المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مُـكسّـرات..! ودردشة حول المنتديات.



الباحث عن الحق
30 Nov 2007, 01:59 AM
اليوم الخميس 20 / 11 / 1428هـ.. وهو -كما تعلمون- يومُ الفراغ والركون إلى الكسل والعزلة أو اللهو أو الجد لمن كان موفقا ومجاهدًا لنفسه، طبعًا -مع الأسف- لست من الصنف الثالث، وإن كانت تمسك غلط أحيانًا فأمنّ بشيء من جهدي لاستغلال هذا الوقت بما ينفع، لكنها (مسكة) وهل تغني هذه (المسكة) من الجد شيئا؟!

إذن بقي لي صرف الوقت في اللهو البريء وأحيانا غير البريء (لكن ليس محرمًا بحمد الله)، أو أن أركن إلى العزلة.

أما اللهو فهو مربوط بأجساد أخرى أصحابها يُسمون (الأصدقاء)، وهم مابين خلٍّ وفيٍّ يستحيل وجوده -كما يقال-، أوالصديق الذي تتقاسم معه روحك؛ فعلاقتكما علاقة روح بجسدين، وصديق تربط بينك وبينه مودّة، علاقة قد تتلبس بلبوس (زوال الكلفة.. الميانة) أو أحيانا يخلع هذا اللباس فورًا؛ لتقارب مفاجئ وجريء بين الطرفين اللذَّيْن لم يستعدّا له، وآخر يعتبرك صديقا.. ويحبك.. لكنك مع الأسف لا تحمل ذات الشعور في نفسك.. وقد تتحسر لأجل ذلك، وربما تقتنع روحك به يومًا.. لا تدري. وأجساد أخرى لأقوام تجمع بينك وبينهم علاقة احترام وتقدير ومحبّة جمعيّة؛ قد لا تتضح إن انفردت مع أحدهم.. .

الحبال التي تربطني بهؤلاء إما أنها منقطعة أو مرخيّة أو قصيرة، لاعتبارات المكان والزمان.. ونتاج أخلاقنا، والنتيجة هو انفرادي مع الصنف الأول.. (الانعزال) والركون إلى الكسل، ولا يلزم أن تكون العزلة بفرار الجسد من أجساد البشر الأخرى في مكان منغلق -كما هي حالي الآن-، بل ربما قد تجد نفسك وسط جموع من البشر.. لكنك منعزل، أي لو أنني خرجت الآن من شقتي وركبت سيارتي واتجهت إلى متنزهٍ ما، أو تجوّلت في المكتبات والأسواق؛ لن أخرج من مسمى العزلة، لأنها انقطاع الروح عن التواصل مع الآخرين مهما كانت درجة هذا التواصل، بل وستجدني أعود إلى غرفتي حاملا نتاج أفكاري في تلك الجولات اليتيمة من هموم وحيرة.. وربما دموع.

تفرّست في نفسي -ما شاء الله علي- فأحسست بعد صلاة مغرب هذا اليوم أن أمامي ليلة طويلة أقضيها وحيدًا، فاتجهت إلى (مَحْمَصة) قريبة تعرض أنواعًا كثيرة من المكسرات، وخرجت منه بعد قليل أحمل كيسا ضخمًا داخله مكسرات مشكلة بعضها طويل الأمد في إلهاء الأسنان.. وبعضها الآخر قصير الأمد؛ بل لا أمد له. ولا أنس أن أمرّ بطريقي على البقالة لأشتري ثلاث قوارير من البربيكان بالليمون وقارورة مياه معبّأة.. وعليك ليل طويل أيها الباحث.

مضى الوقت سريعًا؛ فصلينا العشاء ثم اتجهت لشقتي وجلسة جلسة خفيفة مع أخوة جاؤوا لغرض ما، ثم اتجهت لغرفتي وأغلقت الباب على نفسي، وحانت مني التفاتة نبّهتني إلى كتاب (الإسلام وبناء المجتمع) وتذكرت اختباري يوم السبت القادم؛ فأعرضت عنه بعد أن وضعت فوقه كتاب (التحرير العربي) والذي اختبرته قبل أيام وحزت فيه درجة عالية.. لله الحمد.

