المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مـــخ العبـــــادة



أشـــوفك حلـــم
20 Oct 2007, 03:17 AM
ما أكثر الغافلين عنه
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
7
أنه

الـــــدعــــــــــــــــــــــــــــــــاء


سوف احاول ان اجمع في هذا الموضوع ما استطيع من مواقع مختلفة تذكيرا بهذه العبادة العظيمة التي غفل عنها الكثير


إلهي !
إن كنت لاترحم إلا المجتهدين .. فمن للمقصرين ؟؟
وإن كنت لاتقبل إلا المخلصين .. فمن للمُخلِّطين ؟؟
وإن كنت لاتُكرم إلا المحسنين .. فمن للمسيئين ؟؟

إلهي !
ما أعظم حسرتي .. أُذَكِّر غيري وأنا الغافل !!
وما أشد مصيبتي .. أُنبِّه غيري وأنا النائم !!

إلهي !

إذا دللت السالكين عليك .. فوصلو بحسن موعظتي إليك .. أتراك تقبل المدلول وترد الدليل ؟

إلهي !

ما أعظم شقوتي إن لم تغفر لي .. وما أشد ندامتي إن لم ترحمني ..




لا تسوا اخيكم من صالح دعواتكم ان يفرج الله همه ويكشف غمه فليس افضل من دعوة المسلم لاخيه المسلم في ظهر الغيب

أشـــوفك حلـــم
20 Oct 2007, 03:22 AM
شروط الدعاء وواجباته


يكون الدعاء مقبولا عند الله تعالى إلا إذا توفرت فيه وفي الداعي جملة من الشروط، نذكرها فيما يلي:

1- الإخلاص فيه فلا يدعو إلا الله سبحانه، فإن الدعاء عبادة من العبادات، بل هو من أشرف الطاعات وأفضلِ القربات، ولا يقبل الله من ذلك إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم، قال الله تعالى: {وَأَنَّ ٱلْمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَداً} [الجن:18]، وقال تعالى: {فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَ} [غافر: 14]، و عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله)) - رواه أحمد (1/293، 307)، والترمذي (2511)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (7957) .

قال ابن رجب: "هذا منزع من قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5]، فإن السؤال هو دعاؤه والرغبة إليه، والدعاء هو العبادة".

وقال: "واعلم أن سؤال الله عز وجل دون خلقه هو المتعين, لأن السؤال فيه إظهار الذل من السائل والمسكنة والحاجة والافتقار، وفيه الاعتراف بقدرة المسؤول على رفع هذا الضر ونيل المطلوب، وجلب المنافع ودرء المضار، ولا يصلح الذل والافتقار إلا لله وحده لأنه حقيقة العبادة" - جامع العلوم والحكم (ص180، 181).

2- الصبر وعدم الاستعجال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي)) - رواه البخاري في الدعوات (6340)، ومسلم في الذكر والدعاء (2735).

وعنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل)). قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: ((يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذلك، ويدع الدعاء)) - رواه مسلم في الذكر والدعاء (2735).

ومعنى يستحسر: ينقطع.

قال ابن حجر: "وفي هذا الحديث أدب من آداب الدعاء، وهو أن يلازم الطلب، ولا ييأس من الإجابة؛ لما في ذلك من الانقياد والاستسلام وإظهار الافتقار" - الفتح (11/141).

وقال ابن القيم: "ومن الآفات التي تمنع أثر الدعاء أن يتعجل العبد ويستبطئ الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء، وهو بمنزلة من بذر بذراً أو غرس غرساً فجعل يتعاهده ويسقيه، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله" - الجواب الكافي (ص 10).

3- أخي المسلم : هذا الشرط ركيزة ضرورية في بناء الدعاء المستجاب ، وبدونه يصح الدعاء ضعيفا … واهيا …

أخي : أتدري ما هو هذا الشرط ؟

انه : ( التوبة من المعاصي ) واعلان الرجوع الى الله تعالى .

اخي : ان اكثر اولئك الذي يشكون من عدم اجابة الدعاء افتهم المعاصي فهي خلف كل مصيبة . .

قال عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والسبيح .

قال بعض السلف : لا تستبطئ الاجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي .

اخي المسلم : ها هي المعاصي قد عمت وتطاير شررها في كل مكان . وقد غفل الغافلون .. وهم في غيهم منهمكون .

ولكن اذا نزلت المصيبة صاروا يجارون بدعاء الله تعالى فما اتعسهم وما اقل نصيبهم من اجابة الدعوات .

