الباحث عن الحق
01 Nov 2007, 11:16 PM
- سليمان بن عبدالملك: يا أبا حازم! مالنا نكره الموت؟
- أبو حازم: لأنكم عمرتم دنياكم، وخربتم آخرتكم؛ فكرهتم الانتقال من دار العمار إلى دار الخراب.
* * * * * *
قف عند موضوع الموت طويلا.. طويلا، وتأمله كثيرًا.. كثيرا، هو اليقين حقا، وهو القادم لا محالة، وهو الذي سنعايش لحظاته، ونعالج سكراته.
لا.. لست أعظ هنا؛ بل أتحدث مذهولا وأعترف: الموت مخيف. أن أرى بعيني الملائكة تنزل إلي فجأة لتقبض روحي، هذا أمرٌ يستحق الوقوف دائمًا لتأمله، فكيف إذا استحضرت أن ملائكة الموت هم ملائكة رحمة.. وملائكة عذاب، ربنا! رحمتك نرجو؛ فارحمنا بتخفيف السكرة، وحسن الخاتمة، والبشرى برؤية ملائكة الرحمة.آمين
قدموا يقين المسارعة للطاعة، ويقين الانقطاع عن المعصية.. ستسرُّون –بإذن الله تعالى- عند يقين الموت، وقدّموا المنة في طاعتكم، والتغافل والتعامي حين معصيتكم سـ.. فكروا بخاتمتكم، وهل يثق العاصي أنه لن يموت وهو يقارف معصيته؟!
قفوا معي، وتجرّدوا من آثار الدنيا، ومخالطة الخلق، قفوا وانفردوا بأنفسكم، وتواضعوا لحقائق الكون وفكروا: لا ندري متى نموت، وكيف نموت، وأين نموت.. لكننا –لا محالة- سنموت. لنقف ونلتفت إلى كل من نحبّ ونُعْمِل فكرنا؛ ولنتخيل حالهم وقت الموت، وهم يعانون من سكراته.
"إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإن أمسيت فلا تنتظر الصباح" لأننا لا نعلم متى يصل منادي الموت، فيا لله! كيف نقترف المعصية، ونستأنس باللهو الفاسق؛ وأمر الله يطرق كل لحظة، ولا ندري أبدًا هل ملائكة الموت في الطريق إلينا عن قريب، أستغفر الله! العمر -مهما طال- لن يبعد الموت أبدًا، وحين سكرة الموت تفيق من سكرة الغفلة وتتيقن أنك لم تلبث إلا يومًا أو بعض يوم؛ بل ساعة من نهار، وللتذكر ماضيك: كم لبثت فيه، وكم لبث معك؟
الناس يتخطفون من حولنا، فمن ميّت وهو ساجد، ومن ميت وهو يزني، ومن ميت بيسرٍ قد عوجل ببشرى الخير ، ومن منتفض يعالج ألم الموت أمام الحرام.
من أكبر العظات والعبر في زمننا هذا، أن قصص الموت، وحال الناس مع السكرات، لم تعد مجرّد أحاديث تسمع، ولا كتاباتٍ تقرأ؛ بل وصلت الحال إلى أن نبصر بأعيننا، ونسمع بآذاننا حال خلق الله تعالى وهم يعالجون سكرات الموت صوتًا وصورةً، وكلكم رأى ذلك المقطع للرجل الذي توفي ساجدًا في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمقطع الآخر لشيخ مصري مسن كان مستغرقا في تفسير كتاب الله –تعالى- فسقط ميتا وهو يصلي ويسلم على نبيّ الله موسى -عليه السلام-، وكلنا شاهد من مات وهو يغني.
لنرحم أنفسنا يا قوم بالابتعاد عن المعاصي، والفرار إلى الله –تعالى- فلا ملجأ في الدنيا إلا إليه.
رب ارحمنا برحمتك، ويسّر علينا الموت وسكراته، واجعل لنا ما لعبادك الصالحين عند الموت وفي القبر ويوم الحشر.
