المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ''رويده '' فديتك إذ تشتكين !!



أبو ريان
27 Mar 2003, 10:53 PM
" حاطب هم " هكذا كان دوري وأنا أتابع مجريات العالم وقضايا الأمة المصيرية ، في كل مشهد أشعر بسيل جارف من الخزي الكبير .. أشاهد قومي يرفعون غصن الزيتون في وجه الرماح .. فألوذ بالصمت لأن المسموح به كلاما لاقيمة له !!

فكرت أن أهجر قراءة كل ما يتعلق بالحروب والقتل والتشريد كما يفعل غيري !!
لجأ بعض الكتاب إلى القراءة في الأدب ، والبعض اتجه إلى متابعة الإقتصاد !! أما أنا فبدأت استعيض الجمال والهدوء المستلب برحلة شعورية إلى مملكة " بوتان" أسفل قمم جبال الهملايا الشامخة وانتقلت بعدها إلى سحر الطبيعة في " منغوليا " كنت أريد أن أحلم ولو للحظات بمدينة أفلاطون الفاضلة ، بدلا من الكوابيس التي أجبر على رؤيتها كل يوم قسرا!!

نعم أنا " مجنون " لأنني خاطرت واتخذت هذا القرار دون (إذن) ودون وصاية من أحد!! فكرت أن أعيش بمشاعر نقية وهذا ليس من (حقي) !! أردت أن أكون "إنسان" وهذا يحتاج إلى أن ألبس الجينز والكاب وأستمع إلى البوب الأمريكي !!

نعم أنا " هارب " من ظلال الجزمة الغربية .. إذ أغمضت عياني عن رؤية حممات الدم !!

لكن مهلا ..لاتقبضوا علي لقد عدت مرة أخرى مستسلما غير هانيء أحمل جرحين .. جرح لازال يثخنه "العدو " وجرح جديد أثخنته " أخوة العقيدة " !!

ها أنا أعود لأشم رائحة جيف " الضمائر" حين تتلقى ببلادة صور القتلى والمرضى التي تتسارع الصحف في عرضها ومن ثم تقدمها خناجر للقلوب الغيورة ..!!

عدت وعصفور قلبي جريح يردد في داخلي :

يا راحلا قل لي إلى أين المسير ...

أإلى الربى الخضراء أم وهج السعير ..

أإلى ضياء الروح أم موت الضمير ..

فإلى متى ستظل تمضي يائسا من دون إدراك المصير !!

كان ينبغي أن أعود تدريجيا إلى المسلسل العالمي "إهانات أمة" لأنني مصاب بمرض إسلامي اسمه "الكرامة " والتدرج مع المرضى ضرورة!!

لاتسألوني ماذا تعني "الكرامة " وماهي " الحرية" ومامعنى "إنسانية" أنا مثلكم أقرأها في الكتب وسير أجدادي !! لكن يظهر لي أنها مصطلحات جميلة كان يعيشها المسلمون الأوائل ويقال أن مصدرها "القرآن" و"السنة النبوية" !!

كان أول ماوقعت عليه عيناي بعد رحلتي الشعورية القصيرة لقاء مع "رويده" وكان نقلة حادة أضرمت النار في فؤادي مرة أخرى.. سأقول لكم من هي رويده بعد هذه النصيحة الأخوية ..

" لا تقرأ هذه المقابلةإلا في ليلة يكون اليوم التالي إجازة ...أخشى عليك الأرق "!!

في مستشفى الطب الذري ببغداد وهو المستشفى الوحيد لمعالجة الأمراض السرطانية في العراق كان مئات المواطنين القادمين من جميع أنحاء العراق ينتظرون فرصتهم للعلاج بالأشعة ومن بينهم إمرأة في الأربعين من العمر هدها الأسى ..ونحت تجاعيد وجهها الألم تدعى "رويده" تسكن مدينة الناصرية (400كم جنوب بغداد) تحمل طفلا أو هيكلا به نبض حياة اسمه " مهند" نستطيع مجازا أن نقول "إنسان"!!

الصحفي يسأل : مم يعاني طفللك !؟

تنفجر الأم باكية.. ولاغرابة فالروح تفيض من المحاجر حين لاتقوى على إحتقان الألم !!
لكن الذي يستدعي الإنتباه أن يثيرك المشهد وتغضي الطرف كأنه لاعنيك !!
وأنى لهذه الأم الضعيفة أن تصمد أمام سؤال لو صدق الصحفي اللهجة لقال مم يعاني ( قلبك) !؟

بعدما هدأت ... أجابت : مصاب بسرطان الدم (اللوكيميا).. !!

يارحمة الله !!

هل أستجاب للعلاج !!؟

تنظر إلى عيني طفلها عاجزة تقطعت بها السبل ....

(أسالوا الأمهات عن مثل هذه النظرات ..ماذا تعني !!)

تجيب وهي تكفكف دمعاتها (حياءا) : إن حالته من سيء إلى أسوأ !!

يقترب الطفل من أمه ويمسح بيده الصغيره دمعات حارة ويدفن رأسه في حجرها ..