قيل لابراهيم بن ادهم ( رحمة الله ) : ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟ . قال : لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه وعرفتم الرسول صلى الله عليه وسلم فلم تتبعوا سنته وعرفتم القران فلم تعملوا به واكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها وعرفتم الجنة فلم تطلبوها وعرفتم النار فلم تهربوا منها وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ووافقتموه وعرفتم الموت فلم تستعدوا له ودفنتم الاموات فلم تعتبروا وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس .

اخي المسلم : فالتوبة …. التوبة ….. ولتنظف طريق الدعاء من الاوساخ .

ليجد دعاؤك طريقه الى الاستجابة … والا كيف ترجو اخي الاجابة اذا كنت ممن يبارز ربه تعالى في ليلك ونهارك ؟

اخي : ان مثل العاصي في دعائه كمثل رجل حارب ملكا من ملوك الدنيا ونابذه العداوة زمنا طويلا ، وجاءه مرة يطلب إحسانه ومعروفة . فما ظنك أخي بهذا الرجل ؟ اترك يدرك مطلوبة ؟ كلا فانه لن يدرك مطلوبة الا اذا صفا الود بينه وبين ذلك الملك .

فذاك اخي مثل العاصي الذي يبيت ويصبح وهو في معصية الله ، ثم اذا وقعت به شده يرجو من الله ان يجيب دعاءه . فاحذر اخي عاقبة المعاصي … فانك لن تسعين على إدراك الدعاء المتسجاب بشيء اقوى من ترك المعاصي .. فترك المعاصي مفتاح لباب الدعاء المتسجاب ..

واعانني الله واياك لطاعته … عصمني واياك من معاصية ومساخطه …



4- وعلى الداعي أيضا أن يعلم ان من اسباب اجابة الدعاء : أن يكون الداعي ممن يحرصون على اللقمة الحلال : فلا يدخل بطنه حراما …. واذا اتصف العبد بذلك لمس اثر الاجابة في دعائة ووجد اثارا طيبة لذلك …

أخي : لقد عم البلاء بأكل الحرام او المشتبه في حله .

فكان ذلك سببا في عدم إجابة دعاء الكثيرين …… فيا غافلين عن أسباب إجابة الدعاء تنبهوا الى ما يدخل جيوبكم من المال .. وتنبهوا الى ما يدخل بطونكم من الطعام …..

ولا يقولن أحدكم : دعوت والم ار اجابة للدعاء ! وهو قد ملا يده وبطنه من الحرام !! واتركك أخي مع هذه الوصية النبوية ….

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

((أيها الناس إن الله طيب لا يقبل الا طيبا وان الله امر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال :

( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم )) المؤمنون : 51 ) .

وقال : ( يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم )) البقرة : 172) .

ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث اغبر يمد يديه الى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ! ومشربه حرام ! وملبسه حرام ! وغذي بالحرام ! فأنى يستجاب لذلك ؟ ! )) رواه مسلم والترمذي ) .

قال سهل بن عبد الله ( رحمة الله ) : من أكل العبد يحبس عن السماوات بسوء المطعم ! .

وقال الإمام ابن رجب ( رحمة الله ) : فأكل الحلال وشربه ولبسه والتغذي به سبب موجب لإجابة الدعاء …

أخي المسلم : ولك في سلفك الصالح ـ رضي الله عنهم ـ قدوة صالحة …

فهذا سعد بن أبي وقاص ( رضي الله عنه ) اشتهر بإجابة الدعاء … فكان إذا دعا ارتفع دعاؤه واخترق الحجب فلا يرجع إلا بتحقيق المطلوب ! .

فكان رضي الله عنه مثالا حيا لمن أراد ان يعرف طريق إجابة الدعاء … وها هو رضي الله عنه يسأله بعضهم تستجاب دعوتك من بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

فقال : ما رفعت الى فمي لقمة إلا وأنا عالم من اين مجيئها ؟ ! ومن أين خرجت .

أخي ذاك هو سر استجابة دعاء سعد بن أبى وقاص ـ رضي الله عنه ـ اللقمة الطيبة الحلال

أخي : فلنحاسب نفسك في أكلها وشربها وملبسها من أين هذا ؟ وكيف جاء ؟

فإذا كان حلالا … فكل وأنت معافى .. وادع الله تعالى رازقك …. فأنت يومها القريب من طريق الإجابة ؟ .



5- حسن الظن بالله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فإن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه)) - أخرجه الترمذي (3479)، والحاكم (1/294)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (245) ، وعنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني)) - رواه البخاري (7405)، ومسلم (2675).

