رفحاوي
21 Oct 2007, 12:38 AM
الثقلاء في الشوارع وأمام النساء
عبدالله الجعيثن
إن المجتمع الغربي الذي نعيبه في أشياء كثيرة - ولا نزال - الثقلاء فيه أقل منهم عندنا في مجتمعنا العربي المسلم مع الأسف، أقصد الثقلاء في الشوارع العامة وأمام النساء.. في مخالفة أنظمة المرور.. وفي الوقوف في الممنوع.. وفي معاكسة النساء في الأسواق العامة والسيارات.. وفي (البحلقة والحملقة) في وجوه النساء وأجسادهن.. وفي عدم الاهتمام بنظافة الأماكن العامة.. فالثقيل الوبيل يرمي ما في يده من علب أو مناديل في الشارع أو الحديقة أو الرصيف مع أن صندوق (الزبالة) المخصص منه قريب ولكنه معدوم الذوق معتاد على الاستهتار والاستخفاف وسوء الأخلاق..
إن مشكلة هؤلاء المزعجين أشد خطراً وأكثر انتشاراً في عصرنا الحديث منها في العصور السالفة لازدحام المدن والأسواق وكثرة احتكاك الناس بالناس وتكاثر السيارات ومشاكل المرور واحتياج النساء والعائلات عموماً إلى الخروج للعمل أو النزهة أو التبضع من الأسواق..
(معاكسات النساء)
إن معاكسات النساء في الشوارع والأسواق والسيارات هي الثقل وقلة الحياء والذوق بعينه، وفوق أنها محرمة دينياً فإنها ساقطة في ميزان الأخلاق والسلوك الاجتماعي ومزعجة غاية الإزعاج ويفعلها الثقلاء بدون ذرة حياء.. ولا عجب فإن أول ما ينزع من الثقيل هو الحياء..
قال الشاعر:
إذا رُزق الفتى وجهاً وقاحاً
تقلب في الأمور كما يشاء!
وطبعاً لا يُتءرَك الوقح الثقيل يعاكس النساء ويضايق الناس ويخدش الحياء بل ينبغي أن يكون له رجال الهيئة بالمرصاد فإنه كالعقرب والشاعر يقول:
إن عادت العقربُ عدنا لها
وكانت النَّعءلُ لها حاضره!
(إبراز اللحم للهر)
وقلة من النساء مع الأسف يساعدن الثقلاء على المعاكسات وذلك حين تتبرج المرأة وتدخل الأسواق بهذا الشكل، فكأنما أبرزت اللحم للهر وأغرته بالانقضاض، وهي - فوق أنها تجني على نفسها وعلى أسرتها - تجعل المعاكسين الثقلاء يزدادون ويرتادون الأسواق لهذا الغرض ويعاكسون المتبرجة والمحتشمة فإن الشر يعم والخير يخص..
وكذلك في السيارات حين تحولها بعض النساء إلى ما يشبه غرفة النوم فتتزين داخل السيارة وتبتسم وتخرج مرآتها وتوزع نظراتها فتغري المعاكسين بمطاردتها ورمي أرقام هواتفهم عليها (الترقيم في اصطلاح الثقلاء!!) وتزيد من أعدادهم - لا كثرهم الله - وترسخ عادة المعاكسات عندهم ويعدمون التمييز كما عدموا الحياء فيعاكسون كل امرأة في سيارة خاصة حين تكون مع السائق!..
إن الشرطة والمرور - بالإضافة لرجال الهيئة - ينبغي أن يكون لهم دور حازم فعّال في ردع هؤلاء المعاكسين الثقلاء، فهم يزيدون ولا ينقصون..
