خوي الباحث
19 Nov 2007, 03:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرة هي المواقف العظيمة التي سطرها التاريخ الإسلامي لأبنائه لكي يقتدوا بها ويفتخروا , وحقيقة رزقني الله حب السيرة المحمدية حتى بدأت بمشروع قراءة في كتب السيرة , فبدأت باقتنائها والاطلاع فيها , لأنه وبصراحة لمّا تغوص في تلك الأحداث تشعر بأنك تعيش في عالم جميل يسيل الدموع على الخدود ويقشعر الجلد ويرتفع الإيمان في لحظة كلما تتذكرها يأتيك طيف سعيد فتشعر بأنك مع أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية الصحابة رضوان الله عليهم . ومن تلك المواقف التي أعجب منها خصوصا في مثل هذا الزمن الحائر موقف الصحابية الجليلة ( أم عمارة) , فمن هي أم عمارة ؟
إنها نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول الأنصارية الخزرجية النجارية من بني النجار.. وهي أم حبيب وعبدالله ابني يزيد بن عاصم. لم تكن مشاركتها في غزوة أحد ودفاعها عن النبي صلى الله عليه وسلم أول ولا آخر تضحياتها في سبيل الله. “لقد كانت إحدى امرأتين وفدتا مع ثلاثة وسبعين رجلاً إلى مكة للقاء النبي صلى الله عليه وسلم ومبايعته عند العقبة. فهي من المبايعات على طول المدى. فقد بايعت النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان عند الشجرة التي رضي الله عن كل من بايع تحتها وأثبت ذلك في محكم التنزيل فقال جل شأنه: “لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريباً” .
ولقد خرجت نسيبة إلى غزوة أحد مع زوجها وولديها فقاتلت قتالاً شديداً وجرحت اثني عشر جرحاً وأظهرت في قتالها شجاعة نادرة نالت إعجاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن رآها من أصحابه تصول وتجول وتضرب بسيفها هنا وهناك ومعها زوجها وولداها يعاونونها في قتال العدو. ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأسرة وهي تمضي في طريقها إلى أحد في ثقة ويقين فقال لهم: “رحمكم الله أهل البيت. بارك الله فيكم أهل البيت” فاغتنمت نسيبة هذه الفرصة وقالت: يا رسول الله ادع الله أن نرافقك في الجنة. فقال: “اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة”. ففرحت نسيبة فرحاً شديداً وقالت: “ما أبالي ما أصابني من أمر الدنيا بعد ذلك” ومضت إلى القتال. وكانت تدور تسقي المقاتلين.
فلما تحول الحال وانهزم المسلمون انحازت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصفوة الذين أحاطوا به. فلما ولى الناس عن النبي جاء ابن قمئة يقول: دلوني على محمد. لا نجوت إن نجا. فتصدت له أم عمارة ومصعب بن عمير وآخرون ممن أحاطوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فكان ما كان من إصابتها.
من يطيق ما تطيقين؟
ولقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المسلمة المحتسبة فقال: “ما التفتُّ يميناً ولا شمالاً إلا رأيت أم عمارة تقاتل دوني”. وأي شهادة أبلغ وأكرم من شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد روى سليمان الثوري ومعمر بن كراع عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده عن سعد بن أبي وقاص قال: رأيت عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم وعن شماله رجلين عليهما ثياب بيض يوم أحد لم أرهما قبل ولا بعد. ورأى النبي رجلاً معه ترس لا يتترس به وأم عمارة ليس معها ما تحمي به نفسها فقال النبي للرجل: “ألق ترسك لمن يقاتل”. فأعطاها الرجل ترسه فمضت تقاتل. وحين رآها النبي تنزف نادى ابنها قائلاً: “يا ابن أم عمارة أمك أمك. اعصب جرحها. بارك الله عليكم من أهل بيت. مقام أمك خير من مقام فلان وفلان”. وجرح ابنها فنزف بغزارة. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “اعصب جرحك” فسمعته أم عمارة وكانت معها عصائب قد علقتها في وسطها فأخذت منها وربطت جرح ابنها وقالت له: انهض فضارب القوم. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: “ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة؟”.
ثم شاهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد قليل من أصاب ابنها فأشار إليه النبي وقال لها: “هذا ضارب ابنك” فسارعت نحوه وضربته في ساقه فوقع على الأرض ثم أجهزت عليه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: “الحمد لله الذي أظفرك وأقر عينك من عدوك وأراك ثأرك بعينيك”.
وتمضي الأيام والسنون وترتفع راية الإسلام. ويفتح المسلمون مكة بإذن الله وعونه. ويلحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى وينقلب المرتدون المنافقون على أعقابهم فكانت معركة اليمامة وهي من أشرس المعارك على المسلمين وفيها قتل ابنها حبيب. فمضت تطلب قتل عدو الله مسيلمة الكذاب فإذا به قتيل وإذا عبدالله ابنها الآخر هو الذي أخذ بثأر أخيه وخلص الإسلام من رأس الفتنة.
إن موقف أم عمارة هو موقف متصل بطول حياة كاملة. وهو موقف كان محل ترحيب وتشجيع من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قرر أن النساء شقائق الرجال.
