سمسومي
22 Sep 2007, 04:46 PM
عاصمة الشمال تتوسط أكبر أودية شمال جزيرة العرب
"عرعر" ارتبطت نشأتها بخط التابلاين.. ومنفذ هام على العراق
جولة - عيادة الجنيدي
تقع مدينة عرعر شمال المملكة العربية السعودية، على خط عرض 30وخط طول 41، في قلب سهل صخري شاسع مكون من الحجر الجيري وعلى ارتفاع حوالي 530متر عن سطح البحر، وتبعد حوالي 1100كم عن مدينة الرياض، وحوالي 60كم عن الحدود العراقية، وبدأت نشأة منطقة الحدود الشمالية ببداية الخمسينيات من القرن الميلادي الماضي حيث قامت شركة الزيت عبر البلاد العربية (التابلاين) بتشييد مضخات عملاقة بكل من عرعر ورفحا وطريف فكانت ولادة المنطقة، فقدم إليها عدد كبير من حاضرة نجد وبعض المناطق الأخرى للعمل بالتابلاين والاتجار من وإلى الدول المجاورة فكانت بداية اكبر تجمع مدني بشمال الجزيرة العربية ثم قام أبناء البادية من العشائر بالاستقرار بالمدن ومزاولة الأعمال التجارية والانخراط بالعمل الحكومي.. وتعود نشأة مدينة عرعر العاصمة الإدارية لمنطقة الحدود الشمالية إلى أكثر من 50عاما مضت في عام 1950م، وذلك عندما تم إنشاء خط الأنابيب الذي ينقل الزيت بين رأس تنورة في المنطقة الشرقية وميناء صيدا في لبنان والذي بدأ إنشاؤه في عام 1948، وقد تم تخطيط مدينة عرعر في ذلك الحين وفق الأسلوب الشبكي الذي استخدم في جميع التجمعات التي نشأت مع مرحلة مد خط الأنابيب وتركزت الأنشطة التجارية مع امتداد الشارع العام بشكل شريطي، الأمر الذي أدى إلى أول تجمع سكاني بالمنطقة، وكان يعرف باسم (بدنة) نسبة إلى وادي بدنة الذي يمر بالمنطقة، ومن ثم تغير الاسم وسميت مدينة عرعر نسبة إلى وادي عرعر الذي يقطع المدينة من الجنوب إلى الشمال هو من أعظم أودية شمال جزيرة العرب وأشهرها تمتد فروعه من قرب جبال الجوف الشمالية (جيلان الشويحطية، وجال الأمغر)، حيث يمتد منها وادي المعتدل من أعلى روافده (عرعر)، ثم ياتيه من الغرب الأقرع من شرق الحماد، وتاتيه من الجنوب روافد أخرى، ثم يمر بين عرعر وبدنة، حيث يلتقي به وادي بدنة، ويتجه صوب الشمال الشرقي، ثم يمر بجديدة عرعر (60كلم) شمال شرق مدينة عرعر على مقربة من الحدود العراقية ثم ينعطف متجهاً صوب الشرق داخل تلك الحدود، ومدينة عرعر حديثة النمو والنشأة حيث ارتبطت نشأتها بمد خط انابيب البترول (التابلاين) الذي ينقل البترول من الخليج العربي إلى ميناء صيدا اللبناني على البحر المتوسط، ذلك المشروع الذي بدأ إنشاؤه في يناير 1948م وطوله أكثر من 1600كلم وتم توريد 350000طن من الأنابيب وعمل فيه 16000عامل واستخدمت اكثر من 3000قطعة من الآليات ومعدات البناء (حسب الإحصائيات) واكتمل بناؤه عندما تم لحام آخر انبوبين احدهما قادم من الشرق والاخر من الغرب في سبتمبر 1950م وبتكلفة قدرها مائة وخمسون مليون دولار وبعد شهرين بدأ الضخ من ابقيق وتم تحميل النفط الخام من ميناء صيدا لبنان وكانت طاقة الخط عند بداية العمل فيه 320000برميل يوميا أي ما يعادل 70بالمائة من إنتاج المملكة من النفط انذاك الا انه تم رفع طاقته في الستينيات ليصل 550000برميل يوميا وكان له أثره الكبير على المنطقة ككل.