(الثقلاء في الشارع العام)
وهؤلاء يبتلي الله الإنسان بهم وهو يقود سيارته بأدب وذوق، فيخطئون عليه مراراً وتكراراً، فالثقلاء لا يلتزمون بأنظمة المرور، ولا يعرفون الأدب أو الذوق الاجتماعي، ولا يعرفون شيئاً اسمه الحياء، فهم يدخلون عليك بسياراتهم من شوارع فرعية والأفضلية المطلقة لك، ويمرقون أمامك بكل وقاحة واستهتار، رغم أن كل شارع فرعي تنتصب في نهايته علامة المرور (قف) والتي يراها الأعمى ولكنها لا تعمى الأبصار تعمى القلوب التي في الصدور، ولوحة (قف) هي بمثابة إشارة المرور الحمراء يجب أن يقف عندها قائد السيارة حتى تتاح له فرصة دخول الشارع الأكبر بشكل آمن له وللآخرين، ولكن الثقلاء لا يعترفون بكل هذا بل يسطون على حق الآخرين ويدخلون الشارع الرئيسي من الجانبي عنوة وبالقوة وكأنهم الكلاب المسعورة:
يسطو بلا سبب وتلك
طبيعة الكلب العقور!
ويجب على رجال المرور إيقاف هؤلاء عند حدهم، وإيقاع العقاب النظامي بهم، فإنهم خطر على أنفسهم وعلى غيرهم، وهم يثقلون على المرور وعلى الناس ويوترون الأعصاب (ويطيرون عقل الحليم)..
(ثقلاء المواقف)
وحين تقف بسيارتك في موقف نظامي 100% فكثيراً ما تُصدم حين تعود لسيارتك بثقيل قد (سد) عليك ووقف خلف سيارتك بشكل غير نظامي وغير أخلاقي ولا يفعله من في وجهه ذرة حياء فتبحث عنه هنا وهناك فقد تجده أولاً.. وإن وجدته وعاتبته ربما قال بصفاقة: (الدنيا ما طارت)! أو قال (انتظر دقيقة) لأن حضرته في البقالة أو الصيدلية يريد إنجاز غرضه على مهل وعليك أن تنتظره حتى يخلص! .. والله حالة! .. بل حالات كثيرة من هذا النوع يمارس فيها الثقلاء ثقلهم جهاراً نهاراً وبكل صفاقة ووقاحة ولا حسيب ولا رقيب (مَنء أمن العقوبة أساء الأدب) وأنت تحتار هل تدخل مع هذا الصفيق في جدال أم تعتبره سفيهاً تترفع عن مجادلته وتفترض أن النظام هو الذي يعاقبه؟ في كل الأحوال - إن فعلت هذا أو ذاك - فقد أثقل عليك ووتر أعصابك وعكّر مزاجك بدون أي ذنب فعلته سوى أنك طبقت النظام ووقفت حيث يصح الوقوف..
ويزداد الغضب والتوتر حين تجد هذا الثقيل الصفيق الذي سد على سيارتك فعل هذه الفعلة المنكرة مع وجود مواقف نظامية لا تبعد عن موقفه الخاطئ سوى بضعة أمتار ولكن الثقيل يريد أن يقف أمام المطعم أو البقالة أو المتجر مباشرة ولا يهمه أن يسد على سيارتك ويسد نفسك ويفسد راحتك ويأكل من وقتك وأعصابك..
(قوة النظام)
إن قوة النظام هي التي ينبغي أن تردع هؤلاء الثقلاء عن معاكسة النساء في الشوارع والأسواق.. وعن مخالفة أنظمة المرور في المواقف والشوارع.. فإنه إذا طبق النظام بصرامة وأحس هؤلاء الثقلاء بالعقوبة إثر العقوبة فإنهم (يتربون) غصباً عنهم ويتعلمون الأدب رغم أنوفهم، أما بدون العقوبة فسيواصلون قلة الأدب ويضايقون الناس في كل مكان ويحولون الاجتماع البشري إلى كوارث اجتماعية تفسد الأخلاق وتسيء علاقات الناس بالناس وتخلط الحابل بالنابل والصالح بالطالح وتعطي صورة غير مشرفة للمجتمع..
فإن أسهل طريقة لمعرفة الصورة العامة للمجتمع: هل هي مشرفة أم لا؟ .. هي مراقبة مدى التزام الناس بأنظمة المرور، ومدى عدم مضايقتهم للآخرين (وخاصة النساء) ومدى اهتمامهم بنظافة الأماكن العامة، وكل هذا الثقلاء عنه مبعدون، وهم في أسواقنا وشوارعنا - مع الأسف - يسرحون ويمرحون..
لا بد من إيقافهم عند حدودهم بقوة النظام.
