أمواج الشرقية
02 Oct 2007, 08:00 PM
فاطمة القحطاني
حالة فردية..؟
لا أفهم مبرراً لهذه العصبية التي نتعامل بها إزاء بعض ما ينشر في مجتمعنا، ولا أفهم سبباً مقنعاً للرد الجاهز من قبل أي مسؤول في منصب مهم بأن كل شيء تمام وتحت السيطرة، حتى إذا ما انكشف المستور، بدأنا وكأننا في عالم آخر.
حدث ذلك عند مشكلة الإبل النافقة، التي نامت طويلاً، حتى تفضلت الزراعة بالاعتراف بأنها بسبب النخالة، وحدث ذلك بعد ضجة ارتفاع الأسعار وشكاوى الغلاء، ولكن أن يحدث ذلك بسبب ضجة لحلقة من مسلسل تليفزيوني فهذا يعني أننا أصبحنا ضيقي الصدور ولم نعد نتحمل كلمة نقد واحدة، وأن كل ما نتشدق به هو كلام في الهواء.
المؤسف أننا لا نسعى لحوار جاد حول الكثير من المشاكل التي تهز مجتمعنا، وتشوه صورته، حتى ولو كانت قليلة الحدوث أو نادرة، والمؤسف أننا في كل مرة نهرب من مناقشة الحلول ودائماً باسم العادات والتقاليد، لدرجة أن البعض يكتفي بالصمت وهو يشاهد أو يسمع.. خاصة فيما يتعلق بملفات حقوق الإنسان والمرأة تحديداً.
قبل أيام نشرت صحف محلية خبراً عن ذلك الرجل الذي ذهب إلى إحدى محاكم الرياض بطلب طلاق زوجته بدعوى أنها أقدمت على «معصية الخلوة بالرجال» أثناء مشاهدتها أحد البرامج التلفزيونية الفضائية واختلت وحيدة بجهاز التلفزيون وفيه رجال غير محارم لها بأحد البرامج. كما قال،، وحسناً فعل قاضي المحكمة الذي اعتبر طلبه غير منطقي وأن مشاهدة الزوجة للتلفزيون لا تعد «خلوة غير شرعية.»
ورغم أن الزوج رفض طلب القاضي بمراجعة نفسه بعدم وقوع الطلاق قبل توقيع صكه وتوقيع الشهود عليه، وأن طلبه غير مقبول لمحاسبة الزوجة عليه، وأصرّ على الطلاق، إلا أن موضوعاً كذلك يشير إلى عقليات لا تزال موجودة، ويجب إظهارها أمامنا ولا مانع من محاكمة مثل هذا الآراء وإدانتها أمام الرأي العام.
وقبل ذلك أيضاً بأيام، اقتحمت سيدة سعودية مركز شرطة حفر الباطن بسلاح رشاش، قبل أن يتمكن رجال الأمن من إقناعها بتسليمه، نتيجة قيام زوجها بخطف رضيعتها والمعاملة الصعبة التي كانت تتلقاها منه ومن أسرته.والتي وصلت لدرجة حجزها في غرفة منفردة فوق سطح المنزل الذي يسكن فيه.. وأخيراً لم تجد حلاً سوى محاولة الانتحار مرتين.
أعرف أن هناك من سيقول، إنها حالات فردية ولا يجب تعميمها، وهنا جوهر آخر للمشكلة، فإننا نعاني من سلبية الاكتفاء بالسكوت، أو أن هناك من يخرج علينا في كل مرة وعند أي مصيبة، ليعتبر أن أي خلل اجتماعي في السلوك أو الفكر حالة شاذة، دون أن يحاول أحد الاعتراف بالحقيقة المرة ومواجهة الوضع، وبعد ذلك تفنيد مثل هذه الأفكار التي تسيء لديننا أولاً ثم لقيمنا الحقيقية، ثم لأنفسنا ومجتمعنا كله. الكثير منا يتحدث عن الشفافية والصراحة والوضوح، لكن الأقوال شيء والأفعال شيء آخر، إن الحاجة الاجتماعية والنفسية وصورتنا أمام أنفسنا وأمام العالم يجب أن تصحح، وترتيب البيت من الداخل أحق بأن يتبع، نحتاج لأن نكون طبيعيين نتشارك الحياة مع العالم بكل مشاكله وتعقيداته. ولا نتشدق بإلقاء اللوم والتهم على آخرين قد لا نعرفهم.
