كاتب
18 Nov 2007, 08:52 AM
لكل فنان زمان ، ولكل فارس ميدان ، فمن الذكاء ، والكياسة والدهاء ، أن يكون إبداعك ، فيما فيه إسعادك ، فتصرف همتك ، وتتوافق موهبتك ، مع متطلبات سوق الأدب ، فتهون على نفسك التعب ، حتى تكون فارس الميدان ، وفنان الزمان ، فيكثر الأتباع ، ويتجمهر حولك الأشياع ، فتصير رمزاً وطنياً ، ونبيلاً غنياً ، وربما تحولت إلى ثروة قومية ، وشخصية كارزمية .
وكل هذا لن يكون ، حتى تختار فن الفنون ، وثقافة القرون ، الفن الذي اكتسح العصر ، وفاق النثر والشعر ، فسلب الألباب ، وأشغل الكتاب ، فصار الفن المقدّم ، على كل ما تقدّم ، ألا وهو فن الرواية ـ جُنبت الزيغ والغواية ـ فهي الفن الذي اخترق الثقافات ، وهدد هزيل الديانات ، فقراءة الروايات ، صارت أهم الهوايات ، فما أن تُكتب في الشرق رواية ، حتى ينشر لها في الغرب ألف دعاية ودعاية ، فقد تخطت حواجز الثقافات ، وعوائق الألسن واللغات ، وما رواية "هاري بوتر" عنا ببعيد ، فقد تقاتل الناس على جزئها الجديد ، أما رباعية "دان براون" الشهيرة ـ وأخص " الشيفرة " المثيرة ـ ، فهي أكبر دليل ، وأصدق من أي تحليل ، على أنها الأدب المرغوب ، لكل الشعوب .
أما عالمنا العربي ، شرقه والغربي ، فقد تأثر بالموجة السابقة ، فدور النشر على الترجمة متسابقة ، والكتاب الأذكياء ، نافسوا الغربيين بغباء ، فأخذوا ينشرون فضائحهم ، وسيء قبائحهم ، بروايات هزيلة ، وأفكار مهجنة عليلة ، ساهمت بكساد سوقهم ، سود الرب وجوههم .
وحتى لا تتكرر الأخطاء ، وتصاب بنفس الداء ، أقدم إليك هذه التوجيهات ، والنصائح المليحات ، لتنافس " إليكس هالي " ، فتدعو لي ولآلي ، وربما تفوقت على " تولستوي" ، فتكون روائياً قوي ، وعليك بفهم كل حرف وظلاله ، فلكل كلام مآله ، ولكل مقام مقاله .
1. إياك أن تكتب عن ماضيك ، فتشمت الناس فيك ، فمعارفك أحياء ، وكذلك الشهود والأعداء ، فيكذبون بطولاتك ، ويسخرون من كذباتك ، ولكن عليك بروايات عديمة الزمان ، مجهولة المكان ، فكثير من الكتاب ، أصحابنا الأحباب ، يكتب مغامراته المخزية ، وأيامه المزرية ، ولا ينوي نسبتها إليه ، فيكتب ـ بصراحة ـ بكلتا يديه ، وعندما تنتشر ، ويعرف اسمه ويشتهر ، ينسبها إلى مذكراته ، وينسى أنه ضمنها مخازيه وهفواته .
2. عليك بإثارة الغرائز ، فكل ما تعلق بالجنس فائز ، وما ومذكرات شادية العسكر ، إلا دليل على أن الجنس يسكر ، فكسبت شهرة كبيرة ، مع أنها لأدنى مواصفات الأدب فقيرة ، تحدثت عن طقاقة ، في عصور الفقر والفاقة ، وقعت في حب لبناني ، زين لها الأماني ، في قصة مجون وجنون ، وكذب على اللحى والذقون .
3. لا تنسى ........ أن ما تكتب لن ينسى ، فسيقرأه أبناؤك وبناتك ، فكن دوماً أنت البطل الفاتك ، واكتب عن فضائح العوائل ، معتدلها والمائل ، رفيعها والسافل ، وعن كثرة الفساد ، وأن العهر بازدياد ، حتى تكثّر أمثالك ، فلا تعير لوحدك لا أبالك .
4. عليك بالسفر والترحال ، وتلقيط الروايات ولو من الصومال ، وعليك بالبلاد البعيدة ، واللغات الغريبة ، فترجم تلك الروايات ، واقتبس منها بالمئات ، فهذا صنيع الشلة ، ورفاق الدرب والخلة .
