المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدرسة عمرو بن العاص [ 1/أ - 5/أ ] ! - بين معلّمين.



الباحث عن الحق
05 Apr 2008, 09:07 PM
انتعاش يغمرني كلما أتذكر أيام المرحلة الابتدائية بحلوها ومرّها، مع كثرة حلاوتها وندرة المرارة، إلا أن هذه النادرة تَعْلق في الذهن وتبقى جذوة المشاعر الملتهبة التي أشعَلَتها باقية حتى اليوم.. حين تطل عليك ذكراها، أو تطل عليها أنت. أظن أن تلك الذكرى المؤلمة هي من أطلت عليّ، فرأيتني أعمد إلى جهة أخرى احتوت قلبي وتناثرت ذكرًى جميلة لا تنسى، وبين مرارة الأولى وحلاوة الثانية تتخاصر هذه الأحرف.


أبو غريب في [ 5 / أ ]

ليس مدحًا.. وحتى لو كان، فأنا أتحدث عن طفل كان يحمل اسمي.. ثم اختفى !

لم أكن ذلك الطالب الكسول الذي ينسى الواجبات أو حفظ الدروس الماضية.. بل لعلي كنت أحضّر للدروس القادمة بمتابعة من أمي –حفظها الله تعالى على الخير والعافية- الشديدة في هذا الجانب، وعلى هذا فقد كنت متفوقا بحمد الله تعالى في دراستي أثناء تلك المرحلة المهمة.. المرحلة الابتدائية.

وفي يوم من أيام السنة الدراسية الخامسة، كنا ننتظر الأستاذ [ إبراهيم . ز ] من الأخوة المصريين، ضخم الجثة، أحمر الوجه، فيه شبه كبير من بعض الأخوة الحجازيين من ذوي الأصول الصينية، وقد درّسني هذا الأستاذ في الصف الرابع الابتدائي أيضا ولم أقصّر يومًا في واجباتي التي يطلبها من الجميع، ولا حتى من [ المحفوظات ] وهي المادة التي يدرّسها (نسيت اسمها بالضبط).

دخل الأستاذ إبراهيم الفصل منتفخا كعادته، كان لحضوره مهابة على أية حال، يخشى منها المقصّر ولا يحفل بها من أعد العدّة مِن حَلِّ الواجب وحفظ النصوص المطلوبة.. وقد كنت خائفا ذلك اليوم لأول مرة !

أحضرت الواجب ولم أحفظ النص جيدًا، ولعلي لم أحفظه أبدًا، والكلمة التي خفْت أن يقولها الأستاذ في أول دخوله الفصل..؛ قالها [ أقفلوا كتبكم وأنزلوها على الأرض ] !

لقد قضي عليّ !

ولا أسوأ من أن تنتظر دورك في التسميع وأنت متأكد أن المدرس سيخرجك مع أولئك الطلاب من أصدقاء الحارة [ جمال ] و [ محمد ] –سقى الله أيامهم- الذين سبقوك إلى منصة الإعدام.. أقصد الجلد.

توقف الدور عندي وأنا أنتفض هلعا من الداخل [ فليعن الله على هذه الجلدات الأربع ] قلتها في نفسي.. وأعلنت انهزامي، فبدت ملامح الدهشة بادية على وجه الأستاذ، وقال لي: أنت يا فلان ! وبعد أن توقعت منه أن يعفو عني كعادة المدرسين مع الطلاب الخلوقين والشطار؛ إلا أنه أمسك بكتفي ودفعني أمام الطلاب نحو منصة الإعدام مع صديقيّ.. [ حركة غريبة، لماذا لم يفعلها مع محمد أو جمال؟! ] قلت في نفسي !

بعد أن انتهى من التسميع التفت إلينا التفاتة المحبّ للمعاقبة، تستفز مشاعر الخوف والمهابة لدينا فتظهر ما لديها.. وعينك ما تشوف ألا العقاب. أخذ عصاه فبدأ بمحمد وأذله بأربع جلدات، ثم أتبعه بجمال وأعطاه مثلها.. ثم توقف والتفت إلى الطلاب مهددا ومتوعدًا، وأن الذي يأتي الأسبوع القادم بلا حفظ فسيناله ما سيناله(!) صاحبكم الباحث.

كدت أن أرفع يدي: يابو الشباب.. إيش معنى يأخذوا العبرة مني أنا، وجمال ومحمد واحدهم بلكّة، مالهم مكان في الاعتبار هذا؟!!