قال الشوكاني: "فيه ترغيب من الله لعباده بتحسين ظنونهم، وأنه يعاملهم على حسبها؛ فمن ظن به خيراً أفاض عليه جزيل خيراته، وأسبل عليه جميع تفضلاته، ونثر عليه محاسن كراماته وسوابغ عطياته، ومن لم يكن في ظنه هكذا لم يكن الله تعالى له هكذا" - تحفة الذاكرين (ص12).

5- حضور القلب، وتدبر معاني ما يقول، لقوله صلى الله عليه وسلم فيما تقدم: ((واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه)).

قال النووي: "واعلم أن مقصود الدعاء هو حضور القلب كما سبق بيانه، والدلائل عليه أكثر من أن تحصر والعلم به أوضح من أن يذكر" - الأذكار (ص356).



6- عدم الاعتداء في الدعاء، والاعتداء هو كل سؤال يناقض حكمة الله، أو يتضمن مناقضة شرعه وأمره، أو يتضمن خلاف ما أخبر به، قال الله تعالى: {ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ} [الأعراف:55]، فمن ذلك:

أن يسأل الله تعالى ما لا يليق به من منازل الأنبياء.

أو يتنطع في السؤال بذكر تفاصيل يغني عنها العموم.

أو يسأل ما لا يجوز له سؤاله من الإعانة على المحرمات.

أو يسأل ما لا يفعله الله، مثل أن يسأله تخليده إلى يوم القيامة، أو يسأله أن يرفع عنه لوازم البشرية من الحاجة إلى الطعام والشراب، أو أن يسأله أن يطلعه على غيبه، أو يسأله أن يجله من المعصومين، أو يسأله أن يهب له ولدا من غير زوجة ولا أمة.

أو يرفع صوته بالدعاء، قال ابن جريج: من الاعتداء رفع الصوت بالدعاء.

أو يدعو مع الله تعالى غيره، قال ابن القيم: "أخبر تعالى أنه لا يحب أهل العدوان، وهم الذين يدعون معه غيره، فهؤلاء أعظم المعتدين عدوانا".

أو أن يدعو غير متضرع، بل دعاء مدل، كالمستغني بما عنده، المدل على ربه به، قال ابن القيم: "هذا من أعظم الاعتداء، المنافي لدعاء الضارع الذليل الفقير المسكين من كل جهة في مجموع حالاته، فمن لم يسأل مسألة مسكين متضرع خائف فهو معتد" - بدائع الفوائد (3/13).

7- أن لا يشغله الدعاء عن أمر واجب أو فريضة حاضرة، كإكرام ضيف، أو إغاثة ملهوف، أو نصرة مظلوم، أو صلاة، أو غير ذلك.

8- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، فتدعونه فلا يستجاب لكم)) - رواه الترمذي في الفتن (2169) وحسنه، وأحمد (5/288)، والبغوي في شرح السنة (4514)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (7070).

قال أهل العلم: "لذا يمكن الجزم بأن ترك القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مانع من موانع إجابة الدعاء، فعلى كل مسلم يرغب بصدق أن يكون مستجاب الدعوة القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب طاقته وجهده" - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لصالح الدرويش (ص 34).

أشـــوفك حلـــم
20 Oct 2007, 03:28 AM
للدعاء آداب ومستحبات ينبغي مراعاتها،

من ذلك:

1. أخي : اذا دعوت الله تعالى فلتبدأ أولا : بحمده والثناء عليه تبارك وتعالى .. ثم بعدها : بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم .. ثم ابدأ بعد ذلك في دعائك ومسألتك عن فضالة بن عبيد ( رضي الله عنه ) : قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد إذ دخل رجل فصلى : فقال : اللهم أغفر لي وارحمني . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عجلت أيها المصلي اذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله ، وصل علي ثم ادعه ) .

قال : ثم صلى اخر بعد ذلك فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم .فقال له النبي صلى الله : ( أيها المصلي ادع تجب ) رواه ابو والترمذي / صحيح الترمذي : 3476) .

2. أخي :ومن آداب الدعاء الحسنة : الوضوء … حتى تقبل على الله تعالى .. طاهرا …. متهيئا لمناجاته ودعائه …

وفي حديث ابي موسى الاشعري ( رضي الله عنه : ) لما استغفر النبي صلى الله عليه وسلم لعبيد أبي عامر ، دعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال :

( اللهم أغفر لعبيد ابي عامر .. ) رواه البخاري ومسلم . والحديث طويل ) .

3- استقبال القبلة، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ((استقبل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة فدعا على نفر من قريش)) - أخرجه البخاري في المغازي (3960) ، وعن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال: ((خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المصلى يستسقي، فدعا واستسقى، ثم استقبل القبلة، وقلب رداءه)) - أخرجه البخاري (6343)، ومسلم (894).



