وشـــــنوح
03 Oct 2007, 08:53 AM
الحمد لله على كل حال !
جلست مع شيخي أبو عرب فثنيت ركبتي أمامه وقلت له علمني علماً لا يعلّم , ودرساً لا يدرّس لعلي أحفظ شيءً منك , ابتسم شيخي الموقر وأمال رأسه نحو اليمين وقام فمشى ثلاث خطوات وقال : سأخبرك بأمرٍ تراه ولا تعرفه , تعلمه وفي نفس الوقت تجهله , تعملهُ و تكرهه
أفـ إن يتغير الإنسان ! .. فالتغير شيء جميل .. و لكن التغير لا يرتبط في شهر محدد !
بعد أيام قليله سيبدأ الجميع بتعليق أقنعتهم في دولاب الأقنعة السحري , وستختفي الصور الإسلامية والآيات الربانية والأحاديث النبوية من كل توقيعٍ وصوره , ومن كل رد , وستخلو سطوره من (اللهم إني صائم) وستنجلي الغمة , وستنزع دماثة الخلق مكرهه وتبدل بسوئها , فتحضر الشتيمة وأختها النميمة .
ويأتي العيد , فنلبس قناع التسامح والعفو عند المقدرة , كلنا نستغل هذا القناع العيدي ونسامح من أخطأنا فعله , والمخطئ ينتهز الفرصة , ويعتذر لمن أخطأ بحقه , فالمخطئون يستغفرون في هذا الموسم فيغفر لهم , فتصبح الحياة جميله حينها , وتخرج هالةً طاهرةً كبيره من كل النفوس .
إن في مجتمعنا هذا , تعددت الأقنعة والملامح واحده , فأصبح الكل يملك هذا الصندوق السحري , حيث يوجد لكل مناسبةٍ قناع ( قناع رمضان , قناع العيد , قناع الحب , قناع الأم , قناع الصحة , قناع العمل ) كثيرة الأقنعة التي نملكها ولا نستفيد منها إلا في وقتها ونرميها بعد ذلك .
لو أن هذه الأقنعة سقطت في يد عبقريٍ مثلي لقام بدمجها وصناعة قناع واحد منها , لو أمعنت النظر في قناعي الجامع هذا الذي أمامك , لوجدت قناع رمضان وقناع العيد وجميع الأقنعة الأخرى لبستها معاً .
هناك أقنعه موسمية أخرى , قناع الحب , فـ أنا لا أحب النساء كثيراً كما تعلم , ولكن في عيد الفالنتاين , اخرج قناع الفالنتيان فأجد حبيبتي بالصدفة , و هناك قناع جديد رائج حالياً بين الأطفال قبل الكبار , هو قناع الأم , فلا نتغنى بالأم ولا نذكر أفضالها إلى إذا لبسنا هذا القناع وتحديداً في عيد الأم !!
حتى على المستوى الرسمي في البلاد , الكل يلبس أقنعته على الملأ , فالتلفاز يمنع الأغاني ويبث البرامج الدينية والمسلسلات الصحابية فقط في موسم رمضان !
هذا هو عالمنا , قليل من يعيش خارج هذا العالم , قليل من هم كمثلي , فـ أنا كما تعلم قناعي وقناعتي واحده , ممزوجة من جميع الأقنعة , وما هذا الشهر إلا عرض مغري و بالنسبةِ لي هي 30 يوم لا أأكل فيها ولا أشرب حتى المغرب فقط , فكل الشهور هي رمضان , وكل المواسم هي العيد , وكل الأيام هي الحب , هذا هو سلوكي بكشلٍ عام فأنا على موجة واحده طوال العام كما ترى , فأنا متصالح مع نفسي كثيراً , عكسك تماماً .. خصوصاً في الحلال والحرام .
هنا امعنت النظر جيداً في شيخي الفاضل وقلت لك
حفظك الله .. في الصميم يا أبا عرب
جلست مع شيخي أبو عرب فثنيت ركبتي أمامه وقلت له علمني علماً لا يعلّم , ودرساً لا يدرّس لعلي أحفظ شيءً منك , ابتسم شيخي الموقر وأمال رأسه نحو اليمين وقام فمشى ثلاث خطوات وقال : سأخبرك بأمرٍ تراه ولا تعرفه , تعلمه وفي نفس الوقت تجهله , تعملهُ و تكرهه
أفـ إن يتغير الإنسان ! .. فالتغير شيء جميل .. و لكن التغير لا يرتبط في شهر محدد !
بعد أيام قليله سيبدأ الجميع بتعليق أقنعتهم في دولاب الأقنعة السحري , وستختفي الصور الإسلامية والآيات الربانية والأحاديث النبوية من كل توقيعٍ وصوره , ومن كل رد , وستخلو سطوره من (اللهم إني صائم) وستنجلي الغمة , وستنزع دماثة الخلق مكرهه وتبدل بسوئها , فتحضر الشتيمة وأختها النميمة .
ويأتي العيد , فنلبس قناع التسامح والعفو عند المقدرة , كلنا نستغل هذا القناع العيدي ونسامح من أخطأنا فعله , والمخطئ ينتهز الفرصة , ويعتذر لمن أخطأ بحقه , فالمخطئون يستغفرون في هذا الموسم فيغفر لهم , فتصبح الحياة جميله حينها , وتخرج هالةً طاهرةً كبيره من كل النفوس .
إن في مجتمعنا هذا , تعددت الأقنعة والملامح واحده , فأصبح الكل يملك هذا الصندوق السحري , حيث يوجد لكل مناسبةٍ قناع ( قناع رمضان , قناع العيد , قناع الحب , قناع الأم , قناع الصحة , قناع العمل ) كثيرة الأقنعة التي نملكها ولا نستفيد منها إلا في وقتها ونرميها بعد ذلك .
لو أن هذه الأقنعة سقطت في يد عبقريٍ مثلي لقام بدمجها وصناعة قناع واحد منها , لو أمعنت النظر في قناعي الجامع هذا الذي أمامك , لوجدت قناع رمضان وقناع العيد وجميع الأقنعة الأخرى لبستها معاً .
هناك أقنعه موسمية أخرى , قناع الحب , فـ أنا لا أحب النساء كثيراً كما تعلم , ولكن في عيد الفالنتاين , اخرج قناع الفالنتيان فأجد حبيبتي بالصدفة , و هناك قناع جديد رائج حالياً بين الأطفال قبل الكبار , هو قناع الأم , فلا نتغنى بالأم ولا نذكر أفضالها إلى إذا لبسنا هذا القناع وتحديداً في عيد الأم !!
حتى على المستوى الرسمي في البلاد , الكل يلبس أقنعته على الملأ , فالتلفاز يمنع الأغاني ويبث البرامج الدينية والمسلسلات الصحابية فقط في موسم رمضان !
هذا هو عالمنا , قليل من يعيش خارج هذا العالم , قليل من هم كمثلي , فـ أنا كما تعلم قناعي وقناعتي واحده , ممزوجة من جميع الأقنعة , وما هذا الشهر إلا عرض مغري و بالنسبةِ لي هي 30 يوم لا أأكل فيها ولا أشرب حتى المغرب فقط , فكل الشهور هي رمضان , وكل المواسم هي العيد , وكل الأيام هي الحب , هذا هو سلوكي بكشلٍ عام فأنا على موجة واحده طوال العام كما ترى , فأنا متصالح مع نفسي كثيراً , عكسك تماماً .. خصوصاً في الحلال والحرام .
هنا امعنت النظر جيداً في شيخي الفاضل وقلت لك
حفظك الله .. في الصميم يا أبا عرب