المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : __| هــارون الرشـــيد .. الخليفة المفترى عليه |__



أمواج الشرقية
26 Sep 2007, 10:26 PM
هارون الرشيد الخليفة المُفترى عليه؟!

نعم اخوتي مفترى عليه لقد شوهت صورة هذا الخليفة الرائع والامام التقي الورع والحاكم العادل المتصدق لكي يُطمس عليها من أعداء الاسلام والا بالله عليكم لماذا يُضرب به المثل لمن راى رجلا لاهيا مُعربدا يجمع حوله النساء الحسناوات من كل لون وحدب قائلين ( عامل فيها هارون الرشيد ؟ ) ولقد احببت اخوتي ان اجمع لكم قطوفا بسيطه من سيرته العطرة فدعونا اخوتي في مختصر شديد نعرف معا عن هذا الحاكم الصالح الذي قل ان يجود به الزمان ونسال الله ان يظله في ظله يوم لاظل الا ظله..



من هو نسبه وكنيته

هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس كنيته ابوجعفر وقد كان ترتيبه في الخلافة العباسية الخامس

ولد 148 هجرية تولى الخلافة بعد اخيه موسى الهادي عام 170الموافق 768 ميلاديه وتوفي رحمه الله 193 هجرية الموافق 809 ميلادية عن عمر يناهز خمس واربعين سنه جاءت وفاته اثناءغزوة له بطوس من خراسان ( توفي غازيا اخوتي في سبيل الله ) ودفن بها في ثالث من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة وله خمس وأربعون سنة وصلى عليه ابنه صالح..



سيرته

كان من أحسن الناس سيرة؛ في نفسه ورعيته؛ فكان يتصدق من صلب ماله في كل يوم بألف درهم؛ وكان سريع العطاء جزيله؛ يحب الفقهاء والشعراء ويعطيهم، لا يضيع لديه بر ولا معروف؛ وكان يصلى في كل يوم مائةَ ركعة تطوعا إلى أن فارق الدنيا؛ إلاّ أن تعرض له علة، وكان يحج عاما ويغزو عاما في سبيل الله وإذا حج أحج معه مائةً من الفقهاء وأبنائهم، وإذالم يحج أحج ثلاثمائة بالنفقة السابغة والكسوة التامة؛ حتى قال فيه القائل:

ألم تر أن الشمس كانت سقيمة* * فلما ولي هارونُ أشرق نورها



هارون الرشيد غازيا ومجاهدًا

كانت شهرة هارون الرشيد قبل الخلافة تعود إلى حروبه وجهاده مع الروم، فلما ولي الخلافة استمرت الحروب بينهما، وأصبحت تقوم كل عام تقريبًا، حتى إنه اتخذ قلنسوة مكتوبًا عليها: غاز وحاج
.
وقام الرشيد بتنظيم الثغور المطلة على بلاد الروم على نحو لم يعرف من قبل، وعمرها بالجند وزاد في تحصيناتها، وعزل الجزيرة وقنسرين عن الثغور، وجعلها منطقة واحدة، وجعل عاصمتها أنطاكية، وأطلق عليها العواصم، لتكون الخط الثاني للثغور الملاصقة للروم، ولأهميتها كان لا يولي عليها إلا كبار القادة أو أقرب الأقربين إليه، مثل "عبد الملك بن صالح" ابن عم أبي جعفر المنصور أو ابنه المعتصم

وعمّر الرشيد بعض مدن الثغور، وأحاط كثيرًا منها بالقلاع والحصون والأسوار والأبواب الحديدية، مثل: قلطية، وسميساط، ومرعش، وكان الروم قد هدموها وأحرقوها فأعاد الرشيد بناءها، وأقام بها حامية كبيرة، وأنشأ الرشيد مدينة جديدة عرفت باسم "الهارونية" على الثغور.