5. واجعل على غلافها خربشات فنان ، وغموض في العنوان ، وإن ظفرت بتقديم لأحد " سرابيت " الشيبان ، وتقريظٍ لذي فكر حيران ، فقد حلت عليك الشهرة من كل مكان ، وضمنت المعجبات الحسان ، وقراءات نقدية لسرديتك بالمجان ، وربما كتبت عنها في الجامعات الرسائل ، لما حوت من جزيل الفكر وعظيم المسائل .
6. وإذا لمزت أصحاب الفكر الإسلامي ، وذكرت خطرهم المتنامي ، فأبشر بالسعد ، ورفاهية العيش والرغد ، فسيشتريها الأعداء ، أكثر من الأصدقاء ، وربما وزعوها بالمجان ، وطبعت منها نسخ خيرية للفتيان ، ليحذروا منها الشباب ، والمستفيد مؤلف الكتاب ، أما إن ضمنتها شباب الصحوة ، فلك عند الأسياد الحظوة ، وإذا لمحت أنك منهم يوماً ، وتركتهم مهموماً ، فهذه الشهر قد أتتك ، وعلى جبينك قبلتك .
7. أما إن ذكرت السياسة ، وأخبارها المحتاسة ، فقد جننت ، وفي رواية سجنت ، فإياك القرب منها ، فلا أضر على الأديب " العاقل " منها ، فكم من عزيز أذلوه ، ومن حر قيدوه ، فعليك بما يحبون ويألفون ، وإن كان من سالف القرون .
8. عليك بكثرة مشاهدة المسلسلات ، والأفلام السينمائيات ، فكثير منها كان رواية منسية ، وقصة رومانسية ، فما عليك إلا إعادة كتابتها بما يوافق الزمان ، وتغير أسماء الأبطال والأعيان ، فهذه وصفة سرية ، ومهنة خفية ، لا يتقنها إلا القليل ، ومن أصحاب الفكر العميل .
9. أما الروايات الإسلامية ، فلها بالسوق أهمية ، وإن تركت على حالها ، زاد انتشارها ، وكتابها المعاصرون ، في كل وسيلة يكتبون ، حتى سطعت أسماؤهم ، وكثر قراؤهم ، فهم الخطر القادم ، فلا تلوموا عندها أي لائم ، فمالك الرحبي ، ذلك الحر الأبي ، تابعه الناس ، وحبست عند متابعته الأنفاس ، حتى لقي ربه ، متعه الله بقربه .
فهذه الوصايا تخدم كل فنان ، ليكون أديب الزمان ، ومتنبي الأوان ، فهي من كاتب ناصح ، مترفع عن القبائح ، وإياكم أن تتسرب ، إلى العدو وتهرب ، فيحصل ما لا تمد عقباه ، حينها يبلغ الندم منتهاه .
وكل هذا لن يكون ، حتى تختار فن الفنون ، وثقافة القرون ، الفن الذي اكتسح العصر ، وفاق النثر والشعر ، فسلب الألباب ، وأشغل الكتاب ، فصار الفن المقدّم ، على كل ما تقدّم ، ألا وهو فن الرواية ـ جُنبت الزيغ والغواية ـ فهي الفن الذي اخترق الثقافات ، وهدد هزيل الديانات ، فقراءة الروايات ، صارت أهم الهوايات ، فما أن تُكتب في الشرق رواية ، حتى ينشر لها في الغرب ألف دعاية ودعاية ، فقد تخطت حواجز الثقافات ، وعوائق الألسن واللغات ، وما رواية "هاري بوتر" عنا ببعيد ، فقد تقاتل الناس على جزئها الجديد ، أما رباعية "دان براون" الشهيرة ـ وأخص " الشيفرة " المثيرة ـ ، فهي أكبر دليل ، وأصدق من أي تحليل ، على أنها الأدب المرغوب ، لكل الشعوب .
أما عالمنا العربي ، شرقه والغربي ، فقد تأثر بالموجة السابقة ، فدور النشر على الترجمة متسابقة ، والكتاب الأذكياء ، نافسوا الغربيين بغباء ، فأخذوا ينشرون فضائحهم ، وسيء قبائحهم ، بروايات هزيلة ، وأفكار مهجنة عليلة ، ساهمت بكساد سوقهم ، سود الرب وجوههم .
وحتى لا تتكرر الأخطاء ، وتصاب بنفس الداء ، أقدم إليك هذه التوجيهات ، والنصائح المليحات ، لتنافس " إليكس هالي " ، فتدعو لي ولآلي ، وربما تفوقت على " تولستوي" ، فتكون روائياً قوي ، وعليك بفهم كل حرف وظلاله ، فلكل كلام مآله ، ولكل مقام مقاله .