4- اختيار أحسن الألفاظ وأنبلها وأجمعها للمعاني وأبينها، ولا أحسن مما ورد في الكتاب والسنة الصحيحة، فإن الأدعية القرآنية والأدعية النبوية أولى ما يدعى به بعد تفهمها وتدبرها؛ لأنها أكثر بركة، ولأنها جامعة للخير كله، في أشرف الألفاظ وأفضل العبارات وألطفها، ولأن الغلط يعرض كثيرا في الأدعية التي يختارها الناس، لاختلاف معارفهم، وتباين مذاهبهم في الاعتقاد والانتحال.

قال الطبراني مبينا سبب تأليفه كتاب الدعاء: "هذا الكتاب ألفته جامعا لأدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حداني على ذلك أني رأيت كثيرا من الناس قد تمسكوا بأدعية سجع، وأدعية وضعت على عدد الأيام مما ألفها الوراقون، لا تروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، ولا عن أحد من التابعين بإحسان، مع ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكراهية للسجع في الدعاء، والتعدي فيه، فألفت هذا الكتاب بالأسانيد المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" - مقدمة كتاب الدعاء للطبراني.

وقال القاضي عياض: "أذن الله في دعائه، وعلَّم الدعاء في كتابه لخليقته، وعلَّم النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء لأمته، واجتمعت فيه ثلاثة أشياء: العلم بالتوحيد، والعلم باللغة، والنصيحة للأمة، فلا ينبغي لأحد أن يعدل عن دعائه صلى الله عليه وسلم، وقد احتال الشيطان للناس في هذا المقام، فقيَّض لهم قوم سوء، يخترعون لهم أدعية يشتغلون بها عن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأشد ما في الإحالة أنهم ينسبونها إلى الأنبياء والصالحين، فيقولون: دعاء نوح، دعاء يونس، دعاء أبي بكر، فاتقوا الله في أنفسكم، لا تشغلوا من الحديث إلا بالصحيح" - انظر: شرح الأذكار لابن علان (1/17).

وقال الغزالي: "والأولى أن لا يجاوز الدعوات المأثورة، فإنه قد يعتدي في دعائه، فيسأل ما لا تقتضيه مصلحته، فما كل أحد يحسن الدعاء" إحياء علوم الدين (1/554).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وينبغي للخلق أن يدعوا بالأدعية المشروعة التي جاء بها الكتاب والسنة، فإنَّ ذلك لا ريب في فضله وحسنه، وأنَّه الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسُن أولئك رفيقا" - مجموع الفتاوى (1/336) " القاعدة الجليلة " .

5- التذلل والافتقار .

أخي المسلم :إذا اردت لدعائك ان يصعد حقا . فتامل في حالك وقت الدعاء ، هل انت ممن يدعون دعاء الراغب .. الراهب … المستكين .. الخاضع .. المتذلل الفقير الى ما عند ربه تبارك وتعالى ؟ .

ام انك اخي اذا دعوت دعاء غافل … لاه .

أخي :التذلل والخضوع والافتقار الى الله اثناء الدعاء له مفعول عجيب في اجابة الدعاء .

وقد غفل الكثيرون عن ذلك فتجد احدهم اذا دعا اخرج كلمات جافة لا اثر للخضوع والتذلل فيها . وقد نسي هذا انه يخاطب ملك الملوك .. المتفرد بالجلال والكبرياء …

قال بعضهم : أدع بلسان الذلة والافتقار لا بلسان الفصاحة والانطلاق .

اخي المسلم : ان اثر التذلل والخضوع على اجابة الدعاء سريع … مضمون الفائدة ولا يجد هذا الا من جربة …

وسأقص عليك اخي نماذج تبرهن لك ان اثر التذلل على إجابة الدعاء لا يتخلف .

قيل : أصاب الناس قحط على عهد داود ـ عليه السلام ـ فاختاروا ثلاثة من علمائهم فخرجوا حتى يستسقوا بهم .

فقال أحدهم : اللهم انك أنزلت في توراتك ان نعفو عمن ظلمنا ، اللهم انا ظلمنا أنفسنا فاعف عنا وقال الثاني :اللهم انك انزلت في توراتك ان نعتق ارقاءنا ، اللهم إنا أرقاؤك فاعتقنا .

وقال الثالث :

اللهم انك انزلت في توراتك ان لا نرد المساكين اذا وقفوا بأبوابنا اللهم انا مساكينك وقفنا ببابك فلا تردنا دعاءنا فسقوا .