وأعاد الرشيد إلى الأسطول الإسلامي نشاطه وحيويته، ليواصل ويدعم جهاده مع الروم ويسيطر على الملاحة في البحر المتوسط، وأقام دارًا لصناعة السفن، وفكّر في ربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط، وعاد المسلمون إلى غزو سواحل بحر الشام ومصر، ففتحوا بعض الجزر واتخذوها قاعدة لهم، مثلما كان الحال من قبل، فأعادوا فتح "رودس" سنة (175هـ= 791م)، وأغاروا على أقريطش "كريت" وقبرص سنة (190هـ= 806م).

واضطرت دولة الروم أمام ضربات الرشيد المتلاحقة إلى طلب الهدنة والمصالحة، فعقدت "إيريني" ملكة الروم صلحًا مع الرشيد، مقابل دفع الجزية السنوية له في سنة (181هـ= 797م)، وظلت المعاهدة سارية حتى نقضها إمبراطور الروم، الذي خلف إيريني في سنة (186هـ = 802م)، وكتب إلى هارون: "من نقفور ملك الروم إلى ملك العرب، أما بعد فإن الملكة إيريني التي كانت قبلي أقامتك مقام الأخ، فحملت إليك من أموالها، لكن ذاك ضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها، وافتد نفسك، وإلا فالحرب بيننا وبينك".

فلما قرأ هارون هذه الرسالة ثارت ثائرته، وغضب غضبًا شديدًا،وامر بقلم وكتب على ظهر رسالة الإمبراطور: "من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه دون أن تسمعه، والسلام".

وخرج هارون بنفسه في (187 هـ= 803م)، حتى وصل "هرقلة" وهي مدينة بالقرب من القسطنطينية، واضطر نقفور إلى الصلح والموادعة، وحمل مال الجزية إلى الخليفة كما كانت تفعل "إيريني" من قبل، ولكنه نقض المعاهدة بعد عودة الرشيد، فعاد الرشيد إلى قتاله في عام (188هـ= 804م) وهزمه هزيمة منكرة، وقتل من جيشه أربعين ألفا، وجُرح نقفور نفسه، وقبل الموادعة، وفي العام التالي (189هـ=805م) حدث الفداء بين المسلمين والروم، ولم يبق مسلم في الأسر، فابتهج الناس لذلك.

غير أن أهم غزوات الرشيد ضد الروم كانت في سنة ( 190 هـ= 806م)، حين قاد جيشًا ضخماً عدته 135 ألف جندي ضد نقفور الذي هاجم حدود الدولة العباسية، فاستولى المسلمون على حصون كثيرة، كانت قد فقدت من أيام الدولة الأموية، مثل "طوانة" بثغر "المصيصة"، وحاصر "هرقلة" وضربها بالمنجنيق، حتى استسلمت، وعاد نقفور إلى طلب الهدنة، وخاطبه بأمير المؤمنين، ودفع الجزية عن نفسه وقادته وسائر أهل بلده، واتفق على ألا يعمر هرقلة مرة أخرى

وقد اتسعت رقعة الخلافة الإسلامية في عصره؛ حتى بلغت مشارق الأرض ومغاربها؛ وكانت الأموال تحمل من جميع الأقاليم- بعد تكفية الجيوش- إلى بيت المال على بعد المسافة، وكان يستلقي على قفاه وينظر إلى السحابة، فيقول: اذهبي إلى حيثُ شئت؛ خراجُك يأتيني يإذن الله
.
اما عن حبه لمجالسة العلماء والصالحين وتواضعه للعلماء واهل الدين فحدث عنه ولا حرج وكان شديد البكاء اذا وٌعظ حتى انه احيانا كان يٌغشى عليه ..



قصته مع ابو معاوية الضرير وكان عالما فقيها

قال أبو معاوية الضرير: ما ذكرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين يدي الرشيد إلا قال صلى الله على سيدي وحدثته بحديثه صلى الله عليه وآله وسلم "ووددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحي فأقتل" فبكى .

