kabbany
25 Dec 2007, 10:49 AM
هل صحيح أن العرب ضِعاف العقول ؟
كان هذا موضوع أحد الندوات لإحدى القنوات الفضائية العربية . والتي جمعت خمسا ً من كبار المفكرين ومن دول عربية مختلفة . وقد ُطرح هذا السؤال فقدّم كل منهم رأيه وكانت كل الآراء تقليدية تؤكد أن العقل العربي رائع وأن ما ُيقال ليس إلا الحقد على العرب.. وعلماؤنا يشهدون على صحة قولنا ... الى أن جاء رأي أحدهم مفاجئا ً فقال نعم إن العربي يتصف بضعف العقل !!!! وهذه حقيقة !.
وأكمل قائلا ً أنه يحمل أدلة منها أن العلماء الذين قصد الزملاء ليسوا عربا ً ( إلا ماندر ).
فإبن سينا – الرازي – البيروني .... لم يكونوا عرب !!!
الى أن أنهى كلامه في أن العربي ومنذ الأزل يسعى في كل نواحي حياته لإرضاء رئيس عشيرته أو ملكه أو رئيسه .. وهذا ُجل مسعاه وإهتمامه للأسف .في حين أن المفكر الأوربي مثلا ً يسعى قبل كل شيء ليخلدّ إسمه في عمل إنساني مفيد فبعض علمائهم وأطبائهم قاموا بتجريب أدوية وأمصال على أنفسهم وحتى على أولادهم قبل طرحها لخدمة الإنسانية.
وبعد ..... فإن طرح موضوع ٍ بهذا التساؤل لهو الخزي والذل بعينه لكل عربي .
لكن أترى هل هناك ما ينفي صحة ما يقولونه عن ضعف ما نحمله داخل رؤوسنا ؟
هل ما يحدث من إجرام في العراق ولبنان وفلسطين ينفي صحة أقوالهم ؟
هل ما يحدث من هضم للحقوق ومن فساد وظلم وبطالة وهمجية ينفي صحة أقوالهم ؟
هل ما يفعله البعض من تأليهٍ لشخصيات ليست ذات أهمية ينفي صحة أقولهم ؟
هل اللامبلاة بالبحث العلمي واللحاق بالأمم الراقية في جميع نواحي الحياة ينفي صحة أقولهم ؟
ُخطب صلاة الجمعة تشحن مستمعيها كي يفعلوا الأفضل لا تلبث أن تتفرغ شحنتهم عند باب الخروج .
إعطاء مسؤلية مشاريع ذات أهمية قصوى للوطن لشخصيات تبحث أولا ً عن مصلحتها حيث لا أحد يُحقق.. وإهمال من يحملون الشرف الحقيقي تجاه الوطن وشعبه .
إستعمال قوانا لردع وإخافة بعضنا البعض وترك عدونا في راحة وإسترخاء .
التباهي بتلوينات توضع على أكتاف عسكرنا وهم لا يفعلون شيء إزاء إذلال إسرائيل المزمن لكل من يتوقع منها الخير .
شراء أسلحة بالمليارات الى لا شيء من فعل.
الفقر والضحالة في كل شيء ، إنعدام الذوق واللباقة ، محاولة لتقليد الغرب في أنماط حياته وهو لايقيم لنا أي إعتبار. بل أنه يحتج على أننا بشر نعيش خاصة في هذه المنطقة .
إمتلاء المدن بالسكان ضعف الخدمات ترك القرى مهملة يأكلها التصحر.
جعل البلاد سوقا ًً عالميا ً لتصريف منتجاته والنظر إلينا كمستهلكين ليس إلا ّ.
إستعداؤنا لكل ما هو أخضر وإفتعال الأبنية السكانية في قتل الأشجار والجمال .
نحر أو إهمال ما تبقى لنا من إرث حضاري وآثار وأوابد .
إخفاء للحقيقة وبأي طريقة وإيهام المواطن أن حاله التي يعيش طبيعية .
الإدمان على التصفيق بهبل لا يُطاق . التفاخر فقط بما فعل الأجداد وكأن الأجداد فخرٌ لهم أننا الأحفاد .
رجال الشرطة المتوجب أن يكونوا القدوة أصابهم الملل وأصبح ما يستحوذوه من رشوة هو المبتغى .
