المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات حول الأحداث الراهنة



أبو شذا
24 Mar 2003, 03:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
ولنا مع الأحداث الراهنة وقفات :
الوقفة الأولى : أن نعلم أن هذه الحرب لها أهداف معلنة ، وأهداف غير معلنة منها حماية أمن ما تسمى إسرائيل ، والسيطرة على اقتصاديات المنطقة ، ولا ننسى البعد الديني لهذه الحرب ولعل ضرب مواقع أنصار السنة أقرب مثال .

الوقفة الثانية : ما من شك في أن النظام العراقي نظام ضالٌّ مستبدّ ولكن في المقابل نلحظ ذلك الكيل بمكيالين تجاه هذه القضية والشعب العراقي المسلم المظلوم في مقابل قضية الاحتلال اليهودي لأرض فلسطين وتملك اليهود هناك لما تسمى بأسلحة الدمار الشامل .

الوقفة الثالثة : لا بدَّ من تصحيح مفهوم الإسلام في النفوس وأن توجّه الأمة لطلب النصر من الله تعالى ، وأن يرسّخ مفهوم التوكّل عند الناس ، ولنعلم أنَّ من أسباب الخذلان الذنوب والمعاصي وفي الحديث القدسي ( إذا عصاني من يعرفني سلّطت عليه من لا يعرفني ) .

الوقفة الرابعة : الجهاد هو ذروة سنام الإسلام ، والشهادة ليست موتاً بل حياة و فضل من الله ، وعلى من تقع عليهم المسؤولية أن يحيوا الجهاد في نفوس الأمة ، وعلينا أن نأخذ الجهاد بمفهومه الواسع من بذل النفس والمال والكلمة والجهد وغيره حسب الاستطاعة والحال في سبيل رفع كلمة الله عالياً ، والإعداد لذلك .

الوقفة الخامسة : على الحكومات المسلمة أن تقوم بما يجب عليها من نصرة الدين والعمل الدؤوب لحماية المسلمين مستنيرين بالكتاب والسنة ، وأن يقوم من لهم الولاية بفعل أفضل وسائل المدافعة والعمل لهذا الدين وأن يرجع في أمر الجهاد لمن لديه العلم والإمامة في الدين ومعرفة الواقع والمصلحة ومقتضياتها .

الوقفة السادسة : الحذر في زمن الفتنة خصوصاً في مسألة الولاء والبراء ، وفي مسألة الدماء واستحلالها بالتأويل ، والتنبه إلى خطورة توسيع دائرة الفتنة ومحاولة جر المسلمين لمواجهات يريدها الأعداء ، وأن نثبت على هذا الدين ولا نحيد عنه في هذه الفتن حتى لا نزلّ ثم نحاول الرجوع لمواقفنا فلا نستطيع .

الوقفة السابعة : الحذر من قضية التكفير وإشاعة الخلاف بين المسلمين ونشر الشائعات والأخبار المغرضة ، وعلينا بالتعاون والتناصر بيننا كمسلمين ، ولابد من القفز على المصالح الفردية لتحقيق المصلحة العامة .

الوقفة الثامنة : السير قدماً في جانب الدعوة لهذا الدين العظيم ، واستثمار الأحداث في نشر الوعي وتربية النفوس على الدين وتعميق الشعور بالانتماء إليه والتضحية في سبيله .

الوقفة التاسعة : مما يطمئن النفوس العلم بأن الله تعالى ليس غافلاً عمّا يعمل الظالمون وإنما يؤخرهم ليومٍ تشخص فيه الأبصار ، وعلينا أن نعلم حقيقة الحياة وأن العبرة بالعاقبة والمآل ، وإليك من الرعيل الأول هذا المثال : فقد مضى بلال ، ومعذّب بلال ، ولكن السؤال ، أين الآن بلال ؟ وأين الآن معذّب بلال ؟

الوقفة العاشرة : الدين الإسلامي دين عدل ورحمة ، يأخذ على المعتدي ، ويعامل الناس بالقسط ، ولكن كثيراً من الأمم الكافرة تطغى وتتكبر في الأرض ومن سنن الله في هذه الحياة أن الأمم إذا طغت وتجبّرت فإن الله سبحانه وتعالى يأخذها أخذ عزيزٍ مقتدر .

الوقفة الحادية عشرة : الإيمان بالقضاء والقدرمن أركان الإيمان ، فليعلم المسلم أنَّ ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأن نعلم أن عاقبة هذا الأمر لعباد الله الصالحين فعلينا بالتفاؤل المصحوب بالعمل وأن نشتغل بالممكن وباستفراغ الوسع آخذين مبدأ التشاور والتواصي بالحق والصبر ، والنصر بإذن الله للإسلام وأهله ولكن على الأمة أن تتهيأ لاستقبال النصر بالاعتصام بالله والرجوع إلى الدين الحق ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

الوقفة الثانية عشرة : الدعاء سلاح المؤمن فعلينا أن نلح في الدعاء ولا نستبطئ الإجابة ، فاللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلّى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أم أحمد
24 Mar 2003, 03:46 PM
"يا ايها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الادبار (15) ومن يُولهم يومئذٍ دبره الا متحرفا لقتالٍ او متحيزاً الى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير (16)فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت اذ رميتَ ولكن الله رمى وليُبلي المؤمنين منه بلاءً حسنا إن الله سميعٌ عليم(17) الانفال

اللهم بسطوة جبروت قهرك و بسرعة اغاثة نصرك و بغيرتك لانتهاك حرماتك و بحمايتك لمن احتمى بآياتك نسألك يا الله يا قريب يا سميع يا مجيب يا سريع يا جبار يا منتقم يا قهار يا شديد البطش يا من لا يعجزه قهر الجبابره و لا يعظم عليه هلاك المتمرده من الملوك و الاكاسره أن تجعل كيد من كاد الاسلام و المسلمين في نحره و مكر من مكر بالمسلمين عائدا اليه و حفرة من حفر للمسلمين واقعا فيها و من نصب للمسلمين شبكة الخداع اجعله يا ربي مسافا اليها و مصادا فيها و أسيرا لديها اللهم اكفنا العدا و لقهم الردى و اجعلهم لكل حبيب فدا و سلط عليهم عاجل النقمة في اليوم و الغدا اللهم بدد شملهم اللهم فرق جمعهم اللهم أقلل عددهم اللهم فل حدهم اللهم اجعل الدائرة عليهم اللهم أرسل العذاب اليهم اللهم أخرجهم عن دائرة الحلم و اسلبهم مدد الأمهال و غل أيديهم واربط على قلوبهم و لا تبلغهم الآمال اللهم مزقهم كل ممزق مزقته لأعدائك انتصارا لأنبيائك و رسلك و أوليائك اللهم انتصر لنا انتصارك لاحبابك على أعدائك اللهم لا تمكن الاعداء فينا و لا تسلطهم علينا بذنوبنا .. اللهم قنا شر الاسوأ و لا تجعلنا محلا للبلوى اللهم أعطنا أمل الرجاء و فوق الأمل يا الله يا من بفضله لفضله نسأل نسألك الاجابه يا من أجاب نوحا في قومه يا من نصر ابراهيم على أعدائه يا من رد يوسف على يعقوب يا من كشف ضر أيوب يا من أجاب دعوة زكريا يا من قبل تسبيح يونس نسألك بأسرار أصحاب هذه الدعوات المستجابات ان تتقبل ما به دعوناك و أن تعطينا ما سألناك لا اله الا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين انقطعت آمالنا و عزتك الا منك و خاب رجاؤنا و حقك الا فيك ..عدت العادون و جاروا و رجونا الله مجيرا و كفى بالله و ليا و كفى بالله نصيرا حسبنا الله و نعم الوكيل و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم فقطع دابر القوم الذين ظلموا و الحمد لله رب العالمين.
اللهم امين ..

