المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مـلامـح المـسـتـقبـل! - بحثٌ عن مكسراتي.



الباحث عن الحق
24 Jan 2008, 03:28 AM
عذرا يا دكتور محمد الأحمري؛ فإنني قد سرقت عنوان كتابك لأن (المقرود) كان أقرب شيء إلى بصري، كنت أبحث عن كيس المكسّرات الذي اشتريته اليوم وخبّأته عن الشرسين الذين يظنون المكسرات وجبة عشاء لا تستحق الرحمة؛ فتمتد إليها أيديهم ويحملون تلك المكسرات الصغيرة والبريئة بالخمس ويقضون عليها خلال ثوان معدودة، فوقعت يدي على كتابك الرائع وغلافه السيء جدا؛ ولمحت عنوان الكتاب الذي استفزني خطه القبيح كثيرًا، مع صفعة تلقيتها من المعنى الذي تعلق باللفظ لأنه يقوم عليه، صفعةً انتفضَ لها رأسي الذي أمرني بالتوجه إلى برنامج الويرد وكتابة ما يخطر على بالي حول ملامح مستقبلي، هذا المستقبل الذي قام شيخ الكتاب علي الطنطاوي –طيب الله ثراه- بشرشحته وكشفه على حقيقته؛ حين تساءل: أين هو المستقبل؟ ومن ذا الذي يستطيع أن يصل إليه؟. بعد مرور مدة طويلة جدا على قراءة تساؤلات الطنطاوي –رحمة الله عليه-؛ اقتنعت أخيرًا بقصده منها وقلت وراءه: إي والله صح..! http://www.buraydahcity.net/vb/images/smilies1/096.gif

قبل أن أنسى فإنني قد وجدت كيس المكسرات التي ادعيت الرحمة لها، وبدلا من أكلها بالخمس فإنني سآكلها حبّة.. حبّة؛ في الأخير سأقضي عليها جميعا كما سيقضي عليها أصحاب الخمس.. الله المستعان؛ أظنهم أرحم بها مني فإنني كمن يذبح الشاة أمام صويحباتها.. ببطء، أمَامَكُن مستقبل أسود أيتها المكسرات الصغيرات، لكن لتفرحن قليلا؛ فلا (مستقبل) ما دام هناك وجودٌ لحاضرٍ سيبقى المستقبل أمامه –إن آمنا بوجوده- إلى الأبد..!

على أية حال الذي أعرفه أنكن ستقتلن قريبًا، سواء كان ذلك في المستقبل الذي لن نصل إليه –على رأي الطنطاوي- أو في الحاضر، وعلى أية حال –أيضا- لا أظن أنكن ستقفن كثيرًا عند إمكانية الوصول إلى المستقبل أم لا، وهل الحاضر هو الذي نعايشه حتى نموت أم أننا أرواح تقاطعت فيها ذكريات الماضي وآمال المستقبل ووجود الحاضر وواقعيته فلسنا نعيش في العدم..!

لماذا لا يكون المستقبل هو من يتقدم إلينا ونحن في ثبات؟!

أعجبني هذا الحل كثيرًا، إذن أيتها المكسرات.. الموت قادم إليكن !

صاحبكم مؤمن بعدم وجود (مستقبل) نسعى إليه؛ لأنني لا أحب أن أدخل في التشبيه الذي ذكره شيخنا الطنطاوي –رحمة الله عليه- إذ قال ممثلا على سعيه الذي لم ينقطع نحو المستقبل: "إنني كالثور يسعى ليدرك حزمة الحشيش التي يراها على شبر واحد منه فيهلكه السعي، ولا ينالها أبدًا، لأنها معلقة بقرنيه.. تسعى أمامه!" وقد صدق.. ومن هذه النظرة اقتنعت أن الإنسان عليه أن يتقن العمل في حاضره، والمستقبل له ألف حلال، ولا تعارض بين هذا والعمل الذي يجب أن يقوم عليه عمل (حاضر الغد)؛ فمن إتقان الحاضر التجهيز للحاضر الذي سيقدم.. وهكذا.