كثيرة هي المواقف العظيمة التي سطرها التاريخ الإسلامي لأبنائه لكي يقتدوا بها ويفتخروا , وحقيقة رزقني الله حب السيرة المحمدية حتى بدأت بمشروع قراءة في كتب السيرة , فبدأت باقتنائها والاطلاع فيها , لأنه وبصراحة لمّا تغوص في تلك الأحداث تشعر بأنك تعيش في عالم جميل يسيل الدموع على الخدود ويقشعر الجلد ويرتفع الإيمان في لحظة كلما تتذكرها يأتيك طيف سعيد فتشعر بأنك مع أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية الصحابة رضوان الله عليهم . ومن تلك المواقف التي أعجب منها خصوصا في مثل هذا الزمن الحائر موقف الصحابية الجليلة ( أم عمارة) , فمن هي أم عمارة ؟
إنها نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول الأنصارية الخزرجية النجارية من بني النجار.. وهي أم حبيب وعبدالله ابني يزيد بن عاصم. لم تكن مشاركتها في غزوة أحد ودفاعها عن النبي صلى الله عليه وسلم أول ولا آخر تضحياتها في سبيل الله. “لقد كانت إحدى امرأتين وفدتا مع ثلاثة وسبعين رجلاً إلى مكة للقاء النبي صلى الله عليه وسلم ومبايعته عند العقبة. فهي من المبايعات على طول المدى. فقد بايعت النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان عند الشجرة التي رضي الله عن كل من بايع تحتها وأثبت ذلك في محكم التنزيل فقال جل شأنه: “لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريباً” .
ولقد خرجت نسيبة إلى غزوة أحد مع زوجها وولديها فقاتلت قتالاً شديداً وجرحت اثني عشر جرحاً وأظهرت في قتالها شجاعة نادرة نالت إعجاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن رآها من أصحابه تصول وتجول وتضرب بسيفها هنا وهناك ومعها زوجها وولداها يعاونونها في قتال العدو. ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأسرة وهي تمضي في طريقها إلى أحد في ثقة ويقين فقال لهم: “رحمكم الله أهل البيت. بارك الله فيكم أهل البيت” فاغتنمت نسيبة هذه الفرصة وقالت: يا رسول الله ادع الله أن نرافقك في الجنة. فقال: “اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة”. ففرحت نسيبة فرحاً شديداً وقالت: “ما أبالي ما أصابني من أمر الدنيا بعد ذلك” ومضت إلى القتال. وكانت تدور تسقي المقاتلين.
فلما تحول الحال وانهزم المسلمون انحازت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصفوة الذين أحاطوا به. فلما ولى الناس عن النبي جاء ابن قمئة يقول: دلوني على محمد. لا نجوت إن نجا. فتصدت له أم عمارة ومصعب بن عمير وآخرون ممن أحاطوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فكان ما كان من إصابتها.
من يطيق ما تطيقين؟
ولقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المسلمة المحتسبة فقال: “ما التفتُّ يميناً ولا شمالاً إلا رأيت أم عمارة تقاتل دوني”. وأي شهادة أبلغ وأكرم من شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد روى سليمان الثوري ومعمر بن كراع عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده عن سعد بن أبي وقاص قال: رأيت عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم وعن شماله رجلين عليهما ثياب بيض يوم أحد لم أرهما قبل ولا بعد. ورأى النبي رجلاً معه ترس لا يتترس به وأم عمارة ليس معها ما تحمي به نفسها فقال النبي للرجل: “ألق ترسك لمن يقاتل”. فأعطاها الرجل ترسه فمضت تقاتل. وحين رآها النبي تنزف نادى ابنها قائلاً: “يا ابن أم عمارة أمك أمك. اعصب جرحها. بارك الله عليكم من أهل بيت. مقام أمك خير من مقام فلان وفلان”. وجرح ابنها فنزف بغزارة. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: “اعصب جرحك” فسمعته أم عمارة وكانت معها عصائب قد علقتها في وسطها فأخذت منها وربطت جرح ابنها وقالت له: انهض فضارب القوم. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: “ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة؟”.
ثم شاهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد قليل من أصاب ابنها فأشار إليه النبي وقال لها: “هذا ضارب ابنك” فسارعت نحوه وضربته في ساقه فوقع على الأرض ثم أجهزت عليه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: “الحمد لله الذي أظفرك وأقر عينك من عدوك وأراك ثأرك بعينيك”.
وتمضي الأيام والسنون وترتفع راية الإسلام. ويفتح المسلمون مكة بإذن الله وعونه. ويلحق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى وينقلب المرتدون المنافقون على أعقابهم فكانت معركة اليمامة وهي من أشرس المعارك على المسلمين وفيها قتل ابنها حبيب. فمضت تطلب قتل عدو الله مسيلمة الكذاب فإذا به قتيل وإذا عبدالله ابنها الآخر هو الذي أخذ بثأر أخيه وخلص الإسلام من رأس الفتنة.
إن موقف أم عمارة هو موقف متصل بطول حياة كاملة. وهو موقف كان محل ترحيب وتشجيع من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قرر أن النساء شقائق الرجال.