنضبط لأننا نعيش فيما أسميه أزمة أخلاق وهذه سأفرد لها موضوعاً مستقلاً بإذن الله .
إن من آثار الاختلاف المذموم مصادرة آراء الآخرين لأننا نقتل الكفاءات , وزرع الشحناء ، ونحصر الأفكار في فكر واحد ، فما كل الاختلافات اختلافات تضاد ، فعلينا أن ننزل كل قول المنزل الذي هو له .
و أخيراً احترام الآخر وعدم سوء الظن به أو السخرية أو الغيبة أوتصيد الأخطاء مما علينا أن نراعيه عند اختلاف التنوع ، وأن نلتزم الموضوعية ، ولا نتهم الآخرين في أشخاصهم بسبب أقوالهم الاجتهادية المحتملة ، وأن يكون الجدال بالتي هي أحسن .

أبو ريان
16 Mar 2003, 10:01 PM
طرح ممتاز أبو شذا , فبارك الله فيك ..

وقد يكون من أسباب الأختلاف صفة الجدل عند أحد طرفي الحوار .. فليس عنده استعداد لسماع الراي الآخر .. وقد تأخه العزة بالأثم فيصر على قوله .. وكما قال الشيخ سلمان العودة ( الجدل صيغة شديدة؛ ولذلك لا يكاد يرد في النصوص إلا مقيداً "بالتي هي أحسن" ، أو في مساق الذم ) ..

****
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ابو مصعب
17 Mar 2003, 04:28 PM
(لماذا أصبحت الصدور لا تتسع للخلاف في مسائل اجتهادية ؟ وكأننا لا نقرأ تاريخ الاختلاف عند المسلمين )

كلمة تكتب با لذهب لا بمائه طرح جميل ورائع اتمنى ان ينفع الله به

يقول الدكتور بكار : ان كثيراً مما نسمعه لا يعدوا ان يكون رأياً من الاراء فلماذا نضيق به ذرعاً اذا سمعناه او نقل الينا وكأنه حقيقة الواقع

ولعل اهم الاسباب في هذا الضيق الذي نراه

1ـ الجهل المركب

2ـالغرور والتعالي

3ـالتربية في الصغر

4ـاحتكار الحق والصواب

5ـ الغيرة المفرطة على الحق

6ـ اتهام النيات وقراءة الكف( الفراسة على رأي بعض الشباب)

فواز
18 Mar 2003, 07:25 PM
الأخ العزيز / أبو شذا

شكراً لك على هذا المقال الرائع ..

كثير من الناس من بداية الحوار .. يكون أخذ على عاتقه أنه لابد ان يقنع الأخر .. لا أن يقتنع هو بالأخر .. فهو يجزم أن رأيه هو الصحيح .. فقط ..
ونفس الشيء في الشخص الأخر .. {وما بعضهم بتابع قبلة بعض} هذا تصويرٌ لحالهم ..

بإعتقادي هذا هو سبب أن الإختلاف يتعدى المسائل إلى الضغائن .. بل في أخره لا يكون حواراً .. بل يكون نزاعاً ..

لابد أن يكون همنا وهدفنا من الحوار .. هو الوصول إلى الحقيقة ..

وقد قيل : "رأيي صحيح يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب". ونفهم من ذلك انه ليس لأحد ان يدعي الحقيقة المطلقة.. وليس له ان يخطئ الآخرين لمجرد اقتناعهم برأي مخالف فالحقيقة نسبية .. والبحث عن الحقيقة، حتى من وجهة نظر الاخر المختلف، طريق مباشر من طرق المعرفة. وهو اسمى انواع الحوار ، وهذا الذي نريده ..

أبو شذا
19 Mar 2003, 07:08 PM
( أبو ريان ) صحيح ما ذكرتَه من أن صفة الجدل هي أحد أسباب الاختلاف من حيث كونها داعية للشخص الذي يحملها على الجدال ، وبالتالي الاختلاف .. وإلاّ فهي في إحدى صورها ناشئة عن عدم اتباع الحق وإن تبيّن مما يدعو للجدال ، فيكون الاختلاف مسبباً للجدال من جهة أخرى .. ولذلك كما ذكرت من أنه ينبغي البعد عن الجدال إلاّ في حدود مقنّنة وكان هناك مدعاة له فيكون بالتي هي أحسن ، لك الشكر .