شكرا لك اخوي ابوشذا بان جعلتني ادعوا لاهؤلاء الظالين
والله يعطيك العافيه يارب ..

الملك الضليل
24 Mar 2003, 05:55 PM
الأخ/ أبو شذا....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.....
كم تعودنا منك.. مواضيع مهمه.. وكلمات مفيدة... أنت أخي تتكلم بموضوع نحتاجه جميعاً.. نحتاج التباحث فيه.. شكراً أخي على أهتمامك بمثل هذه المواضيع..جعل الله هذه الكلمات في موازين حسناتك

أخوك/ الذيب الاحمر

أبو المثنَى
24 Mar 2003, 06:55 PM
كما تعودنا منك يا أبا شذا
و جزاك الله خيرا

سراب
24 Mar 2003, 09:31 PM
السلام عليكم
وكعادته ابو شذا يتحفنا بهذا الموضوع الذي نحن في أمس الحاجة اليه.........فبارك الله مسعاه .....وسلمت يداه.....
وانني على علم بأنك قد تعبت من أجل كتابة هذا الموضوع وأنك أمضيت ليلة كاملة وانت خلف شاشة جهازك.......تجمع ....وتنقل....وتضيف.....وتصحح.

نداء الى أخواني المشرفين/
ارجو منكم تثبيت هذا الموضوع خلال فترة الأحداث.....والمشاركة بما لديكم من اضافات او نقولات.....
أخواني الرواد/
نرجو منكم اضافة مالديكم كي تعم الفائدة.....ونقل فتاوى المشائخ عن الاحداث.....ووضع روابط ومواقع تهم الموضوع....ونقل كلام المنظرين والمفكرين حول الأحداث الراهنة.....

أخوكم سراب

سراب
24 Mar 2003, 09:40 PM
السلام عليكم

هذا سؤال عرض على الشيخ سفر الحوالي يتعلق بالاحداث/

http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=26&artid=1961



اخوكم سراب

فواز
25 Mar 2003, 11:30 AM
أستاذي الفاضل / أبو شذا ..


شكراً لك على هذا الموضوع المهم ..

شكراً لك على هذه الوقفات الشاملة للأوضاع الراهنة ..

المسلمون في هذه الفترة في موقف سيئ جداً .. فهم مغلوب على أمرهم .. وليس لهم من الأمر شيء ..

لم يستطيعوا حتى أن يبدوا موقفهم من هذا الوضع .. فمن المفروض - على أقل تقدير - أن يعلنوا رفض العدوان الأمريكي، وتدخله السافر في بلد له وجوده، واستقلاله، وامتداده التاريخي الكبير ..


" .. هذا القهر القاتل المدمر الذي يعانيه الفرد المسلم اليوم، هو ثمرة مرة لهذه الأحقاب المتطاولة من الغياب والانقطاع الإسلامي، وما لم نفلح في تحويل مشاعر القهر إلى برنامج علمي رشيد طويل النفس فسنظل كما نحن، نصرخ ولكن دون جدوى على قاعدة المثل العربي: أوسعتُه شتَماً، وأَوْدى بالإِبلْ.
فهل تفلح هذه الأزمات الطاحنة المتلاحقة في صناعة مستقبل أفضل لأجيالنا؟! أم ترانا سنورث لهم سجلات من الشتائم فحسب؟! "

وقد صدقت في قولك : ( .. الدعاء سلاح المؤمن فعلينا أن نلح في الدعاء ولا نستبطئ الإجابة .. )


اللهم من أرادنا واردا إخواننا المسلمين بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرا له وأنزل به بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم مزق ملك جورج بوش وحلفائه كما مزقت ملك كسرى وقيصر، اللهم أهلكه كما اهلكت النمرود، اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا، اللهم من دعم امريكا في عدوانها علينا طمعا في مصلحته على حساب ضرورات المسلمين اللهم افضحه على رؤس الأشهاد و أره في نفسه ما يكره وسلط عليه من أرضاهم بسخطك واجعله آية لمن اعتبر ياسميع الدعاء.

أبو ريان
25 Mar 2003, 02:44 PM
لو نظرنا حولنا لوجدنا أن القوات الأمريكية محيطة بجزيرة العرب , وقواعدها في كل جزء من أجزاء الخليج
فهم يرون أن منطقة الشرق الأوسط مهمة لاقتصادهم خاصة في ظل وفرة آبار النفط ..
ولما زار وزير الدفاع الأمريكي وليم كوهين إحدى القواعد الأمريكية في المنطقة عام 1418 هـ
قال مخاطباً لجنوده ( إنني متأكد من أن كثيراً منكم يتساءلون من وقت لآخر عن سبب وجودهم هنا وعما إذا كان ضرورياً ؟؟
إن الجواب نعم .. لان الشرق الأوسط منطقة ذات أهمية كبيرة لاقتصادنا وبالنسبة لبقية العالم
, إن بلادنا ينبغي أن تحمي منابع النفط في الخليج ولهذا فإن الأمن في هذا المنطقة سيبقى ذات أولوية لوقت طويل ) ...
ومن أهداف أمريكا في غزو العراق الحفاظ على اقتصادهم الذي بدأ في الهبوط لأن الاقتصاد هو عماد الأمة القوية , والأمة القوية هي الأمة العظمى ...
فمع أن العالم كله ضد الحرب فرنسا .. الصين .. روسيا .. جميع شعوب العالم كلها ضد الحرب ..
مع ذلك تفردت أمريكا بإعلان الحرب ...
وكما ذكرت - حفظك الله - يوجد لدينا سلاح فتاك ألا وهو الدعاء ...
اللهم يا منزل الكتاب .. ويا مجري السحاب .. ويا هازم الأحزاب .. اهزم هذه الأحزاب
اللهم يا منزل الكتاب .. ويا مجري السحاب .. ويا هازم الأحزاب .. اهزم هذه الأحزاب
اللهم يا منزل الكتاب .. ويا مجري السحاب .. ويا هازم الأحزاب .. اهزم هذه الأحزاب
اللهم يا منزل الكتاب .. ويا مجري السحاب .. ويا هازم الأحزاب .. اهزم هذه الأحزاب

أبو ريان
25 Mar 2003, 02:50 PM
الأخر ( ساراب ) تفضل ..


