المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وفاء امرأه - اسطورة يونانية



السنام
24 Mar 2008, 01:40 AM
يقصون في الاساطير القديمه ان حكيما من حكماء اليونان كان يحب زوجته حبا ملك عليه قلبه وعقله
واحاط به احاطة السوار بالمعصم
وكان يتسلل الى نفسه الخوف من ان تدور الايام دورتها فيموت ويفلت من بين يديه ذلك القلب ويصبح من نصيب شخص آخر يعتلقه من بعده
وكان كلما حكى لزوجته عن أحاسسيسه وشكا اليها مايساور قلبه من ذلك الهم
حنت عليه وعللته بمعسول الاماني.واقسمت له بأغلض الايمان بأنها لن تهب قلبها لغيره حيا كان أو بعد مماته
فكان يسكن الى ذلك الوعد سكون الجرح الواسع تحت الماء البارد
ثم لايلبث ان يعود الى هواجسه ووساوسه
حتى مر في بعض روحاته الى منزله في احدى الليالي المقمره
بمقبرة المدينه فبدا له ان يدخلها ليروح عن نفسه هموم الموت بوقفة بين قبور الموتى
فراى في بعض مذاهبه بين تلك القبور امرأة متسبله جالسه امام قبر جديد لم يجف ترابه
وبيدها مروحه من الحرير الابيض مطرز باسلاك من الذهب تحركها يمنة ويسره لتجفف بها بلل التراب..
فعجب لشأنها وتقدم نحوها فارتاعت المرأه ثم أنست به حينما عرفته فسألها ماشأنها؟وما مقامها هنا؟ومن هذا الدفين؟وما هذا الذي تفعل
فابت ان تجيبه عما يسأل حتى تفرغ من شانها
فجلس اليها وتناول المروحه منها وظل يساعدها في عملها حتى جف التراب
فحدثته ان هذا الدفين زوجها,وانه مات منذ ثلاث ايام وانها جالسه من الصباح مجلسها هذا تجفف تراب قبر زوجها وفاء بيمين كانت قد اقسمتها له في مرض موته الا تتزوج من غيره حتى يجف ترابه
وان هذه الليله هي ليلة بنائها على زوجها الثاني,فابى لها وفاؤها لهذا الدفين الذي كان يحبها ويحسن اليها ان تحنث بيمين اقسمتها له او تخيس بما عاهدته عليه

ثم قالت له هل لك يا سيدي ان تقبل هذه المروحه هدية مني اليك وجزاء لك على حسن صنيعك معي
فتقبلها منها شاكرا بعد ان هنئها على زواجها الجديد
ثم انصرف وقد زادت هذه المرأه من همه وغمه وكابته ..
ومشى في طريقه مشية الرائح النشوان يحدث نفسه ويقول
انه احبها واحسن اليها فلما مات جلست فوق قبره لا لتبكيه ولا لتتذكر عهده
بل لتتحلل من يمين الوفاء التي اقسمتها له فكأنها وهي جالسه امام زوجها الاول تعد عدة الزواج من زوجها الثاني
وكأنما اتخذت من صفائح قبره مرآة تصقل امامها جبينها,وتصفف طرتها وتلبس حليتها للزفاف الى غيره!!
ومازال يحدث نفسه بمثل هذا الحديث حتى رأى نفسه في منزله من حيث لا يشعر ورأى زوجته ماثلة امامه مرتاعة لمنظره المؤلم المحزن
فقال لها:ان امرأة خائنة غادره اهدت الي هذه المروحه,فقبلتها منها ، فخذيها لانها من ادوات الغدر والخيانه وانت اولى بها مني..!!
ثم انشأ يقص عليها أمر تلكـ المرأة
فغضبت وانتزعت منه المروحه من يده ومزقتها اربا اربا وانشأت تسب تلك المرأة وتشتمها,وتنعي عليها غدرها وخيانتها وسفالتها ودنائتها!!
ثم قالت:الا يزال هذا الوسواس عالقا بصدرك مادمت حيا
وهل تحسب ان امراة في العالم ترضى لنفسها بما رضيت به لنفسها تلك المرأة الدنيئه..؟؟
فقال لها انك اقسمت لي الا تتزوجي من بعدي فهل تفين بعهدك؟؟
قالت نعم,ورماني الله بكل مايرمي به الغادر ان انا فعلت فاطمأن بقسمها وعاد الى سكونه وهدوئه