ويشكل سكان منطقة الحدود الشمالية نحو 2.3في المائة من إجمالي سكان المملكة، حسب كتاب منطقة الحدود الشمالية (ماضيها وحاضرها) لمؤلفه (الدكتور متعب مزعل السراح الرويلي) كما عرفت المنطقة حينئذ بمحافظة خط الأنابيب أو (التابلاين)..
وتمتد منطقة الحدود الشمالية من حفر الباطن شرقاً إلى الجراني غرباً بمسافة تبلغ 850كم تقريباً ومن حدود إمارتي الجوف وحائل جنوباً إلى حدود العراق شمالاً بمسافة تتراوح بين 120كم و 200كم 2تقريباً، وتبلغ المساحة الإجمالية للمنطقة (120744) كم تقريباً ويوجد بالمنطقة مختلف التضاريس الطبيعية والاودية مثل وادي عرعر الذي يخترق وسط المدينة ووادي اباالقور ووادي الشاظي وسويف والمرا وبدنة وبنادق والعويصي والهلالي وكل هذه الاودية شمالاً شرقياً، والسهول مثل سهل الحماد وسهل الصحن الواقعة شمال مركز العويقيلة والمرتفعات مثل مرتفعات وادي بدنة شمال مدينة عرعر.
امرؤ القيس
وقد ورد ذكر أودية الشمال في معلقة امرئ القيس المشهورة:
سمالك شوق بعدما كان اقصرا
وحلت سليمى بطن قو فعرعرا
وقد شهدت هذه الوديان والشعاب كثيراً من اخبار العرب في العصر الجاهلي وشاركت في احداث إمارتي الغساسنة في بادية الشام والمناذرة بالعراق اللتين كانتا تقومان على تخوم الامبراطوريتين الرومانية والفارسية، وقال المسيب بن علي في يوم عرعر:
خلوا سبيل بكرنا ان بكرنا
نجد سنام الاكحل المتحامل
هو القيل يمشي اخذاً بطن عرعر
بتجفافه كأنه في سراول
ومدينة عرعر واحدة من المدن التي تتميز بمقومات جيدة نظراً لأهمية موقعها الجغرافي شمال المملكة ووجودها على خط الأنابيب الذي يربطها ببعض الدول العربية وغيرها مما اكسبها مركزاً تجارياً هاماً، فانتقلت إليها بعض رؤوس الأموال وتنافس التجار وكسبها ذلك قوة تجارية، فهي محط رحال القادمين من إلى المملكة من ناحية الشمال، فالقادم من الأردن أو العراق أو سوريا لابد أن يمر بعرعروكذا القادم عن طريق الشمال الدولي قادماً من أوروبا عبر منذ الحديثة لابد ان يمر بها، ولذا فالمرء يشاهد أجناساً كثيرة من شبه الجزيرة العربية ومن أهل الشام والعراق يشتغلون بالتجارة فيها وكذا وجود منفذ جديدة عرعر ومرور حجاج العراق وتركيا ووسط آسيا عبر هذا المنفذ الهام مروراً بمدينة عرعر مما أكسبها مركزاً تجارياً هاماً، وتتمتع مدينة عرعر بفرص استثمارية كثيرة ومختلفة من خلال المتطلبات التي تحتاجها المدينة، في ظل النمو السكاني الذي يعد العامل الرئيسي في ولادة الفرص الاستثمارية فيها، كون عرعر تعتبر واحدة من أهم المدن الشمالية في المملكة العربية السعودية، خاصة انها المنفذ الوحيد على العراق، إذ تبعد عن الحدود 60كيلومترا. ويفيد هذا القرب في حالة استقرار العراق في أن تكون المدينة واحدة من أهم المنافذ الاقتصادية والتجارية السعودية على السوق العراقي، الذي يعتبر من اكبر أسواق المنطقة التجارية، في ظل احتياجات العراق الى الكثير من السلع والمواد وغيرها.