الشيخ عبد الوهاب الطريري: القوة الأمريكية بين بؤر ملتهبة

http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=79&artid=1956 (http://)

الشيخ ناصر العمر:الآن يجب أن نهيئ أنفسنا للقيام بما يجب علينا


http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=79&artid=1957 (http://)

أبو شذا
25 Mar 2003, 07:55 PM
أشكر الإخوة على تواصلهم وإثرائهم لهذا الموضوع ، وأوجه دعوة للإخوة في المنتدى للمشاركة في وضع الأفكار الفاعلة والمثمرة وما علينا أن نقوم به في هذه المرحلة ..
أقول كلنا يذكر أنه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وسقوط شعارات الاشتراكية ، ومحاولة الرأسمالية ومتزعمتها أمريكا بالسيطرة خرج علينا الكاتب " همنجتون " بكتابه " صراع الحضارات " فحواه أن الحضارة الغربية لم يعد أمامها سوى عدو واحد هو الإسلام وأهله وأن المرحلة القادمة ستشهد نهاية التاريخ بوقوف النموذج الرأسمالي كمتزعم للعالم ليضع النهاية لصراع طويل وهذه ترتكز على فكرة الكاتب " فوكوياما " بنهاية التاريخ .
وإن ما نشهده في الوقت الراهن من أمريكا لا يعدو كونه محاولة للاستعمار وفرض الهيمنة ، وهذه بداية بإذن الله لسقوط لم يحسب له من قبلهم ، وما النظام الاشتركي والاتحاد السوفييتي عنا ببعيد ..
وقد يتساءل البعض هل السقوط سيكون سريعاً أم لا ؟ وهذه لا يستطيع أحد أن يحددها بدقة .. لكن المتأمل للتاريخ يلحظ أن الأمم عندما تحاول السيطرة والهيمنة على غيرها فإن ذلك سيعييها على المدى البعيد خصوصاً إذا كان المناهضون كثر وهو ما نلحظه في الواقع .
لقد مرت الأمة بسنوات استعمار وولت ، لكن هل الأمة متهيأة لاستقبال النصر وهل في الأمة عمل جاد للمواجهة إن فرضت ، فإن الأمة قد تُبتلى حتى يمحصها الله تعالى ، ونعلم ما حصل من غزو التتار لأمة الإسلام .
هنا لا بد من الإشارة إلى أن العمل في بدايته يكون من الداخل ، والبناء من الأساس ، والله عز وجل كتب ألاّ يسلط على أمة محمد من سواهم فيستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها كما في صحيح مسلم .. والله أعلم .

رفحاوي
26 Mar 2003, 12:22 AM
اشارك بهذا الموضوع : (كيف يسترجع المسلمون عزتهم ؟) وهذا الرابط :

http://www.islamway.com/bindex.php?section=articles&article_id=344

رفحاوي
26 Mar 2003, 12:34 AM
استمع معي

http://www.jahra.org/free/data/m546.ram

وقل اللهم آمين

هبوب الريح
27 Mar 2003, 03:11 PM
أشكر الأخ "أبا شذا" على هذا الموضوع المهم وأحب أن أشارك في هذا الموضوع الذي كتبته على عجل فأقول : لا تزال الأمة منذ بزوغ فجر هذا الدين وهي تصاب بالفتن سواء كانت عامة أم خاصة ولا يجيء زمان إلاّ والذي بعده شرٌّ منه كما ورد في الحديث ، وعندما نتحدث عن الفتن فإن من أعظم الفتن فتنة الناس في دينهم ومحاولة صدهم عنه سواء كانت عن طريق سياسة الفكر والثقافة أو سياسة الحديد والنار ، والناظر إلى حال المسلمين اليوم يجد الحروب قد حلت بهم والفتن قد أحاطت بهم إحاطة السوار بالمعصم وما أن تخمد فتنة إلاّ وتحل نقمة حتى إنها لتحل بالرجل اللبيب فتجعله حيران من شدتها وعظيم أثرها وتكون كما أخبر عليه السلام من أن تعاقب الفتن توشك أن تجعل الرجل يشعر بالهلاك ، فمثلاً قضية فلسطين التي كشفت عوار المسلمين ، ثم من بعدها البوسنة والهرسك ، والشيشان ، ثم المحطة الأخيرة أفغانستان التي أزهقت فيها الأنفس وأبيدت فيها الأرواح إلاّ لأنهم قالوا ربّنا الله ..
واليوم وما أدراك ما قضية اليوم التي كشّر الصليب فيها عن أنيابه وجمع لأجلها الجنود وعبّأ الطاقات واستنفر الحشود ، والكل يعلم أن الحرب ليست سياسيةً ولا اقتصادية بالدرجة الأولى بل هي عقدية في الصميم ولا غرابة في ذلك فالصراع بين الحق والباطل باقٍ إلى قيام الساعة والدولة بإذن الله للإسلام وأهله .
لكن السؤال : هل نحن من سيكون على أيدينا النصر ؟ أقولها وبكل صدق : لا ! إلاّ أن يشاء الله ..
لأن المتأمل لواقع المسلمين اليوم يلحظ أن مصدر العزة والغلبة ضعيفٌ في النفوس .
فالتعلّق بالله ضعيف والتوكّل عليه قليل وقضية الولاء والبراء أصبحت نظريةً أكثر مما هي تطبيقية ، وحورب الله بمبارزته بارتكاب المحرمات من غيبة وضياع أوقات وتهاونٍ بالصلوات وانتشار للربويات ونظرٍ للأفلام والقنوات وعكوف على ما فيها من الملهيات ، ثم بعد ذلك نتشدّق ونطلب النصر ! هيهات هيهات .
وهكذا بات وأصبح المسلمون حتى تمثّل فيهم قول الشاعر :
أنّى اتّجهت إلى الإسلام في بلدٍ .. تجده كالطير مقصوصاً جناحاه
وفي هذه الأزمة لما ابتعد الناس عن دينهم رأينا الضعف في نفوس الناس قد دبَّ إليهم وصار هاجس كل واحد هو تأمين الطعام والشراب وتجهيز الراحلة للهروب عند حصول أي مكروه لا قدّر الله .
وسمعنا عبارات تتردد على ألسنة بعض المرجفين - الذين لم يثقوا بنصر الله – بأننا سوف نهلك وأن المنيّة هي قاب قوسين أو أدنى ، وقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : (( من قال هلك الناس فهو أهلكهم )) ، وثالثٌ وهو الوسط من ينظر إلى النور من وراء هذه الظلمة ويرمق الفجر خلف هذه العتمة وأن النصر قادم من وراء هذه الإحن ، لكن ضمن ضوابط .. فالنصر ليس كلمة تقال ولا عبارة تتردد على الألسن بقدر ما هو يحتاج بذلٍ وتضحية وتوقع كل مفاجئ وجديد .. وعليه فمن يريد النصر لا بدّ له من الأخذ بمقومات النصر من الرجوع إلى الله والتوكل عليه وتقوية الصلة به والعودة إلى هذا الدين والبعد عن كل ما يقبح ويشين والمسارعة في الخيرات والاجتهاد في الصالحات كما قال عليه الصلاة والسلام : (( بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ... )) . والذي يعرف الله في الرخاء يعرفه في الشدّة ، والثقة بنصر الله وأن جند الله هم الغالبون والحذر كل الحذر من أن يُؤتى الدين من قبل أحدنا - ونحن لا نشعر - عن طريق تخذيل الناس ونشر الشائعات بينهم .
وكذلك الإعداد والاستعداد بكل ما أوتينا من قوة في المال أو العتاد أو الرجال وتأمل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخذ الدروس والعبر منها لأن معرفة الماضي تعين في تقويم الحاضر ..
وختاماً ينبغي أن نعلم علم اليقين أن هذا الدين ما قام ولن يقوم إلاّ على جماجم وأشلاء الموحّدين ، وأن المعيار الحقيقي في النصر ليس في القوة العسكرية فحسب بل بما في القلوب من الإيمان بالله والحماس لهذا الدين والدفاع عنه ، وألاّ نستعجل النتائج فالطريق صعبٌ وشاق ، فقد ناح لأجله نوح ، ورُمي في النار الخليل ، وأُضجع للذبح إسماعيل ، ونُشر بالمنشار زكريا ، وذُبح السيد الحصور يحيى ، وقاسى الضرّ أيوب ، وسُجن يوسف بن يعقوب ، وجاء محمد فنكأ الجراح وواصل الكفاح ، ومع ذا نقول : الدعاءَ الدعاء فإنه السلاح الفتّاك وهو العبادة كما ثبت عند أحمد (( الدعاء هو العبادة )) ، وإن منعوا عنا سلاح الجهاد فلن يستطيعوا منع سلاح الدعاء (( وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم )) وأن ندعو ونحن موقنون بالإجابة وألاّ نمل فإن الله لا يمل حتى تملوا نسأل الله أن يعلي كلمته ,وأن ينصر دينه إنه سميعٌ قريب .