ا ستدعاني الرشيد إليه ليسمع مني الحديث؛ فما ذكرت عنده حديثا إلا قال: صلى الله عليه وسلم على سيدي؛ وإذا سمع فيه موعظة بكى حتى يبل الثرى؛ وأكلت عنده يوما ثم قمت لأغسل يديّ ، فصب الماء عليّ وأنا لا أراه ، ثم قال: يا أبا معاوية أتدري من يصب عليك الماء؟ قلت: لا. قال: يصب عليك أميرُ المؤمنين. قال أبو معاوية: فدعوت له... فقال انما اردت تعظيم العلم.


.
هارون والفضيل بن العياض-أحد أئمة السلف

قال للفضيل بن العياض يوما عظني ؟

فقلت: يا حسن الوجه حساب الخلق كلهم عليك، فجعل يبكي ويشهق، فرددت عليه وهو يبكي
قال الفضيل: استدعاني الرشيد يوما وقد زخرف منـزله وأكثر الطعام والشراب واللذات فيها ثم استدعى أبا العتاهية ؛ فقال له: صف لنا ما نحن فيه من العيش والنعيم فقال:

عش ما بدا لك سالمـــــا* * * * في ظل شـاهقة القصور
تجري عليك بما اشتهيت* * * * من الرواح إلى البكــور
فإذا النفــوس تقعقعـــت* * * *عن ضيق حشرجة الصدور
فهناك تعلـــم موقنــــــا* * * * *ما كنت إلا في غــرور
.
قال فبكى الرشيد بكاء كثيرا شديدا فقال له الفضل بن يحيى: دعاك أمير المؤمنين لتسرَّه فأحزنته، فقال له الرشيد: دعه فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا عمى.
.
و قال ذات مرة لأبي العتاهية عظني بأبيات من الشعر وأوجز فانشد يقول

لا تأمن الموتَ في طرف ولا نفس** ولو تمتعت بالحجاب والحـرس

واعلم بأن سهام المـوت صائـبةٌ ** لكل مدَّرعٍ منـها ومتـرس

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها** إن السفينة لا تجري على اليبس

فخر الرشيد مغشيا عليه.


هارون وابن السماك

وبعث هارون الرشيد إلى ابن السماك وكان من ائمة السلف الصالح ، فدخل عليه وعنده يحيى بن خالد ، فقال يحيى: إن أمير المؤمنين أرسل إليك لما بلغه من صلاح حالك في نفسك وكثرة ذكرك لربك عز وجل ودعائك للعامة؛ فقال ابنُ السماك أما ما بلغ أميرَ المؤمنين من صلاحنا في أنفسنا فذلك بستر الله علينا؛ فلو اطلع الناس على ذنب من ذنوبنا لما أقدم قلبٌ لنا على مودة ولا جرى لسانٌ لنا بمدحة؛ وإني لأخاف أن أكون بالستر مغرورا وبمدح الناس مفتونا وإني لأخاف أن أهلك بهما وبقلة الشكر عليهما وطلب الرشيد ماء ليشرب ، ثم قال لابن السماك : عظني ؟ فقال له: بالله عليك يا أمير المؤمنين لو مُنعت هذه الشربة بكم تشتريها؟ قال بنصف ملكي، قال: لو مُنعت خروجَها بكم كنت تشتريه؟ قال بنصف ملكي الآخر ، فقال إن ملكا قيمته شربة ماء وبولة لجدير أن لا يٌنافس فيه فبكى هارون بكاءا شديدا .

وقال له ابن السماك يوما: إنك تموت وحدك وتدخل القبر وحدك وتبعث منه وحدك ، فاحذر المقامَ بين يدي الله عز وجل والوقوفَ بين الجنة والنار؛ حين يؤخذ بالكَظَم ، وتزل القدم، ويقع الندم ، فلا توبةٌ تقبل ولا عثرةٌ تقال، ولا يقبل فداءٌ بمال.
فجعل الرشيد يبكي حتى علا صوته فقال يحيى بن خالد له: يا ابن السماك لقد شققت على أمير المؤمنين الليلة فقام فخرج من عنده وهو يبكي وينتحب.