ولسان حاله يقول :

كنا إذا حرة في طنجة عثرت ... ساقوا إليها ضماد الجرح من حلب

فكيف كيف إذا شعب بأكمله ... يشكو الحصار وما في الركب من مجب

الصحفي يسأل ( يالقلبه كيف يصبر !!) .. كم مرة تأتين إلى بغداد !؟

خمس مرات في الشهر ... وأجهشت الأم بالبكاء : لقد بعنا كل شيء لنحصل على العلاج الكيماوي لمهند حيث يصل سعر حقنة الدواء الواحد إلى 50 ألف دينار وهو مورد الأسرة لشهرين !!

هنا إنتهى اللقاء ...وبيعت الصحيفة التي نشرت اللقاء وقرأنا الحوار فمالذي تغير !!

(أم ) تبكي .. و(طفل) يشتكي .. ومرض .. وعوز .. اليس باطن الأرض خير من ظاهرها !!

لاتستغربوا ياسادة .. حين تعلموا أن الشعب العراقي يسمع طبول الحرب تقرع وشهابها يسطع وهم يعيشون حياتهم الطبيعية دون خوف وهلع !! أتدرون لماذا لأنه ببساطة ليس لديهم شيء يخسرونه ولا يملكون شيئا يخافون فقدانه ...!!

يالصيحات الشاعر العراقي يحي السماوي الذي يتوسل إلى الإنسانية :

" نعرف أن الوطن الجريح

يستحم في بحيرة من الدم

المراق

لكننا

نعشقه عشق ضريرٍ للسنا

نعرف أن طينه معاق

وماءه معاق

ونخله معاق

لا تذبحوا حبيبينا العراق "

ويالحال الكثير ممن يشاهدون ويراقبون قطعة "الشيكولاته العراقية" وهي تقتسم ويهيمون بحماقة يبذلون جهدهم ليستبدلوا (DNA) الموجود في الدم ويحولوه إلى ( USA) .. ثم ينامون ويستيقظون على كابوس "أكلت يوم أكل الثور الأبيض" فلايزيدهم إلا خبالا!!

كيف يمكننا ياكرام أن نعظ ضمير "منفصل " عن هموم أمته.. وكيف نتحدث إلى الف "الأثنين" الصائم عن قول الحق !! و نطلب النصرة من واو" جماعة" نامت عن الصلاة !!

أفهموها على المكشوف ..

إذا كانت نون النسوة ستجعلنا كنساء الشيشان اللاتي حملن السلاح .. فألحقوها برجالاتنا !!

يكفينا من دروس التأريخ درس أبي الدراداء الشهير حين بكى رضي الله عنه يوم فتح الله الأندلس على أيدي المسلمين فقال له أحد القادة مايبكيك يا أبا الدراداء في يوم أعز الله فيه الإسلام والمسلمين!! فقال وهو ينظر إلى معالم الكفر تتهاوى : " ما أهون الخلق على الله إذا أضاعوا أمره بينما هي أمة ظاهرة حتى أضاعات أمر الله فصيرها الله إلى ماصارت "..

يا " رويده " ... يا"مهند" ... يا شعب العراق :

قنابل الظلام ، والقنابل الذكية ، وقنابل "الميكروويف" وصوايخ هيلفاير "نار الجحيم " ، وطائرة "اباتشي لونجبو" السفن البحرية في جزيرة "ديجوجارسيا" ،ومجموعة الحاملة "هاري ترومان"، وحاملة "جورج واشنطن " .... يفجرها
.
.
.
.
.
.
.
.
.
قنوت في هجعة ليل لم يعد بأيدينا سواه !!

قلم / سلطان الجميري

همّام
28 Mar 2003, 10:55 AM
الأخ الفاضل / أبو ريان

كنت أنتظر منذ زمن أن أقرأ لك موضوعا أو أختيارا من اختياراتك
فما أجمل ما اخترت لنا
بحق لامست جراحا غائرة

أم أحمد
28 Mar 2003, 11:07 AM
هذه الماساه سيناريو جديد من سيناريوهات الخطط الصهيونيه .. فمنذ ان فكرت العراق باجتياح الكويت الي يومنا الحالي كلنا نعلم ماهي الا نتيجه مكائد صهيونيه حاكوها بدقه وكان الممثل لهذه المسرحيه هم العراقيون .. ومنذ ذاك اليوم العراق من حرب وضغوط وعقوبات ومفتشين عن الاسلحه الكيماويه ..اذا كل هذا يدفع ثمنه من الشعب العراقي طبعا والحكومه الاسرائيله سعيده بما يجي الان علي ارض الحضارات ..
الغصه تخنقنا ولكن لا حول ولا قوه الا بالله ..
يسلموا ابو ريان علي هذا المقال

سراب
29 Mar 2003, 02:25 PM
السلام عليكم

الله أكبر....ماأروع هذه الكلمات....
الله أكبر....ماأشد وقعها على النفس....

الأخ/ ابو ريان....
شكرا لك على هذا النقل الموفق.......
وبانتظار المزيد.....


اخوك سراب