وأدعو الإخوة القراء إلى المشاركة وإثراء هذا الموضوع ..

أم أحمد
27 Mar 2003, 04:07 PM
عدت للموضوع لاني تذكرت قول الجنرال الاسرائيلي اعذروني لا اذكر اسمه ..(( ان العرب امه لا تقرا ، وان قرات لا تفهم ، وان فهمت لا تنفذ ..))
فكان يشير الي قوله هذا في احدي المجتمعات الوزاريه لديهم حيثوا يدرك ان بالرغم من وجود كتاب ..((حكماء صهيون )) ومقدره الكل علي تداوله الا ان العرب لا يكترثون لما فيه من معلومات ومكائد للقضاء علي الاسلام والمسلمين فمنهم من لم يقراه الي اليوم بالرغم من وجودنا في هذا الخدق الذي يثبت ما كتبوه او قرروا ان يفعلوه بالاسلام والمسلمين والاستيلاء علي شبه الجزيره العربيه خاصه والدول العربيه ينفذ اليوم علي يد الامريكان والبريطانين وهم متخفين وراؤهم ..
فالنقم من صحوتنا قبل ان نجد جزيره العرب والشام وبلاد الرافدين ومصر وفارس تحت قبضتهم .....
والله يحفظ الاسلام والمسلمين ...

العذب
31 Mar 2003, 04:21 AM
ولي أيضاً مع الأحداث وقفة .....


------


(( بغداد الصمود ))


دمعي على دار الرشيد مراقُ = ومراكب الحزن العميق تساقُ

ومفازة الآلام سار دليلها = بعزيمة تبلى لها الآفاقُ

وثواكل النهر الحزين يلفها = صمت الأسى ، وتعينها الأحداقُ

وبكاء طفل الرافدين يصمنا = ونداء بنت الرافدين يعاقُ

أواه .. كم تبكي الكرامة بيننا ! = ولكم تغنى بالفناء رفاقُ

تفنى المروءةُ ، وهي ذات أعنَّةٍ = وإمامُنا الإذعان والإطراقُ

نجثوا على كُثُبِ الهوانِ ، كأننا = غنمٌ ، وجيش الغاصبين يساقُ

نمنا على لهو المجون وغيرنا = في مسرح الحرب اللعين أفاقوا

نسبى ونسكت ، نمتطى فنعيدها = ولنا على مرِّ الزمان شقاقُ

عربٌ ، وضعنا كف آمال الورى = بيد الخيانة ، فاختفى الإبراقُ

عربٌ ، نمدُّ الكفَّ وهي صقيلة = وزنادنا يجري به الإرهاقُ

يرنو لنا الإسلامُ ، والدنيا ، كما = يرنو اليتيمُ وقلبُه خفاقُ

آهٍ على دار الرشيد وأهلها = كم ذاق طعم حياتها الإحراقُ

ما بين طاغية العراق وحزبه = أكدى ببدر المكرمات محاقُ

واليوم جاء الكفر يحمل حقده = مُلئت بفيض جنوده الآفاقُ

حربٌ على الإسلام ، أُعلن جهرةً = ومضتْ تبثُّ جنونَه الأطباقُ

حرية الأجيال صارت ملجأ = يعشو إليه منافق أفاقُ

أخطأتَ يا علج الزمان ، فقد بدى = منَّا الأشاوس ، واعتلت آماقُ

وعلا بنا التكبير ، رغم رفاقنا = الله أكبر ، وانتهى الحرَّاقُ

مازلتُ بغداد الصمود ، ولن ترى = إلا الصمود ، ولو جفا الإشراقُ




والله أكبر .. وليخسأ الخاسؤون ..


