المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : همسة في آذان مديري الجامعات الجديدة



فـروان
29 Nov 2007, 11:24 PM
د. حامد الورده الشراري- عميد كلية الهندسة المكلف جامعة الجوف



نبارك لمعالي مديري الجامعات الجديدة (الجوف، حائل، جازان، تبوك، نجران، الباحة) هذه الثقة الملكية الغالية ونشكر قيادتنا الحكيمة على حسن الاختيار. لاشك أن مهمتهم (ربما) تختلف بدرجة معينة عن مهمة مديري الجامعات القائمة لكون الجامعات القائمة تتعامل مع بعدين الواقع والتطوير أما الجامعات الحديثة فيضاف بعد ثالث ألا وهو التأسيس، الذي من الممكن أن يكون إيجابياً إذا توفرت الإمكانات المادية والبشرية الجيدة وأديرت بشكل جيد (أو بعقلية جيدة). في هذه الرسالة -التي فيها همس- لمعالي مديري الجامعات الجديدة، أرى بعض النقاط الجديرة في الاهتمام وهي:

1- الهيكلة الإدارية:

إن تطبيق الأساليب الإدارية الحديثة والهيكلة التنظيمية المثلى هي مطلب لإنجاح أي مؤسسة. وأن تقليص العوائق الإدارية يسهل الإجراءات ويمنع الازدواجية في العمل ويُمِّكن الإدارة من الاستفادة القصوى من قدرات الموظفين، وهذا الأسلوب في الإدارة مريح جداً، إذ أن كل فرد في التنظيم الإداري يعلم موقعه فيه من حيث الحقوق والسلطة التي يتمتع بها وأيضاً ما هي الواجبات أو المسؤوليات، وأمام من هو مسئول وعن ماذا هو مسئول أيضاً. إن التطور الإداري (في الجامعة) يعني تطوراً بالعملية التعليمية بالمجمل، والهيكلة الإدارية الصحيحة ستقلص حركة المعاملة في أروقة الجامعة. إن الهيكلة مهمة جداً خصوصاً للجامعات الحديثة التكوين، لأنها في مرحلة التأسيس ومن السهولة بمكان تطبيق فنون الإدارة الحديثة فيها، ربما قارئ (فطن) ويقول (بدري على الهيكلة) إذن السؤال: كيف العمل بدون رؤية واضحة للموظف، وصلاحيات ومهام محددة يسهل معها إدارته وتقييمه بحيادية تامة؟، أليس أولى بأن تكون هناك هيكلة إدارية حتى لو كانت هيكلة مصغرة لها سمة المرونة بحسب وضع الجامعة وتوسعها؟

2- فريق استشاري عالي لكل جامعة:

إن التسارع في افتتاح وإنشاء جامعات في بيئات حديثة بالنسبة للتعليم العالي وما يصاحبها من تحديات إدارية وفنية ولوجستية إلى جانب محاولة تحقيق رغبة المجتمع في قبول أبنائهم وبناتهم مهما كانت معدلاتهم الدراسية ربما يؤثر على مستوى الجامعة المستقبلي سلباً. لذا فإن وجود فريق استشاري عالٍٍ مكون من داخل وخارج الجامعة يقيم العمل ويخضعها لمعايير عالية، ويرسم الإستراتيجيات ويقيم إجراءاتها المالية والإدارية والفنية ويضع هيكلة إدارية بعيدة عن البيروقراطية الإدارية المتبعة في بعض الجامعات السعودية القائمة، ويستقطب كفاءات إدارية وتعليمية متميزة ويحل العقبات التي تواجه هذه الجامعة الوليدة في مرحلة التأسيس التي هي أهم مرحلة في تاريخ الجامعة، أرى أنه مطلب مهم جداً. إن بعض الجامعات القائمة تضع لها فرق استشارية عالمية، أليس أولى أن الجامعات الحديثة يكون لها فرق استشارية تختصر المسافات (الطرق) ومن مبدأ أن البداية هي من حيث انتهى الآخرين؟! أليس من الأفضل إبرام اتفاقيات مع جامعات عالمية متميزة تكون كجهة مشرفة واستشارية أو عمل عقود توأمة مع جامعات مرموقة؟! وفريق جامعة الملك فهد الاستشاري خير مثال على ذلك.