( أبو مصعب ) ما ذكرتَه يجعل التصوّر عاملاً في التضييق على خناق الاختلاف أو العكس وهذا صحيح إلى حدٍّ بعيد .. فالإنسان عندما يعلم أن رأي هذا الذي اختلف معه في حالاتٍ كثيرة غير ملزمٍ له ، وربما ليس له أنصار أو أتباع ، ويدخل هذا الأمر في تصوره فإنه على الأقل يخفف من حدة الجدال والمراء ، ولعل السبب الرابع الذي أشرتَ إليه يعد عاملاً رئيساً في نشوء هذا التصور المنتج للضيق ، وهو ما ذكرتُه في المقال وأسميتُه الاستبداد الفكري ، لك الشكر .

الأخ ( فواز ) بعض الأشخاص من الأفضل عدم حوارهم للسبب الذي ذكرتَه في بداية ردّك ، وذلك خشيةَ ما أشرت أنت إليه بعد ذلك من تجاوز الحوار إلى إضمار الضغينة ونشوء النزاع ، وهناك أمور عدة لم أذكرها ترتبط بأدبيات الاختلاف ، منها في هذا المجال أن يضع المتحاوران مرجعيّة مسبقة لهما ، وأما مسألة الحقيقة المطلقة في الأمور الخلافية المحتملة والمسائل الاجتهادية فهي كما ذكرتَه من أنها ليست حقاً مسبقاً مكتسباً يدعيه الشخص لنفسه ، والحكمة ضالة المؤمن ، لك الشكر .

الملك الضليل
20 Mar 2003, 11:01 PM
الاخ/ ابو شذا ........
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
انت كما كنت ....انت من حرص على المواضيع الهادفة.. فبذلت الجهد والوقت...لماذا... لكي ترشد بعض شباب رفحاء الى الطريق الصحيح والسليم.. أخي موضوعك يثبت ما قلت عنك...ولكن هل يفهم جميع القراء الاعزاء ذلك... وإذا فهموه هل يطبقونه.... حفظك الله ورعاك

أخوك/ الذيب الاحمر

فتى الهباس
21 Mar 2003, 02:58 PM
الأخ أبو شذا ..

بارك الله فيك وجعل ماكتبته حجة لك لاعليك وإلى الأمام وننتظر المزيد من مشاركاتك الفعاله00

العذب
22 Mar 2003, 01:26 AM
الفاضل ( أبوشذا )

شذا الأزهار من عبق العبارهْ ** وتنغيم الهوى أبدى اعتذارهْ

وليل الحب بات بلا رقيب ** ودنيا الصدق تفخر بالصدارهْ

ملأت قلوبنا عبقا زكياً ** وسرت مع الهدى ترجو وقارهْ

فشكراً أيها الزاكي ، وهذي ** لحون الحب تعزفها النضارهْ

إذا ساد الوئامُ فلا خلافٌ ** وإن دب العداء فلا استشارهْ

لنا من منهج الهادي ضياء ** به نرقى إلى أعلى المنارهْ

فقوموا إخوة الإيمان ، وابنوا ** قلاع الخير في أرض الحضارهْ

فهمتنا نجومٌ في نجومٍ ** وعزتنا ستُصنع بالحجارهْ



لم أستطع أن أعبرَ بأكثر من هذا ...

فأرجو أن أكون قد استطعتُ أن أوصل إليك وإلى القراء الكرام رسالتي ...


شكرا لك أخي الفاضل ..


وعلىالمحبة ,,,

ابو مصعب
22 Mar 2003, 07:35 PM
أبو شــذا مقالاتك جميلة جداً ويعكر صفوها بعض الاحباب


لانهم ينزلونها على فئة معينة فقط ويحجرون واسعاً

أحبابي السمو السمو ....ان الثرى ليس كا لثريا

ان القلوب اذا تنافر ودها..... مثل الزجاجة كسرها لايجبر

سراب
22 Mar 2003, 09:26 PM
السلام عليكم
سلمت أناملك على هذا الطرح المفيد ..و.اؤكد لك اني فتحت الموضوع اكثر من مرة لأتمكن من الرد.........لكن قوة الموضوع تحول حاجزا بيني وبين كتابة الرد.....فمثل هذا الطرح يجب له من ردود تواكب أحرفه ..لكن احببت المشاركة.......وعذرا..........


كثير من المتجادلين او بالمعنى الاصح المتناقشين لا يريدون أن يفهموا أن كلامهم مجرد وجهات نظر قد تتفق وقد تختلف......
فاذا ما تعارض الطرفان تغير مجرى الحديث الى الاثباتات ثم لا يقف عند هذا الحد فحسب.....وانما يتعداه للتشكيك حتى ينتهي بالخصومات....

فكم من صديق خسر صديقة والسبب انهم لم يفهموا أنهم يتبادلون وجهات نظر مهما اختلفت...........

فما المانع أن يختلف اثنان على فكرة معينة ويحتد النقاش بينهما وكل طرف يريد اقناع الاخر فلا يستطيع .....ثم ينصرفون وهم يضحكون .......ويعتقدون انها مجرد اختلافات رأي ولا يفسد النقاش للود قضية.........