مضى عام على الحادثه,ثم مرض الرجل مرضا شديدا
فعالج نفسه فلم يجد العلاج.حتى اشرف على الموت
فدعا زوجته وذكرها بما عاهدته عليه .
فلما غربت شمس ذلك اليوم توفي الرجل
فأمرت ان يسجى بردائه ويترك وحده في قاعته حتى تقام له مراسم الدفن في اليوم الثاني
ثم خلت بنفسها في غرفتها تبكيه وتندبه ماشاء الله ان تفعل

وانها لكذلك,اذ دخلت عليها الخادمة واخبرتها ان فتى من تلاميذ مولاها
حضر الساعه من بلدته ليعوده عندما سمع بخبر مرضه فلما سمع حديث موته ذعر ذعرا شديدا وخرّ في مكانه صعقا وانه لايزال صريعا عند باب المنزل
ولاتدري ماتصنع بامره فامرتها ان تذهب به لاى غرفة من غرف الضيوف
وان تتولى شانه حتى يستفيق
ثم عادت الى بكائها ونحيبها على زوجها وحبيبها
فلما مرّ هزيع الليل الثاني دخلت الخادمة مرة اخرى مذعوره مرتاعه وهي تقول:رحمتك واحسانك ياسيدتي فان ضيفنا يعاني من ألآمه واوجاعه وقد حرت في امره وما احسبه ان نحن اغفلنا امره الا هالكا
وأهّمها الامر,وقامت تتحامل على نفسها حتى وصلت الى غرفة الضيف
فرأته مسجّى على سريره والمصباح عند راسه
فاقتربت منه ونظرت في وجهه فرأت أبدع سطر خطته يد القدر الالهيه في لوح الوجود
فخيّل اليها ان المصباح الذي امامها قبس من ذلك النور المتلألئ في ذلك الوجه المنير
وان انينه المنبعث من صدره نغمة موسيقيه محزنه ترن في جوف الليل البهيم
.................................................. .....................
فأنساها الحزن على المريض المشرف..الحزن على الفقيد الهالك
وعناها امره فلم تترك وسيلة من وسائل العلاج الاتوسلت بها اليه حتى استفاق ونظر الى طبيبته الراكعه بجانب سريره نظرة الشكر والثناء
ثم انشأ يقص عليها تاريخ حياته..فعرفت من امره كل ماكان يهمها ان تعرفه
فعرفت مسقط رأسه..وسيرة حياته..وصلته بزوجها..وانه فتى غريب في قومه
لا اب لا ام لازوجه لا ولد
وهنا اطرقت برأسها ساعة طويلة,عالجت فيها من هواجس النفس ونوازعها ماعالجت
ثم رفعت رأسها وامسكت بيده وقالت له:
-انك قد ثكلت استاذك وانا ثكلت زوجي
فاصبح همنا واحد فهل لك ان تكون عونا لي وان اكون عون لك على هذا الدهر الذي لم يترك لنا مساعدا ولا معينا
فعلم بقصدها .وابتسم لها ابتسامة الحزن والمضض وقال لها:
كيف لي ياسيدتي ان اظفر بهذه الامنيه العظمى وهذا المرض يساورني ولا يكاد يهدأ عني
وقدنغّص علي عيشي وافسد علي شأن حياتي
وقد انذرني الطبيب باقتراب ساعة اجلي ان لم تدركني رحمة الله فاطلبي السعادة عند غيري-فانت من بنات الحياة وانا من ابناء الموت
فقالت له:انك ستعيش وسأعالجك ولو كان دوائك بين سحري ونحري
قال:لا تصدقي مالا يكون ياسيدتي فانا اعلم بدوائي..وعالم باني لا اجد السبيل اليه
قالت ومادوائك
قال حدثني طبيبي ان شفائي في اكل دماغ رجل ميت ليومه..ومادام ذلك يعجزني فلا دواء لي ولاشفاء
فارتعدت وشحب لونها ,واطرقت اطراقة طويله..لا يعلم الا الله ماذا كانت تحدثها نفسها فيها ثم رفعت رأسها وقالت:
كن مطمئنا فدواؤك لا يعجزني
ثم امرته ان يعود الى راحته وسكونه,وخرجت من الغرفه متسلله حتى وصلت الى غرفة سلاح زوجها فاخذت منها فأسا قاطعه,ثم مشت تختلس خطواتها اختلاسا
حتى وصلت الى غرفة الميت,,ففتحت الباب
فدار على عقبه
وصّر صريرا مزعجا,,فجمدت في مكانها رعبا وخوفا
ثم دارت بعينيها حولها,,فلم تر شيئا,,فتقدمت لشأنها حتى دنت من السرير
ورفعت الفأس لتضرب به رأس زوجها الذي عاهدته الا تتزوج من بعده
ولم تكد تهوي بها
حتى رأت الميت فاتحا عينيه ينظر اليها
فسقطت الفأس من يدها,وسمعت حركة وراءها
فالتفتت
فرأت الضيف والخادم واقفان يتضاحكان
ففهمت كل شيء
وهنا تقدم نحوها زوجها وقال لها:
أليست المروحه في يد تلك المرأه اجمل وأخف من هذه الفأس في يدكـ
اليست التي تجفف تراب قبر زوجها بعد دفنه خير من التي تكسر دماغه قبل نعيه
فصارت تنظر اليه نظرا غريبا
ثم شهقت شهقة كان فيها موتها
========
انتهت القصه ، ماذا استفدتم منها ؟
هل المرأه تعرف شيئا عن الوفاء ؟
هل دموع النساء مثل دموع التماسيح ؟
الى اللقاء