هل رأيتِ أيتها المكسّرات؟! لا حاجة للخوف والفزع، فحاضر أحدكن لا علاقة له بحاضر مجموعكن، فلا مستقبل في هذه الدنيّة؛ وإنما هو الحاضر.. والحاضر فقط، ثم بعد ذلك عليكن بالفزع والخوف؛ لأن حاضر الواحدة منكن الذي ثبت أنه قادم.. هو الفتك بكن.. وإن تأخر الوقت، لا هروب يا صغيراتي.. لا هروب!.

بدأت أشعر بالراحة بعد إيماني بهذه المعاني، ففي السابق كان هناك عشرات الأمور المستقبلية التي يجب أن أعمل لها كلها، وقد أشغلت بالي كثيرًا، وغمرتني بالهم والغم، وتآكلت همّتي واهتماماتي بسببها، عليّ أن أعمل الواجبات التي تصل إليّ في حاضري.

حاضري بياض والواجبات سواد، عليّ تنظيف البياض من السواد المتتابع !

أثناء ذلك سأنتظر المنية التي تتخطف الناس من حولي ولما تتخطفني !

ما أسعدني إذ أرحت فكري بهذا الإيمان..!

انتهت.

___________________________________

بعد انقطاع غذاء الشاعرية وسقيا الروح

http://www.alsamy.net/vb/images/smilies/oh-man.png !

لا.. لم تنته!
اسمع حبيب قلبي؛ في (المستقبل) بعد يومين عليك اختبار (فقه لغة) و (إعراب)، وأنت علِمتَ ذلك من خلال تجاهلك لحاضرك والتفاتك (للمستقبل) من خلال نافذة (جدول الاختبارات)!! فمن خلال إرغام أنفك بهذه النظرة (المستقبلية) ستذاكر في حاضرك اليوم غصبن عنّك، وفي بالك –والتأكد بخلّيه في نفسك- أنك ستذاكر غدًا، أي: في (المستقبل القريب)، وترى –يا ذكي!- (المستقبل) موجود، ماكو حاجة تافهة اسمها (حاضرٌ قادم)..!

لتنزع كلمة (قادم) منها، وتعال بالله فسّر لي كلمة (حاضر) لوحدها، ثم أخبرني كيف تقول (حاضر..قادم)؟! كيف تخش العقل هذه؟! الحاضر هو الوقت الذي تعيشه.. أنا وإياك نتفق على هذا الأمر، فهو قد قَدِمَ وانتهى أمره؛ إذن القادم هو أمر آخر غير (الحاضر).. وهو –بلا شك- (المستقبل) –طال عمرك-، والمستقبل تغذيه الآمال، فإن حققتها فقد حققت مستقبلا تمنيت في نفسك أن يأتي ليكون (حاضرًا) ناجحا، لا كما توهم نفسك بأنك تبحث عن المستقبل ليكون (مستقبلا) في (حاضرك) فهذا مستحيل.. فاهم؟!!

وترى الشيخ الطنطاوي كان يتكلم عن انعدام المستقبل في الدنيا في سياق الوعظ، أما قرأته له أيها المتثيقف وهو يقول في سياق الكلام عن المستقبل: المستقبل في الدنيا شيء لا وجود له... إن المستقبل الحق في الآخرة.

يالله روح ذاكر.. أمامك اختبار في (المستقبل)، مصيره سيحدد مصيرك (المستقبلي) في الجامعة، والذي مصيرك (المستقبلي) فيها يحدد مصيرك في (مستقبلك).

بلا بشكلك!