وصلى الله على الحبيب وسلم.
- أبو حازم: لأنكم عمرتم دنياكم، وخربتم آخرتكم؛ فكرهتم الانتقال من دار العمار إلى دار الخراب.
* * * * * *
قف عند موضوع الموت طويلا.. طويلا، وتأمله كثيرًا.. كثيرا، هو اليقين حقا، وهو القادم لا محالة، وهو الذي سنعايش لحظاته، ونعالج سكراته.
لا.. لست أعظ هنا؛ بل أتحدث مذهولا وأعترف: الموت مخيف. أن أرى بعيني الملائكة تنزل إلي فجأة لتقبض روحي، هذا أمرٌ يستحق الوقوف دائمًا لتأمله، فكيف إذا استحضرت أن ملائكة الموت هم ملائكة رحمة.. وملائكة عذاب، ربنا! رحمتك نرجو؛ فارحمنا بتخفيف السكرة، وحسن الخاتمة، والبشرى برؤية ملائكة الرحمة.آمين
قدموا يقين المسارعة للطاعة، ويقين الانقطاع عن المعصية.. ستسرُّون –بإذن الله تعالى- عند يقين الموت، وقدّموا المنة في طاعتكم، والتغافل والتعامي حين معصيتكم سـ.. فكروا بخاتمتكم، وهل يثق العاصي أنه لن يموت وهو يقارف معصيته؟!
قفوا معي، وتجرّدوا من آثار الدنيا، ومخالطة الخلق، قفوا وانفردوا بأنفسكم، وتواضعوا لحقائق الكون وفكروا: لا ندري متى نموت، وكيف نموت، وأين نموت.. لكننا –لا محالة- سنموت. لنقف ونلتفت إلى كل من نحبّ ونُعْمِل فكرنا؛ ولنتخيل حالهم وقت الموت، وهم يعانون من سكراته.
"إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإن أمسيت فلا تنتظر الصباح" لأننا لا نعلم متى يصل منادي الموت، فيا لله! كيف نقترف المعصية، ونستأنس باللهو الفاسق؛ وأمر الله يطرق كل لحظة، ولا ندري أبدًا هل ملائكة الموت في الطريق إلينا عن قريب، أستغفر الله! العمر -مهما طال- لن يبعد الموت أبدًا، وحين سكرة الموت تفيق من سكرة الغفلة وتتيقن أنك لم تلبث إلا يومًا أو بعض يوم؛ بل ساعة من نهار، وللتذكر ماضيك: كم لبثت فيه، وكم لبث معك؟
الناس يتخطفون من حولنا، فمن ميّت وهو ساجد، ومن ميت وهو يزني، ومن ميت بيسرٍ قد عوجل ببشرى الخير ، ومن منتفض يعالج ألم الموت أمام الحرام.
من أكبر العظات والعبر في زمننا هذا، أن قصص الموت، وحال الناس مع السكرات، لم تعد مجرّد أحاديث تسمع، ولا كتاباتٍ تقرأ؛ بل وصلت الحال إلى أن نبصر بأعيننا، ونسمع بآذاننا حال خلق الله تعالى وهم يعالجون سكرات الموت صوتًا وصورةً، وكلكم رأى ذلك المقطع للرجل الذي توفي ساجدًا في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمقطع الآخر لشيخ مصري مسن كان مستغرقا في تفسير كتاب الله –تعالى- فسقط ميتا وهو يصلي ويسلم على نبيّ الله موسى -عليه السلام-، وكلنا شاهد من مات وهو يغني.
لنرحم أنفسنا يا قوم بالابتعاد عن المعاصي، والفرار إلى الله –تعالى- فلا ملجأ في الدنيا إلا إليه.
رب ارحمنا برحمتك، ويسّر علينا الموت وسكراته، واجعل لنا ما لعبادك الصالحين عند الموت وفي القبر ويوم الحشر.
وصلى الله على الحبيب وسلم.