المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هناااااااااك من يموت ؟؟ قصه رائعه



التاريخ المجيد
26 Apr 2003, 09:09 PM
هناااااااااك من يموت ؟؟
كان هناك فى احد الأيام كوبري
متحرك فوق نهر كبير ... وكان أغلب اليوم
يكون الكوبرى مفتوحا فى وضع يكون
فيه الجزء المتحرك بطوله مواز لشاطئ النهر ،
كيما يسمح بمرور السفن فى حرية مارة جوار جانبي
الكوبرى ... ولكن فى بضعة أوقات من اليوم ،
كان هناك قطارات تعبر النهر من شاطئ الى الآخر ،
حيث كان يدار الجزء المتحرك من الكوبرى ،بحيث يكون
عموديا على النهر مما يسمج بمرور القطارات .

كان هناك رجل يقوم بعمليات التحويل هذه ،
يقيم فى كوخ صغير بجوار الشاطئ ،
حيث يقوم بعمله متحكما في دوران الجزء المتحرك
من الكوبري ليؤمنه في الموضع الصحيح
وقت عبور القطارات وفى إحدى الأمسيات ..
وبينما الرجل ينتظر مرور آخر قطارات هذا اليوم ،
نظر على البعد خلال ضياء الغسق الخافت ،
ولاحظ ضوء القطار على البعد .
فذهب لآلة التحكم ، وانتظر حتى صار القطار
على المسافة التي يجب عندها تحريك الكوبري ..
وطبقاً للتعليمات أدار الكوبري ... ووضع الجزء المتحرك
من الكوبري في مكانه الصحيح .. ولكنه ارتعب ،
لما وجد أن نظام تأمين بقاء هذا الجزء في وضعه
هذا لا يعمل... ولو لم يؤمن وضع الجزء المتحرك
فمن الممكن أن يرتد من موضعه مما
يسبب سقوط القطار في النهر .
وهذا القطار كان قطار ركاب ، يركبه كثير من الناس ..
ترك الجزء المتحرك من الكوبري في وضع
عبور القطارات ، وأسرع على عجل
مهرولا إلى الجانب الآخر من
النهر حيث توجد ذراع تحكم يدوية لتثبيت
الجزء المتحرك في مكانه . ..
كان عليه أن يمسك بهذه الذراع إلى الخلف بقوة ،
وبينما القطار يعبر النهر فوق الكوبري ...
كان قد بدء يسمع صوت القطار وقتها ، فأمسك
بذراع التثبيت ومال بثقل جسمه للخلف فوقها ،
مثبتا الجزء المتحرك من الكوبري في مكانه
ليسمح بمرور القطار .

واستمر في تشبثه بها ، والضغط بثقل جسمه على
ذراع التثبيت اليدوية ليحتفظ بالكوبري ثابتا أثناء
عبور القطار ... فحياة كثيرين كانت تتوقف
على مقدار قوته في تثبيت الكوبري .. وفجأة ...
فجأة عبر الكوبري قادما من الناحية التي بها
كوخ التحكم الذي يقيم به ، سمع صوت
جعل الدم يتجمد في عروقه .
قائلا " أبي أين أنت ؟ "

كان هذا صوت ابنه الوحيد البالغ من العمر
أربع سنوات وهو يعبر الكوبري في
اتجاهه ليبحث عنه .
كان رد فعله الأول أنه صرخ للطفل
" أن يجرى بعيداً " ، ولكن القطار كان قد أصبح قريباً ،
وسيقان الصغير لم تكن تستطيع أن تعود به
عبر الكوبري في التوقيت المناسب .

تقريباً تخلى الرجل عن ذراع التحكم اليدوي ،
ليجرى في اتجاه ابنه وليحمله سالما
بعيدا عن عجلات القطار .
ولكنه أدرك لحظتها أنه لن يستطيع
أن يعود مرة أخرى لذراع التحكم في
التوقيت المناسب ، وعليه أن يختار بين
حياة راكبي القطار ,وبين موت ابنه الصغير الحتمي.
كان عليه أن يتخذ قراره في لحظة .

وعبر القطار النهر في سلام ماضيا
في طريقه بسرعة ، ولم يعرف أي
من ركابه شيء عن جسد الصغير الممزق الذي
قذف به في غير رحمة إلى النهر بينما القطار يسير .

ولم يدركوا أيضاً صورة الرجل
التي يرثى لها وهو ينتحب ، وهو ما زال يمسك
بعصا التثبيت اليدوي بقوة لفترة
طويلة بعد عبور القطار .

لم يروه وهو يعود ماشياً في انكسار
ببطء أبطأ مما سار به قبل ذلك إلى بيته
، ليخبر زوجته كيف مات ابنهما الوحيد
بهذه الطريقة الوحشية ...

والآن إذا فهمت هذه العواطف
التي امتزجت في قلب هذا الأب .
فإنك تكون قد بدأت تفهم عواطف كل من يبذولوا
فلذات أكبادهم ليسمحوا لنا بعبور الهوة العميقة
القاتلة التى بيننا وبين كل معتدي ...

فهل هناك أي تعجب من أن الأرض
تزلزلت وصارت ظلمة عظيمة عليها
حينما يموت الآخرون لنحيا نحن !!





تحياتي لكم

رفحاوي
26 Apr 2003, 11:46 PM
اخوي / التاريخ المجيد

القصة مؤثرة لكن ما فهمت المقصود بالكلام الاخير :

(فإنك تكون قد بدأت تفهم عواطف كل من يبذولوا
فلذات أكبادهم ليسمحوا لنا بعبور الهوة العميقة
القاتلة التى بيننا وبين كل معتدي ...

فهل هناك أي تعجب من أن الأرض
تزلزلت وصارت ظلمة عظيمة عليها
حينما يموت الآخرون لنحيا نحن !!)