1. إياك أن تكتب عن ماضيك ، فتشمت الناس فيك ، فمعارفك أحياء ، وكذلك الشهود والأعداء ، فيكذبون بطولاتك ، ويسخرون من كذباتك ، ولكن عليك بروايات عديمة الزمان ، مجهولة المكان ، فكثير من الكتاب ، أصحابنا الأحباب ، يكتب مغامراته المخزية ، وأيامه المزرية ، ولا ينوي نسبتها إليه ، فيكتب ـ بصراحة ـ بكلتا يديه ، وعندما تنتشر ، ويعرف اسمه ويشتهر ، ينسبها إلى مذكراته ، وينسى أنه ضمنها مخازيه وهفواته .
2. عليك بإثارة الغرائز ، فكل ما تعلق بالجنس فائز ، وما ومذكرات شادية العسكر ، إلا دليل على أن الجنس يسكر ، فكسبت شهرة كبيرة ، مع أنها لأدنى مواصفات الأدب فقيرة ، تحدثت عن طقاقة ، في عصور الفقر والفاقة ، وقعت في حب لبناني ، زين لها الأماني ، في قصة مجون وجنون ، وكذب على اللحى والذقون .
3. لا تنسى ........ أن ما تكتب لن ينسى ، فسيقرأه أبناؤك وبناتك ، فكن دوماً أنت البطل الفاتك ، واكتب عن فضائح العوائل ، معتدلها والمائل ، رفيعها والسافل ، وعن كثرة الفساد ، وأن العهر بازدياد ، حتى تكثّر أمثالك ، فلا تعير لوحدك لا أبالك .
4. عليك بالسفر والترحال ، وتلقيط الروايات ولو من الصومال ، وعليك بالبلاد البعيدة ، واللغات الغريبة ، فترجم تلك الروايات ، واقتبس منها بالمئات ، فهذا صنيع الشلة ، ورفاق الدرب والخلة .
5. واجعل على غلافها خربشات فنان ، وغموض في العنوان ، وإن ظفرت بتقديم لأحد " سرابيت " الشيبان ، وتقريظٍ لذي فكر حيران ، فقد حلت عليك الشهرة من كل مكان ، وضمنت المعجبات الحسان ، وقراءات نقدية لسرديتك بالمجان ، وربما كتبت عنها في الجامعات الرسائل ، لما حوت من جزيل الفكر وعظيم المسائل .
6. وإذا لمزت أصحاب الفكر الإسلامي ، وذكرت خطرهم المتنامي ، فأبشر بالسعد ، ورفاهية العيش والرغد ، فسيشتريها الأعداء ، أكثر من الأصدقاء ، وربما وزعوها بالمجان ، وطبعت منها نسخ خيرية للفتيان ، ليحذروا منها الشباب ، والمستفيد مؤلف الكتاب ، أما إن ضمنتها شباب الصحوة ، فلك عند الأسياد الحظوة ، وإذا لمحت أنك منهم يوماً ، وتركتهم مهموماً ، فهذه الشهر قد أتتك ، وعلى جبينك قبلتك .
7. أما إن ذكرت السياسة ، وأخبارها المحتاسة ، فقد جننت ، وفي رواية سجنت ، فإياك القرب منها ، فلا أضر على الأديب " العاقل " منها ، فكم من عزيز أذلوه ، ومن حر قيدوه ، فعليك بما يحبون ويألفون ، وإن كان من سالف القرون .
8. عليك بكثرة مشاهدة المسلسلات ، والأفلام السينمائيات ، فكثير منها كان رواية منسية ، وقصة رومانسية ، فما عليك إلا إعادة كتابتها بما يوافق الزمان ، وتغير أسماء الأبطال والأعيان ، فهذه وصفة سرية ، ومهنة خفية ، لا يتقنها إلا القليل ، ومن أصحاب الفكر العميل .
9. أما الروايات الإسلامية ، فلها بالسوق أهمية ، وإن تركت على حالها ، زاد انتشارها ، وكتابها المعاصرون ، في كل وسيلة يكتبون ، حتى سطعت أسماؤهم ، وكثر قراؤهم ، فهم الخطر القادم ، فلا تلوموا عندها أي لائم ، فمالك الرحبي ، ذلك الحر الأبي ، تابعه الناس ، وحبست عند متابعته الأنفاس ، حتى لقي ربه ، متعه الله بقربه .
فهذه الوصايا تخدم كل فنان ، ليكون أديب الزمان ، ومتنبي الأوان ، فهي من كاتب ناصح ، مترفع عن القبائح ، وإياكم أن تتسرب ، إلى العدو وتهرب ، فيحصل ما لا تمد عقباه ، حينها يبلغ الندم منتهاه .