وعلى المحبة ,,,

أخبار رفحاء
01 Apr 2003, 01:39 PM
يرفع الموضوع لأهميته

وشكرا

فتى الهباس
03 Apr 2003, 02:50 PM
الأخ أبو شذا لا أقول لك إلا إلى الأمام قدما وسدد الله خطاك0



الأخ العذب بورك فيك أسأل الله لك التوفيق ونريد منك المزيد ؛؛؛؛

أبو شذا
04 Apr 2003, 01:30 PM
عندما تريد أن تشخّص شيئاً فعليك غالباً أن تتعرّف على الدوافع والمسبّبات التي أوصلت الحالة إلى ما هي عليه ، والمتأمل لأهداف الأعداء في أرض الإسلام لا يمكنه أن ينحّي الدافع الديني ، ولعلنا نطّلع على بعض ما جاء فيما يسمونه بروتوكولات حكماء صهيون فقد ورد في البروتوكول الرابع عشر هذا النص : ( حينما نمكن لأنفسنا فنكون سادة الأرض- فلن نبيح قيام أي دين غير ديننا ،أي الدين المعترف بوحدانية الله الذي ارتبط حظنا باختياره إيانا، كما ارتبط به مصير العالم ، ولهذا السبب يجب علينا أن نحطم كل عقائد الإيمان ...) .
ويعد مؤتمر " بال " عام 1897م برئاسة " هرتزل " شاهداً على التخطيط اليهودي للسيطرة على العالم ، ومن ذلك التحكّم بمصادر الثروة ، ونشر الفوضى والإباحية بين الشعوب التي تسعى للسيطرة عليها .
وليس ثمّة سرّ في أن اللوبي اليهودي في الإدارة الأمريكية يغض الطرف عن ابنته المدلّلة والمسمّاة إسرائيل فرغم عدوانها السافر وخرقها للمعاهدات الدولية وهجومها على مناطق عدة خارج فلسطين المحتلّة سلفاً من قبلهم والتي يعتدون على شعبها ويصادرون حقوقهم ، ورغم حيازتها للأسلحة المحظورة كما ذكروا هم ذلك ، فقد نقلت صحيفة " هارتس" عن مقال لـ " نوكليير نوت بوك" في 19أغسطس 2002م قوله : ( إنَّ إسرائيل تملك السلاح النووي منذ عشرات السنين على الرغم من أنَّ مسؤوليها يؤكدون باستمرار أنّ إسرائيل لن تكون أول دولة تدخل السلاح النووي إلى الشرق الأوسط ) . رغم ذلك كلّه فإنهم يكيلون بمكيالين ، وهذا فيه دلالة واضحة على أن اليهود هم الذين يسيّرون الأمور ، ويتحكّمون في القرارات الدولية حسب أهدافهم ومخططاتهم ، وقراء أخرى للبروتوكول الثالث تعطيك مثلاً على بعض أهدافهم .
ولذا تجد أن ما يسمى باللوبي اليهودي يتدخّل حتى في المرتكزات الثقافية لبعض الدول ويحاول تغييرها بما يتماشى مع مصالحه .
إن المصالح اليهودية تلتقي مع مصالح النصارى في أولويّة العداء للمسلمين وهو ما نشاهده في بقاع شتّى من العالم .. وصدق الله :(( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتّبع ملّتهم )) .
ولقد مرّت الأمة بأحداث عصيبة وويلات ومصائب أثمرت عودةً قويّةً للدين من قِبل المسلمين وبحثاً عن وسائل النصر والتمكين ، وهذا ما يجب علينا أن نهتمَّ به خلال الأحداث الراهنة .
إن المقاومة الفلسطينية الباسلة في مواجهة الآلة اليهودية الفتّاكة لتعطي انطباعاً أنَّ صاحب الحق يقدّم ويبذل الكثير من أجل استعادة حقّه .
ولقد أعلنت أمريكا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر حملةً للقضاء على ما أسمته الإرهاب وذاك كان مبرّراً لتجاوزات عدة فيما بعد تحت غطاء محاربة الإرهاب من ضمنها وليس آخرها العراق .
لذلك على المسلمين جميعاً أن يعوا الخطر القادم باتجاههم ، ويعملوا على التصدي له بالوثوق أولاً بنصر الله لمن ينصره ، والعمل على الاستعداد من الداخل أولاً ثم بترتيب أولويات العمل والسعي لتحقيقها والاشتغال بها .
ختاماً أقول أيها الأحبة لا تتباكوا على أمور لم تفعلوها أنتم عاجزون عنها ، ولكن إيّاكم أن تفرّطوا في أمور بين أيديكم بإمكانكم فعلها وتستطيعونها .

الأسلمي
04 Apr 2003, 06:35 PM
الاخ ابو شذا
الله يعطيك العافية مواضيعك متعوب عليها ونحن نستفيد كثيرا منها


الاخ اخبار رفحاء رفع الله قدرك

دايخ
06 Apr 2003, 12:31 AM
أخي وحبيب قلبي:
ابو شذا

بكل صراحة أنت عطر المنتدى.وكتاباتك خير دليل وبرهان.
أخي:
لو فهمنا وعقلنا قول المولى(( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم))
لعرفنا ماذا يراد بنا. وما تحوكه ايدي الغدر الصهيونية من خلال لقيطة العصر امريكا.
فمن البديهيات لذي لب عاقل أن يتعرف على مجريات الأمور بربط التاريخ ببعضه.وليس
الماضي البعيد وان كان فيه من الدلائل ما يكفي.
فلقد رأينا كيف عاثوا فسادا ودمارا في افغانستان .فهاهم يولون وجوههم نحو ارض اسلاميه لكي ينتهبوا من خيراتها. ويجلوها قاعدة لتوسيع امتدادهم في المنطقة.وسوف تاتي الايام القادمة. ونرى بأعيننا من سيكون في قائمة الانتظاراليهودية من خلال دولة الصدفة.
سلمت يداك ابا شذا.
واني لأراك من المقلين. وانت اجدر ممن يملئون المنتدى بكتابات لا نعرف لها وجهه ولا طريق.

