أنا والليل؟
16 Jun 2008, 11:44 AM
عندما توشك السفينة على الغرق , اشتد الريح وهاتف الظلام ان اقترب فالموعد قد حان ، تمزقت الأشرعة , وتعانقت الأعمدة , وحاصرتها الأمواج من كل جهة ، تمازجت الأصوات فيما بينها فهذه ثكلى تصرخ وتستغيث وهي تشاهد زوجها يلفظ أنفاسه الأخيرة , بعد أن أعطاها طوق النجاة ، وهذا طفل رضيع على قطعة من الخشب تتقاذفه الأمواج يمنة ويسرة ، وهذا شاب لايجيد السباحة تمسك بشاب آخر وبعد عراك على نفس الحياة غرقا جميعا في ظلمة اليم ، وهذه صبية تصرخ بأعلى صوتها حين فصلها الموج عن أبيها الذي كان ممسكا بيدها , لكن طغيان الموج يفرض نفسة وللأسف , ومن بعيد تبصر أشخاصا يتخبطون ولا تدري ولا يدرون بمصيرهم المجهول , وفي الجانب المقابل عجوز تنتظر قدوم ولدها بعد غيابه الطويل , ذرفت دموعا أكثر من دموعها التي ذرفتها طيلة حياتها بعد تأخره عن موعده المعتاد ، استشارت قلبها فلم فصَدَّ عنها , فعادت إلى بيتها واستمرت في نوبة من البكاء الشديد ؟
بكت لأنها تشعر بالمصائب قبل أن تطرق بابها ، بكت لأنه نفس الشعور الذي فقدت به ابنتها الصغرى .
ما أصعبها من لحظة , وأنت تشاهد طاقم السفينة يتآمرون عليها خلف الكواليس , ويمتطون قوارب للنجاة من الموت المحتم ، كان بحوزتهم ثلاثة قوارب حيث ركب بكل قارب سبع خونة ، ليصبح عددهم ( )
كم كانوا سعداء وهم يلتقطون صورا لحطام السفينة , وصورا لآخر الأنفاس , وصورا لابتساماتهم المصطنعة لأن الحقارة واضحة في أعينهم ، فهم إذا اجتمعوا تشاجروا كتشاجر الضرتين ، وإذا تفرقوا عاتب أحدهم الآخر بالافتاة العريضة .
ومافكروا بمصير سفينتهم ولا ركابها إلا أين مصيرهم لأنهم في الصفوف المخفية التي لاتريد معرفة الحقيقة إلا بعد أن يغتصب عرشها ويُطَفئ ضوئها .
في الصفوف التي لا تعرف كيف تطرق الباب ولو لمرة واحدة ليس حفاظا على أي شئ ، بل هو الجبن الراكن بقلوبهم ، لاتعرف من المغامرة إلا أسمها وإن تعلموها طبقوها على أنفسهم .
ما زالوا يعيشون بسعادة وما كدَّر صفو عيشهم إلا الخبر الذي نقلته قناة الجزيرة بأنه: ( قد عثر على مجموعة من الأشخاص فجر هذا اليوم في محيط العروبة , وقد تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج , وأكددت مصادر أخرى أن الخطأ ناجم عن طاقم السفينة , ويعد هذا الخطأ ال 90000000 ... إلخ) من نوعه .
أخبروهم أن الطيور سوف ترجع لأوكارها القديمة وأن الأغصان ستعانق بعضها كما كنت من ذي قبل .
أخبروهم أن الدهر سيلتفت مكشرا بأنيابه يوما ما وأن السعادة يتبعها شقاء لامحالة .
أخبروهم بأن الأعمار لا تتجدد بل هي مجرد تواريخ وستنقضي ، وأن عقارب الساعة متحركة حتى بغيابهم وسيتغير كل شئ .
أخبروهم ، لا لا تخبرونهم
ستصهرهم الحياة بغير مايحسبون وسيعودون إلى عقولهم المسلوبة .
وهذ الأخير ضرب من الخيال لاينطبق بتاتا على الواقع .
تحياتي لكم ولهم .
بكت لأنها تشعر بالمصائب قبل أن تطرق بابها ، بكت لأنه نفس الشعور الذي فقدت به ابنتها الصغرى .
ما أصعبها من لحظة , وأنت تشاهد طاقم السفينة يتآمرون عليها خلف الكواليس , ويمتطون قوارب للنجاة من الموت المحتم ، كان بحوزتهم ثلاثة قوارب حيث ركب بكل قارب سبع خونة ، ليصبح عددهم ( )
كم كانوا سعداء وهم يلتقطون صورا لحطام السفينة , وصورا لآخر الأنفاس , وصورا لابتساماتهم المصطنعة لأن الحقارة واضحة في أعينهم ، فهم إذا اجتمعوا تشاجروا كتشاجر الضرتين ، وإذا تفرقوا عاتب أحدهم الآخر بالافتاة العريضة .
ومافكروا بمصير سفينتهم ولا ركابها إلا أين مصيرهم لأنهم في الصفوف المخفية التي لاتريد معرفة الحقيقة إلا بعد أن يغتصب عرشها ويُطَفئ ضوئها .
في الصفوف التي لا تعرف كيف تطرق الباب ولو لمرة واحدة ليس حفاظا على أي شئ ، بل هو الجبن الراكن بقلوبهم ، لاتعرف من المغامرة إلا أسمها وإن تعلموها طبقوها على أنفسهم .
ما زالوا يعيشون بسعادة وما كدَّر صفو عيشهم إلا الخبر الذي نقلته قناة الجزيرة بأنه: ( قد عثر على مجموعة من الأشخاص فجر هذا اليوم في محيط العروبة , وقد تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج , وأكددت مصادر أخرى أن الخطأ ناجم عن طاقم السفينة , ويعد هذا الخطأ ال 90000000 ... إلخ) من نوعه .
أخبروهم أن الطيور سوف ترجع لأوكارها القديمة وأن الأغصان ستعانق بعضها كما كنت من ذي قبل .
أخبروهم أن الدهر سيلتفت مكشرا بأنيابه يوما ما وأن السعادة يتبعها شقاء لامحالة .
أخبروهم بأن الأعمار لا تتجدد بل هي مجرد تواريخ وستنقضي ، وأن عقارب الساعة متحركة حتى بغيابهم وسيتغير كل شئ .
أخبروهم ، لا لا تخبرونهم
ستصهرهم الحياة بغير مايحسبون وسيعودون إلى عقولهم المسلوبة .
وهذ الأخير ضرب من الخيال لاينطبق بتاتا على الواقع .
تحياتي لكم ولهم .