التهامي
04 May 2003, 10:51 AM
رسالة إلي أمريكا
مارجريت أتوود
ترجمة : مرفت عمارة
عزيزتي أمريكا:
هذه رسالة من الصعب كتابتها، لأنني لم أعد متأكدة مما أصبحت عليه الآن، لقد ظننت أنني أعرفك جيدا، فخلال الخمسة والخمسين عاما الماضية كنت علي دراية كاملة بكل ما يتعلق بك، لقد كنت تمثلين كتب 'ميكي ماوس' و'دونالد دك' التي قرأتها في أواخر الاربعينات، وكنت الموسيقي التي غنيت معها ورقصت عليها لكل من 'إخوات اندروز' و 'إيلافيتز جرالد' و'بلاترز' و'الفيس'. فقد كنت بمثابة وطن من المرح والسعادة.
أنت قمت بتأليف بعض كتبي المفضلة، وإبتكرت شخصيات 'هوسكلبري فين' 'هاوتي' و'بث' و 'جون' في 'امرأة صغيرة' ممن يتمتعون بشجاعة من نوع خاص بهم، وبعد ذلك أصبحت معشوقتي الوجدانية، ورائدة حماية البيئة، وعلامة من علامات الضمير الحر، وكنت 'والت ويتمان' مطرب الجمهورية العظمي، و'إيميلي ديكنسون' حامية الروح الملهمة.
حتي في الآونة الأخيرة كنت تمثلين الثلاثية الرائعة 'هيم نجواي' و 'مفيتز جرالد' و 'فوكفر' الذين تعقبوا مكنونات قلبك، لقد كنت 'سنكليرلويس' و 'آرثر ميللر' اللذين كانا بفضل أمريكيتهما المثالية يطاردان أي ترهات ضدك، لأنهما كانا يعتقدان بقدرتك علي الوصول للأفضل.
لقد كنت 'مارلون براندو' في 'علي الضفة' و 'همفري بوجارت' في 'كي لارجو'، و 'ليليان جيش' في 'ليلة الصياد'، وكنت نصيرة الحرية والشرف والعدالة، و حامية الأبرياء، وقد صدقت معظم ذلك، وأظن أنك أيضا فعلت، لقد بدا ذلك حقيقيا في هذا الوقت.
ولن أخوض في الاسباب التي دعتني للإعتقاد بأن مغامرتك العراقية الاخيرة لم تحظ بالبحث والروية اللازمتين إنما بليت بالبحث التكتيكي الخاطيء، دعينا نتحدث لا عما تقومين به من أجل الآخرين بل ما تفعلينه في نفسك.
أنت تتلفين لب الدستور، الآن من الممكن إختراق موطنك دون علم أو إذن منك، ومن الممكن إنتزاعك بعيدا أو خطفك وسجنك دون سبب، والتجسس علي بريدك، والتفتيش في سجلاتك الخاصة، أعرف أنك تدعين أكل ذلك في سبيل حمايتك والحفاظ علي أمنك، وعليك التأمل في ذلك ولو لحظة واحدة، علي أي حال، منذ متي وأنت يراودك الإحساس بالفزع؟ إنك لم تعتادي بسهولة علي الشعور بالفزع.
لقد أصبح لك سجل حافل من التقارير السرية، استمري علي ذلك وستصبحين قريبا غير قادرة علي المغامرات العسكرية، إما ذلك أو سوف تسيرين علي نهج الإتحاد السوفيتي، كثيرمن الضربات، دون تهيئة الجو لذلك، مما يضع الشعوب في محن حادة، تزداد حدة عندما لا يتمكن الناس من الاغتسال لأن قلة تمييزك تزيل كل ما يحمي البيئة وتلوث معظم مصادر الحياة النقية، وتصيب البقية بالجفاف، فترتفع حرارة الارض ويزداد التلوث.
وإذا أكملت التقدم نحو ذلك المنزلق، فسوف تكف شعوب العالم قاطبة عن إحترام كل ماله صلة بك، ويحكمون بقرب إنهيار مدنيتك، وزيف ديمقراطيتك، ساعتها لن تملكي أي حق في فرض رؤيتك المدنسة عليهم، باعتبار أنك أهدرت سلطة القانون، وأفسدت عشك بنفسك.
