المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خَــرْبَــشَــاتُ مُــتَــأَفِّــف! كأنني مصحف في بيت زنديق.



الباحث عن الحق
03 Jan 2008, 10:26 PM
اللهم لك الحمد إذ اجتمعت فيّ الصحة والفراغ!

لن أكون شاعريًّا هذه المرّة، ولن أوجه رسائل الشكوى والدلع ويا ناس احفلوا بي؛ فأنا الوحيد العاطفي؛ تعتمل في فؤادي تقاطعات من الحزن والهم والتأمل العميق والرغبة في المخالطة. بل سأحاول أن أشخبط هنا حتى أقتنع أنني قد أديت للفقرات حقها.

لأول مرّة في وحدتي، أستغفر الله.. أقصد هذه المرة من المرات النادرة التي لا أحفل فيها بذكريات الماضي كثيرا، مع أنني لوحدي.. والجو جميل جدا.. والحالة النفسية لك عليها، لذلك وجدتني شاخص البصر، مو لأنني قد سرحت بأفكاري بعيدًا وعميقا؛ بل لأنني عدت إلى لبس نظارتي بعد انقطاع سنتين ونصف السنة، حيث كنت ألبسها قبل الانقطاع ثلاث سنوات متتابعة، ولا زلت أعيش لذة الجديد تمامًا كالطفل الذي تُشترى له اللعبة فيلعب بها حتى يمل، ثم يتأملها. نسيت أن أقول أنني كنت في ظلمة وعذاب، ما إن وضعت النظارة على عيني حتى أبصرت الدنيا على حقيقتها، وأنني كنت أعيش في عالم من الضبابية والغشاوة وما أدري إيش بَعَد.

بعد صلاة العشاء كنت منغمسا أتجول بين المنتديات، حتى وصلت إلى مرحلة أبعدت فيها المحمول عني، وتأففت طويلا طويلا.. لقد اكتفيت. وماذا بعد يا رجل؟! هل ستعتبر المنتديات من ألعاب الأطفال كذلك. جلست ألتفت من حولي.. لا أحد، فالشباب ولوا وجهتهم إلى حيث لا أدري.. في الحقيقة أدري، ولكن مالي خلق أفصّل، هم ذهبوا والسلام، أحسست بالتوتر، فأنا أكره أن أنفرد بنفسي لأنني جبان وأعلم ما الذي سيحدث معها؛ إذ سـ(تقبس) بين ضميري ونفسي، وتعال فرّق يا باحث؛ لذلك حولت نظري إلى مجموعة من الكتب بجواري؛ لفت نظري منها كتاب (وداعا أيها الملل) للأستاذ (إنّ).. أقصد للكاتب أنيس منصور، وهو كتاب جميل لا أنصحكم به، وأي كتاب فيه متاجرة بالسعادة ووداع القلق والنهي عن الحزن لا أنصحكم بشرائه مع احترامي لجهود مؤلفيها؛ لأسباب شخصية (ترى أتكلم جد).

ليس لي رغبة بالقراءة أبدًا؛ بل أحسست أنني أكرهها!

تجولت في الشقة (أخس يالفيلا)، فلم أجد ما يشغلني، ثم رجعت إلى غرفتي خاسئا وأنا حسير، ثم جلست قليلا في لحظة صمت لم ينتبه إليها الضمير، ولم تبال بها النفس؛ أي لم يحدث شيء لله الحمد، أحسست بمشاعر غريبة تمر بي، وشعرت بالحاجة إلى الفرار.. أين؟ لا أعلم.. ربما هو الحاجة إلى وجوه جديدة غير التي ألفتها حتى مللت بعضها، وهذا شعور آخر قد يكون له ارتباط بالشعور الغريب الذي غمرني، وعلى كل حال في ستين داهية.. أنا وين وتتبع المشاعر وين، سجلت في منتديات جديدة لعلي أغير الجو، وتتغير علي الوجوه..، ولا أعلم والله هل المنتديات كذلك كألعاب الأطفال نتلهى بها، وهل ردود المدح أو حتى الذم والإثارة هي الأخرى كلعبة الطفل نتفاعل معها حينا، ثم بعد مدة –ولو رجعت إليها- سترى أنها مجرد حروف مترابطة لا تعني لك شيئا، ولا تؤثر فيك قيد أنملة.

رفعت بصري إلى محمولي واستسلمت له؛ إذ لا فرار من الواقع الموحش إلا عبر هذه الوسيلة، ومع وجود الاتصال المرتبط بالجهاز أربعا وعشرين ساعة أشعر بنوع من الأمان، والماسنجر –هذا العالم الغريب- شغال كمان، وعالم تدخل فيه وعالم تخرج وعالم مشغولة وعالم ما تعطي وجه، وآخرين لا تعلم سبب إضافتهم لك، آخرهم شخص أضافني ثم سبني لأنني لم أذكر له اسمي الحقيقي، وعالم ميّتة مثلها مثل القوائم الثابتة على واجهة الماسنجر، لم أرى منهم من أحد مذ أضافوني... وعلى كل حال العمل دون اتصال يجعلك تتأملهم أكثر وأكثر، وأذكر منهم أحبة شرفني والله التعرف إليهم، والاستئناس بهم وبأحاديثهم.

تركت الماسنجر ثم أخذت جولة أخرى حول المنتديات.. ولا جديد، قلت لكم سابقا، وبعضكم لم أقل لهم (أنا أكتب بعدة منتديات) أنني كالطفل أمام الردود، خصوصا الردود الطويلة النقاشية الممتعة، مفتون فيها كل الفتنة.