وتحظى منطقة الحدود الشمالية عامة وعرعر خاصة بالرعاية من لدن خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) وبمتابعة كريمة من صاحب السمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية (يحفظه الله)..
الفنون الشعبية
أما الفنون الشعبية فلها ألوان وطابع خاص ومنها (العرضة) والتي تستخدم على نطاق واسع وتمارس في الاحتفالات الرسمية، والدحة وهي من الفنون المعروفة عند بعض قبائل المنطقة، السامري وهو من الفنون الشعبية المشهورة، والهجيني وسمي بذلك نسبة للجمال (الهجن)وهو معروف عند رعاة الإبل، الحندة وهي لون يشبه العرضة ولكن بدون طبول، والحداء ويختص به أهل الخيل وله ألحان وظروف عديدة.
احتياجات ومطالب
ومن الاحتياجات الضرورية أن مدينة عرعر تحتاج الى مرافق عامة مختلفة، خاصة أنها تحتضن المواد الخام الهامة كالفوسفات في منطقة حزم الجلاميد، وتدشين بداية مصنع للاسمنت مؤخراً، بالإضافة الى مشروع السكة الحديدية الذي يطمح الجميع بمروره في عرعر ويأمل الأهالي ان يتم تعديل مسار السكة الحديد لتمر بمدينة عرعر وقالوا ان تجاهل السكة الحديد لعرعر امر غير مقبول لا سيما وان مرورها بها سوف ينعشها اقتصاديا ويوفر عدة فرص وظيفية لابنائها مما سيدفع بالتنمية الشاملة الى التحرك بشكل اكبر خلال الفترة المقبلة، وأشاروا أيضاً إلى أهمية نقل المياه بواسطة خط الأنابيب (التابلاين) الى منطقة الحدود الشمالية وتحويل خط التابلاين الذي كان مستخدما في نقل البترول الخام لنقل المياه المحلاة من المنطقة الشرقية، وطالبوا أيضاً إلى زيادة المنشآت الصناعية بعدما كشفت دراسة وزارة العمل مؤخراً ان المنطقة الشمالية أقل نموا من بين المناطق السعودية وبالتالي الأكثر في ازدياد نسبة البطالة التي تصل الى 25بالمائة طبقا لدراسة نشرتها مؤخرا وزارة العمل نظرا لكونها منطقة صحراوية غير زراعية وتفتقر الى وجود المنشآت الصناعية والاقتصادية ويوفر وجود مثل هذه المدن الصناعية فرصا عملية كثيرة ومعظم اهالي المنطقة يعتمدون على الرواتب... كما يطالب الأهالي بفتح منفذ جمرك الدميثة الحدودي الواقع في محافظة طريف المحاذية للاردن وقد تم بناؤه منذ سنوات وهو مكتمل التجهيزات وينتظر التشغيل فقط، ويمتاز بقربه من الحدود الاردنية والعراقية والسورية وهو منفذ مختصر للمسافرين المتوجهين الى سوريا وتركيا مباشرة وبعيد كل البعد عن العاصمة الاردنية وملتقى الطرق المزدحمة في الاردن، والجمرك سيكون عامل جذب سياحي واقتصادي للمنطقة وسيتيح فرصاً وظيفية واستثمارية لكثير من شرائح المجتمع و كذلك سيخفف العبء على جمرك الحديثة المزدحم الذي يعتبر المنفذ الوحيد لدول الخليج العربي الى بلاد الشام وتركيا وحتى أوروبا غرباً...