* وفي عهد عبد الرحمن الثالث : الخليفة الأموي على بلاد الاندلس ، أمسكت السماء ذات مرة عن المطر ، فدعا الخليفة الناس الى الاستسقاء ، وكان قاضي الجماعة يومها منذر بن سعيد ( رحمة الله ) : فبعث اليه الخليفة ان يخرج الناس الى صلاة الاستسقاء .

ولما جاء رسول الخيلفة الى منذر ، قال له منذر :

كيف تركت مولانا ؟

فقال : تركته وقد نزل عن سريره وافترش التراب .

فقال منذر : ابشروا بالفرج فانه اذا ذل جبار الارض رحم جبار السماء .

وخرج الناس بعدها للاستستقاء . فسقوا .

أخي المسلم : لذلك كان أرجى الدعاء بالاستجابة ما تضمن الخضوع والتذلل والاعتراف بالذنب …

وإذا اردت أخي دعاء يجمع هذه الخصال ، فقد أرشدك النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم : ( دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت : لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين . فانه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط الا استجاب الله له )

رواه الترمذي والحاكم / صحيح الترمذي : 3505) .

فادع أخي بلسان الخضوع والتذلل المسكنة … دعاء عبد فقير إلى ما عند ربه تعالى … محتاجا الى فضلة واحسانه … مقرا بذنوبه … خاضعا خضوع المقصرين … يرى انه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، بل أن ربه تبارك وتعالى هو مالك النفع والضر .. وهو تعالى الغني عن خلقة وهم الفقراء اليه سبحانه تبارك وتعالى ..

أخي : أفهم هذا جيدا فانه سر من اسرار الدعاء المستجاب جهله الكثيرون ..

فتنبه ولا تكن من الالغافلين .





6- أن يترصد لدعائه الأوقات الشريفة: كعشية عرفة من السنة، ورمضان من الأشهر، وخاصة العشر الأواخر منه، وبالأخص ليلة القدر، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السحر من ساعات الليل، وبين الأذان والإقامة.

قال الله تعالى: {وَبِٱلأَسْحَـٰرِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات:18]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول عز وجل: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له)) - أخرجه البخاري (1145)، ومسلم (758).

وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قيل له: يا رسول الله، أي الدعاء أسمع؟ قال: ((جوف الليل الآخر، ودبر الصلوات المكتوبات)) - أخرجه الترمذي في الدعوات (3499)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (108)، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2782).

7- أن يغتنم الحالات الفاضلة: كالسجود، ودبر الصلوات، والصيام، وعند اللقاء، وعند نزول الغيث.

قال ابن القيم: "((دبر الصلاة)) يحتمل قبل السلام وبعده، وكان شيخنا – يعني ابن تيمية – يرجح أن يكون قبل السلام، فراجعته فيه فقال: دبر كل شيء منه, كدبر الحيوان" - زاد المعاد (1/305).

وقال الشيخ ابن عثيمين: "الدبر هو آخر كل شيء منه، أو هو ما بعد آخره".

ورجّح رحمه الله أن الدعاء دبر الصلوات المكتوبة يكون قبل السلام، وقال: "ما ورد من الدعاء مقيداً بدبر فهو قبل السلام، وما ورد من الذكر مقيداً بدبر فهو بعد الصلاة؛ لقوله تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَـٰماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ} [النساء:103]" - من إملاءات الشيخ في درس زاد المعاد نقلاً عن كتاب الدعاء للشيخ الحَمد.

8- أن يستغلَّ حالات الضرورة والانكسار، وساعات الضيق والشدة: كالسفر، والمرض، وكونه مظلوما.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده)) - أخرجه أبو داود (1536)، والترمذي (1905)، وابن ماجه (3862) واللفظ له، وأحمد (2/258)، وصححه ابن حبان (2699)، وله شاهد من حديث عقبة بن عامر عند أحمد (4/154)، وروي مثله عن ابن مسعود رضي الله عنه من قوله.

قال ابن رجب: "والسفر بمجرده يقتضي إجابة الدعاء...ومتى طال السفر كان أقرب إلى إجابة الدعاء؛ لأنه مظنة حصول انكسار النفس بطول الغربة عن الأوطان وتحمل المشاق، والانكسار من أعظم أسباب إجابة الدعاء" - جامع العلوم والحكم (1/269).

9- رفع اليدين وبسط الكفَّين، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: ((دعا النبي صلى الله عليه وسلم ثم رفع يديه، ورأيت بياض إبطيه)) - أخرجه البخاري في المغازي (4323)، ومسلم في فضائل الصحابة (2498) ، وعن سلمان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله حي كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين)) - رواه أبو داود في الصلاة (1488)، والترمذي في الدعوات ( 3556)، وابن ماجه في الدعاء (3865)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1757).