سرقات لأموال الشعوب , الإهمال لإنسانيتهم , اللاتحقيق مع من أجرم وفعل ما فعل , التعطش للملذات والقصور والسيارات من رؤوس فارغة وبطون لا تخلوا من الطعام ..
أينفي هذا صحة ما يقولون ؟
وعلى الصعيد الفردي ..الخجل من إتباع الإلتزام والنظام في السير والنظافة وفي كل نواح الحياة والتعامل .
النظر الى من يريد الحقيقة أن تسود وكأنه من كوكبٍ آخر .
الركون الى الأوضاع هكذا بدون أي حل ٍ للسوقية من الأسباب أقلها أننا نريد أن نأكل . متناسين أنه يجب يتواجد ما يفرّقنا عن الحيوانات حاجة .
بناء أجيال تعرف ضياع الوقت ..الرذيلة.. الإنحراف.. والغباء قبل أن تعرف الأبجدية .
ملىء الرؤوس بأقوال وتعاليم ليست حقيقية واللامبلاة بتعاليم جوهرية ُتفيق العقل العربي من ُسباته .
التباهي بما ُينتعل قدما ً أكثر بكثير مما ُيحتوى عقلا ً.
حملة الشهادات العلمية بالرغم من نسيانهم من قبل حكوماتهم فهم نادرا ً ما يجعلون علمهم عملا ًً وتطبيقا ً.
إجترارٌ لإصطلاحات غريبة تحكي مافينا من ضعف وجهل مثل: ماشي الحال , معليش , نعمل إيه يعني , هيك الله بدو...
عند حالٍ يستلزم منا أن نفعل لا أن نحتقر أنفسنا .
بائعي الغاز يصرخون ويطرقون على عبواتهم ليل نهار ببلاهة لا تصدق , السائق لا يحمل أي خوف أو ردع ما دام طاعون الرشوة سائدا ً , التباهي في أن لي قريب في الحكم إذا ً يمكنني أن أفعل ما أشاء , الآنيّة في التفكير في عالم ٍ فلكي السرعة . ترك المواطن في حالٍ ..أيوبيٌ في صبره كفيف ٌ في إنقياده . لا أمل للشريف إلا بفرج رباني .
فهل هذا البعض ينفي ضعف عقولنا أستحلفكم بالله ؟
ليت شعبنا يعلم أن هذا كله أحداث تسبق موت الأمة.
ُيقال أن للأوربين ( خاصة ً اليهود ) يومٌ يجتمعون فيه ويبتهلون الى ربهم كي ُيبقي العرب في بلاهتهم ومصائبهم وأن لا يفيقوا منها أبدا .ً
ًسئل مرة موشي دايان رئيس الحرب الإسرائيلي السابق والحلبي الأصل متى ينتصر العرب على إسرائيل برأيك ؟
فقال : عندما يعرف العرب الإلتزام وركوب الباصات بإنتظام .
عندما يملكون الكرامة .
عندما يدخل الإسلام الى حياتهم تطبيقا ً وهذا الخطر الأكبر على إسرائيل .
بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية أصبحت فرنسا في حال إقتصادي وإجتماعي سيء . فجمع ديغول حكومته وسألهم طمئنوني قبل كل شيء هل التعليم العالي والقضاء بخير فقالوا نعم فقال لا خوف إذا ً ستنهض فرنسا وتتقدم .وبالفعل هذا ما حصل .
قيل لأحد المفكريين ماذا يجب فعله لتنهض الأمة العربية فقال قولا ً مليئا ً بالتشاؤم .. إن لها واحدا ً من طريقين :
حدوث كارثة تقضي على العرب جميعا ً والبدء ببناء جيل جديد راق ٍ .
أو البدء بتعليم الجيل بعد الجيل أن يتشبه بالآلة الصماء لتعليمهم النظام والإلتزام والذي هو اللبنة الأولى للرقي .
ترى ماذا ستقوله أجيالنا عما تركناه من إرث ؟
هل ستقول بأننا فعلنا ما يشرّف إسما ً وتاريخا ً أم أننا كنا نتوارث خِسئا ً وخجلا ً.