http://www.alriyadh.com/2007/09/21/article281603.html
"عرعر" ارتبطت نشأتها بخط التابلاين.. ومنفذ هام على العراق
جولة - عيادة الجنيدي
تقع مدينة عرعر شمال المملكة العربية السعودية، على خط عرض 30وخط طول 41، في قلب سهل صخري شاسع مكون من الحجر الجيري وعلى ارتفاع حوالي 530متر عن سطح البحر، وتبعد حوالي 1100كم عن مدينة الرياض، وحوالي 60كم عن الحدود العراقية، وبدأت نشأة منطقة الحدود الشمالية ببداية الخمسينيات من القرن الميلادي الماضي حيث قامت شركة الزيت عبر البلاد العربية (التابلاين) بتشييد مضخات عملاقة بكل من عرعر ورفحا وطريف فكانت ولادة المنطقة، فقدم إليها عدد كبير من حاضرة نجد وبعض المناطق الأخرى للعمل بالتابلاين والاتجار من وإلى الدول المجاورة فكانت بداية اكبر تجمع مدني بشمال الجزيرة العربية ثم قام أبناء البادية من العشائر بالاستقرار بالمدن ومزاولة الأعمال التجارية والانخراط بالعمل الحكومي.. وتعود نشأة مدينة عرعر العاصمة الإدارية لمنطقة الحدود الشمالية إلى أكثر من 50عاما مضت في عام 1950م، وذلك عندما تم إنشاء خط الأنابيب الذي ينقل الزيت بين رأس تنورة في المنطقة الشرقية وميناء صيدا في لبنان والذي بدأ إنشاؤه في عام 1948، وقد تم تخطيط مدينة عرعر في ذلك الحين وفق الأسلوب الشبكي الذي استخدم في جميع التجمعات التي نشأت مع مرحلة مد خط الأنابيب وتركزت الأنشطة التجارية مع امتداد الشارع العام بشكل شريطي، الأمر الذي أدى إلى أول تجمع سكاني بالمنطقة، وكان يعرف باسم (بدنة) نسبة إلى وادي بدنة الذي يمر بالمنطقة، ومن ثم تغير الاسم وسميت مدينة عرعر نسبة إلى وادي عرعر الذي يقطع المدينة من الجنوب إلى الشمال هو من أعظم أودية شمال جزيرة العرب وأشهرها تمتد فروعه من قرب جبال الجوف الشمالية (جيلان الشويحطية، وجال الأمغر)، حيث يمتد منها وادي المعتدل من أعلى روافده (عرعر)، ثم ياتيه من الغرب الأقرع من شرق الحماد، وتاتيه من الجنوب روافد أخرى، ثم يمر بين عرعر وبدنة، حيث يلتقي به وادي بدنة، ويتجه صوب الشمال الشرقي، ثم يمر بجديدة عرعر (60كلم) شمال شرق مدينة عرعر على مقربة من الحدود العراقية ثم ينعطف متجهاً صوب الشرق داخل تلك الحدود، ومدينة عرعر حديثة النمو والنشأة حيث ارتبطت نشأتها بمد خط انابيب البترول (التابلاين) الذي ينقل البترول من الخليج العربي إلى ميناء صيدا اللبناني على البحر المتوسط، ذلك المشروع الذي بدأ إنشاؤه في يناير 1948م وطوله أكثر من 1600كلم وتم توريد 350000طن من الأنابيب وعمل فيه 16000عامل واستخدمت اكثر من 3000قطعة من الآليات ومعدات البناء (حسب الإحصائيات) واكتمل بناؤه عندما تم لحام آخر انبوبين احدهما قادم من الشرق والاخر من الغرب في سبتمبر 1950م وبتكلفة قدرها مائة وخمسون مليون دولار وبعد شهرين بدأ الضخ من ابقيق وتم تحميل النفط الخام من ميناء صيدا لبنان وكانت طاقة الخط عند بداية العمل فيه 320000برميل يوميا أي ما يعادل 70بالمائة من إنتاج المملكة من النفط انذاك الا انه تم رفع طاقته في الستينيات ليصل 550000برميل يوميا وكان له أثره الكبير على المنطقة ككل.