أبو عبدالله

مقنع
24 Jan 2008, 07:19 AM
أخي الباحث عن الحق , موضوعك رائع لولا كثرة الاستطراد في جانب الفكاهة الذي يفقد القارئ تركيزه , ولي ملاحظة أخرى ليست في موضوعك وإنما في توقيعك
(كان يحمل هما)يفهم منه أنك الآن لاتحمل هماً أهكذا أم ماذا ؟ ؟تقبل تحياتي وعباراتي .؟

الباحث عن الحق
24 Jan 2008, 07:44 AM
مقنع’ حياك الله تعالى أخي الفاضل، بالنسبة للاستطرادات فهذه من طبيعة أمثال هذه المواضيع، التي يهدف كتابها إلى الفضفضة والانطلاق في الكتابة كالحديث تمامًا.. وهذه تبقى وجهة نظري.

بالنسبة للتوقيع فهو كما فهمت إلى حد ما؛ لولا أنني حين تفكرت في تاريخ الهموم التي غمرتني خلال السنوات الماضية؛ وجدتها تتبدل من حين لآخر، بعضها ننهيها بنجاح وأخرى تذوب مع مرّ الأيام، وتتابع الأعوام.. فننساها، فإذا تذكرناها دُهشنا من نسيانها، وتساءلنا: كيف كنا نحمل مثل تلك الهموم؟! وكيف نسيناها؟! وتذكرك لهذه الهموم المنسية لا يعيدك إلى حملها مرة أخرى؛ فتحدث نفسك قائلا بأسى -إن كانت همومًا سامية-: حقا.. كنا نحمل همومًا واليوم ابتعدنا عن المشاعر والبيئة التي أنتجت هذه الهموم. ولأن جمال التواقيع في اختصارها كتبت: كان يحمل هما.

شكر الله لك طيب مرورك، ووفقك.

الوتر الحساس
24 Jan 2008, 01:14 PM
المستقبل في الدنيا شيء لا وجود له... إن المستقبل الحق في الآخرة

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::


تحياتي بحوث


ومارأيك بقول : كلن على همه سرى

الباحث عن الحق
24 Jan 2008, 06:17 PM
الوتر الحساس’ حياك الله أخي الفاضل، وبالنسبة للمثل فأنا أوافق قائله، كلنا نسري وقد ركبتنا الهموم، نلقي هذا الهم فيركبنا آخر، متى حُط واحد عنا ذاك يركب، واسأل أهل المقابر -إن نطقوا-: هل خرجتم من الدنيا وقد ألقيتم عنكم كل الهموم؟

مقنع
24 Jan 2008, 06:59 PM
أحترم وجهة نظرك إلا أن هناك أمور لايختلف عليها اثنان , وهو أن كاتب موضوع لايريد به إفادة للناس , لا أعده كاتبا أبدا ولو قال إني أروِّح عن نفسي وإخواني بكتاباتي فهذه فائدة , ولكن موضوعك ِأخي باحث يحمل كلاما جميلا ونقولات رائعة لو حاولت إفادة الآخرين بها لكان لك هدفا وهاهو قلمك مبدع لماذا لاتجعل منه وسيلة لإيصال النفع للآخرين وتقلل من جانب الفكاهة _ولا تلغيه _ حتى تستطيع أن تجعل لك هدفا هذا أولاً
ثانيا : إن الفشل في تحقيق أهداف الماضي لايجعل الإنسان يسير بلا هدف ، بل يجعله يضاعف جهده ليعوِّض نقصه , وأنت أخي الباحث يسوؤني جدا توقيعك , فأنت لازلت في ريعان شبابك كما أعرفك , لماذا لاتسع لأن تكون قلما يحمل هما ينقذ غريقا ويعين سليما , وأنت لك مواضيع رائعة ولكن الإكثار من الجانب المقصود يضيع فائدتها , مشكلتنا أننا في جميع همومنا نشترط شرطا حينما نصبو إليها وهذا الشرط ضيعنا كثيرا وكثيرا وكثيرا ,
شرطنا هو أن نرى نتائج أهدافنا بأسرع وقت , وليس عندنا صبر على رؤية النتيجة ,
وعندها لاتستغرب من أهل المقابر حينما يذهبون ولم تنته همومهم فكثير منها من هذا الصنف قد صاحبه سوء التخطيط , وقليل منها لم يسعفهم الوقت فيها وهكذا قل عن الأحياء فهمومهم تموت أمام أعينهم بلا حراك منهم , والمؤمن من انتبه لذلك وليقل لنفسه ماالذي سأحمله للأمة ؟؟؟؟؟؟
تقبل تحياتي واعذرني على إطالتي , وتأخر ردي لظروف وهموم أحملها في نفسي تستوجب مني وقتاً .