3- أهمية بعض الإدارات في مرحلة التأسيس

إن إعطاء الأولوية والأهمية لبعض الإدارات ودعمها بالكفاءات خصوصاً في هذه المرحلة، مرحلة التجهيز والتأسيس للجامعة، وإبرازها عالمياً - مثلاً إدارة المشتريات وإدارة موقع الجامعة والعلاقات العامة، فإدارة المشتريات تحتاج لتوفير مستلزمات الجامعة من معامل وكتب وأثاث. فالبعد المكاني عن مراكز الشركات المزودة باحتياجات الجامعة يسبب بتأخير إجراءات تأمين تجهيزات الجامعة خصوصاً أن هذه الجامعات مرتبطة بميزانية تغلق في نهاية العام، فلإنجاح هذه العملية أرى أن يكون فريق إداري ذو خبرة جيدة بالتعامل مع الشركات، يستعان بهم من جهات أخرى ولو لفترة مؤقتة. إن المتتبع للتقييم الإسباني للجامعات السعودية والذي وضعها في ذيل القائمة، الذي أرى أنه غير منصف، المبني على موقع الجامعات في شبكة الإنترنت ومدى احتوائه على معلومات مفيدة يجعل للموقع أهمية قصوى خصوصاً في هذه المرحلة.

4- استقطاب أعضاء هيئة تدريس متميزين

إن استقطاب أعضاء هيئة تدريس متميزين وخريجي جامعات مرموقة وأسماء ذات شهرة عالمية، سعوديين وغير سعوديين، لهو أمر مهم جداً لأسباب عدة منها: أولاً: إبراز اسم الجامعة في المحافل الدولية الذي لا يأتي إلا بنشر بحوثهم المتميزة في مجلات علمية مرموقة أو ربما يكونون محكمين للبحوث في مجلات عالمية أو في مؤتمرات دولية ثانياً: أن جل عملهم ينصب على الجانب الإداري والتنظيمي والتجهيزات في مرحلة التأسيس كوضع مواصفات عالية لمعامل الكليات والتجهيزات الفنية الأخرى. إن التنافس مع بعض الجامعات الخليجية والخاصة المحلية لاستقطاب هذه الكفاءات يحتم على إدارة الجامعة الحديثة إعطاء حوافز مالية مغرية في عالم أصبحت المادة العامل الأساسي لاستقطاب العقول. أيضاً، تهيئة الجو المناسب لهم بتوفير المسكن والتأمين الصحي وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة وتسهيل إجراءات حضورهم للمؤتمرات الدولية ودعمهم ماديا بجانب المعاملة المعنوية الخاصة تقديراً لعلمهم وكفاءتهم سينعكس إيجاباً على الجامعة وإنجازها كما تفعل بعض الجامعات الغربية.

5- عدم التوسع في القبول في مرحلة التأسيس

العمل على تأسيس جامعة ذات جودة عالية بوجود سياسة استيعابية عالية له نتائج سلبية على المخرجات التعليمية والبحثية. إن الجامعات القائمة تواجه مشاكل عندما تقبل فوق طاقتها الاستيعابية، إذن، فكيف بالنسبة للجامعات الحديثة التي تعمل على خطين متوازيين، خط لوضع أسس تنظيمية إدارية وفنية وآخر قبول كم هائل من الطلبة بجانب عدم الخبرة الكافية؟! وإنني أرى أن قبول الطلبة يجب أن يعتمد على الإمكانيات الموجودة حالياً وبأقل عدد ممكن. نقطة أخرى، الشركات المزودة لبعض المعامل محدودة والجامعات المفتتحة كثيرة وبالتالي هي معادلة غير متوازنة وينطبق عليها ما ينطبق على قلة المقاولين لإنشاء مشاريع الدولة الضخمة، فربما تأمين المعامل يتأخر عن الخطة الدراسية، إذن تخيل أن طالب هندسة أو طب يدرس نظري دون عملي لعدم توفر المعمل في الوقت المناسب!. وإذا كنا نطمح بتطبيق معايير الاعتماد الأكاديمي والجودة فإننا يجب أن نقنن الاستيعاب حسب الإمكانيات وأن تكون هناك سياسة واضحة للقبول متوافقة مع المعايير الدولية.

لاشك أن الأخذ بفنون الإدارة الحديثة والتخطيط المبني على أسس علمية والاستفادة من تجارب الآخرين، سيكون له -بالتأكيد- نتائج إيجابية على الجامعة. في هذا المقال، حاولت أن أسبر بعض الأمور الأخرى غير المتعارف عليها والمثقلة بالنقاش كالتعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، أمور أرى أهميتها في مرحلة التأسيس، والتي هي أهم مرحلة في تاريخ الجامعة، ومن الواجب علينا أن نهمس بأذن أصحاب القرار حتى تؤخذ بعين الاعتبار. إن هذا الاختيار الموفق يحتم على مديري هذه الجامعات الجديدة العمل والجد لتحقيق طموحات وتطلعات قيادتنا الرشيدة، نسأل الله العلي القدير العون والتوفيق لهم وأن تصب هذه الأفكار في خدمة ديننا ووطننا ومليكنا، والله من وراء القصد.

... جريدة الجزيرة...

البندق
29 Nov 2007, 11:43 PM
الله يكتب اللي فيه الخير

ليث
30 Nov 2007, 03:05 AM
تسلم اخوي فروان


بدير هذا مديركم الجديد

وش هو من لية