المصدر : جريدة الرياض (http://www.alriyadh.com/2007/10/20/article287843.html)
عبدالله الجعيثن
إن المجتمع الغربي الذي نعيبه في أشياء كثيرة - ولا نزال - الثقلاء فيه أقل منهم عندنا في مجتمعنا العربي المسلم مع الأسف، أقصد الثقلاء في الشوارع العامة وأمام النساء.. في مخالفة أنظمة المرور.. وفي الوقوف في الممنوع.. وفي معاكسة النساء في الأسواق العامة والسيارات.. وفي (البحلقة والحملقة) في وجوه النساء وأجسادهن.. وفي عدم الاهتمام بنظافة الأماكن العامة.. فالثقيل الوبيل يرمي ما في يده من علب أو مناديل في الشارع أو الحديقة أو الرصيف مع أن صندوق (الزبالة) المخصص منه قريب ولكنه معدوم الذوق معتاد على الاستهتار والاستخفاف وسوء الأخلاق..
إن مشكلة هؤلاء المزعجين أشد خطراً وأكثر انتشاراً في عصرنا الحديث منها في العصور السالفة لازدحام المدن والأسواق وكثرة احتكاك الناس بالناس وتكاثر السيارات ومشاكل المرور واحتياج النساء والعائلات عموماً إلى الخروج للعمل أو النزهة أو التبضع من الأسواق..
(معاكسات النساء)
إن معاكسات النساء في الشوارع والأسواق والسيارات هي الثقل وقلة الحياء والذوق بعينه، وفوق أنها محرمة دينياً فإنها ساقطة في ميزان الأخلاق والسلوك الاجتماعي ومزعجة غاية الإزعاج ويفعلها الثقلاء بدون ذرة حياء.. ولا عجب فإن أول ما ينزع من الثقيل هو الحياء..
قال الشاعر:
إذا رُزق الفتى وجهاً وقاحاً
تقلب في الأمور كما يشاء!
وطبعاً لا يُتءرَك الوقح الثقيل يعاكس النساء ويضايق الناس ويخدش الحياء بل ينبغي أن يكون له رجال الهيئة بالمرصاد فإنه كالعقرب والشاعر يقول:
إن عادت العقربُ عدنا لها
وكانت النَّعءلُ لها حاضره!
(إبراز اللحم للهر)
وقلة من النساء مع الأسف يساعدن الثقلاء على المعاكسات وذلك حين تتبرج المرأة وتدخل الأسواق بهذا الشكل، فكأنما أبرزت اللحم للهر وأغرته بالانقضاض، وهي - فوق أنها تجني على نفسها وعلى أسرتها - تجعل المعاكسين الثقلاء يزدادون ويرتادون الأسواق لهذا الغرض ويعاكسون المتبرجة والمحتشمة فإن الشر يعم والخير يخص..
وكذلك في السيارات حين تحولها بعض النساء إلى ما يشبه غرفة النوم فتتزين داخل السيارة وتبتسم وتخرج مرآتها وتوزع نظراتها فتغري المعاكسين بمطاردتها ورمي أرقام هواتفهم عليها (الترقيم في اصطلاح الثقلاء!!) وتزيد من أعدادهم - لا كثرهم الله - وترسخ عادة المعاكسات عندهم ويعدمون التمييز كما عدموا الحياء فيعاكسون كل امرأة في سيارة خاصة حين تكون مع السائق!..
إن الشرطة والمرور - بالإضافة لرجال الهيئة - ينبغي أن يكون لهم دور حازم فعّال في ردع هؤلاء المعاكسين الثقلاء، فهم يزيدون ولا ينقصون..
(الثقلاء في الشارع العام)
وهؤلاء يبتلي الله الإنسان بهم وهو يقود سيارته بأدب وذوق، فيخطئون عليه مراراً وتكراراً، فالثقلاء لا يلتزمون بأنظمة المرور، ولا يعرفون الأدب أو الذوق الاجتماعي، ولا يعرفون شيئاً اسمه الحياء، فهم يدخلون عليك بسياراتهم من شوارع فرعية والأفضلية المطلقة لك، ويمرقون أمامك بكل وقاحة واستهتار، رغم أن كل شارع فرعي تنتصب في نهايته علامة المرور (قف) والتي يراها الأعمى ولكنها لا تعمى الأبصار تعمى القلوب التي في الصدور، ولوحة (قف) هي بمثابة إشارة المرور الحمراء يجب أن يقف عندها قائد السيارة حتى تتاح له فرصة دخول الشارع الأكبر بشكل آمن له وللآخرين، ولكن الثقلاء لا يعترفون بكل هذا بل يسطون على حق الآخرين ويدخلون الشارع الرئيسي من الجانبي عنوة وبالقوة وكأنهم الكلاب المسعورة:
يسطو بلا سبب وتلك
طبيعة الكلب العقور!