ابو شذا/
اذا وصلنا بتفكيرنا الى تلك المرحلة (انها اختلافات لا تفسد القضايا)
فأبشرك اننا سوف نجتازها الى مراحل متقدمة من فهم وجهات النظر وتقبلها بل والاستفادة لو باجزائها وحيثياتها............

جزاك الله خيرا على هذا الطرح المفيد....
وبانتظار المزيد........

اخوك سراب

أبو شذا
24 Mar 2003, 12:55 AM
(الذيب الأحمر ) لا شك أن التطبيق هو المحك والفيصل في كل ما نطرح من قضايا ، ولو طبّق الإنسان ما يعلم من خير ولو كان قليلاً لكان الحال أفضل بكثير ، وهناك موضوع قادم بإذن الله بعنوان " إشكالية التطبيق " ، لك الشكر .

( فتى الهباس ) لك الشكر .

( العذب ) وصلت الرسالة وأقول : لمختلفان من شرٍّ نصيبٌ ،،، وماء العيش تضنيه المرارة ، لك الشكر .

( أبو مصعب ) على من يعلم في نفسه خللاً أو عيباً كائناً من كان أن يسعى إلى إصلاحه ، سواءً أفراداً أو جماعات أو غير ذلك ، والكلام عندما يرد فإنه يرد بأسلوب العموم في الغالب إلاّ إن دلَ شيء على تخصيصه ، لك الشكر .

( سراب ) قضية التشكيك التي ذكرتها قضية خطيرة ينبغي الحذر منها ، وما ذكرتَه من محاولة فهم غرض النقاش صحيح لتجنّب عوامل الشقاق ، لك الشكر .

فتى الهباس
24 Mar 2003, 05:12 PM
أخى أبو شذا000

شكر الله مساعيك ونريد منك المزيد وإلى الأمام00

العذب
28 Mar 2003, 02:19 AM
أبو شذا ... يطل من جديد ...


أهلا بك وبقلمك السيال ...

أخي الفاضل : إني أرى الاختلاف قد ألقى بيننا عصا التسيار ، ومد رواقه بكل صفاقة واحتقار ..

ونحن لا نكاد نبالي ...

إن ما يجري لأمتنا هذه الأيام من قتل وتشريد واغتصاب ، هو من جراء هذا الاختلاف المشين ..

فحسبنا الله ونعم الوكيل

وأود أن أضع في هذا المكان قصيدة كتبتها في هذه المعمعة التي نعيشها اليوم ...

------------------------


لـماذا صرتِ يا عيني جبانهْ *** جمدتِ أسىً على رأس المهانهْ
لماذا صرتِ أشلاءً صـغاراً *** وصـار القلبُ ينبض بالخيانهْ
تموتُ الحرمةُ الأولى بأرضٍ *** لهـا من منبر التاريـخ دانـهْ
وتعتصرُ المـهانةُ كـلَّ قلبٍ *** لـه بالمـجدِ أعـلامٌ مـدانهْ
ألا يا دمـعةَ الـحزنِ المقفى *** أَزيـلي عن مشاعرِنا الإهانهْ
لـيالينا بمـعركةِ الأعـادي *** تُزيـلُ كرامةَ العين الجمانهْ
بأرضِ الرافدينِ دموعُ ثكلى *** وأناتٌ الشـيوخِ ودمـعُ بانهْ
بأرضِ الرافدينِ صراخُ أمٍّ *** سقاها الكفرُ في حقدٍ سنانهْ
صواريخُ اليهودِ مع النصارى *** تدكُّ الـعزَّ تُنسـينا مـكانهْ
ونحنُ نرى الدمارَ ، ولا نبالي *** ونشرقُ بالهوى نُحيي جَنانهْ
لنا من موطن العـلمِ اعتـبارٌ *** لنا من عزةِ الماضي لُبانهْ
لـنا حلمٌ ، أراه اليـوم ولَّـى *** لنـا دمـعٌ يحـمِّلنا زمانهْ
أيا ليلَ الهوانِ كـفاك ، إنـي *** تعـبتُ من التآمرِ والخيانهْ
تعـبتُ من الهـوان يمدُّ رأساً *** له بالـذلِّ أسبابُ الحصانهْ
أيا لـيلَ الهوان ، أراك بـأساً *** يعضُّ من الأسى البادي بَنَانهْ
وربِّـي إن أيـامَ الأعــادي *** قـليـلاتٌ ، ستنفـدُ بالأمانهْ
إذا صـارتْ أمـانتُنا يقـينـاً *** فـقـد عادتْ لأمتِنا المكانهْ




وعلى المحبة ,,,