ويشرع هذا الرفع في الدعاء المطلق، أما الأدعية الخاصة فإنه لا ترفع الأيدي إلا فيما رفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم منها، وما لم يثبت رفعه فيه فالسنة فيه عدم الرفع، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.



10 - ومن الادب الحسن والذي يرجي به لصاحبه ان يستجاب دعاؤه : أن يقدم بين يدي دعائه عملا صالحا كصلاة او صيام او صدقة … الا ترى اخي ان الدعاء بعد الصلوات ارجي للاجابة . لانه وقع بعد عمل صالح ، وهو :

( الصلاة المفروضة ) وهي ارفع عمل بعد توحيد الله تعالي .



11- ومن الآداب الجملية للدعاء : ان يخفض الداعي صوته اذا دعاء …. فان الداعي مناج لربه تبارك وتعالى ، والله تعالى يعلم السر واخفي .. كما أن الداعي اذا خفض صوته كان بذلك اكثر تادبا وتذللا وخضوعا ممن رفع صوته بالدعاء .

وقد مدح الله تعالى نبيه زكريا ـ عليه الصلاة والسلام ـ بخفض الصوت في الدعاء ، فقال تعالى :

( ذكر رحمة ربك عبده زكريا اذ نادى ربه نداء خفيا ) مريم : 3.2) .
2

أشـــوفك حلـــم
20 Oct 2007, 03:30 AM
- ومما ينبغي أن تلاحظة من الاداب و انت تدعو الله عزوجل : اختبار الاسم الذي يليق بجلاله سبحانه وتعالى .. فتدعوه بما جاء في القرآن والسنة من أسمائه الحسنى تبارك وتعالى .. . ولا تتجاوز ذلك الى الاسماء التي لم ترد في القرآن والسنة او الاسماء التي ابتدعها المبتدعة وأهل الاهواء ..

قال تعالى (لله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) . الأعراف : 180 .

قال الامام القرطبي ( رحمة الله ) : " سمى الله سبحانه اسماءه بالحسنى ، لأنها حسنة في الأسماع والقلوب ، فإنها تدل على توحيده وكرمه وجوده ورحمته وافضاله ) .



13- الإكثار من النوافل بعد أداء الفرائض .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(( إن الله قال : من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب . وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب الى بالنوافل حتى احبة به فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به ، به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وان سالني لاعطينه ، ولئن استعاذني لاعيذنه ..)) ( رواه البخاري .. ) .

فلتكثر اخي من النوافل فإنها ترفع مقامك في الدنيا والآخرة اما في الدنيا : فبالفوز بمحبة الله تعالي .. وهي غاية الغايات . وإذا فزت بذلك أعانك الله تعالى على طاعته ومرضاته .. فلا تسمع الا ما يرضي الله . ولا تبصر الا ما يرضي الله ،ولا تنال بيدك الا ما يرضي الله . و لاتمشي برجلك الا في مرضاته تبارك وتعالى .. ويستجيب الله دعاءك … ويعيذك من كل شيء يؤذيك …

وأما في الآخرة : فبالفوز برضوان الله تعالى ونعيمة الباقي …

أخي : هذه الخيرات كلها تدركها بالاكثار من النوافل .

فان انت ضيعت فرصة كهذه فلتبك على عقلك البواكي .



14- التوسل الى الله بأعمالك الصالحة التي وفقك الله إليها ..

فالعمل الصالح نعم الشفيع لصاحبة في الدنيا والآخرة اذا كان صاحبة مخلصا فيه .

قال وهب بن منية ( رحمة الله ) : العمل الصالح يبلغ الدعاء ، ثم تلا قوه تعالى :



( اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) فاطر : 10 ) .

وقال بعضهم : يستحب لمن وقع في شدة ان يدعو بصالح عمله .

أخي : وخير واعظ لك في اثر التوسل بالأعمال الصالحة تلك القصة التي قصها النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابة رضي الله عنهم وهي :

قصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة فسدت باب الغار الذي كانوا فيه فتوسل كل واحد منهم بعمل صالح عمله ، فكشف الله عنهم الصخرة . ( والحديث رواه البخاري

برقم : 3465) مسلم برقم : 2743).

أخي المسلم :

التوسل بالاعمال الصالحة لا يتحقق الا أهل الطاعات … الذين اضاءت انوار الصالحات من صحائفهم . فاؤلئك هم الذين اذا توسلوا الى الله تعالى باعمالهم الصالحة قبل توسلهم وكان العمل الصالح خير شفيع لهم . .

قال وهب بن منبه : مثل الذي يدعو بغير عمل كمثل الذي يرمي بغير وتر .