وبعد .... والله إني سوف لن أكون في عجلة من أمري في أن أجيب على تساؤلهم وأنفي ما يقولون عن ضعف عقولنا لكني سوف لن أكون في عجلة من أمري . ولسوف أفتعل أشياء وأشياء متهربا ً من الإجابة لعلي أحصل على ما يُنقذ وجهي من السواد .
kabbany@maktoob.com
كان هذا موضوع أحد الندوات لإحدى القنوات الفضائية العربية . والتي جمعت خمسا ً من كبار المفكرين ومن دول عربية مختلفة . وقد ُطرح هذا السؤال فقدّم كل منهم رأيه وكانت كل الآراء تقليدية تؤكد أن العقل العربي رائع وأن ما ُيقال ليس إلا الحقد على العرب.. وعلماؤنا يشهدون على صحة قولنا ... الى أن جاء رأي أحدهم مفاجئا ً فقال نعم إن العربي يتصف بضعف العقل !!!! وهذه حقيقة !.
وأكمل قائلا ً أنه يحمل أدلة منها أن العلماء الذين قصد الزملاء ليسوا عربا ً ( إلا ماندر ).
فإبن سينا – الرازي – البيروني .... لم يكونوا عرب !!!
الى أن أنهى كلامه في أن العربي ومنذ الأزل يسعى في كل نواحي حياته لإرضاء رئيس عشيرته أو ملكه أو رئيسه .. وهذا ُجل مسعاه وإهتمامه للأسف .في حين أن المفكر الأوربي مثلا ً يسعى قبل كل شيء ليخلدّ إسمه في عمل إنساني مفيد فبعض علمائهم وأطبائهم قاموا بتجريب أدوية وأمصال على أنفسهم وحتى على أولادهم قبل طرحها لخدمة الإنسانية.
وبعد ..... فإن طرح موضوع ٍ بهذا التساؤل لهو الخزي والذل بعينه لكل عربي .
لكن أترى هل هناك ما ينفي صحة ما يقولونه عن ضعف ما نحمله داخل رؤوسنا ؟
هل ما يحدث من إجرام في العراق ولبنان وفلسطين ينفي صحة أقوالهم ؟
هل ما يحدث من هضم للحقوق ومن فساد وظلم وبطالة وهمجية ينفي صحة أقوالهم ؟
هل ما يفعله البعض من تأليهٍ لشخصيات ليست ذات أهمية ينفي صحة أقولهم ؟
هل اللامبلاة بالبحث العلمي واللحاق بالأمم الراقية في جميع نواحي الحياة ينفي صحة أقولهم ؟
ُخطب صلاة الجمعة تشحن مستمعيها كي يفعلوا الأفضل لا تلبث أن تتفرغ شحنتهم عند باب الخروج .
إعطاء مسؤلية مشاريع ذات أهمية قصوى للوطن لشخصيات تبحث أولا ً عن مصلحتها حيث لا أحد يُحقق.. وإهمال من يحملون الشرف الحقيقي تجاه الوطن وشعبه .
إستعمال قوانا لردع وإخافة بعضنا البعض وترك عدونا في راحة وإسترخاء .
التباهي بتلوينات توضع على أكتاف عسكرنا وهم لا يفعلون شيء إزاء إذلال إسرائيل المزمن لكل من يتوقع منها الخير .
شراء أسلحة بالمليارات الى لا شيء من فعل.
الفقر والضحالة في كل شيء ، إنعدام الذوق واللباقة ، محاولة لتقليد الغرب في أنماط حياته وهو لايقيم لنا أي إعتبار. بل أنه يحتج على أننا بشر نعيش خاصة في هذه المنطقة .
إمتلاء المدن بالسكان ضعف الخدمات ترك القرى مهملة يأكلها التصحر.
جعل البلاد سوقا ًً عالميا ً لتصريف منتجاته والنظر إلينا كمستهلكين ليس إلا ّ.
إستعداؤنا لكل ما هو أخضر وإفتعال الأبنية السكانية في قتل الأشجار والجمال .
نحر أو إهمال ما تبقى لنا من إرث حضاري وآثار وأوابد .
إخفاء للحقيقة وبأي طريقة وإيهام المواطن أن حاله التي يعيش طبيعية .
الإدمان على التصفيق بهبل لا يُطاق . التفاخر فقط بما فعل الأجداد وكأن الأجداد فخرٌ لهم أننا الأحفاد .
رجال الشرطة المتوجب أن يكونوا القدوة أصابهم الملل وأصبح ما يستحوذوه من رشوة هو المبتغى .
سرقات لأموال الشعوب , الإهمال لإنسانيتهم , اللاتحقيق مع من أجرم وفعل ما فعل , التعطش للملذات والقصور والسيارات من رؤوس فارغة وبطون لا تخلوا من الطعام ..