ويشكل سكان منطقة الحدود الشمالية نحو 2.3في المائة من إجمالي سكان المملكة، حسب كتاب منطقة الحدود الشمالية (ماضيها وحاضرها) لمؤلفه (الدكتور متعب مزعل السراح الرويلي) كما عرفت المنطقة حينئذ بمحافظة خط الأنابيب أو (التابلاين)..
وتمتد منطقة الحدود الشمالية من حفر الباطن شرقاً إلى الجراني غرباً بمسافة تبلغ 850كم تقريباً ومن حدود إمارتي الجوف وحائل جنوباً إلى حدود العراق شمالاً بمسافة تتراوح بين 120كم و 200كم 2تقريباً، وتبلغ المساحة الإجمالية للمنطقة (120744) كم تقريباً ويوجد بالمنطقة مختلف التضاريس الطبيعية والاودية مثل وادي عرعر الذي يخترق وسط المدينة ووادي اباالقور ووادي الشاظي وسويف والمرا وبدنة وبنادق والعويصي والهلالي وكل هذه الاودية شمالاً شرقياً، والسهول مثل سهل الحماد وسهل الصحن الواقعة شمال مركز العويقيلة والمرتفعات مثل مرتفعات وادي بدنة شمال مدينة عرعر.
امرؤ القيس
وقد ورد ذكر أودية الشمال في معلقة امرئ القيس المشهورة:
سمالك شوق بعدما كان اقصرا
وحلت سليمى بطن قو فعرعرا
وقد شهدت هذه الوديان والشعاب كثيراً من اخبار العرب في العصر الجاهلي وشاركت في احداث إمارتي الغساسنة في بادية الشام والمناذرة بالعراق اللتين كانتا تقومان على تخوم الامبراطوريتين الرومانية والفارسية، وقال المسيب بن علي في يوم عرعر:
خلوا سبيل بكرنا ان بكرنا
نجد سنام الاكحل المتحامل
هو القيل يمشي اخذاً بطن عرعر
بتجفافه كأنه في سراول
ومدينة عرعر واحدة من المدن التي تتميز بمقومات جيدة نظراً لأهمية موقعها الجغرافي شمال المملكة ووجودها على خط الأنابيب الذي يربطها ببعض الدول العربية وغيرها مما اكسبها مركزاً تجارياً هاماً، فانتقلت إليها بعض رؤوس الأموال وتنافس التجار وكسبها ذلك قوة تجارية، فهي محط رحال القادمين من إلى المملكة من ناحية الشمال، فالقادم من الأردن أو العراق أو سوريا لابد أن يمر بعرعروكذا القادم عن طريق الشمال الدولي قادماً من أوروبا عبر منذ الحديثة لابد ان يمر بها، ولذا فالمرء يشاهد أجناساً كثيرة من شبه الجزيرة العربية ومن أهل الشام والعراق يشتغلون بالتجارة فيها وكذا وجود منفذ جديدة عرعر ومرور حجاج العراق وتركيا ووسط آسيا عبر هذا المنفذ الهام مروراً بمدينة عرعر مما أكسبها مركزاً تجارياً هاماً، وتتمتع مدينة عرعر بفرص استثمارية كثيرة ومختلفة من خلال المتطلبات التي تحتاجها المدينة، في ظل النمو السكاني الذي يعد العامل الرئيسي في ولادة الفرص الاستثمارية فيها، كون عرعر تعتبر واحدة من أهم المدن الشمالية في المملكة العربية السعودية، خاصة انها المنفذ الوحيد على العراق، إذ تبعد عن الحدود 60كيلومترا. ويفيد هذا القرب في حالة استقرار العراق في أن تكون المدينة واحدة من أهم المنافذ الاقتصادية والتجارية السعودية على السوق العراقي، الذي يعتبر من اكبر أسواق المنطقة التجارية، في ظل احتياجات العراق الى الكثير من السلع والمواد وغيرها.