أغلقت كل شيء ثم علقت بصري على سطح المكتب، عدة مقاطع صوتية وفيديوية مكانها ليس في سطح المكتب؛ بل في الملفات التي تحتوي أمثالها، دخلت في المستندات، فشعرت بالهم؛ إذ الترتيب لك عليه، وتجولت في جهازي، حتى وصلت إلى النقطة التي بدأت منها (التأفف).. نعم، تأففت مرّة أخرى طويلا طويلا، وأحسست بشعور مزعج؛ فأبعدت الجهاز، لكنني لم ألبث حتى استعدته وفتحت حبيب قلبي برنامج الويرد، وبدأت بكتابة هذه الشخبطات.

قال أحد الأدباء –رحمة الله عليه-: الحياة الدنيا كلها، ماذا يبقى منها إن رفع الإيمان؟ ألعاب أطفال، أحزانها تنسى، وأفراحها تفقد، وكل شيء فيها إلى زوال.

صدقتَ.. يا علي الطنطاوي!

اللهم اشرح صدورنا للإيمان، وأنعم علينا براحة نفوسنا، وصلاح قلوبنا، ووفقنا في دنيانا هذه.آمين

أبو عبدالله
الباحث عن الحق

ملاحظة/ "ظللت حيران أمشي في أزقتها **** كأنني مصحف في بيت زنديق"

ذويبان11
03 Jan 2008, 10:43 PM
اخي الباحث بارك الله فيك وفي قلمك السيال

ولكن كما قيل الاكثار من الشئ ملل وربما يؤدي الى تركه كليا
فأنت تقول دائما ما اجلس على الانترنت ساعات طوال والخوض في
هذا البحر اللجي . فترتيب الوقت له اهميته في حياة الانسان
اخشى ان تمل من الانترنت فتترك منتدانا وبذلك سوف نفقدك ونفقد مواضيعك
الشيقه الرائعه
أكرر شكرا لك

فهد
03 Jan 2008, 10:53 PM
اخي الباحث عن الحق

مقالك في قمة الروعه

لاشلت يمينك

البندق
04 Jan 2008, 12:26 AM
مشكور اجي الباحث

موضوع يستحق القراءة

ياسر
04 Jan 2008, 05:49 PM
مشكور على النقل فعلا موضوع جميل جدا

بغداد دار لأهل المـال طيبـة * * * وللمفاليس دار الضنك والضيق

ظللت حيران أمشي في أزقتها * * * كأنني مصحف في بيت زنديق

للشاعر العراقي عبد الوهاب المالكي

الباحث عن الحق
04 Jan 2008, 08:39 PM
ياسر’ بعد إذن الأخوة الذين قبلك.. الموضوع لي أنا بارك الله فيك، أي نقل وأنا أخوك!!!

ثاني التومي
04 Jan 2008, 08:42 PM
ثاني مرة سبر علي ومالك إلا اللي تبي

شوت
04 Jan 2008, 08:55 PM
مشكوووووووووور

الباحث عن الحق
05 Jan 2008, 01:06 PM
ذويبان’ صدقت أخي، لكل فعل ردة فعل، والإكثر من الشيء يجعلك تمله، جزاك الله خيرا.

فهد’ حياك الله أخي الفاضل، وشكرا على طيب مرورك.

ياسر
05 Jan 2008, 03:53 PM
ياسر’ بعد إذن الأخوة الذين قبلك.. الموضوع لي أنا بارك الله فيك، أي نقل وأنا أخوك!!!

الأخ / الباحث عن الحق
ارجو المعذرة فأنا قرأت هذا الموضوع حرفيا في أحد المنتديات والفرق كان في الاسم فقط
وصاحب الموضوع يكتب باسمه الحقيقي وهو معروف الأ إذا كنت ............... ؟؟

الباحث عن الحق
05 Jan 2008, 04:24 PM
ياسر’ كان عليك أن تراسلني على الخاص قبل أن تحكم وتتصرف بناء على حكمك، فلماذا لا يكون ذلك الشخص هو الذي سرق موضوعي، راسل صاحب ذلك الاسم سيخبرك بأنه الباحث عن الحق والثائر الأحمر كذلك.. وبانتظار ردك على الرسالة الخاصة.

ليث
05 Jan 2008, 10:22 PM
الباحث عن الحق


دائما مسدد وموفق

ندعيلك بالخير

الباحث عن الحق
06 Jan 2008, 02:12 PM
البندق’ حياك الله أخي، وشكرا على مرورك.

عبدالله الصادق’ والله بعيد عني جدا، وإلا فأعلم ما سأجده عندكم من خير وفلة بعد.

abo-hatem
07 Jan 2008, 12:02 AM
يعطيك العافية أخي الباحث عن الحق

على هذه الخربشات الجميلة الحزينة ،،،

وأشاركك الرأي فيها والحال من بعضه كما يقولون ،

ولكني أنا كأنني سراج يبحث عن فتيل ،

أقرأ لأتسلى ،

وأجالس لأسلي ،

وأكتب لأسلى ،

دمت بود abo-hatem

هبوب الريح
07 Jan 2008, 08:48 PM
اخي باحث الحق

ربما أنك لست بشاعري هنا هذه المرة

ولكن رمزية الشعراء بدت واضحة في ثنايا المقال

خليتن ( أفحط ) شوي

وفقك الله

الفارس1
07 Jan 2008, 09:42 PM
اشكرك اخي الباحث عن الحق

على جهودك وعلى (خَــرْبَــشَــاتُك)
من جد كلمات الثناء
بجميعها ماتفي حقك
الله يجزاك خير على ماتقدمه في منتدانا
ويكتب لك الاجر
ولا يحرمنا من عطاؤك المُميز
ورحم الله والديك
ودمت بحفظ الله