صمت مغتربة
24 Mar 2008, 04:27 PM
يبدو ان القصة جميلة ولكنها طويلة ...

لي عودة ...

شكرا السنام


تحيتي
صمت مغتربة

نجمة سهيل
24 Mar 2008, 08:38 PM
إن جينا للصراحه
كلن فيه حقه من خير وشر
وليس الشر يقتصر على نوعيه بستثناء نوعييه
قصه رائعه
تقبل مروري
ومشكوور السنام

ذويبان11
24 Mar 2008, 08:49 PM
الله المستعان
قصه رائعه

السنام
25 Mar 2008, 01:16 AM
يبدو ان القصة جميلة ولكنها طويلة ...

لي عودة ...

شكرا السنام


تحيتي
صمت مغتربة


بانتظارك اخيتي

الجبل الأخضر
25 Mar 2008, 09:33 AM
ليس للمرأه وفاء

كما


انه ليس للرجل وفاء

طبيعة البشر تحب الحياة وهذا من الحياة انهما يحزنان فترة ثم كل يبحث عن مواصلة حياته .

لكن

المرأه اكثر وفاءً من الرجل ........تخيل
فقد ذكرت القصص : ان رجل حكم علية بالقتل في العهد العباسي لتزعمه لجماعة كبيرة تطالب بالحكم فجزع وحزن وأراد الحاكم العباسي استغلال حزنه وجزعه بأظهاره للناس لأنه كان قدوه واسطوره لكثير من الناس وبالمقابل اراد اصحابه ان لايظهرهم بمظهر الخذلان والخوف وهم كانوا مضرب المثل في الشجاعة عند العرب فسألوه عن سبب حزنه واضطرابه فقال لهم : والله لاأخاف من الموت وانا اعلم اني على حق ولكني حزين من يحظى ((بفلانه ))من بعدي وكانت من اجمل نساء العرب .
فرشى اصحابه حارس السجن واوصلوا رسالته الى ابو وأخون المرأه فلما ابلغوها ( جدعت انفها واصطلمت اذناها ) يعني قطعت خشمها واذانها .
وعندما عادوا له بالرسالة وجاء موعد تنفيذ القتل صار يصيح (( طاب الموت الآن )) والناس تردد ورائه طاب الموت الآن .حتى تمنى الحاكم العباسي انه لم يقتله امام الناس .
هذا من قصص الوفاء للعربيات .
اما الهنديات فلا يزال عندما يموت الرجل تحرق زوجته معاه . وبعضهم يمسك بطانية او شرشف ليحجب النار عن المرأة حتى لاتراها فتجزع فتقوم بعضهن بمسك البطانيه وقذفها بعيداً وتقول لمن يمسكها مامعناه أبنار تخوفني ؟؟

ولم يذكر التاريخ ان رجل فعل مثل ذلك ؟

فأيهما اكثر وفاء ؟؟

والحمد لله على نعمة الأسلام

صمت مغتربة
25 Mar 2008, 01:39 PM
الوفاء ياسيدي موجود بالحياة ...ولكن اين المقتدين بهذه الخصلة ؟؟

قِلة قليلة من يوفي ...فالخيانة والغدر اصبحت تُمارس في وجود الزوج او الأب او الأخ او في غيابه..وكذلك بالنسبة للرجل ...فما هو الحال بعد الموت ؟؟

هذا حال الدنيا ..لا يكتمل بها شيئاً ... لنكن متفائلين قليلاً ونقول ان هناك اوفياء

ولكن ..

ليس على ارض الواقع ...




تحيتي للسنام
صمت مغتربة