جريدة اليوم .. اليوم
حالة فردية..؟
لا أفهم مبرراً لهذه العصبية التي نتعامل بها إزاء بعض ما ينشر في مجتمعنا، ولا أفهم سبباً مقنعاً للرد الجاهز من قبل أي مسؤول في منصب مهم بأن كل شيء تمام وتحت السيطرة، حتى إذا ما انكشف المستور، بدأنا وكأننا في عالم آخر.
حدث ذلك عند مشكلة الإبل النافقة، التي نامت طويلاً، حتى تفضلت الزراعة بالاعتراف بأنها بسبب النخالة، وحدث ذلك بعد ضجة ارتفاع الأسعار وشكاوى الغلاء، ولكن أن يحدث ذلك بسبب ضجة لحلقة من مسلسل تليفزيوني فهذا يعني أننا أصبحنا ضيقي الصدور ولم نعد نتحمل كلمة نقد واحدة، وأن كل ما نتشدق به هو كلام في الهواء.
المؤسف أننا لا نسعى لحوار جاد حول الكثير من المشاكل التي تهز مجتمعنا، وتشوه صورته، حتى ولو كانت قليلة الحدوث أو نادرة، والمؤسف أننا في كل مرة نهرب من مناقشة الحلول ودائماً باسم العادات والتقاليد، لدرجة أن البعض يكتفي بالصمت وهو يشاهد أو يسمع.. خاصة فيما يتعلق بملفات حقوق الإنسان والمرأة تحديداً.
قبل أيام نشرت صحف محلية خبراً عن ذلك الرجل الذي ذهب إلى إحدى محاكم الرياض بطلب طلاق زوجته بدعوى أنها أقدمت على «معصية الخلوة بالرجال» أثناء مشاهدتها أحد البرامج التلفزيونية الفضائية واختلت وحيدة بجهاز التلفزيون وفيه رجال غير محارم لها بأحد البرامج. كما قال،، وحسناً فعل قاضي المحكمة الذي اعتبر طلبه غير منطقي وأن مشاهدة الزوجة للتلفزيون لا تعد «خلوة غير شرعية.»
ورغم أن الزوج رفض طلب القاضي بمراجعة نفسه بعدم وقوع الطلاق قبل توقيع صكه وتوقيع الشهود عليه، وأن طلبه غير مقبول لمحاسبة الزوجة عليه، وأصرّ على الطلاق، إلا أن موضوعاً كذلك يشير إلى عقليات لا تزال موجودة، ويجب إظهارها أمامنا ولا مانع من محاكمة مثل هذا الآراء وإدانتها أمام الرأي العام.
وقبل ذلك أيضاً بأيام، اقتحمت سيدة سعودية مركز شرطة حفر الباطن بسلاح رشاش، قبل أن يتمكن رجال الأمن من إقناعها بتسليمه، نتيجة قيام زوجها بخطف رضيعتها والمعاملة الصعبة التي كانت تتلقاها منه ومن أسرته.والتي وصلت لدرجة حجزها في غرفة منفردة فوق سطح المنزل الذي يسكن فيه.. وأخيراً لم تجد حلاً سوى محاولة الانتحار مرتين.
أعرف أن هناك من سيقول، إنها حالات فردية ولا يجب تعميمها، وهنا جوهر آخر للمشكلة، فإننا نعاني من سلبية الاكتفاء بالسكوت، أو أن هناك من يخرج علينا في كل مرة وعند أي مصيبة، ليعتبر أن أي خلل اجتماعي في السلوك أو الفكر حالة شاذة، دون أن يحاول أحد الاعتراف بالحقيقة المرة ومواجهة الوضع، وبعد ذلك تفنيد مثل هذه الأفكار التي تسيء لديننا أولاً ثم لقيمنا الحقيقية، ثم لأنفسنا ومجتمعنا كله. الكثير منا يتحدث عن الشفافية والصراحة والوضوح، لكن الأقوال شيء والأفعال شيء آخر، إن الحاجة الاجتماعية والنفسية وصورتنا أمام أنفسنا وأمام العالم يجب أن تصحح، وترتيب البيت من الداخل أحق بأن يتبع، نحتاج لأن نكون طبيعيين نتشارك الحياة مع العالم بكل مشاكله وتعقيداته. ولا نتشدق بإلقاء اللوم والتهم على آخرين قد لا نعرفهم.
جريدة اليوم .. اليوم