وفاته

وفي عام192 هـ= 808م خرج إلى "خراسان" لإخماد بعض الفتن والثورات التي اشتعلت ضد الدولة، فلما بلغ مدينة "طوس" اشتدت به العلة ومَِرض مرض الموت

ولما آذن هارون بالرحيل واحس بدنو الاجل أمر بحفر قبره في حياته وحُمل حتى نظر إليه ، فجعل يقول: إلى هنا تصير يا ابن آدم ويبكي؛ وأمر أن يوسع عند صدره وأن يمد من عند رجليه،

ثم جعل يقول: ما أغنى عنى ماليه ، هلك عنى سلطانيه ويبكي .


وقيل إنه لما احتضر قال اللهم انفعنا بالإحسان واغفر لنا الإساءة
يا من لا يموت ارحم من يموت

وتُوفي في (3 من جمادى الآخر 193هـ - 4 من إبريل 809م) بعد أن قضى في الخلافة أكثر من ثلاث وعشرين سنة، عدت العصر الذهبي للدولة العباسية



إن فضائل الرشيد ومكارمه كثيرة جدا ، وإنما ذكرنا نموذجا من سيرته و بعضا من أخباره لتدل على مآثِره العظيمة؛ التي حفظها التاريخ وعرفها له كل مسلم صادق؛ فقد كان رجلا صالحا وليس كما ينشره عنه أهل الإفك والبهتان من أنه كان صاحب لهو ولعب ونساء ومجون
بل هو الحاج الغازي الإمام الورع العابد التقي ، وإنما لفق له هذه التهمَ أهلُ الأهواء والضلال واعداء الدين الذين غاظهم بفتوحه ؛ وشدته على المخالفين لسنة النبي صلى الله عليه وسلم
فكم قمع الله به من فتن ..

حتى كان الفضيلُ بنُ عياض يقول: ليس موتُ أحدٍ أعزَّ علينا من موت الرشيد لما أتخوف بعده من الحوادث وإني لأدعو الله أن يزيد في عمرِه من عمري.

فلما مات الرشيد وظهرت الفتن والحوادث والاختلافات وظهر القول بخلق القرآن وهل القرآن كلام الله ام خلق ممن خلق الله عرفنا ما كان يتخوف الفضيل منه فقد اضٌطهد كثير من العلماء والفقهاء في هذه المحنة واُذووا بسببها وسُجنوا ومنهم على سبيل المثال الامام احمد بن حنبل فهذه الفتنة كان من الصعب عليها ان تولد في عهد هارون الرشيد ومما لاشك فيه أن هناك على مر العصور .

أناسا من الحاقدين ومروجي الاشاعات وصورةً تتكرر في كل زمان ومكان ؛ كلما رأوا إماما من أئمة الدين؛ نصر الله به السنة ، وأعز به الأمة ، وأعلى به كلمة الاسلام والتوحيد قاموا إليه بالكذب والتشويه وتلفيق التهم.

{وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً } النساء112


أعجبني الموضوع فنقلته من البريد .. :)

الكتراز
26 Sep 2007, 11:00 PM
الله يرزقنا بقائد مثل هارون الرشيد
وجزاك الله بالخير والبركة
شكرا على النقل

المديرالسعودي
26 Sep 2007, 11:35 PM
امواج الشرقيه
ماقصرتي
جزاك الله خير

أمواج الشرقية
27 Sep 2007, 03:16 AM
الكتراز ..
المدير السعودي ..

يا هلا والله ^_^

رفحاوي
27 Sep 2007, 03:49 AM
الله يرحمه ويغفر له ويتجاوز عنه ...

اعلامنا صار يصور السلف الصالح صور سيئة ...

دائماً أتذكر زوجته زبيدة رحمها الله التي بنت البرك على طريق زبيدة والذي يسلكه الحجاج من بغداد الى مكة ...

لم تضيع مالها بالحلي والفساتين والقصور واللهو ...


جزاك الله خير امواج الشرقية على النقل المفيد ...

بــرسـتـيـــج
27 Sep 2007, 04:27 AM
من اللي أفترى عليه؟ :-/
لم أسمع اي محاولات تشويه مؤخرا

ليث
27 Sep 2007, 07:10 AM
شكرا امواج على نقل السيره المعطره