بدأت في تكسير المكسرات، وكرع البيرة، والاستئناس بترطيب فمي بالماء وعلقت بصري على شاشة المحمول أتنقل بين المنتديات، وأذهب إلى (لوحة التحكم) أو كما في بعض المنتديات (مكتبي) أو (المرآة).. لها أسماء عديدة، أدخلها لكي أبصر المواضيع التي أنا مشترك فيها لأني كاتبها أو لأنني قد رددت عليها، أشعر بأنه يجب عليّ أن أعترف أنني أبدو كالطفل أمام الردود على مواضيعي، خصوصًا الردود الطويلة التي تثير النقاش معي من باب الجد أو المزح والدعابة، إضافة إلى الردود التي تشكرني أو تتابعني بصمت -كما يذكر أصحابها ما أدري ليش يصمتون- التي أحترم أصحابها لأنهم -على الأقل- قاموا برفع موضوعي، وقطعوا عني الإحراج من رفع مواضيعي بنفسي أحيانا "على بلاطة"؛ إذ أرد على موضوعي بـ (للرفع)، وأحيانا أعمل فيها مسوّي إضافة على الموضوع بسطر أو سطرين.. وماهذا إلا لأرفعه.. والله لا يذلنا. ولا بأس أن أعترف -من باب الاستطراد- أنني كالطفل أيضا أمام الرسائل الخاصة ذات المربّع الفاتن الذي ينتصف الشاشة فيشعرك بالانتعاش والسرور، وهو ذات الشعور الذي أحس به حين تصلني رسالة واردة جديدة في جوالي.

للأسف كل المنتديات التي أدخل لوحة تحكمي فيها، لم أجد موضوعا لي قد رُد عليه ردا جديدا؛ لأحسّ بأن شعور الوحدة يتعمّق في وجداني.. فأحزن، تجولت في كل المواقع والمنتديات التي أعرفها، حتى الجرائد المحلية، بل رجعت إلى أرشيف بعض الكتاب لأقرأ لهم، تجولت في بعض المدونات وتصفحتها حتى مللت، ركزت على رسوم الكاريكاتير وتجولت بينها حتى سئمت، فلما التفت للساعة وجدت أن الوقت لا زال مبكرا.. فأصبت بالغيظ.

لا يوجد أكثر ألمًا من شعور التوتر الذي يخالطك حين تجد نفسك وحيدًا فارغًا؛ لذلك سارعت إلى فتح برنامج الوورد والشروع في كتابة هذا المقال، والذي قررت أثناء كتابتي له أن أجعل الموضوع الذي سأختاره هنا هو دردشة حول عالم المنتديات، هذا العالم الذي عشقناه وأدمنا التواجد فيه، وصار جزءا لا يتجزأ من حياتنا.

المنتديات...، العالم الآخر كما سمَّاه أحد الأعضاء في إحدى المنتديات، رفع ستار الإبداع والرقي عن هذه النعمة؛ وألقي على أيام الكبت ومحدودية الرأي بالنسبة لعامة الناس من أمثالنا، نعم.. قد تكون نقمة؛ حين تحال وسيلة للفساد وضياع الوقت، لكن تبقى أنها أحدثت نوعًا من الوعي والاهتمام بأمور كنا سنمضي في هذه الدنيا ولم نلتفت إليها، وربما لن تكون من اهتماماتنا أبدًا؛ بل ربما ظننا أننا في مرحلة أقل من أن نصل إلى مستوى هذه الأمور.. كالكتابة وغيرها.

أعتقد أن الجميع قد لاحظ أن المنتديات في بداياتها كانت -نوعًا ما- أقوى بكثير في طرحها للمواضيع، وما ذلك إلا أن من ينسبون أنفسهم إلى النخب والرموز قد دخلوا في غمارها، وربما بأسمائهم الصريحة، لكنهم ارتحلوا عنها سريعا؛ إما لأنهم اكتشفوا أنها عالم يساوي بين الجميع، أو لأنهم اكتشفوا أن المنتديات ترفع من هو مبدع في نتاجه أكثر من الرموز الذين اعتادوا الأضواء التي تلقى عليهم من أعين الناس.. للشهرة الإعلامية التي يتميزون بها، وهي -كما تعلمون- يتميز بها كل من هب ودب، أو ربما لأنهم رأوا أن المنتديات لا تفيدهم شيئا، وهذا قد يكون صحيحًا بحسب الاتجاه الذي يسير نحوه المنتدى.