وعلى الاخاء دائما نسير

الأصيله
10 Apr 2003, 02:34 PM
سقطت بغداد ونحن ننظر وغدا ننتظر
هل ستواصل جيوش الكفر زحفها لتحقق حلم اسرائيل انا اعتقد هذا
ولكن الاخ ابو شذا هل تتوقع انها تبدا سريع والا بتنتظر عشر سنين وبعدين تكمل الطريق

أبو شذا
12 Apr 2003, 08:00 PM
رداً على سؤال الأخت ( الأصيلة ) بشأن المرحلة القادمة للهجمة الأمريكية اليهودية وعلى من سيكون الدور ؟
أقول إنه يصعب تحديد ذلك في هذه المرحلة بالذات لاعتبارات عدة منها : عدم تلاقي بعض وجهات النظر للإدارة الأمريكية نفسها ، واحتمالية تغيّر أساليب الأنظمة في بعض الدول ، وبعض الاعتبارات والضغوطات السياسية والاقتصادية المؤثرة ..
كما أنه لا يلزم من التغيير أن يحصل تغيير للنظام المقصود فقد يستجيب النظام للمطالب الأمريكية فيصبح كالأداة في أيديهم ، وقد يكون الهدف هو السيطرة على بعض المصالح ويتحقق ذلك دون اللجوء لاستخدام التدخل العسكري وإنما عن طريق – مثلاً – التهديد بالإقصاء من سدّة الحكم ، وقد يكون هدف التدخل تغيير بعض الأنظمة فيحصل لهم ذلك دون الحاجة للتدخل العسكري المباشر ..
وهم يعملون في ذلك عن طريق عدّة وسائل منها إيجاد توازنات قوى في المنطقة يلعبون فيها بطريقتهم التي يريدون ، أو بالتهديد عن طريق أطراف أخرى ، أو عن طريق المساعدات الاقتصادية والمصالح المشتركة كما يدّعون ، وغير ذلك ..
فمعظم الشركات الأمريكية – مثلاً - تستغل وجودها للعمل في بعض مناطق العالم تحت غطاء إنساني واجتماعي في ظاهره ، وهو في حقيقته في خدمة وكالة المخابرات المركزية .
ومن ذلك العمل على السيطرة على منابع النفط ، وفى سبيل الحفاظ على مكانتها وضمان تفوقها كان لا بد من وضع العراقيل في طريق ظهور قوى مناوئة في الوقت الحالي أو القادم، ولكشف تلك السياسات الاستعمارية للولايات المتحدة وأدوات تحقيقها يسوق مؤلف كتاب ( أمريكا في مواجهة العالم ) الدكتور سعيد اللاوندي في مقدمة الكتاب مقولة أحد الخبراء الاستراتيجيين بمقر حلف الناتو في العاصمة البلجيكية بروكسل من أنه من العبث تصور أن أمريكا سوف تتحمل تكاليف حرب العراق وتقدر بنحو 200 مليار دولار لمجرد إسقاط نظام ، ولكن الهدف الأسمى هو أن تضمن واشنطن بقاء هيمنتها على العالم إلى أطول مدة ممكنة ، وبترول العراق أهم عوامل تحقيق هذا الهدف.
ويمكننا أن نعرف طموحاتهم من خلال أقوالهم أنفسهم ومن ذلك ما ذكره مومولام - الوزير السابق لتونى بلير - عندما كتب فى الجارديان يقول: ( إن الأمر لا يتعلق لا بالتهديد العراقي، ولا بالحرب ضد الإرهاب، ولا علاقة له بالأخلاق، وإنما يتعلق فقط بطموحات واشنطن من أجل السيطرة على حقول النفط العراقي ) .
لقد كانت العراق في الفترة الحالية هي الأسهل من خلال تكالب الظروف عليها ، ولعدة اعتبارات منها هشاشة النظام من جهة علاقته بالشعب والتعويل على إيجاد ثغرات من قبل بعض مناوئيه ، والحصار المفروض عليه ، ومحاصرته من خلال فرصة وجود القواعد العسكرية أو المجالات الجوية المحيطة به بالكامل ، وما يعانيه من إنهاك جرّاء الحروب السابقة والحصار المفروض ، وغير ذلك ..
كلنا يذكر جر العراق لحربٍ ضارية مع إيران محصلة تلك الحرب هي خسائر لا حصر لها للجانبين، حيث بلغ مجموع ما أنفقته الدولتان كما ذكر في هذه الحرب 1097 مليار دولار ، وهو ما تأكد أنه يوازي أكثر من دخل العراق وإيران معًا منذ أنتجا النفط حتى عام 1988، إضافة إلى قتل نصف مليون عراقي تقريبًا يقابلهم نفس العدد في إيران، وأسر 100 ألف عراقي ونظرائهم من إيران، ودمار البنية الأساسية في العراق وإيران، مما أنهى الحرب والدولتان مفلستان ؛ والمفاجأة المذهلة أن الدولتين (العراق وإيران) عادتا بعد حرب هائلة استمرت ثماني سنوات إلى نقطة الصفر، وكان الحصاد لا شيء، وهو الهدف المبتغى من مؤامرات اللوبي الأمريكي والصهيوني.
وأمريكا كانت تخطط لجر العراق إلى مهاجمة الكويت منذ ما يقرب ثلاثين سنة ، واستدراجها لذلك كما تم استدراج مصر في عهد عبد الناصر إلى حرب اليمن ، إلاّ أنه مما ساهم في تعطيل ذلك لفترة معينة هو ذلك التغير المفاجئ في المنطقة بسب قيام الثورة الإيرانية فكان لزاماً آنذاك أن يتم تغيير توقيت المخطط .
ثم عملت أمريكا كما يذكر كثيرون إلى سحب بترول حقل االرميلة إلى الكويت مستغلّةً إنشغال العراق بالحرب مع إيران ، ثم وضع مستندات السرقة تحت يد الحكومة العراقية .