وتحظى منطقة الحدود الشمالية عامة وعرعر خاصة بالرعاية من لدن خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) وبمتابعة كريمة من صاحب السمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية (يحفظه الله)..
الفنون الشعبية
أما الفنون الشعبية فلها ألوان وطابع خاص ومنها (العرضة) والتي تستخدم على نطاق واسع وتمارس في الاحتفالات الرسمية، والدحة وهي من الفنون المعروفة عند بعض قبائل المنطقة، السامري وهو من الفنون الشعبية المشهورة، والهجيني وسمي بذلك نسبة للجمال (الهجن)وهو معروف عند رعاة الإبل، الحندة وهي لون يشبه العرضة ولكن بدون طبول، والحداء ويختص به أهل الخيل وله ألحان وظروف عديدة.
احتياجات ومطالب
ومن الاحتياجات الضرورية أن مدينة عرعر تحتاج الى مرافق عامة مختلفة، خاصة أنها تحتضن المواد الخام الهامة كالفوسفات في منطقة حزم الجلاميد، وتدشين بداية مصنع للاسمنت مؤخراً، بالإضافة الى مشروع السكة الحديدية الذي يطمح الجميع بمروره في عرعر ويأمل الأهالي ان يتم تعديل مسار السكة الحديد لتمر بمدينة عرعر وقالوا ان تجاهل السكة الحديد لعرعر امر غير مقبول لا سيما وان مرورها بها سوف ينعشها اقتصاديا ويوفر عدة فرص وظيفية لابنائها مما سيدفع بالتنمية الشاملة الى التحرك بشكل اكبر خلال الفترة المقبلة، وأشاروا أيضاً إلى أهمية نقل المياه بواسطة خط الأنابيب (التابلاين) الى منطقة الحدود الشمالية وتحويل خط التابلاين الذي كان مستخدما في نقل البترول الخام لنقل المياه المحلاة من المنطقة الشرقية، وطالبوا أيضاً إلى زيادة المنشآت الصناعية بعدما كشفت دراسة وزارة العمل مؤخراً ان المنطقة الشمالية أقل نموا من بين المناطق السعودية وبالتالي الأكثر في ازدياد نسبة البطالة التي تصل الى 25بالمائة طبقا لدراسة نشرتها مؤخرا وزارة العمل نظرا لكونها منطقة صحراوية غير زراعية وتفتقر الى وجود المنشآت الصناعية والاقتصادية ويوفر وجود مثل هذه المدن الصناعية فرصا عملية كثيرة ومعظم اهالي المنطقة يعتمدون على الرواتب... كما يطالب الأهالي بفتح منفذ جمرك الدميثة الحدودي الواقع في محافظة طريف المحاذية للاردن وقد تم بناؤه منذ سنوات وهو مكتمل التجهيزات وينتظر التشغيل فقط، ويمتاز بقربه من الحدود الاردنية والعراقية والسورية وهو منفذ مختصر للمسافرين المتوجهين الى سوريا وتركيا مباشرة وبعيد كل البعد عن العاصمة الاردنية وملتقى الطرق المزدحمة في الاردن، والجمرك سيكون عامل جذب سياحي واقتصادي للمنطقة وسيتيح فرصاً وظيفية واستثمارية لكثير من شرائح المجتمع و كذلك سيخفف العبء على جمرك الحديثة المزدحم الذي يعتبر المنفذ الوحيد لدول الخليج العربي الى بلاد الشام وتركيا وحتى أوروبا غرباً...
http://www.alriyadh.com/2007/09/21/article281603.html