الجواب بعد 14 سنة؛ لا.. ليس لهم مكان لأن عقابي يختلف.. كثيرًا(!)، التفت إليّ المدرس وقال: ارفع يديك الاثنتين.. وثبتهما في الأعلى فإن أنزلت أحدهما أو كليهما ولو قليلا فسوف أضربك في وجهك مباشرة؛ فعلت ما أمرني به وجلدني حتى أُنْهِك المُسْكين(!) –على رواية أبو حنشل-، وأخوكم في الله كاد أن يغمى عليه من الألم، وغمرتني تلك الغصة التي تجعل الحجاب الباطن يضغط على المعدة فتشعر بالغثيان، نسيت أن أقول لكم أنه كان يشتمني أثناء جلده شتمَ من قتل له ابنًا أو اغتصب له ملكًا أو عرضًا(!)، بعدها قال لي قف يا (..) وارفع يديك وإحدى رجليك وإن أنزلت أحدهما أعدت جلدك.. ففعلت حتى تعبت فأخذت أرخيها قليلا منتظرًا الضرب لكن لم يحصل شيء، وقد كان منهمكا في تقيء المقرّر على الطلاب.

التفت إلي بعدها وناداني فأتيت إليه وبي من الألم الجسماني والنفسي ما الله به عليهم، فأخذ ستة أقلام من الطلاب –وأقسم على هذا- ووضع ثلاثة بين أصابع يدي اليمنى، والبقية بين أصابع اليسرى؛ ثم ضغط عليهن بيديه الضخمتين حتى استسلمت أمامه فبكيت من قوة الألم وشدته، وعلا صوتي.. ثم أعطاني فرصة قليلة وأكمل الضغط وأنا أبكي من شدة الألم.. ثم توقفَ وشتمني وأوقفني مرة أخرى وقال لي كلمة لم أنساها [ لو كان هناك حبالا على هذه الخشبة فوقك لعلقتك بها ] هل توقّف بعد هذه الكلمة؛ بل –وأقسم بالله على ذلك- أرسل المجنون أحد الطلاب ليأتي بحبل، فأتى ذلك الطالب بحبل (شوفوا النذالة، كان يقدر يقول مالقيت!)، فأمسكه المدرّس بيده ورفعه إلى تلك الخشبة المثبتة على الجدار لكنه كان قصيرا؛ فقال [ ما ينفعش! ].. فنسي الأمر ثم ظللت واقفًا حتى نهاية الحصة، فأخذ أغراضه ثم خرج ولم يحفل بوقوفي أبدًا؛ فجلست وفي رأسي علامات استفهام متألمة، بعضها من تساؤلاتي الخاصة وبعضها ألقاها الطلاب عليّ ببراءة [ ما الذي فعلته بالضبط؟! ].

فكرت اليوم كثيرًا، وقلت لو كنتُ قد فعلت شيئا في السابق جعله يقوم بهذا العمل لأخرجني من بين الطلاب بعد دخوله للحصة مباشرة وقبل التسميع، لكنه أخرجني لأنني لم أحفظ النص المطلوب، فهل من المعقول أن هذا المدرّس الجبان فعل هذا التعذيب تطبيقا لقول القائل: غلطة الشاطر بعشرة ! http://forum.ma3ali.net/images/smilies/an9.gif


تعاهد الرائع [ 1 / أ ]

ومن كان رائعًا من المدرسين فهو يستحق الذكر لأنه بكل بساطة (رائـع) كما ذكرت، وروعة المدرس تعني الكثير لطالبٍ صغير جدا.. في الصف الأول الابتدائي من العام 1410هـ.

دخل علينا ذلك المدرس وطلب منا أن نرسم أي شيء يخطر في بالنا، وقد كنت أحب متابعة مباريات كرة التنس كثيرًا، فرسمت ملعبا للتنس ولاعِبَيْن.. مع الجمهور وأجهزة التصوير.. ونحوها مما استحضرته في ذلك الوقت، وعندما انتهيت منها قدمتها للمدرس كبقية الطلاب، لكنني فوجئت بثناء يستَخِفُّ الحمار البليد، فكيف لا يستخفّني وأنا الطفل والثناء يعني لي الكثير الكثير إذ قصدني به مدرّسنا أمام بقية الطلاب !

مرت عدة أيامٍ فوجدت رسمتي معلقة في ساحة المدرسة ومذيلة بورقة صغيرة كتب فيها اسمي وفصلي.. وياللهول، لكم أن تتخيلوا مشاعري في ذلك الوقت؛ رسمتي البسيطة معلقة في الساحة الداخلية.. كانت فرحة لا توصف.

ثم في إحدى حصص الفنية التي خرجنا فيها إلى معمل أو غرفة جماعة الفنية، وجدت ذلك الأستاذ الرائع [ ف أو ع. الزلفاوي ] يناديني من بين الطلاب ويطلب مني رسمة في لوحة كبيرة جدا، كانت رسمة جسرٍ كبير حصل فيه حادث سير.. ففعلت، ثم وجدت اللوحة بعد أيام وقد لوّنت وحسنت وذيلت باسمي فكدت أن أصرخ من الفرحة.. وأحببت الرسم كثيرًا، وعشقت كل حصة فنية، وكان يغيظني من المدرسين –فيما بعد- من يخرج الطلاب للعب الكرة وقت الفنيّة؛ لأنني كنت أحب الرسم، وأعشقه.. ولا زلت.