أخوك المقصر : مقنع , , , ,

ابن رخيص
25 Jan 2008, 05:13 AM
ذكرتني ياعزيزي بكلام زميلنا آينشتاين وهو أكثر من حاول فك رموز الزمان وهو القائل :

بين الماضي والحاضر والمستقبل ليس هناك سوى وهم في تفكير العقل البشري..

إذا لاحظتم أن - الأوقات الحزينة نشعر بها انها طويلة بينما الايام الفرحة تمر كالدقيقة-

وهذه هي النسبية.

قولف استريم
25 Jan 2008, 08:36 AM
أسعد الله صباحكم بكل خير
بكل صدق .... عبارات جميله وأسلوب أجمل من الجميع سواء من الكاتب وكذلك من المعلقين .. وأن أخطأت بالتعليق فهذا يعود لما رسمتموه أنتم من روعة في الأسلوب ....
بيد أن الهم نقف له أحتراماً ..... لأنه بكل بساطة لا يرافقنا عند الغرق في وسادة أحلامنا .... بل تقوم بتلك المهمه كوابيس الظلام .... وقد يقول أخر لامعنى للحياة بدون هم وهذه فطرة حملها الباري سبحانه وتعالى على كروموسوماتنا الوراثية لقولة عز وجل ( لقد خلقنا الانسان في كبد )....
وللجميع كل التقدير ...

الباحث عن الحق
25 Jan 2008, 06:50 PM
مقنع’ أخي المقصر، لا أظنك مقصرًا؛ لأنك لم تقصر في إبداء نصيحة صادقة من قلبك؛ قد وجدت القبول لدي، جزاك الله خيرا وبيض وجهك وأنار لي ولك الطريق.

ابن رخيص’ بل هناك أوهام كثيرة، شكر الله لك مرورك الجميل أخي الفاضل.

قولف استريم’ أهلا وسهلا بك كاتبنا الفاضل، وقد صدقت في إضافتك الجميلة، وعليك بأحلام اليقظة فهي التي لا يستطيع الهم اللحاق بها، أما أحلام النوم فلا تثق بها.. شكر الله لك جميل مرورك ووفقك.

مقنع
25 Jan 2008, 09:05 PM
أخي ابن رخيص , قولف استريم ,, أشكر لكما الكلمات الذهبية .
أخي الباحث عن الحق , أقولها بفمي المليء لك احتراما وتقديرا لك من اسمك أوفرالحظ والنصيب , حقا ردك يبين أنك تبحث عن الحق , وأهدي لك بقية الترحيب في رسالة خاصة أرسلتها لك فاذهب إلى بريدك الخاص .

salah
26 Jan 2008, 04:08 PM
تحيات كاملة أخي الباحث عن الحقّ
موضوع مبنيّ باحكام كبير جعلني مشدودا إليه حتى انتهيت منه
أحييك كثيرا
في الحقيقة ذكرني ببعض ماكان يتداوله المفكرون المسلمون في حديثهم عن أرواح الجمادات وسائر الموجودات وكذلك ما يُعرف بالنفوس الشريفة
كالنبات، وهو أمر شبيه بما ذهبت إليه، أي أن تتناول نفوس المكسرات واحدة بعد أخرى وليس بالخمس:)