ويجب على رجال المرور إيقاف هؤلاء عند حدهم، وإيقاع العقاب النظامي بهم، فإنهم خطر على أنفسهم وعلى غيرهم، وهم يثقلون على المرور وعلى الناس ويوترون الأعصاب (ويطيرون عقل الحليم)..
(ثقلاء المواقف)
وحين تقف بسيارتك في موقف نظامي 100% فكثيراً ما تُصدم حين تعود لسيارتك بثقيل قد (سد) عليك ووقف خلف سيارتك بشكل غير نظامي وغير أخلاقي ولا يفعله من في وجهه ذرة حياء فتبحث عنه هنا وهناك فقد تجده أولاً.. وإن وجدته وعاتبته ربما قال بصفاقة: (الدنيا ما طارت)! أو قال (انتظر دقيقة) لأن حضرته في البقالة أو الصيدلية يريد إنجاز غرضه على مهل وعليك أن تنتظره حتى يخلص! .. والله حالة! .. بل حالات كثيرة من هذا النوع يمارس فيها الثقلاء ثقلهم جهاراً نهاراً وبكل صفاقة ووقاحة ولا حسيب ولا رقيب (مَنء أمن العقوبة أساء الأدب) وأنت تحتار هل تدخل مع هذا الصفيق في جدال أم تعتبره سفيهاً تترفع عن مجادلته وتفترض أن النظام هو الذي يعاقبه؟ في كل الأحوال - إن فعلت هذا أو ذاك - فقد أثقل عليك ووتر أعصابك وعكّر مزاجك بدون أي ذنب فعلته سوى أنك طبقت النظام ووقفت حيث يصح الوقوف..
ويزداد الغضب والتوتر حين تجد هذا الثقيل الصفيق الذي سد على سيارتك فعل هذه الفعلة المنكرة مع وجود مواقف نظامية لا تبعد عن موقفه الخاطئ سوى بضعة أمتار ولكن الثقيل يريد أن يقف أمام المطعم أو البقالة أو المتجر مباشرة ولا يهمه أن يسد على سيارتك ويسد نفسك ويفسد راحتك ويأكل من وقتك وأعصابك..
(قوة النظام)
إن قوة النظام هي التي ينبغي أن تردع هؤلاء الثقلاء عن معاكسة النساء في الشوارع والأسواق.. وعن مخالفة أنظمة المرور في المواقف والشوارع.. فإنه إذا طبق النظام بصرامة وأحس هؤلاء الثقلاء بالعقوبة إثر العقوبة فإنهم (يتربون) غصباً عنهم ويتعلمون الأدب رغم أنوفهم، أما بدون العقوبة فسيواصلون قلة الأدب ويضايقون الناس في كل مكان ويحولون الاجتماع البشري إلى كوارث اجتماعية تفسد الأخلاق وتسيء علاقات الناس بالناس وتخلط الحابل بالنابل والصالح بالطالح وتعطي صورة غير مشرفة للمجتمع..
فإن أسهل طريقة لمعرفة الصورة العامة للمجتمع: هل هي مشرفة أم لا؟ .. هي مراقبة مدى التزام الناس بأنظمة المرور، ومدى عدم مضايقتهم للآخرين (وخاصة النساء) ومدى اهتمامهم بنظافة الأماكن العامة، وكل هذا الثقلاء عنه مبعدون، وهم في أسواقنا وشوارعنا - مع الأسف - يسرحون ويمرحون..
لا بد من إيقافهم عند حدودهم بقوة النظام.
المصدر : جريدة الرياض (http://www.alriyadh.com/2007/10/20/article287843.html)