وقد تعاهدني الأستاذ الزلفاوي أثناء وجوده في تلك السنوات، ولا زلت أذكر رسماتي جيدا، ويا أسفي على أنني لم أحتفظ بها، ولم أحرص عليها.. لكنني أستطيع أن أرسم مثلها !

الله يشهد أنني كنت أكره حصة النصوص والمحفوظات بعد تلك الحادثة الأولى، وأجد فيها ثقالة دمٍ وقرف لا مثيل له.. حتى يومنا هذا وأنا في المرحلة الجامعية والتي يطلب فيها حفظ الكثير من النصوص، والله يشهد أنني عشقت الرسم بسبب ذلك التعاهد من قبل مدرس الفنية الرائع..!

أبو عبدالله
الباحث عن الحق

ملاحظة/ [ قم للمعلم وفه التبجيلا **** كاد المعلم أن يكون رسولا ] أهديها للمدرس الثاني !

ثاني التومي
05 Apr 2008, 09:46 PM
أما أنا أقصى ماجلدت في الخامس الابتدائي كنت مثلك تماما محافظا جدا حتى أني
كنت الثاني على الفصل إلا في ذلك اليوم التعيس في عصر أحد الأيام
نظرت إلى النص (كانت قصيدة النخلة المعوجة) -الله لايعدل تلك النخل- قصيدة
طويلة جداجدا وهذه غلطة الوزارة ليش يحطون قصايد طويله...؟
المهم أني تقاعست عن الحفظ ولكل جواد كبوة
أتيت للمدرسة أجرجر المعاناة الحصة الخامسة
المعلم : من منكم من لم يحفظ النص...؟
فكان الكل صامت كلهم نزل عليهم حفظ الشافعي في ذلك اليوم
رفعت يدي بكل خوف وبكل رجاء
أنا ياأستاذ
نظر إلي نظرة خفت منها وإلى الآن وأنا أعاني من رعشة في جسدي
سلمت أمري لله ووقفت ولم يقف من الطلاب سواي .
قال: عبدالله الصادق اجلس إنت شاطر وأول مرة هذه وآخر مرة لك
خلاص.
حينها لولا الحياء للقمت بالرقص (أنا أعرفه جيدا إذا مسك العصا كأنه يهاجم أسد يريد
أن يقتله)
جلست وقبل وصولي للكرسي قام مايقارب العشرين طالب كلهم لم يحفظ النص
وطمعوا بالمكرمة
نظر إلي المعلم قال: قم مع الشباب ..؟ (يافرحة ماتمت)
ثم أخذ العصا (تحت نظام القاعدة المشهورة العصا لمن عصى) أذكرها جيدا خيزران
أصفر (حتى أني الآن لا أشجع أي نادي فيه من ذلك اللون)
بدأ بالدور على الزملاء وأذكر ممن جلدوا ابن خالي فكان يشير إلي يصبرني
يقول بالإشارة إنها لاتؤلم خفيفة جائني الدور
افتح يدك فتحت يدي واغمظت عيناي تلقائيا تلقيت عشر عصي أو عشر جلدات
من تلك الحادثة وأنا أعاني من اضطهاد نفسية يأتيني كلما رأيت نخلة ...

لكني أظل أني أفضل منك فقط عشر جلدات

ذويبان11
06 Apr 2008, 12:38 AM
اخي الباحث بورك في
وذكريات جميله
وما اجملها من ذكريات

الباحث عن الحق
06 Apr 2008, 05:04 PM
عبدالله الصادق’ أظن اللوم موجه إلى الطلاب الذين لم يحفظوا، وليس للمدرس.. فهو أراد العدل، أحد قال لهم ماتجون حافظين(!)، شكر الله لك طيب مرورك.

الباحث عن الحق
07 Apr 2008, 08:29 PM
ذويبان11’ حياك الله أخي الفاضل، وشكر لك طيب مرورك.

أبو محمد
07 Apr 2008, 11:11 PM
ههههههههههه

ههههههههههههههههههه

ههههههههههههههههههههههههههه

عفواً الباحث ، لكني لاأتذكر من أ. ابراهيم هذه القسوة التي وكأنها أفلام أكشن

لم أره يوماً حاملاً عصى ولم يكن متجهماً حتى .

يمكن صفكم مزودها حبتين ... لاحفظ ولا هم يحزنون وأراد عقابكم

على العموم هذا درس لك لتعرف في نفسك أن القسوة التي ليست في محلها لاتنفع بل تضر بل تضر

... عشت كريماً بأخلاقك

هبساوي
07 Apr 2008, 11:20 PM
يعطيك العافيه

"الفيصل"
08 Apr 2008, 06:04 PM
يعطيك العافية

سعود الشمري
09 Apr 2008, 01:28 AM
شكرا لك الباحث عن الحق