على كل حال المنتديات مستمرة، وهي تعني الكثير لأعضائها، دعني أقول: أنها تعني الكثير لمن جَدَّ فيها واحترمها من أعضائها، لي قرابة الخمس سنوات وأنا معايش لهذا العالم، كمتابع في البداية؛ ثم كمشارك فيها، أقف احترامًا لأعضاء كانوا ومازالوا يتعاملون مع هذا العالم بجدِّية، يعجبني في بعضهم الاستمرار في تقديم ما لديهم باتزان وتأنٍّ.. واحترام.

أفكر دائمًا! ماذا لو لم تكن هذه المنتديات موجودة؟! سؤال في الصميم، لتعرف الإجابة تأمل في نتائج ظهور هذه المنتديات، كأي وسيلة من الوسائل؛ نرى جانبًا مشرقا في هذه المنتديات، ونعايش جانبًا مظلما مع الأسف.

المنتديات عالم بحد ذاته له جانب مشرق وآخر مظلم، وآخر لا له ولا عليه؛ ولعله قريب من الجانب المظلم.

الجانب المشرق منه هو اكتشاف العديد من المواهب والإبداعات والأقلام التي ربما هزت دولا وحكومات، إنّ أيامًا كانت المقالات تئن فيها تحت سطوة محرِّر تافهٍ في جريدة أو مجلة، فإما أن ينشر مقالتك منقوصة الأطراف، ومشوهة البنية، أو يكتفي بالرد عليك بأن مقالك لا يصلح للنشر أو "أعد إرساله لعدم وضوح الخط والفكرة".. قد ولت، أنا لم أراسل أي صحيفة أو مجلة قبل ظهور المنتديات، لكنني لا أنس تلك الردود التي كنت أقرأها في الجرائد والجلات في صغري لمحرر ينهي في كلمة أو كلمتين جهد امرئ بذل الكثير لكتابة مقاله.

هناك خواطر أخرى حول المثالية في طرح الكتاب، ودورها في رسم شخصية الكاتب أمام قرائه، وأخرى حول علاقة الأعضاء بين الانترنت والواقع (وهذا موضوع يستحق النقاش).. لكنني مللت من الكتابة، ولاحت مشاعر التوتر.. والله المستعان.

أبو عبدالله
الباحث عن الحق

ملاحظة/
ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة * * * * يواسيك أو يسليك أو يتوجع

ليث
30 Nov 2007, 03:17 AM
الله يعطيك العافية ابو عبدالله

وانت ممن رفع الستار عن قلمه الرائع

الباحث عن الحق
30 Nov 2007, 11:04 PM
ليث’ أهلا بك أخي الفاضل، وأشكر لك حسن ظنك عزيزي.

البندق
01 Dec 2007, 12:45 AM
كلام من ذهب

بعض الناس يبي السلق

يعني على الماشي لاهنت اخي الباحث

الباحث عن الحق
01 Dec 2007, 07:39 PM
البندق ’ حياك أخي، إنما القلم يجري جريا لا تتحكم به حتى يجف الفكر، ويمل الكاتب.. شكر الله لك طيب مرورك.

نادين
01 Dec 2007, 09:28 PM
مشكووووور والله يجزاك خير

والله كلامك درر.. ممتع.. ومفيد

نفح الطيب
01 Dec 2007, 10:53 PM
الباحث عن الحق

نعم :

ولا بد من شكوى الى ذي مروءة .............. يواسيك او يسليك او يتوجع

تقبل تحياتي

ذويبان11
01 Dec 2007, 11:51 PM
الله يعطيك العافية ابو عبدالله

الباحث عن الحق
02 Dec 2007, 02:19 PM
نادين’ أهلا بك أختي الفاضلة، سعيد بأن قد أعجبك الموضوع، شكرا على طيب مرورك.

مرضي بن مشوح
02 Dec 2007, 02:24 PM
الله يعطيك العافية