لقد اعتاد البريطانيون نسج الخرافات حول الملك 'آرثر' واعتباره حيا نائما في أحد الكهوف، وسوف يعود عند أي خطر يحدق بالبلاد، أنت أيضا تملكين أرواحا حارسة عظيمة من الماضي يمكن إستدعاؤها ، لرجال ونساء يتحلون بالشجاعة والالتزام وبعد النظر، يجب استدعاؤهم الآن للوقوف بجانبك من أجل إلهامك للذود عن أحسن فضائلك، فأنت فعلا في حاجة إلي ذلك
المهم الله يخلف عليك
مارجريت أتوود
ترجمة : مرفت عمارة
عزيزتي أمريكا:
هذه رسالة من الصعب كتابتها، لأنني لم أعد متأكدة مما أصبحت عليه الآن، لقد ظننت أنني أعرفك جيدا، فخلال الخمسة والخمسين عاما الماضية كنت علي دراية كاملة بكل ما يتعلق بك، لقد كنت تمثلين كتب 'ميكي ماوس' و'دونالد دك' التي قرأتها في أواخر الاربعينات، وكنت الموسيقي التي غنيت معها ورقصت عليها لكل من 'إخوات اندروز' و 'إيلافيتز جرالد' و'بلاترز' و'الفيس'. فقد كنت بمثابة وطن من المرح والسعادة.
أنت قمت بتأليف بعض كتبي المفضلة، وإبتكرت شخصيات 'هوسكلبري فين' 'هاوتي' و'بث' و 'جون' في 'امرأة صغيرة' ممن يتمتعون بشجاعة من نوع خاص بهم، وبعد ذلك أصبحت معشوقتي الوجدانية، ورائدة حماية البيئة، وعلامة من علامات الضمير الحر، وكنت 'والت ويتمان' مطرب الجمهورية العظمي، و'إيميلي ديكنسون' حامية الروح الملهمة.
حتي في الآونة الأخيرة كنت تمثلين الثلاثية الرائعة 'هيم نجواي' و 'مفيتز جرالد' و 'فوكفر' الذين تعقبوا مكنونات قلبك، لقد كنت 'سنكليرلويس' و 'آرثر ميللر' اللذين كانا بفضل أمريكيتهما المثالية يطاردان أي ترهات ضدك، لأنهما كانا يعتقدان بقدرتك علي الوصول للأفضل.
لقد كنت 'مارلون براندو' في 'علي الضفة' و 'همفري بوجارت' في 'كي لارجو'، و 'ليليان جيش' في 'ليلة الصياد'، وكنت نصيرة الحرية والشرف والعدالة، و حامية الأبرياء، وقد صدقت معظم ذلك، وأظن أنك أيضا فعلت، لقد بدا ذلك حقيقيا في هذا الوقت.
ولن أخوض في الاسباب التي دعتني للإعتقاد بأن مغامرتك العراقية الاخيرة لم تحظ بالبحث والروية اللازمتين إنما بليت بالبحث التكتيكي الخاطيء، دعينا نتحدث لا عما تقومين به من أجل الآخرين بل ما تفعلينه في نفسك.
أنت تتلفين لب الدستور، الآن من الممكن إختراق موطنك دون علم أو إذن منك، ومن الممكن إنتزاعك بعيدا أو خطفك وسجنك دون سبب، والتجسس علي بريدك، والتفتيش في سجلاتك الخاصة، أعرف أنك تدعين أكل ذلك في سبيل حمايتك والحفاظ علي أمنك، وعليك التأمل في ذلك ولو لحظة واحدة، علي أي حال، منذ متي وأنت يراودك الإحساس بالفزع؟ إنك لم تعتادي بسهولة علي الشعور بالفزع.
لقد أصبح لك سجل حافل من التقارير السرية، استمري علي ذلك وستصبحين قريبا غير قادرة علي المغامرات العسكرية، إما ذلك أو سوف تسيرين علي نهج الإتحاد السوفيتي، كثيرمن الضربات، دون تهيئة الجو لذلك، مما يضع الشعوب في محن حادة، تزداد حدة عندما لا يتمكن الناس من الاغتسال لأن قلة تمييزك تزيل كل ما يحمي البيئة وتلوث معظم مصادر الحياة النقية، وتصيب البقية بالجفاف، فترتفع حرارة الارض ويزداد التلوث.
وإذا أكملت التقدم نحو ذلك المنزلق، فسوف تكف شعوب العالم قاطبة عن إحترام كل ماله صلة بك، ويحكمون بقرب إنهيار مدنيتك، وزيف ديمقراطيتك، ساعتها لن تملكي أي حق في فرض رؤيتك المدنسة عليهم، باعتبار أنك أهدرت سلطة القانون، وأفسدت عشك بنفسك.
لقد اعتاد البريطانيون نسج الخرافات حول الملك 'آرثر' واعتباره حيا نائما في أحد الكهوف، وسوف يعود عند أي خطر يحدق بالبلاد، أنت أيضا تملكين أرواحا حارسة عظيمة من الماضي يمكن إستدعاؤها ، لرجال ونساء يتحلون بالشجاعة والالتزام وبعد النظر، يجب استدعاؤهم الآن للوقوف بجانبك من أجل إلهامك للذود عن أحسن فضائلك، فأنت فعلا في حاجة إلي ذلك
المهم الله يخلف عليك