لذلك كانت العراق الخطوة التالية المواتية للإدارة الأمريكية بعد أفغانستان فوضعته في مقدمة محور الشر .
ونحن نرى أن هناك أموراً تحدث تثير الريبة تتعلق بالمنطقة فمثلاً إن أخذنا إيران على سبيل المثال نجد أنها تحتل جزرًا إماراتية بالخليج ، إضافة إلى أنها تسعى لحيازة أسلحة دمار شامل، بل طورت صواريخ الشهاب بأنواعها مما قد يشكّل مدخلاً في هدفٍ قادم فربما تكون إيران هي مفتاح اللعبة القادمة بالشرق الأوسط إضافة إلى ذلك نجد أن هناك مخططًا أمريكيًا لإحداث توترات بين دول المنطقة كما يحصل بين إيران والسعودية أو مصر .
لأن الهدف الأميركي هذه المرة لا يتمثل في إقامة علاقات مصلحية وقتية كما فعل الطرفان في حرب أفغانستان، وإنما الهدف المطلوب أميركياً هو تفكيك الأيدلوجيا الإسلامية في نظرهم للنظام السياسي.
وإن كان هناك من يستبعد أن تكون إيران هدفاً قادماً قبل غيره لاعتبارات عدّة .
وإن نحّينا إيران سيكون الدور على سوريا، وكذلك مستندات إدانتها جاهزة ، فسوريا حارسة للإرهاب الدولي، وداعمة له في نظرهم ، فضلاً عن تمركزها في سهل البقاع، والتداخل التام في لبنان كأنها جزء من سوريا، وموقعها الاستراتيجي المهم وبعض مواقفها الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني ، ووجود النظام الذي لا يحبذّه الساسة الأمريكان لتعارضه مع بعض مصالحهم في المنطقة .
وقد لا يكون التدخّل في سوريا بدايةً كما حصل في العراق مؤخراً بل ربما يعمد الأمريكيون إلى توجيه ضغوطات قد يعقبها ضربات جوية على أهداف محددة تكون هذه الضربات قليلة حتى على الأقل يستطيعوا أن ينظروا لردّة الفعل ومن ثم يخططون للخطوة التالية التي قد تكون بعيدة هدفاً ووقتاً .
وأما كوريا الشمالية، فهي من ناحيتها تمثل دولة متمردة، وهي قد تشكل خطراً على المصالح الأميركية في الشرق الأقصى ومصالح حلفائها ، إلاّ أنه يستبعد في المرحلة الحالية الدخول في حرب معها بسبب صعوبتها وتملّكها لأسلحة نووية .
وقد تكون السودان هدفاً قادماً ونلحظ التخطيط لذلك من خلال دعم الانفصاليين النصارى في الجنوب ، وقد تعرضت السودان لضربات جوية في السابق ، كما تعرضت لذلك ليبيا التي هي من ضمن المخطط ولكنه مستبعد في الفترة الحالية في رأي كثيرين .
وأيضاً هناك أحزاب تتعارض مع مصالحها ، وتنظيمات تتخالف معها من عدة اعتبارات هي في القائمة .
لقد كان الهجوم الصليبي الأول على يد الأوربيين، وسقط بيت المقدس في أيديهم سنة420هـ ، وقسَّموا الشام إلى إمارات صليبية استمرت قرابة مائتي عام ثم حرر صلاح الدين بيت المقدس وطرد الصليبيين من معظم الشام عام (583)هـ ؛ وكان الهجوم الصليبي الثاني على يد الأوروبيين أيضاً، بعد الحرب العالمية الأولى التي انتهت سنة1337هـ، تقاسموا العالم الإسلامي في حملة سميت بـ "الاستعمار" وسقطت الشام وشمال أفريقيا بيد " الفرنسيين " وليبيا بيد " البريطانيين " والعراق ومصر وشرق الجزيرة العربية وجنوبها بيد " الإنجليز " وكذلك الهند وإيران، واحتل الهولنديون أندونيسيا، وهكذا تكالبوا على العرب وعلى العالم الإسلامي تكالب الأكلة على قصعتها مستغلين ضعفهم واختلافاتهم وبعدهم عن مقومات القوة وغير ذلك ...
من أجل هذا سنشهد في الفترة المقبلة كما ذكر بعضهم ( إسلاماً أمريكياً ) بدأ يروج له البعض منذ الآن..
وقد قرأت بعض تصريحات المسؤولين الأمريكان التي تدل على أن الهدف أكبر من (العراق) ، وأنها على الرغم من أنها مقصودة لأهداف أمريكية معينة ؛ فإنها مع ذلك مرحلة من مراحل ، وخطوة من خطوات ، بدأت في أفغانستان ، ولا يدري غير الله أين تنتهي ؛ وقد ظهر هذا في طلب الرئيس الأمريكي بوش من الكونجرس تفويضه لاستخدام القوة ، حيث استخدم عبارة (المنطقة) بدلاً من (العراق) ، مما سبب جدلاً بين الأعضاء ، وكما ذكرت رايس أن الهدف تحقيق الحرية والديمقراطية في العالم الإسلامي ، وقد صرّح نائب وزير الدفاع الأمريكي (بول وولفويتز) يوم الخميس 25/3 / 1423 لصحيفة واشنطن تايمز بخطتهم لعلمنة العالم الإسلامي حيث قال : ( إن من أكثر الدول التي يمكن أن تكون أمثلة للدول الإسلامية الحرة والديمقراطية هي : تركيا ، وأندونيسيا ، والمغرب) . وأضاف قائلا : ( نروج لذلك النوع من النجاح كحل للإرهاب على المدى البعيد ؛ أما على المدى القريب فمن المهم اعتقال وأسر وقتل الإرهابيين ) والهدف النهائي للمخطط الأمريكي - الصهيوني أن تبقى الأمة بلا قدرات، وأن يفرض عليها خيار وحيد هو القبول بإسرائيل الكبرى.