15- ومن الامور التي تعينك في درب الدعاء المستجاب : ان تدعو الله تعالى باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب ….

سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو وهو يقول : اللهم اني اسالك باني اشهد انك انت الله لا اله إلا أنت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد . فقال :

( والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى ))

( رواه داود والترمذي وابن ماجه / صحيح الترمذي : 3475) .

وسمع ايضا مرة رجلا يدعو :

اللهم اني اسالك بان لك الحمد لا اله الا انت ، بديع السماوات والارض ياذا الجلال والاكرام ، ياحي يا قيوم . فقال النبي صلى الله عليه :

( لقد دعا الله باسمة العظيم الذي اذا يدعي به اجاب واذا سئل به اجاب واذا سئل به اعطي )

رواه اصحاب السنن وغيرهم / صحيح ابي داود : 1495 ) .



16- الإلحاح عليه سبحانه فيه بتكرير ذكر ربوبيته، وهو أعظم ما يطلب به إجابة الدعاء، فإن الإلحاح يدل على صدق الرغبة، والله تعالى يحب الملحين في الدعاء، ومن ذلك تكرير الدعاء، فعن ابن مسعود يصف دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((وكان إذا دَعا دعا ثلاثاً)) - أخرجه مسلم في الجهاد والهجرة (1794).

17- الجزم في الدعاء والعزم في المسألة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ولكن ليعزم المسألة، وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه)) - رواه البخاري في الدعوات: باب ليعزم المسألة (6339)، ومسلم في الذكر والدعاء: باب العزم بالدعاء (2679) واللفظ له.

قال الشيخ عبد الرحمن آل الشيخ: "بخلاف العبد؛ فإنه قد يعطي السائل مسألته لحاجته إليه، أو لخوفه أو رجائه، فيعطيه مسألته وهو كاره، فاللائق بالسائل للمخلوق أن يعلق حصول حاجته على مشيئة المسؤول، مخافة أن يعطيه وهو كاره، بخلاف رب العالمين؛ فإنه تعالى لا يليق به ذلك لكمال غناه عن جميع خلقه، وكمال جوده وكرمه، وكلهم فقير إليه، محتاج لا يستغني عن ربه طرفة عين، وعطاؤه كلام...فاللائق بمن سأل الله أن يعزم المسألة، فإنه لا يعطي عبده شيئاً عن كراهة، ولا عن عظم مسألة" - فتح المجيد (ص 471) بتصرف يسير.

18- الإكثار من دعاء الله تعالى في الرخاء، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: ((احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة...)) - أخرجه أحمد (1/293)، والترمذي (2516)، وأبو يعلى (2556)، وقال الترمذي: "حسن صحيح" ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكُرب فليكثر من الدعاء في الرخاء)) - أخرجه الترمذي في الدعوات (3382)، والطبراني في الدعاء (44، 45)، وصححه الحاكم (1/544)، ووافقه الذهبي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6290).



قال المباركفوري: "لأن من شيمة المؤمن أن يُريِّش السهم قبل أن يرمي، ويلتجئ إلى الله قبل الاضطرار" - تحفة الأحوذي (9/229).

وقال سلمان الفارسي: إذا كان الرجل دعَّاء في السراء، فنزلت به ضراء، فدعا الله تعالى، قالت الملائكة: صوت معروف، فشفعوا له، وإذا كان ليس بدعَّاء في السراء، فنزلت به ضراء، فدعا الله تعالى، قالت الملائكة: صوت ليس بمعروف، فلا يشفعون له - جامع العلوم والحكم (1/475).

وقال الضحاك بن قيس: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، إن يونس عليه الصلاة والسلام كان يذكر الله تعالى، فلما وقع في بطن الحوت قال الله تعالى: {فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلْمُسَبّحِينَ * لَلَبِثَ فِى بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الصافات:143، 144]، وإن فرعون كان طاغياً ناسياً لذكر الله، فلما أدركه الغرق، قال: آمنت، فقال الله تعالى: {ءالئَـٰنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ} [يونس:91] - جامع العلوم والحكم (1/475).

19- أن يبدأ الداعي بنفسه، ثم يدعو لإخوانه المسلمين، وأن يخص الوالدين، وأهل الفضل من العلماء والصالحين، ومن في صلاحه صلاح المسلمين، فعن أبي بن كعب رضي الله عنه ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكر أحداً فدعا له بدأ بنفسه)) - رواه الترمذي في الدعوات (3385)، وأبو داود في القراءات (3984)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (4723).

وأرشد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال: {وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ} [محمد:19]، وقال تعالى عن دعاء نوح عليه السلام: {رَّبّ ٱغْفِرْ لِى وَلِوٰلِدَىَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِىَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ} [نوح:28]، وأثنى الله تعالى على قوم كان من دعائهم: {رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلإَيمَـٰنِ} [الحشر:10].

وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة)) - قال في مجمع الزوائد (10/210): "رواه الطبراني وإسناده جيد"، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6026).

20- إخفاؤه والإسرار به، فذلك أعظم إيمانا، وأفضل أدبا وتعظيما، وأبلغ في التضرع والخشوع، وأشد إخلاصا، وأبلغ في جمعية القلب على الله في الدعاء، وأدل على قرب صاحبه من الله، وأدعى إلى دوام الطلب والسؤال، وأبعد عن القواطع والمشوشات والمضعفات، وأسلم من أذى الحاسدين - انظر: بدائع الفوائد (3/6-9).

قال الحسن: بين دعوة السر ودعوة العلانية سبعون ضعفا، ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء وما يُسمع لهم صوت، إن كان إلا همسا بينهم وبين ربهم، وذلك أن الله يقول: {ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}، وإن الله ذكر عبدا صالحا ورضي بفعله فقال: {إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً} [مريم:3].

21- التواضع والتبذل في اللباس والهيئة، بالشعث والاغبرار، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رُبَّ أشعث أغبر ذي طمرين مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره)) - أخرجه مسلم (2622)، وابن حبان (6483).

ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم للاستسقاء خرج متبذلاً متواضعاً متضرعاً.

22- التأمين بعده، فهو كالخاتم له.

مرضي بن مشوح
20 Oct 2007, 03:39 AM
http://www.arabsys.net/pic/thanx/8.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

أشـــوفك حلـــم
20 Oct 2007, 11:30 AM
http://www.arabsys.net/pic/thanx/8.gif (http://www.arabsys.net/pic/index.php)

هلا اخوي لكزس

وجزاك الله خير الجزاء اخي

كل الشكر لك

المديرالسعودي
20 Oct 2007, 01:09 PM
اشوفك حلم
شاكرا لك
وجزاك الله خير

الحرقاني
20 Oct 2007, 01:42 PM
شكرا لك على الطرح الرائع

أشـــوفك حلـــم
22 Oct 2007, 02:08 PM
اشوفك حلم
شاكرا لك
وجزاك الله خير

العفو اخوي المدير السعودي
شكرا لك اخي الكريم

أشـــوفك حلـــم
22 Oct 2007, 02:09 PM
شكرا لك على الطرح الرائع

العفو اخوي الحرقاني

حياك الباري

البندق
22 Oct 2007, 02:15 PM
بارك الله فيك

سام شمر
22 Oct 2007, 06:51 PM
أخووي اشوفك حلـــم

نجم2008
22 Oct 2007, 08:43 PM
بارك الله فيك ::: مشكور على الترحيب

أشـــوفك حلـــم
22 Oct 2007, 09:07 PM
بارك الله فيك

وفيك بارك اخي البندق

شكر على مرورك العطر

أشـــوفك حلـــم
22 Oct 2007, 09:08 PM
أخووي اشوفك حلـــم

وفيك بارك اخي سام شمر

جزاك الله خير على دعائك اخي الحبيب

كل الشكر

أشـــوفك حلـــم
22 Oct 2007, 09:09 PM
بارك الله فيك ::: مشكور على الترحيب

وفيك بارك أخي نجم

هذا واجبنا

كل الشكر لك

هبوب الريح
22 Oct 2007, 11:43 PM
مشكور أخي على هذا الموضوع القيم ، والمادة العلمية الجيدة ، والمحتوى النافع والمفيد ..
وعنوان الموضوع مستقى من حديث ( الدعاء مخ العبادة ) وهو مختلف في صحته ، وأصح منه
حديث ( الدعاء هو العبادة ) ..
تقبل خالص حبي ..

أشـــوفك حلـــم
23 Oct 2007, 02:06 PM
مشكور أخي على هذا الموضوع القيم ، والمادة العلمية الجيدة ، والمحتوى النافع والمفيد ..
وعنوان الموضوع مستقى من حديث ( الدعاء مخ العبادة ) وهو مختلف في صحته ، وأصح منه
حديث ( الدعاء هو العبادة ) ..
تقبل خالص حبي ..

أحبك الله أخي هبوب الريح

شكرا على التوضيح اخي الكريم

وجزاك الله خير

شكر لك على مرورك العطر

الذروي
25 Oct 2007, 02:03 PM
إشوفك حلمـ ...

جهد مبآرك فيه...

جزاك الله خير والله لايحرمك الجنه إن شاء الله...

إبداع قلم
25 Oct 2007, 02:08 PM
شكراً على الموضوع