أينفي هذا صحة ما يقولون ؟
وعلى الصعيد الفردي ..الخجل من إتباع الإلتزام والنظام في السير والنظافة وفي كل نواح الحياة والتعامل .
النظر الى من يريد الحقيقة أن تسود وكأنه من كوكبٍ آخر .
الركون الى الأوضاع هكذا بدون أي حل ٍ للسوقية من الأسباب أقلها أننا نريد أن نأكل . متناسين أنه يجب يتواجد ما يفرّقنا عن الحيوانات حاجة .
بناء أجيال تعرف ضياع الوقت ..الرذيلة.. الإنحراف.. والغباء قبل أن تعرف الأبجدية .
ملىء الرؤوس بأقوال وتعاليم ليست حقيقية واللامبلاة بتعاليم جوهرية ُتفيق العقل العربي من ُسباته .
التباهي بما ُينتعل قدما ً أكثر بكثير مما ُيحتوى عقلا ً.
حملة الشهادات العلمية بالرغم من نسيانهم من قبل حكوماتهم فهم نادرا ً ما يجعلون علمهم عملا ًً وتطبيقا ً.
إجترارٌ لإصطلاحات غريبة تحكي مافينا من ضعف وجهل مثل: ماشي الحال , معليش , نعمل إيه يعني , هيك الله بدو...
عند حالٍ يستلزم منا أن نفعل لا أن نحتقر أنفسنا .
بائعي الغاز يصرخون ويطرقون على عبواتهم ليل نهار ببلاهة لا تصدق , السائق لا يحمل أي خوف أو ردع ما دام طاعون الرشوة سائدا ً , التباهي في أن لي قريب في الحكم إذا ً يمكنني أن أفعل ما أشاء , الآنيّة في التفكير في عالم ٍ فلكي السرعة . ترك المواطن في حالٍ ..أيوبيٌ في صبره كفيف ٌ في إنقياده . لا أمل للشريف إلا بفرج رباني .
فهل هذا البعض ينفي ضعف عقولنا أستحلفكم بالله ؟
ليت شعبنا يعلم أن هذا كله أحداث تسبق موت الأمة.
ُيقال أن للأوربين ( خاصة ً اليهود ) يومٌ يجتمعون فيه ويبتهلون الى ربهم كي ُيبقي العرب في بلاهتهم ومصائبهم وأن لا يفيقوا منها أبدا .ً
ًسئل مرة موشي دايان رئيس الحرب الإسرائيلي السابق والحلبي الأصل متى ينتصر العرب على إسرائيل برأيك ؟
فقال : عندما يعرف العرب الإلتزام وركوب الباصات بإنتظام .
عندما يملكون الكرامة .
عندما يدخل الإسلام الى حياتهم تطبيقا ً وهذا الخطر الأكبر على إسرائيل .
بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية أصبحت فرنسا في حال إقتصادي وإجتماعي سيء . فجمع ديغول حكومته وسألهم طمئنوني قبل كل شيء هل التعليم العالي والقضاء بخير فقالوا نعم فقال لا خوف إذا ً ستنهض فرنسا وتتقدم .وبالفعل هذا ما حصل .
قيل لأحد المفكريين ماذا يجب فعله لتنهض الأمة العربية فقال قولا ً مليئا ً بالتشاؤم .. إن لها واحدا ً من طريقين :
حدوث كارثة تقضي على العرب جميعا ً والبدء ببناء جيل جديد راق ٍ .
أو البدء بتعليم الجيل بعد الجيل أن يتشبه بالآلة الصماء لتعليمهم النظام والإلتزام والذي هو اللبنة الأولى للرقي .
ترى ماذا ستقوله أجيالنا عما تركناه من إرث ؟
هل ستقول بأننا فعلنا ما يشرّف إسما ً وتاريخا ً أم أننا كنا نتوارث خِسئا ً وخجلا ً.
وبعد .... والله إني سوف لن أكون في عجلة من أمري في أن أجيب على تساؤلهم وأنفي ما يقولون عن ضعف عقولنا لكني سوف لن أكون في عجلة من أمري . ولسوف أفتعل أشياء وأشياء متهربا ً من الإجابة لعلي أحصل على ما يُنقذ وجهي من السواد .
kabbany@maktoob.com