الأصيله
14 Apr 2003, 12:25 PM
مشكووووووووووور اخوي ابو شذا
وانا فعلا استفيد من مثل الاجابات هذي
وعندي سؤال ×× الله يعينك ××

هل الاستعمار السابق له دور في التأثير على الاستعمار اللجديد
قصدي سمعت من يقول ان امريكا لا يمكن تتجاوز على المستعمرات الفرنسيه السابقه مثلا وانما هي على مستعمراتها او مستعمرات الانجليز ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
طبعا ما سمعته من محلليين بس وحده مصريه قالت لي وما ادري عندها سالفه او لا

الأصيله
19 Apr 2003, 02:07 PM
اخوي ابو شذا انا بين مرة ومرة ادخل انتظر ان كان لديك جواب
حتى راخ الموضوع للصفحة الثانية

أبو شذا
20 Apr 2003, 06:33 PM
أعتذر عن عدم الرد في الفترة الماضية القريبة لانشغالي ، وأقول إن الاستعمار الجديد – وهو حديث يطول ويتشعّب - يتمثل في فرض سيطرة ليس كما يتصورها البعض بالشكل التقليدي أو العسكري وإنما يشمل السيطرة السياسية بمفهومها الواسع وكذلك السيطرة الاقتصادية والثقافية من خلال التدخل في الشؤون الخاصة للدول وفرض بعض التغييرات ليشكّل صورة أخرى من صور الاستعمار والتي كان سائداً فيها الاستعمار الاستيطاني ، وحتى تتضح الصورة هناك مثال واضح على تدخل الأمريكيين في الدول التي كانت خاضعة فيما سبق للاستعمار الفرنسي بحيث استغلّوا حالة الزعزعة والفوضى والحروب الأهلية والمشكلات الاقتصادية لتلك الدول فعملت الولايات المتحدة الأمريكية إلى طرح مشروع – هكذا أسموه – ACRI ويهدف إلى تكوين وحدات عسكرية ضخمة للعمل بمفردها أو بالتعاون مع وحدات خارجية لحفظ السلام كما زعموا ، ومن ذلك ما نعرفه من القوات الأمريكية في الصومال والتي انسحبت عام 1993م بعد مواجهات عنيفة ، وكان هناك خطة أمريكية مماثلة للدخول في ليبيريا لم يكتب لها النجاح ، ثم حصلت مبادرة عام 1996م بذريعة حفظ السلام في سيراليون فأكملت أمريكا تدريب سبع وحدات عسكرية من الجيش النيجيري والسنغالي والغاني وهذا فيه دلالة واضحة على محاولتهم تأمين مصالحهم ومواجهة النفوذ الفرنسي في تلك المناطق وهو ما أقلق فرنسا التي تملك أكثر من مئة قاعدة عسكرية في أفريقيا خلال العقود الماضية وتم تخفيضها مؤخراً بشكل كبير وابتكرت فرنسا برنامجاً جديداً بعنوان Recamp تقوم فكرته على مساعد الدول الأفريقية من خلال دعم المؤسسات الإقليمية لتلك الدول ، وعموماً فهذه الخطة الأمريكية صورة من صور الاستعمار لخدمة المصالح الأمريكية .
مشكلات القارة الأفريقية لم تقف عند هذا الحد فالاستعمار الجديد ما زال يسيطر على القارة وسكانها ويغذي النزاعات بين أكثر من 800 قبيلة مختلفة يتوزع عليها الأفارقة ليستفيدوا من بيع أسلحتهم فحسب إحصاءات هيئة الأمم المتحدة فإن الدول الأفريقية (يستثنى من هذه الإحصاءات الدول العربية) أنفقت عام 1997 نحو 7.84 مليار دولار (بمعدل 14 دولار للفرد الواحد من سكان تلك الدول) لشراء الأسلحة، فيما تتراكم عليها 213 مليار دولار كديون للدول الصناعية.
وإذا كانت فرنسا قد استعمرت عدداً من الدول الإفريقية وحاولت إلغاء هويتها وفرنسة ثقافتها ومحاولة إزاحة الدين الإسلامي واللغة العربية من الدول العربية والإسلامية في القارة فإنها الآن بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط القطب الروسي واتجاه أمريكا إلى الانفراد بقيادة العالم والسطو على مقدراته الاقتصادية وصهره في بوتقة ثقافة أحادية عولمية متأمركة تحاول أن تخفف من غلوائها تجاه فَرنَسة الشعوب المستقلة ، وترضى وتكتفي بأقدار من الفرنسة تضمن لها استمرارية ولاء النخب الفرنكوفونية الحاكمة ، وتحقق لها جملة من المصالح السياسية والاقتصادية والثقافية في هذه البلدان في غمرة الصراع على النفوذ ومواجهة الاستعمار الجديد بقيادة أمريكا وبريطانيا وما يعرف بالمد الأنجلوسكسوني ، وقد عبر عن هذا النموذج بوضوح الرئيس الفرنسي ( جاك شيراك ) في قمة (هانوي) التي شاركت فيها الدول الناطقة بالفرنسية حيث تحدث عن الفرنكوفونية باعتبارها معطى جديداً على ساحة النظام العالمي الجديد، معبراً عن استياء فرنسا وعدد لا بأس به من الدول من الاستفراد الأمريكي بالقرارات المصيرية كافة وعلى الأصعدة كافة (مؤتمرات السلام، اتفاقية الغات، قمة الأرض، إلخ... ) .
نلاحظ أن فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية لكل منهما سياسته الخاصة تجاه إفريقيا ، ويظل الهدف النهائي لهذه القوى هو زيادة الوجود الاقتصادي التجاري والاستثماري في أسواق إفريقيا وذلك باستخدام كل الوسائل المتاحة من معونات اقتصادية وفنية ومنح تعليمية ، والتمهيد لذلك من خلال وسائل الاتصال والبرامج الثقافية والإعلامية والتكنولوجية. وقد تجسد الاهتمام الأمريكي والفرنسي بالأسواق الإفريقية في زيارتي كل من الرئيس الأمريكي والرئيس الفرنسي للعديد من الدول الإفريقية خلال عام 1998م ، وهناك صراع بينهما حول منطقة البحيرات العظمى ،وقد قامت أمريكا بإقامة علاقات اقتصادية كثيرة وأسقطت مبالغ ضخمة من الديون عن دول القارة والدخول لمزاحمة فرنسا التي تحاول تجنّب الصّراع مع أمريكا تجاه السيطرة على أسواق القارة الأفريقية لأنها لا تستطيع وحدها تحمل أعباء مساعدة تلك الدول اقتصادياً للحفاظ على استقرار هذه الأسواق ومن ثم الاستثمار فيها ، مع الأخذ في الاعتبار أن لفرنسا علاقات أفضل مع أكثر هذه الدول من الطرف الأمريكي لكن هذا وحده لا يكفي في المرحلة الحالية .
وأهداف الاستعمار متعددة وطرقه كثيرة فليس شرطاً أن تحتلّ دولة عسكرياً لتعتبر محتلاًّ فقد تأتي بحاكم تابعٍ لك يحقق لك مآربك في هذه الدولة من تغيير للأنماط الثقافية واللغوية ، وسيطرة على الثروات الاقتصادية ، وإقامة للقواعد العسكرية ، وغير ذلك ..
وعودة للوراء تبيّن حالة عدم الاتزان بعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ومن ثم سقوط الخلافة الإسلامية ، فقد انسحبت القوات العثمانية من العراق والشام متراجعة أمام قوات الإنجليز والثوار العرب، مما سهّل الطريق لبريطانيا وفرنسا لتنفيذ اتفاقية ( سايكس ـ بيكو ) السرية لتقاسم أراضي الدولة العثمانية بحيث تكون الشام من نصيب فرنسا لإنشاء كيان نصراني في لبنان، وتكون فلسطين وشرق الأردن والعراق من نصيب الإنجليز الذين كان همهم الأساس هو إقامة كيان يهودي في فلسطين.
ومنطق القوة والمصلحة الذاتية جعل هذه الدول تعمل على تحقيق مصالحها ولو من خلال الاستعمار الحديث والتدخل المباشر في الدول بعدة صور غير عابئين كثيراً بما كان في الماضي من حيث كونه يعطّل تحقيق مآربهم .
وقد تلتقي المصالح والأهداف كما حصل من تعاون بريطانيا وفرنسا مع ما يعرف بإسرائيل في الهجوم على مصر عام 1956م وهو ما عرف بالعدوان الثلاثي .
وسوريا ليست خارج اللعبة الصليبية وذلك لتأمين أمن إسرائيل وأهداف أخرى مع العلم أنها تعرضت للاستعمار الفرنسي ، ومع ذلك هي ضمن المخطط الأمريكي .

مـــرحـــبـــا
21 Apr 2003, 11:52 PM
الاخ ابو شذا

جهد طيب لا حرمك الله اجره

همّام
23 Apr 2003, 12:03 AM
احسنت يا ابا شذا
وفقك الله واستمر في مثل هذه المواضيع المفيده والمعاصرة
والتي يستفيد منها الجميع